إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / حداد الزوجات، في الإسلام









شُبُهات

6. حداد الرجال

لم يترك الرجال الحداد للنساء، فبعض الرجال يبلغ بهم الحزن أو العادة مراحل يتركون فيها الطيب والزينة ومخالطة الناس، ويَتَسَلَّبون، حزناً وجزعاً على من يفقدون. فقد كان أبو بكر محمد بن داود الأصفهاني عالماً فقيهاً، وكانت بينه وبين اللغوي الكبير إبراهيم بن عرفة المشهور بنفطويه (ت 323هـ) مودة أكيدة. فلمّا مات أبو بكر تَفَجَّع عليه نفطويه وجزع جزعاً عظيماً، ولم يجلس في حلقته للتدريس سنة كاملة، فقيل له في ذلك فقال: إن أبا بكر بن داود قال لي يوماً ـ وقد جرى بيننا حديث في العهود وحفظها ـ أقل ما يجب للصديق أن يتسلَّب ـ أي يحزن ـ على صديقه سنة كاملة عملاً بقول لبيد، وكان لبيد قد أوصى ابنتيه حين حضرته الوفاة بذلك فيما ورد سابقاً.

وما تزال مثل هذه العادات سائدة بين كثير من الناس، خصوصاً إذا افتقدوا عزيزاً. ثم انتشر ذلك حتى أصبح واجباً أو كالواجب، وأصبح سائغاً على نطاق الدول والحكومات. ففي وفاة الزعماء والقادة وأصحاب النفوذ يعلن الحداد الرسمي ثلاثة أيام أو تزيد، وقد تصل إلى أربعين يوماً. وفي ذلك لا شك تعطيل لبعض مصالح الأمم وفيه تشبه بأعداء الإسلام. فقد توفي للنبي عدد من أولاده، وأقاربه وأصحابه في حياته، فكان يحزن عليهم ولكن ما علمنا عنه أنه صدر منه غير الحزن، ولا أقام أصحابه الحداد عليهrمن بعده، ولا على أحد من الصحابة والتابعين.