إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / حداد الزوجات، في الإسلام









شُبُهات

مقدمة

خص الله سبحانه وتعالى الزواج بمواثيق وعهود، تستوفي حقوق الرجل على المرأة، وحقوق المرأة على الرجل. ويمثل الزواج الرابطة الفطرية الطبيعية التي أوجدها الله سبحانه وتعالى لتحقيق التكامل المنشود بين الذكر والأنثى، قال تعالى: ]وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[ (سورة الروم: الآية 21).

ومن ثم كان انفصام هذه العلاقة، أمراً له أسسه وقواعده وشروطه، لأنه يتجاوز محيط علاقة الزّوج والزّوجة، إلى علاقات أوسع في المجتمع، تتمثل فيها الأسرة والقبيلة.

ولمّا كان الزواج من هدي السنة، التي رغّب فيها رسول الله حين دعا إلى الزواج، حفاظاً على المجتمع من الانهيار وانتشار الرذيلة، وحرصاً على تحصين الشباب، وإعداداً للقوة بزيادة عدد المسلمين، وعمارة الأرض باستثمار مواردها من قِبل هذه القوة، أصبح الزواج ركناً أصيلاً من بناء المجتمعات والأمم.

وأوثق ما في الزواج تلك العلاقة الحميمة بين الزوجين، التي عبر عنها القرآن في قوله: ]وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ[ (سورة النساء: الآية 21)، كما عبر عنها بالمودة والرحمة، ومن هنا كان موت الزوج يُعدُّ صدمة أليمة لزوجته، يجعلها محتاجة لفترة تستوعب فيها الحدث، لتألف الحياة بعد أن خلت من الزوج، كما تستعيد توازنها النفسي. لذا، كان الحداد فترة لازمة مراعاة لهذه التغيرات النفسية والاجتماعية في حياة الزوجة.

ويتناول هذا البحث الأحكام الشرعية للحداد، ثم يُطوّف على بعض الأمم الأخرى، من غير المسلمين، ليري ما تفعله النساء في الحداد. ثم يَذْكُر بعض الأمور التي تتبع الحداد، كالنياحة ولبس السواد والبياض وأحوال النساء في المآتم، ومواقف النساء بين الوفاء للزوج المتوفى وعدم الوفاء.