إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / حقوق الإنسان في الإسلام









مقدمة

10. حقوق الإنسان المتعلقة بمقصد العرض والشرف

أ. حق حماية العرض والسمعة

حرّم الإسلام أن تُنتهك سمعة الإنسان وعرضه، فالرسول، r يقول في خطبة الوداع: ]فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 65).

كما حرّم الإسلام ـ أيضاً ـ تتبع عورات الناس، ومحاولة النيل من شخصية الإنسان المعنوية: ]وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا[ (سورة الحجرات: الآية 12)، ]وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ[ (سورة الحجرات، الآية 11).

وهذا الحق نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان فقال: (لا يجوز تعريض إنسان للتدخل في شؤونه الخاصة، ولا في شؤون أسرته، أو مسكنه، أو رسائله، بغير مسوغ قانوني، ولا للاعتداء على شرفه وسمعته، ولكل إنسان الحق في الاحتماء بالقانون، من مثل هذا التدخل أو الاعتداء).

والحق أن الإسلام يسمو كثيراً، على كل ما جاءت به الإعلانات والقوانين الوضعية، في إقرار هذا الحق المقدس للإنسان. يقول سيد قطب في هذا المجال: (إن للناس حرياتهم وحرماتهم وكراماتهم، التي لا يجوز أن تنهك في صورة من الصور، ولا أن تمس بحال من الأحوال. ففي المجتمع الإسلامي الرفيع الكريم، يعيش الناس آمنين على أنفسهم، آمنين على بيوتهم، آمنين على أسرارهم، آمنين على عوراتهم. ولا يوجد مبرر ـ مهما يكن ـ لانتهاك حرمات الأنفس والبيوت، والأسرار، والعورات. حتى ذريعة تتبع الجريمة وتحقيقها، لا تصلح في النظام الإسلامي ذريعة للتجسس على الناس. فالناس على ظواهرهم، وليس لأحد أن يتعقب بواطنهم، وليس لأحد أن يأخذهم، إلاّ بما يظهر منهم من مخالفات وجرائم، وليس لأحد أن يظن، أو يتوقع، أو حتى يعرف أنهم يزاولون في الخفاء مخالفة ما، فيتجسس عليهم ليضبطهم. وكل ما له عليهم أن يأخذهم بالجريمة عند وقوعها وانكشافها، مع الضمانات الأخرى، التي يُنَصُّ عليها بالنسبة لكل جريمة).

ب. حق الأسرة

الزواج حق لكل قادر عليه، وهو الطريق الشرعي لبناء الأسرة وإنجاب الذرية وإعفاف النفس. وقد حث الله تعالى المجتمع الإسلامي على تيسير الزواج، فقال تعالى: ]وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ[ (سورة النور: الآية 32).

ولكل من الزوجين حق قِبَل الآخر، وعليه واجب ]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ[ (سورة البقرة: الآية 228). ولكل من الزوجين قِبَل الآخر حق احترامه، وتقدير مشاعره وظروفه، في إطار من المودة والرحمة، ]وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[ (سورة الروم: الآية 21).

وقد كَفَلَ الإسلام، لكل فرد في الأسرة، أن ينال منها ما هو في حاجة إليه، سواء كان رعاية أو حناناً أو كفاية مادية، وذلك في كل مراحل العمر. كما أن مسؤولية الأسرة شركة بين أفرادها، كل بقدر ما يستطيع.

ولا يُجْبَر في الإسلام، الفتى أو الفتاة، على الزواج ممن لا يرغبا فيه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: ]أَنَّ جَارِيَةً بِكْرًا أَتَتْ النَّبِيَّ r فَذَكَرَتْ أَنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ كَارِهَةٌ فَخَيَّرَهَا النَّبِيُّ [r (سنن أبو داود، الحديث الرقم 1794).