إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / حداد الزوجات، في الإسلام









شُبُهات

8. لبس السواد والبياض

يتصل بالحداد والنياحة اتخاذ بعض الملابس الخاصة الملائمة لجو الحزن. ولعل من المتفق عليه أن السواد هو لون الحزن، وهو اللون الذي يناسب الحداد، وإن كان الشرع لم يحدّد للمرأة المحدّ زيّاً معيناً، منعها من لبس الأزياء الزاهية ذات الألوان الجذابة، التي ترغِّب فيها. ولكن الناس مضوا في ذلك إلى أشواط بعيدة، وصارت ثياب الحزن، هي الثياب السوداء. وصار السواد هو شعار الحزن وهو لبس المرأة الثكلى التي افتقدت عزيزاً. قال الشاعر:

وفراق من تهوى عليك عسيرُ

بان الذين أحبهم فتحملــوا

فيهـا تُلَطَّـمُ أوجـهٌ وصدورُ

فَلأَبْعَثَنَّ نياحــةً لفراقهـم

الثواكل إذ دَهَـاك مَسِيـــرُ

ولألبسَنَّ مَدارعاً مُسْوَدَّةً لبس

فهذا إذا فارقته المحبوبة أعلن الحداد الرسمي، فبعث النياحة ولطم الوجوه والخدود، ولبس الثياب المسوّدة كما تفعل النساء الثواكل، أسفاً على فراق هذه المحبوبة.

والعرب تسمي ثياب الحزن "السِّلاب"، وهي ثياب سود تلبسها النساء في المآتم. ويقولون "تسلّبت المرأة" إذا لبست تلك الثياب.

وعلى الرغم من أن لبس السواد في الحزن هو الشائع، إلاّ أن بعض الشعوب العربية ربما عكست الأمر فاستخدمت البياض في الحداد، ولعلها عادة مغاربية، يقول الحصري القيرواني في تعليل المشيب وتحسينه:

بأندلس فذاك من الصـواب

إذا كان البياض لباس حـزن

لأني قد حزنت على شبابي

فَهَا أنا قد لبستُ بياض شَيْبي

فدلّ هذا على أن أهل الأندلس كانوا يعكسون ما اعتاده العرب، فيلبسون البياض في الحزن وليس السواد. وما تزال من هذا بقية في كثير من بلاد المغرب والسودان.