إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / اللحية




مارك فورن مولن
بارثولوميو
بيتا هيكي
د. جون بلوسمان
ريتشارد برينسون
شيف بول برود هوم
كوفي أنان





مقدمة

المبحث الثالث

اللحية في الأمثال والتاريخ والسير

أولاً: اللحية في الأمثال

1. اللحية في الأمثال العربية

تعتبر الأمثال قوالب تختزل فيها ثقافات الشعوب وتجاربها وخبراتها؛ ولذا كثرت الأمثال العربية المتعلقـة باللحية ومنها:

·   اللحية حلى الرجال

·   من سعادة المرء خفة عارضيه

·   حرك لحيتك تطرب معدتك

·   من يدر المشط بنتف لحيته، ويروى من لم يدر المشط بنتف لحيته، وذلك لبيان أخذ الحذر، ووجوب الإتقان.

·   غَيِّر الحُلَّة وقَصِّر اللحيـة، لبيان التغير مع الواقع والتكيف حسب الحال.

·   اللحى خير من الوهي[1]، معناه اختيار أهون الشرين

·   أفلت فلان بجريعة الذقن، أي أفلت وقد بلغت نفسه موضع الذقن، وهو مثال للمفلت من الهلاك بعد أن أشرف عليه.

وجاء في هجاء اللحية

·   ما طالت فأفلحت

·   إذا طالت اللحية تكوسج العقل، معناه إذا طالت اللحية قل العقل.

·   لحى يسخر منها جحا.

2. اللحية في الأمثال العامية في مصر والشام

·   بوس[2] الإيدين ضحك على الدقون. ويقال: "ضحك على اللحى"

·   شَابتْ لِحَاهم والعقل لِسَّه ما جاهم.

·   كل طويل دقن قليل عقل.

·   كل دقن ولها مشط . وكل لحية ولها مقص[3].

·   ألف دقن ولا دقني.

·   من كل دقن شعرة بصير لحية.

·   كن في أول السوق يا جحا ولو بقص اللحى.

·   دقن ما بتعمل خوري.. يقابلها بالفرنسية:  les habits ne fait pas le moine

·   راجل بخيل اللحية.. يقال لمن يطلب منه شيء فيمنعه بخلاً منه.

·   دقن الطماع في يد المفلس.. يقال لمن يطمع في غير محل الطمع.

3. اللحية في الأمثال النجدية

·   ما يَشْفي حَاهَا[4]، إلاّ لحاها[5]، أي: لا يشفي ألم المرء إلاّ دفعه ذلك بنفسه، ويضرب في وجوب الاعتماد على النفس، وعدم الركون إلى الآخرين.

وهو عند البغداديين بلفظ: "ميفكّ لحاها، إلا لحاها"

·   "من كل لحية شعرة"، يضرب للشيء يجمع من جهات متعددة

·   "ها اللِّحْية[6] ما هِيبْ[7] على رَجِلْ"

يقول الرجل منهم في تحدي الآخرين: "هذه اللِّحية ـ يشير إلى لحيته ـ ليست على رجل إن لم أفعل كذا وكذا.

أصله المثل العربي القديم : "فَلِمَ خُلِقَتْ إن لم أخدع الرِّجالَ" ؟ يعني لحيته، يقول لِمَ خُلِقَتْ لحيتي إن لَم أَفْعَلْ هذا. ويضرب هذا المثل في الخديعة والمكر من الرجل الدَّاهي.

ونظمه أحدهم فقال:

إن كنتُ لم أخْدَع بها الرجالا                            لِمَ خُلِقَتْ ـ يعنى ذَقْنُه ـ ياخالا

·   "إن رفَعْتْ للشَّارِبْ، وإن طَمَّنْتْ[8] لِلِّحْيَهْ"

والمراد: إن رَفعت بُصاقِك إلى فوق أصاب شاربك، وإن أنْزَلْتَهُ أصاب لحيتك.

ويُضْرب هذا المثال: لمن أصابه أذى من قريب أو صديق، فلم يستطع الردَّ؛ لأن أذى قريبه أو صديقه، يعود عليه نفسه بالأذى.

ويوجد هذا المثل في شمال العراق بلفظ: "إذا تفلت فوق تجي على شو بغبي[9]، وإذا تفلت جوى تجي على لحيتي"

وعند العامة في مصر والشام بلفظ: "اللي يتف لفوق يجي على شنبه، واللى يتف لتحت يجي على دقنه"

وعند البغداديين: "إن تفلت فوق بشاربي، وإن تفلت جوه بلحيتي"

·   "لحيته تشويه"

يضرب للشاب الذي تخرج لحيته كَثَّـة كبيرة قبل أوان خروجها، يريدون ـ مبالغة ـ أنها تكفي لشبِّه على النار وإنضاجه، فكأنها التي قصدها الشاعر بقوله:

يا لحيــة سرحتها                                     فقعدت منها في جوالق[10]

·   "لحية الطماع بذنب المِفْلِسْ"

لحية الطماع: كناية عن ثروته، وأغلى ما لديه وهو ماله. وكذلك ذنب المفلس: أردأ ما فيه.

ويضرب لوقوع الرجل الحريص على مال في أيدي مفلس يأكل ماله.

·   "ما عنده باللحى شعر"

يضرب لمن لا يبالي بعداوة الرجال.

يريدون أن الرجال عنده بمنزلة النساء، اللائى لا لحى في وجوههن، ولا تخشى عداوتهن،

ويقول البغداديون لمن لا يوقر أحداً:

"لحية القاضي عنده مكنسة"

·   "ما هنا عِلْك[11] يهز اللحية"

أي: ليس هناك عِلك كبير تهتز اللحية عند علكه.

يضرب هذا المثل للشيء الزهيد.

·   "خَلِّك الأوَّلْ، لو بحَسْن[12] الِلّحى"

المعنى: كُن الأول ولو كان ذلك في حلق الِّلحى.

وهذه مبالغة منهم في طلب التقدم في الأمور وعدم التواني، وإلا فإن حلق اللحية عندهم كان أمراً عظيماً.

والمثل عند اللبنانيين بلفظ: "كون بالأول يا جحا، ولو بقص اللحى"

وعند المصريين بلفظ: "كون في أول السوق يا جحا، ولو بقص اللحى"

وفي الشام: "كون بأول الناس يا جحا، ولو بقص اللحى"

·   "أغلا من شَعر اللحى"

ويقال في الشيء الغالي العزيز. وهذا المثال يبين أهمية اللحية ومكانتها عند أهل نجـد.

·   "لحية[13] غانمة[14].

معنى دعاء للشخص بالفوز والفلاح.

4. اللحية في الفلولكلور الشعبي الغربي والأمثال الأجنبية

إن حوار الحضارات ليس إبداعاً فكرياً معاصراً، ذلك لأن التفاعل بين الحضارات والشعوب، حقيقة ما ثلة للعيان، نلمسها في تداخل اللغات، وتبادل الثقافات بين الشعوب، ومن ذلك التشابه الكبير في الأمثال، بين الأدب العربي وغيره من الآداب الأجنبية، وخاصة ما يتعلق باللحية موضوع البحث.

تدل كلمة اللحية باللغة الفرنسية Le Barbe على شعر الذقن والوجه والشعر الطويل لبعض الحيوانات تحت الحنك' كوصفهم عثنون الديك بلحيته، ويدل مصطلح "اللحية الرمادية" عندهم على المشيب والشيخوخة. وللحية بالفرنسية مجازات كثيرة، منها قولهم: الضحك على الذقون واللحى، أي بقول أشياء لا ترضي أصحابها.

"الإمساك بلحية فلان من الناس" معناه: إرغامه عنوة على فعل ما لا يريد فعله، وفي العربية يقولون في مقابل لهذا المعنى "لحية أو ذقن فلان بكفي أو بقبضتي".

ويطلق الفرنسيون لقب "ذات اللحية الزرقاء" على الزوجـة السفاحة المجرمة، أو المرأة التي تكون سببا في نكد عيش زوجها المسكين، وحكاية ذات اللحية الزرقاء  La Barbe Bleu  دخلت في الأدب الفرنسي، وفي قصص الأطفال، ووردت كعنوان لقصة اشتهرت حتى يومنا هذا للكاتب المعروف Berraut، وخلاصـة هذه القصـة: "إن امرأة سفاحة لها لحية زرقاء، أو لحية ضاربة إلى الزرقة، وتزوجت من ستة أزواج ذبحتهم الواحد تلو الآخر، ولما همت بقتل زوجها السابع، هرع إخوته إلى إنقاذه من براثنها، وقتلوها، وأنقذوا البشرية منها، ومن لحيتها الزرقاء المشؤومة".

ويسمي الفرنسيون، والإيطاليون كذلك بعض الأباطرة والقادة، والملوك، والحكام بـ "ذوي اللحى الحمراء" رمزاً، وإشارة إلى ما اشتهروا به من سفك الدماء، والأصل في تسمية "اللحية الحمراء" مأخوذة من أعمال القائد الجزائري خيرالدين بروباس أو بارباروسا. (كما يدعي ذلك الأوروبيون).

وكلمة "بارباروسا" تعنى باللغة الإيطالية "اللحية الحمراء"، وقد أدخل هذا القائد ـ ذو اللحية الحمراء ـ الرعب، والفزع في قلوب ملاحي السفن، والأساطيل الفرنسية، والإيطالية والأسبانية، في البحر الأبيض المتوسط، ثم التحق بخدمة السلطان سليم الأول العثماني، فعينه أمير بحر "أميرالا" الأسطول التركي، فعمل على تطوير الأسطول العثماني، الذي روّع الأساطيل الأوروبية آنذاك في المدة الواقعة بين 1546 ـ 1583 م. وكذلك سمى الإمبراطور فروديك، إمبراطور بروسيا وألمانيا بـ "فروييك البارباروس" أي صاحب اللحية الحمراء (1132ـ 1190) وقد غزا إيطاليا، ودمر مدنها، وخاصة مدينة ميلانو، التي أوقع بها خراباً جسيماً، وتذكر المصادر التاريخية أن هذا الإمبراطور قد اشترك في الحروب الصليبية ولعب دوراً بارزاً فيها.

أما اللحى عند الإنكليز؛ فقد جاء في المراجع الإنجليزية: أن اللحية Beard هي الشعر النامي على وجه الرجل البالغ، وأحيانا تكون خاصة بالشوارب. وفي علم الحيوان اللحية خصلة من الشعر بما يشبه اللحية البشرية على حنك المعزة أو التيس، أو الريش الذي يشبه الشعر تحت منقار بعض الطيور. وفي علم النبات الخصلة أو ما يشبه شعر الفرشاة على بعض النبات ـ ويستعمل معنى اللحية بالإنكليزية بمعنى الصنارة والإبرة أيضاً، وفي ذلك ما فيه من تورية ملحوظة. أما استعمالهم في الأمثال الدارجة والشتائم "نتف اللحية" ففيه معنى التحدي والإهانة، شأنهم في ذلك شأن العرب عندما يهدد أحدهم بنتف لحية الآخر.

وقد اشتهرت الشعوب الأنجلوسكسونية باللحى الحليقة أكثر من سواها من الشعوب، ولعل مرد ذلك أنها كانت البادئة بالثورة الصناعية، وأن العمال، وسواهم من العاملين في المعامل والمصانع، عمدوا إلى حلق لحاهم، حتى لا يعشعش فيها الدخان المتصاعد من تلك المعامل والمصانع، واختصاراً للوقت في تمشيط اللحى، وتشذيبها، وتقليمها، بما يليق بمكانة صاحبها.

واللحية عند الفرنجة ذات أشكال وألوان، فمنها المرسل الطويل حتى السرة، وغالباً ما يكون أصحابها من النساك والمتعبدين، ومنها الكثة الغليظة، وقد يكون أصحابها من رجال الدين أو من العلمانيين، فلا فرق في اللحى بين هؤلاء وأولئك، فمثلاً إذا نظرنا إلى لحية دارون أو ماركس أو إنجلز، لما وجدنا فرقاً بينها وبين لحية أي قس من الكاثوليك أو الكويكر المتعصبين، ومن اللحى عندهم كذلك المدببة، التي يطلق عليها صفة العثنون، وقد اشتهر بها أساتذة الطب والعلوم الأخرى، وقلدهم في ذلك الأطباء العرب، والتُرك منذ منتصف القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وثمة لحى أخرى، برزت في منتصف القرن العشرين في الغرب، بين فئة من الشبيبة الهيبز، الهامشية، الضائعة، القلقة الشاردة، الناقمة، الغاضبة التي وصفها النقاد، والكتاب من الباحثين الاجتماعيين، أنها زمرة طفحت على سطح المجتمع الرأسمالي الرث، لا فلسفة لها في الحياة ولا هدف، بدليل ما يعشعش في لحى أصحابها من أقذار.

وفي روسيا، أثناء الحركة الإصلاحية التي بدأها بها بطرس الأكبر لما عزم عزما أكيدا على إدخال الحضارة الأوربية إلى بلاده، فعمد أول ما عمد إلى الأمر بحلق وقص لحى جميع أفراد الشعب الروسي من أمراء وأقنان، فكان يحمل المقص في يده ويقص لحية كل من يصادفه في طريقه. ومعلوم أن الروس اشتهروا في عهود القياصرة باللحى الطويلة التي انتشرت بينهم وتميز بها كهانهم، وأمراؤهم، وأقنانهم وعبيدهم، ولذلك دار صراع عنيف، بين القيصر الحاكم وذوي اللحى الطويلة، إلى أن انتهى الأمر بالروس بثورة أكتوبر التي قضت على اللحى الطويلة، وعلى روسيا نفسها بعد ذلك.

ثانياً: اللحية في التاريخ والسير

1. نبذة تاريخية

في مصر القديمة، في عصور ما قبل التاريخ، كان بعض الرجال يحلقون لحاهم بدعوى النظافة. وكان الملوك المصريون يضعون أحياناً لحى صناعية رمزاً لعظمة المُلك. ووضعت الملكة حتشبسوت لحية لتظهر بمظهر القوة والخشونة. وفي اليونان، كان سقراط وبعض الفلاسفة يضعون لحى مصطنعة رمزاً للحكمة.

بحلول عام 200 للميلاد شاع بين الأوروبيين إطلاق اللحية، ثم في حوالي عام 1100 فقدت اللحية سحرها، وقل من يطلقها. إلا أنها استعادت بريقها في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، وكانت اللحية الشائعة آنذاك العثنون (اللحية الصغيرة المدببة).

وفي القرن 19 أطلق الأوروبيين سوالفهم على جانبي الوجه، وكان يطلق على هذا الفعل شرائح الضأن مع حلق الشعر الموجود أسفل الذقن على طريقة إمبراطور النمسا فرانسيس جوزيف.

أ. لحى بعض المشاهير

كان أبو بكر الصديق t كث اللحية

وكذلك كان عمر بن الخطاب t

وكان ذو النورين عثمان بن عفان t رقيق اللحية طويلها وكان يصفرها.

وكان علي t عريض اللحية، وقد ملأت بين منكبيه.

وكان عمرو بن العاص، t عظيم اللحية.

وكان أبو جعفر الطبري كبير اللحية، حسن القيام على نفسه.

وقيل إن علي بن المبارك "صاحب كتاب النوادر" قد سُمِي اللحياني لعظم لحيته.

وكان عبد الملك بن مروان أسمر مربوعاً طويل اللحية.

وكان أبو جعفر المنصور خفيف العارضين.

وكان المعتصم بالله أحمر حسن الجسم مربوعاً طويل اللحية.

وكان المأمون طويل اللحية.

وكان الواثق بالله كث اللحية.

وكان المكتفي بالله ( ت 295هـ ) وافر اللحية عريضها.

وكان المستنجد بالله ( ت 566هـ )  أسمر تام القامة طويل اللحية.

وكان المتوكل على الله عظيم اللحية تملأ صدره، أسودها، إذا هبت الرياح تتفرق نصفين حتى يستبين موضع السبلة.

وكان المعتضد بالله خفيف العارضين.

وكان الراضي بالله خفيف العارضين.

وكان نور الدين محمود زنكى أسمر طويل القامة، ليس له لحية إلا في حنكه.

وكان سليم شاه بن عثمان مربوع القامة حليقاً ليس له غير الشوارب.

وكان تيمورلنك شيخاً طويلاً مهولاً طويل اللحية.

ب. غرائب اللحى في التاريخ

كان يوسف بن عمر ـ أمير العراق في زمن هشام بن عبد الملك ـ من أعظم الناس لحية وأصغرهم قامة، كانت لحيته تجوز سرته. وكان عباد بن زياد كبير اللحية، فدخلت فيها الريح فنفشتها فضحك عليه أحدهم وقال:

ألا ليت اللحى كانت حشيشاّ                             فتعلفها خيول المسلمين

وكان ضياء الدين عبدالله بن سعد الشافعي (780 هـ ). له لحية طويلة جداّ تصل إلى رجليه، وإذا قام يجعلها في كيس، وإذا ركب انفرقت فرقتين، فكل من رآه يقول : "سبحان الخالق".

وروى الأصبهاني أن محمد بن عمرو بن حزم ـ والي المدينة المنورة ـ كان عظيم اللحية، له جارية موكلة بلحيته إذا ائتزر حتى لا يأتزر عليها، وكان إذا جلس للناس، جمعها ثم أدخلها تحت فخذه.

كان بمدينة حمص ـ بالشام ـ رجلٌ طويل اللحية جدًا، وقد صار بها غريب الصورة، حتى أن لحيته إذا كان واقفا تصل إلى أصابع قدميه. الحسن بن الحسن أبو عبدالله العوفي كان طويل اللحية جدا. كانت لحيته تبلغ إلى ركبته أنشد أحد الشعراء فيه:

لحية العوفي أبدت ما                                    اختفي من حسن شعري

جعل السير من الصين                                  إلينا في نصـف شهرِ

ليتها كـانت شِراعاً                                     لـذوي متجر بحـري

هي في الطول، وفـي                                  العرض، تعدت كل قدرِ

وفي العصر الحديث، كان "هانس لانغيش" (1846 ـ 1927) مغرماً بطول لحيته التي بلغت 533 سم. أصله من النرويج، وعاش في الولايات المتحدة الأمريكية، مدة 15 عاماً. وبعد وفاته، أهديت لحيته إلى مؤسسة سميشونيان في واشنطن.

ج. بلاد عُرف أهلها بطول اللحى

أهل الهند تطول لحاهم، حتى ربما كان لأحدهم لحية ثلاثة أذرع، وإذا مات أحدهم حلقوا رأسه ولحيته. وقوم قندهار، وهي بلد بالهند (بأفغانستان الآن)، كثيرة الخلق، يتميزون بطول لحاهم، حتى تصل إلى الركب. وكل بلد شديد البرد فأهله أسمن وأضخم وأكبر لحى، مثل خوارزم وأرمينية. وقيل في أهل خراسان أنهم "أصحاب اللحى، أرباب النهى".

د. من عُرف بخفة اللحية من الأعلام والبلدان

يطلق على خفيف اللحية أوصاف. سُنّاط، كوسج، أطلس

قيل: كان سيدنا آدم u في الدنيا بلا لحية، وروي، أن أهل الجنة مرد، إلا أربع هم:  محمد، وإبراهيم، وهارون ـ عليهم الصلاة والسلام ـ، والصدِّيق t.

ومن أشهر من عرف بعدم اللحية السادات الطلس الأربعة وهم:

عبدالله بن الزبير، قيس بن سعد بن عبادة، الأحنف بن قيس، القاضي شريح.

ويقول عبدالله بن الزبير:

"عالجت لحيتي إلى أن بلغت ستين سنة، فلما أكملتها يئست"

وكان أهل الأحنف يقولون:  "وددنا أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفا"

وكانت الأنصار تتمنى لحية لسيدها قيس بن سعد وتقول : "لوددنا أننا اشترينا لـه لحيـة بأنصاف أموالنا".

وعن شُريح القاضي أنه قال: "وددت أن لي لحيـة بعشرة آلاف".

وكانت العرب تستقبح من لا لحية له، قال جرير يهجو بني هجيم ويعيرهم بخفة لحاهم:

إن الهجيم قُبيلة ملعـونة

حُصّى[15] اللحى متشابهو الألوان

وخفة اللحى في بني هجيم ظاهرة.

كان أبو القاسم هبة الله المعروف بابن رواحة، غاية في الطول والعرض، ولا لحية له، توفي سنة 623هـ وكان ناظر وقف الروحية بدمشق وحلب. وكان إينال العلائي تسلطن يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول سـنة 867 هـ طويلا خفيف اللحية واشتهر بـ "إينال الأجرود". وكان قاضي القضاة نجم الدين المقدسي الحنبلي، توفي سنة 689هـ ليس له من اللحية إلا شعيرات. وكان أبو عمر أحمد بن عبد ربه يلقب بطلاس؛ لأنه كان لا لحية له. وكان الوزير ابن المغربي الحسين بن علي أسمر شديد السمرة سناطاّ. وقيل في أهل خورستان:  الغالب على خلقتهم صفرة الألوان والنحافة وخفة اللحى.

هـ. ما جاء في قص اللحى وتدويرها

قال المزني: ما رأيت وجها أحسن من وجه الشافعي، ولا لحية أحسن من لحيته، وكان ربما قبض عليها، فلا تفصل عن قبضته، ولقد سمعته يوماّ ينشد:

قوم يرون النبل تطويل اللحى                           لا علم دين، عندهم، ولا تقى

في يوم الاثنين السادس عشر من المحرم سنة 928هــ قام ملك الأمراء باستعراض المماليك وكل من رآه منهم طويل اللحية يقص منها نصفها ويعطيها له في يده ويقول له "امش على القانون العثماني في قص اللحى وتضييق الأكمام وكل ما تفعله العثمانية".

كان الباقر يأخذ من لحيته ويدورها.

قال الصادق "تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل".

و. ما جاء في نتف اللحى

من عجيب ما حُكي عن الحريري ـ صاحب المقامات ـ أنه كان مشغوفاً بنتف لحيته؛ فوكِّل به شخص يمنعه من ذلك. فلما عرض المقامات على الوزير وأعجب الوزير بصنعته سأل عن حاجته فقال الحريري: "ملكني لحيتي".

تزوج الفرزدق على زوجته النوار فخاصمته وأخذت بلحيته فجاءت عليها، فخرج وهو ينشد:

قامت نوار إلي تنتف لحيتـي                           كنتف جعدة لحيـة الخشخاشِ[16]

كلتهم أشــد إذا ما أغضـبت                          وإذا رضين فهن خير معاشِ

وقد جاءت روايات أن نتف اللحية كان عقاباً ونكالا،ً ،ومن ذلك.

كان مسلم بن عقبه المري أمير الجيش، بعد وقعة الحرة، فدعا عمر بن عثمان بن عفان وقال له: "نحن نقاتل عن دولتكم وأنت تكيدها ؟ يا غلام انتف لحيته" فنتفها حتى ما ترك فيها شعرة. ولما هُزم عمرو بن الزبير وأُسر، قال له أخوه، عبدالله بن الزبير: ويحك ما صنعت ؟ أمَّا حقي قد تركته بالأخوة، ولابد من الأخذ بمظالم الناس، فحبسه أشهرا يقفه كل يوم، فيأتي الرجل فيقول: لطمني، فليطمه، ويقول الآخر نتف لحيتى؛ فينتف لحيته. ولما قدم بنو أمية البصرة، أخذوا أميرها من قبل سيدنا علي، فنالوا من شعره ونتفوا لحيته. وكان عند ظهور خيانة أحد الولاة تحلق لحيته، ضمن العقاب النازل به، ومن ذلك، أن أبا سالم ابن همام الحلبي، تولى مشارفة الديوان[17] بدمشق، فظهرت منه خيانات، فصدر الأمر السامي بالتحقيق معه، ثم حُكم عليه، بأن تحلق لحيته، ويركب حماراً مقلوباً، وخلفه من يعلوه بالدرة، وأن يطاف به في أسواق دمشق بعد ستر وجهه، وينادى عليه: "هذا جزاء كل خائن ونمام".

ز. ما جاء في حلق اللحى

مات للشبيلي ولد اسمه غالبٌ، فجزت الأم شعرها عليه، وكان للشبيلي لحية كبيرة، فأمر بحلق لحيته؛ فقيل له: يا أستاذ ما حملك على هذا؟ فقال: جزت هذه شعرها على مفقود، فكيف لا أحلق لحيتي على موجود؟ يقصد زوجته

فإن صح هذا الخبر كان الشبيلي من أوائل الحالقين.

وروي أن أحد القضاة بالشام قال للناس: "احلقوا لِحَاكُم"؛ فإنها نبتت على الضلالة، حتى تنبت على الطاعة، فقام الناس كلهم على حلق اللحى، فكنت لا تلقى أحداً إلا محلوق اللحية.

في عام 176 هـ من خلافة الرشيد، تولى إسحاق بن إبراهيم بن صالح بن عباس الهاشمي ولاية دمشق، نيابة عن أبيه إبراهيم، فحبس رؤساء قيس ـ واحداّ وأربعين رجلاّ ـ من محارب، فضربهم، وحلق رؤوسهم، ولحاهم.

وفي أوروبا

كان أول حالق اللحى من الأشراف الرومان والنبلاء هو الإمبراطور أغسطس قيصر (63ق م ـ 14م ).

أصدر الملك فرنسوي الأول في عام 1557، قرراً يقضي بمعاقبة كل من يطلق شاربه ولحيته بالسجن ثلاثة أيام.

2. اللحية في العصر الحديث

لعبت اللحية دوراً في الحياة السياسية منذ الثلاثينات من هذا القرن:

أ. في سورية

إبان الانتداب الفرنسي لسورية، حاولت سلطات الاحتلال إجهاض الحركة الوطنية، وذلك بتعيين شيخ معمم ملتح؛ لتستطيع به كسب عواطف الشعب؛ فأصدر المفوض السامي الفرنسي في بيروت قراراّ بتعيين الشيخ تاج الدين الحسني رئيسا للدولة السورية. ولكن المظاهرات الشعبية عمت المدن السورية احتجاجا على ذلك التعيين. فاضطر الفرنسيون إلى عزل الشيخ تاج. ولكنهم عادوا إلى تعيين الشيخ ثانية، بعد فشل المفاوضات. وفي المرة الثانية، قَصَّ الشيخ لحيته، وترك جبته، وخفف لفاف عمامته. فلم يبق من لحيته سوى عثنون دقيق جدا لا يكاد يرى بالمجهر، وظهر في الحفلات الرسمية ـ كما يقتضي البروتوكول ـ بالفراك، والسموكن، والبنطلون.

ب. في لبنان

لعبت اللحى والذقون في لبنان دورا بارزا في سياسته الداخلية، والخارجية، التي كانت ـ ولا تزال ـ تخضع للمؤثرات والانفعالات الطائفية، إلا أن الشيخ عبد الحميد كرامة[18] ـ الذي يعتبر من زعماء الحركة الوطنية في طرابلس الشام ـ لما تسلم رئاسة الوزارة بعد الاستقلال، خلع عمامته وحلق لحيته، وتزيا بالزيِّ العادي، أي الجاكيت والبنطلون، بدل الجبة والسروال، وحينما سأله أحد الصحفيين عن ذلك قال: ليس في ذلك من ضرر، في سبيل وحدة الصف، أو الشكل على الأقل، وسلامة مظاهر الحكم، فإيمان المرء في قلبه وجنانه، وليس في طراز لباس وزيه، ثم كيف تريدني أن أقف بالجبة، والسروال واللحية، وأنا رئيس وزارة، إلى جانب الشيخ بشارة ـ رئيس الجمهورية ـ الذي يرتدي السموكن، أو الفراك والقبة الطويلة السوداء، إلا يكون ذلك المشهد مثيرًا ومضحكًا؟!!.

ج. في مصر

أصدرت مشيخة الأزهر، في عهد الملك فاروق، فتوى تقول: "إن الملك فاروق من الأشراف ومن حقه أن ينصب نفسه خليفة للمسلمين".

وعلى أثر صدور هذه الفتوى، أطلق الملك لحيته، وطالب بالبيعة بالخلافة الإسلامية. ولمَّا لم تفد هذه اللحية، أو تلك الفتوى، في مبايعة الملك بالخلافة؛ عمد إلى حلق لحيته الفاحمة.

د. في كوبا

كان صاحب أشهر لحية في الستينيات من هذا القرن، الزعيم الكوبي فيدل كاسترو (1926) وقد حكم كوبا من عام 1959، وحولها إلى أول دول شيوعية في أمريكا اللاتينية.

وقد أطلق هو ورفاقه لحاهم، إنذارًا بإعلان الثورة، وقد نذر كاسترو ألا يحلق لحيته إلا بعد أن تتحقق أهداف الثورة كاملة.

وفي عام 1959 عرضت عليه شركة جيليت للشفرات، أن يحلق ذقنه بشفراتها، مقابل نصف مليون دولار، ولكنه رفض العرض، وأجاب قائلاّ:

"لن أحلق لحيتي، قبل أن أحقق أهداف الثورة، ولو دفعتم لي مليون دولار!".

هـ. في كندا

"بيتا هيكي" شخص ذو لحية كبيرة، ويعيش في مدينة أوتاوا، وهو يمارس جميع ألعابه الرياضية في الشتاء، من تزحلق، وجري، وركوب الدراجة. وقد درج الناس على القول له : "إن لحيتك تجعلك أكثر دفئاً".

وأحب بيتا أن يتأكد من هذه المقولة، وتساءل كيف السبيل إلى ذلك؟ ولأنه يحتاج إلى معيار ثابت، هداه تفكيره إلى حلق نصف لحيته وإبقاء النصف الآخر؛ حتى يمكنه المقارنة بين النصف الأيمن المحلوق وبين النصف الثاني، ومن ثَمّ تابع تأدية نشاطاته المتنوعة وكانت نتائج التجربة كالتالي:

·   الوزن: لقد واجهته عدة صعوبات منها شعوره بأن أحد جانبي وجهه أثقل من الآخر.

·   مقاومة الريح: كان يواجه مقاومة زائدة للريح على الجانب المحتوى على نصف الذقن، وهذا اضطره إلى الضغط على عضلات العنق نحو الجانب الآخر ليعادل قوة الرياح.

·   درجة الحرارة: يقول "بيتا هيكي": "إنه رغم المضايقات السابقة فقد استطعت أن أُجْري التجربة، وأقوم بجميع نشاطاتي الرياضية، وقد شعرت بدفء وراحة في الجانب الذي يحتوي على اللحية بينما كان الجانب الآخر أكثر برودة"، ويضيف قائلاً:

"إن ما فعلته يحتاج إلى مزيد من التجارب، فرغم أن المرء يشعر بدفء أكبر مع وجود اللحية، إلا أنه يلزم القيام بتجارب تحليلية، ومقارنة درجات الحرارة"، وكذلك يقرر بيتا أنه سوف يقوم بإعادة التجربة مع حلق النصف الأيسر ليتأكد من صحة التجربة (أُنظر صورة بيتا هيكي).

و. في الولايات المتحدة الأمريكية

في عام 1988م تم إنشاء نادى باسم: "نادى نوفمبر للحى" وهم مجموعة من الرجال يؤمنون بوجوب إطلاق اللحية، طالما أن الطبيعة قد منحت الرجال هذه الميزة. وإن عجز الشخص عن إطلاق لحيته فعليه أن يطلقها شهراً واحداً في السنة وقد اختاروا لذلك شهر نوفمبر نظراً لمناخه البارد جداً. ولأن معدل نمو الشعر عند الرجال يزيد في هذا الوقت.

وقد ترأَّس النادي السيد/ تاهد فرنتزل  Tahd Frentzel  عند إنشائه ولم يكن يزيد عدد أعضائه عن بضعة أشخاص، وفي عام 1991م توسَّع النادي بشكل كبير بعد أن انضمن إليه ملك النادي كيفن أوهير Kevin O`har  الذي عمل على تشجيع الأعضاء الأوائل وانتشار أفكار النادي، وزيادة عدد أعضائه.

إن ما يربط أفراد هذا النادي معاً هو الاعتقاد البسيط بأنه طالما أن الحياة قد أعطت الرجال القدرة على نماء شعر الوجه فلماذا يُعْتَدَى على هذا الشعر بالإعدام، وإن عجز الإنسان عن إطلاق شعر وجهه طوال السنة فعليه أن يتركه ينمو ولو لشهر واحد على الأقل.

كثير من أعضاء النادي يحلقون لحاهم بقية أشهر السنة.

لا يترتب على عضوية الشخص بالنادي، أي مصروفات، كما لا يوجد أية التزامات بعقد مؤتمرات، أو اجتماعات، أو أحكام، أو قوانين سرية، فلكي تصبح عضواً، فما عليك إلا أن تلتحي فقط، أو تلتحي لشهر نوفمبر فقط.

ويحتفظ النادي بقائمة بجميع أعضائه، ويتبادل معهم المعلومات المتعلقة بأحداث النادي، ويأمل النادي أن يقوم بعمل متحف للحى. ويهدف النادي أن يرى شهر نوفمبر وقد أصبح "شهر اللحى العالمي".

كما يود النادي وضع نهاية للحظر الذي تفرضه بعض الشركات على إعفاء اللحى، حيث أن كثير من قطاعات الأعمال، والشركات، تشترط على الموظفين لديها حلق لحاهم، ويأمل النادي أن تلغي تلك الشركات قوانينها الغبية،وأن تدع الطبيعة ترسم لوحتها الزيتية الرائعة على أوجه الرجال.

وقد أعلن النادي عن أشهر عشرة لحى متميزة لعام 1997م وذلك في العيد العاشر لاحتفال النادي بشهر نوفمبر على أنه شهر إعفاء الرجال للحاهم، فقد أعلن رئيس النادي السيد تاهد فرنتزل أشهر عشرة لحى لعام 1997، وهي قائمة تتكون من شخصيات سياسية، وترفيهية، ورجال أعمال، كما أنها تتضمن لحى بعد وفاة أصحابها (أُنظر صورة كوفي أنان) و(صورة بارثولوميو) و(صورة ريتشارد برينسون) و(صورة د. جون بلوسمان) و(صورة مارك فورن مولن) و(صورة شيف بول برود هوم)

الخاتمة

وبعد هذه الرحلة، التي طالت مع اللحية، رغم الحرص على تقصيرها وتهذيبها. جال فيها الفكر بين أزهار الفقه اليانعة، وطرائف الأدب الممتعة، استعراضا لأحكام تلك الشعيرات في كتب الفقه وأبوابه، بدءاً من أحكام الطهارة، وانتهاء بأحكام الجنايات، ومرورا بالحج والمناسك، أُمْتِعت الأسماع بأقوال البلغاء في الأدب العربي وما تيسر من الآداب الغربية.

قد برزت من خلال البحث حقيقة هامة، ينبغي التنبه لها والتركيز عليها، وهي أن التشريع الإسلامي قد حرص أن يجعل من المسلمين شامة بين الناس، متميزين في زيهم، وهيئاتهم، وتصرفاتهم، وأعمالهم، حتى يكونوا قدوة حسنة في مجتمعاتهم، جديرين بحمل رسالتهم العظمى للناس، ومن ذلك قول النبي r لأصحابه وكانوا قادمين من سفر: ]إِنَّكُمْ قَادِمُونَ عَلَى إِخْوَانِكُمْ فَأَصْلِحُوا ‏رِحَالَكُمْ[19] ‏وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ حَتَّى تَكُونُوا كَأَنَّكُمْ شَامَةٌ فِي النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ ‏الْفُحْشَ ‏ ‏وَلَا ‏التَّفَحُّشَ[20][ (سنن أبو داود، الحديث الرقم 3566).

فقد عد الرسول r الهيئة الرديئة، والحالة المزرية، وإهمال العناية بالمظهر، والتبذل في اللباس، فحشاّ وتفحشاّ، وهو ما يكره الإسلام الحنيف وينهى عنه. فلا ينفصل ـ في التصور الإسلامي ـ مظهر الإنسان عن مخبره، فإن الشكل النظيف المرتب الحسن، أليق بالمحتوى الجليل، والجوهر النبيل، ومن هذا كله تتكون شخصية المسلم التي توازن بين مظهره ومخبره. فما أحوج المسلمين إلى قبسات من هدى المصطفي ـ r ـ الذي من سنته، أمره برعاية الشعر، وإصلاحه وتجميله. فمهما اختلف فقهاء الإسلام في الأحكام المتعلقة باللحية فهم جميعا متفقون على وجوب إحسان الهيئة، وإصلاح المظهر، وأن لا يكون المسلم مثلة بين الناس. وهذا هو مقصد الفقهاء، وغاية التشريع الإسلامي الحنيف له.



[1] الوهي: الهلاك.

[2] كلمة "بوس" بمعنى التقبيل وهي فارسية الأصل معربة.

[3] كأن مقصودهم في إطلاق الذقن: للحية القصيرة، واللحية: تطلق على الذقن الطويلة.

[4] حَاهَا: ألمُهَا: أصلها كلمة "أح" بالحاء التي تقال عن التألم.

[5] لحاها: جمع لحية، وهي كناية عن الرجل نفسه

[6] أي هذه اللحية. وها: حرف التنبيه التي تسبق اسم الإشارة المحذوف.

[7] ما هيب: ما هي.

[8] طَمَّنْت، تَضَامَنت. والمراد : أنزلْت.

[9] شو بغبى : شواربي.

[10] الجوالق: الغرارة الكبيرة، وجوالق هى الكلمة التى تطورت حتى أصبحت "شوال".

[11] العلك: هو ما يسمى باللبان.

[12] حَسْن: حَلق. من قولهم، حَسَّنَ شعره. أي: حَلَقه عند المزين، ومن هنا نشأت كلمة تحسين من كلمة تزيين، إذ المزيِّن، يسمونه "المُحَسِّنْ".

[13] 'لحية : يقصدون باللحية هنا الشخص نفسه.

[14] أى فائزة.

[15] حصصا : تساقط، ويقال : حَـصّ فلان، وحَصّت لحيتـه : قل شعرُهُ وتناثر.

[16] الخشخاش: رجل من عنزة وجعدة : امرأته.

[17] مسؤول الخزانة بالإمارة.

[18] وهو والد دولة الأستاذ/ رشيد كرامي الذي تولى رئاسة الوزارة في لبنان عدة مرات.

[19] الرحال: هنا ما يوضع على ظهر الجمل عند الركوب.

[20] الفحش والتفحش: كل ما يشتد قبحه.