إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / المسجد الأقصى









المبحث الرابع:

المبحث الرابع

الغزو الصهيوني للقدس وفلسطين

أولاً: الدعوة إلى إنشاء وطن قومي لليهود

لعل أول دعوة علنية، لإنشاء وطن قومي لليهود، كانت تلك التي أفصح عنها هنري فنش، (عضو البرلمان البريطاني)، عام 1616م، في كتابه (نداء اليهود)، "أن الله قصد إعادة اليهود كلهم كأمة إلى وطنهم، ولم يقصد إعادة قلة منهم تنتقى هنا أو هناك، بل إعادة الأمة بِرُمَّتِهَا، فهم سيتوجهون صوب وطنهم، وسوف يسكنون كل جزء من أرض ذلك الوطن، وسوف يعيشون فيه آمنين، ويعيشون فيه إلى الأبد".

وبعد مرور قرنين من الزمان بدأت أصداء هذه الدعوة في الظهور مرة أخرى، حيث ظهر اتجاهان فكريان متعارضان، لحل المسألة اليهودية؛ نادى الاتجاه الأول منهما، باندماج اليهود مع المجتمعات التي يعيشون فيها في أوروبا، بينما دعا الاتجاه الثاني، الذي كان على رأسه "تيودور هرتزل[1]. Theodor Herzl"، إلى الصهيونية السياسية.

ويرى بعض الناس أن ظهور "الصهيونية السياسية"، كان انعكاساً مباشراً، لأحداث الاضطهاد التي تعرضت لها الجماعات اليهودية في روسيا، على إثر اغتيال قيصر روسيا، "الإسكندر الثاني Alexander II"[2]، عام 1881. وقد هاجرت مجموعة من اليهود، إلى أوروبا الغربية، والولايات المتحدة الأمريكية، عقب مقتله.

بدأ هرتزل في تشكيل مذهب الصهيونية السياسية، في فيينا Vienna، منذ عام 1882، وانتهى من إرساء منهجها عام 1896 في كتابه الشهير "الدولة اليهودية Der Judenstaat " وقد دعا في كتابه، إلى عقد اجتماع يهودي، لوضع سياسة صهيونية منظمة، كما جاء فيه أن اليهود شعب يرفض الاندماج، الذي لم يكن مسموحاً به آنذاك في أوروبا الشرقية، وفي روسيا على وجه الخصوص، إلا أنه تحقق بصورة مكثفة في أوروبا الغربية، وخاصة في فرنسا. يقول هرتزل: "لقد حاولنا، مخلصين، في كل مكان، أن نندمج في الحياة الاجتماعية للمجتمعات المحيطة بنا، وأن نحافظ فقط على عقيدة آبائنا، ولكن لم يسمح لنا بذلك. إننا وطنيون مخلصون، ولقد ذهبنا بإخلاصنا أحياناً إلى أقصى مدى، ولكن بلا فائدة، نضحي بأرواحنا وأموالنا، كما يفعل غيرنا، من المواطنين، ولكن بلا فائدة. نكدح في سبيل رفعة شأن البلاد التي نعيش فيها، في مجالات العلوم والفنون والآداب، وفي مجالات إثرائها عن طريق التجارة، ولكن بلا فائدة. في بعض البلاد التي عشنا فيها قروناً طويلة، لا يزال الناس ينظرون إلينا شزراً، باعتبارنا أجانب، حتى أولئك الذين لم يكن أجدادهم مواطنين، في الوقت الذي كان اليهود موجودين هناك يتعرضون لألوان من المعاناة".

ثانياً: فكرة قيام الدولة اليهودية في فلسطين

كان نتيجة طبيعية، لذلك الإحساس، أن هرتزل لم يَرَ علاجاً لمشكلة اليهود، إلا في إقامة دولة يهودية، يجتمع فيها كل يهود العالم. وقد رشح هرتزل، فلسطين، باعتبارها أنسب مكان يصلح لزرع الدولة اليهودية فيه، من منطق استقطاب عشاق صهيون. يقول: "أما فلسطين، فإنها وطننا التاريخي، الذي لا تمحى ذكراه. إن اسم فلسطين، في حد ذاته سيجتذب شعبنا بقوة ذات فعاليه رائعة". واجتمع المؤتمر الصهيوني الأول، في مدينة بال Basel بسويسرا في 29 أغسطس 1897، وخلُص إلى أن تحقيق أهداف الصهيونية، يتلخص في إنشاء وطن لليهود، يتم الاعتراف به من الناحيتين الرسمية والقانونية. واستقر رأي المؤتمر، على أن يكون هذا الوطن هو فلسطين.

وسعت الصهيونية سعياً حثيثاً للحصول على تأييد الحكومة العثمانية ـ بوصفها صاحبة السلطة الشرعية على فلسطين آنذاك ـ لتسمح بالهجرة اليهودية إليها.

ثالثاً: موقف الدولة العثمانية من المخططات الصهيونية

حاول هرتزل وأعوانه، أن يستغلوا الضائقة المالية الشديدة، التي كانت الدولة العثمانية تُعاني منها، فحاولوا إغراءها بحل مشاكلها المالية، مقابل فتح باب الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والسماح لهم بإنشاء مستوطنات للإقامة فيها، لكن السلطان عبدالحميد الثاني، ما ضعف، وما استكان، أمام إغراء المال، ورد على وسطاء هرتزل بقوله: "انصحوا الدكتور هرتزل، ألاّ يتخذ خطوات جديدة في هذا الموضوع، إني لا أستطيع أن أتخلى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست ملك يميني، بل ملك شعبي. لقد قاتل شعبي في سبيل هذه الأرض رواها بدمه، فليحتفظ اليهود بملايينهم. إذا مُزِّقَتِ إمبراطوريتي، فلعلهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن، ولكن يجب أن يبدأ ذلك التمزيق أولاً في جثثنا، وإني لا أستطيع الموافقة على تشريح أجسادنا، ونحن على قيد الحياة".

كما يؤكد السلطان عبدالحميد، بأنه منذ نشأة الحركة الصهيونية، بدأ يعارض مخططاتها، لأنه عرف مقصدها، "إن الصهيونية لا تريد أَرَاضِيَ زراعيةً في فلسطين، لممارسة الزراعة فحسب، ولكنها تريد أن تقيم حكومة ويصبح لها ممثلون في الخارج. وإنني أعرض عن هذه السفالة، لأنهم يظنون أنني لا أعرف نواياهم، وليعلموا أن كل فرد في إمبراطوريتنا، يُكِنَّ لليهود من الكراهية، طالما هذه نواياهم، وإن الباب العالي ينظر إليهم مثل هذه النظرة، إنني أخبرهم، أن عليهم أن يستبعدوا فكرة إنشاء دولة في فلسطين، لأنني لا زلت أكبر أعدائهم".

وعندما بدأت الحرب العالمية الأولى، اتفقت الدول الكبرى، على اقتسام أملاك السلطان العثماني، وطالبت اتفاقية (سايكس ـ بيكو)[3] في 16 مايو 1916، بوضع جزء من فلسطين، تحت سيطرة حكومة حلفاء مشتركة. وفي محاولة من بريطانيا، لكسب الدعم اليهودي، أصدرت حكومة بريطانيا في 2 نوفمبر 1917، وثيقة تبنت إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد أصدرها وزير خارجيتها، "أرثر جيمس بلفور[4]. Arthur James Balfour"، وهي ما عرف فيما بعد باسم "وعد بلفور". وقد جاء في نص الوثيقة ما يلي: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وسوف تبذل ما في وسعها، لتيسير تحقيق هذا الهدف، وليكن مفهوماً بجلاء، أنه لن يتم شيء من شأنه الإخلال بالحقوق المدنية للجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين، أو بالحقوق والأوضاع القانونية التي يتمتع بها اليهود في أي دولة أخرى".

وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى، اتفق الحلفاء، على وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني، وتقدموا  بمشروع وثيقة للانتداب، إلى عصبة الأمم، ضمنها الحلفاء وعد بلفور لتضفي عليه الصفة الشرعية. وقد صادقت عصبة الأمم على وثيقة الانتداب في 24 يوليه 1922. وهكذا ساير الانتداب البريطاني، الصهيونية في تدعيمها للهجرة اليهودية إلى فلسطين، فجنّدت الصهيونية إمكاناتها، في جميع أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، للضغط على بريطانيا لإنشاء جيش يهودي، والتمهيد لإقامة الدولة اليهودية.

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 نوفمبر 1947، قرارها الرقم 181 الذي تضمن التوصية بتقسيم فلسطين، وإنهاء الانتداب البريطاني عليها. فأعطي اليهود 56 % من أراضي شعب فلسطين، مع أنهم كانوا يمثلون نسبة 5.6 % من السكان، قبل التقسيم.

رابعاً: إعلان قيام الدولة اليهودية في فلسطين وبداية الحرب

ما أن أعلنت بريطانيا، إنهاء انتدابها على فلسطين، حتى أعلن ديفيد بن جوريون ديفيد[5]، قيام دولة يهودية في فلسطين في 14 مايو 1948، باسم إسرائيل. وقد رفضت الحكومات العربية، الاعتراف بهذه الدولة. واندلعت الحرب مباشرة بين العرب وإسرائيل.

وشهدت هذه المرحلة، تدفق موجات هجرة من يهود أوروبا والوطن العربي، إلى فلسطين، حتى بلغ عدد الوافدين إلى فلسطين حتى عام 1967، حوالي مليوني مهاجر. كما تضاعفت مساحة الأراضي، التي سيطر عليها اليهود، بسبب منح بريطانيا مساحات واسعة من الأراضي لهم قبل انسحابها. فشملت المساحة التي استولى عليها الكيان الصهيوني كل فلسطين، عدا قطاع غزة والضفة الغربية، ومساحة صغيرة جنوبي طبرية.

في حرب 5 يونيه 1967، شنت إسرائيل حرباً مؤذنة ببداية مرحلة جديدة، في الوجود الصهيوني الاستعماري، في فلسطين، والوطن العربي. فاحتلت بهذه الحرب الضفة الغربية، وقطاع غزة من أراضي فلسطين، والجولان من أراضي سورية، وسيناء من أراضي مصر. وضاعفت المساحة التي تسيطر عليها أربع مرات. وبهذه الحرب احتلت إسرائيل القدس الشرقية، وعملت على تهجير مزيد من يهود العالم إليها، وشرعت في إقامة مستوطنات لهم في تلك الأراضي. وبدأت تتحدث عن إسرائيل الكبرى، وتحكي عن (حدود التوراة)، والحدود التاريخية، في معرض الحديث عن (الحدود الدفاعية).

وكان لخسارة حرب 1967، وقع شديد على الأمة العربية، إلا أنها عملت على تقوية استجابة النضال العربي، لمواجهة العدوان الصهيوني، فكانت حرب الاستنزاف. وتصاعدت مقاومة الشعب الفلسطيني، واكتسبت أهمية بالغة، خاصة بعد الانتصار، الذي تحقق في معركة "الكرامة" في 21 مارس 1968، وفرض حقيقة وجود الشعب الفلسطيني، على الصعيد الدولي.

ثم نشبت حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر 1973، التي شنتها مصر وسورية ضد إسرائيل، وانتهت بهزيمة إسرائيل، ومعها أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر. وتابعت الثورة الفلسطينية نضالها على كل الأصعدة، خاصة على الصعيد العسكري. فخاضت معارك مشرّفة، وحققت إنجازات مهمة، على طريق إبراز الكيان الفلسطيني والاعتراف الدولي بالحقوق الوطنية لشعب فلسطين. واحتدم الصراع العربي الإسرائيلي. وتزايد نزوع الحركة الصهيونية نحو التطرف، في مواجهة النضال الفلسطيني. فركزت إسرائيل همها، على اغتصاب القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي 9 ديسمبر 1987، تفجَّرَت انتفاضة الحجارة، لتكشف عنف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وجبروتها أمام الرأي العام العالمي، كما تُجَسِّدُ تكاتف الفصائل السياسية، والقوى الشعبية الفلسطينية، في مواجهة الاحتلال.

وفي 4 مايو 1994، وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية، اتفاق الحكم الذاتي مع إسرائيل، بشأن إقامة حكم ذاتي للفلسطينيين، في غزة وأريحا.

خامساً: الممارسات الإسرائيلية في القدس وموقف المجتمع الدولي

تُعد قضية القدس مركزاً للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الإسرائيلي. وأكبر دليل على ذلك، إصرار الكيان الإسرائيلي، على جعل القدس عاصمة للدولة اليهودية، وعنوان الوجود الصهيوني في فلسطين، والعمل على تهجير عرب القدس الشرقية، وتهويد القدس، بإحلال المستوطنين الصهاينة فيها. ثم محاولة محو السمات العربية ـ الإسلامية للقدس، من خلال تغيير ملامح المدينة، بمختلف جوانبها، وضمها إلى دولة إسرائيل بجزئيها الغربي والشرقي، وجعلها العاصمة الأبدية للدولة. ومن ثم إفقادها طابعها الديني، الذي يخص الديانات السماوية الثلاث، ذلك الطابع الذي حافظت عليه السيادة الإسلامية، والوجود العربي في القدس، طوال أربعة عشر قرنا.

1. القدس بين عامي 1947 ـ 1967

منذ صدور وعد بلفور، ورعاية السلطات البريطانية إقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وُضعت خطة الاستيلاء الصهيوني على مدينة القدس. كما سعت الحكومة البريطانية خلال فترة الانتداب إلى فصل القدس، ووضعها تحت الإدارة البريطانية، بدعوى قيامها بدور الحَكَم في الصراع العربي ـ الصهيوني. وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، هذا الاتجاه، في قرارها القاضي بتقسيم فلسطين في 29 نوفمبر 1947، فوضعت لمدينة القدس بكاملها، نظاماً دولياً خاصاً، وألحقت بالقرار خريطة توضحه. وقضى القرار بربط القدس بالمنطقتين العربية واليهودية المجاورتين، في اتحاد اقتصادي.

رفض العرب قرار التقسيم، بما فيه تدويل (وضعها تحت إدارة لجنة دولية) القدس. وانقسم الصهاينة تجاه التدويل، لكنهم قبلوا به، للحصول على الأصوات اللازمة لإقرار المشروع، وضمان الشرعية لإقامة دولتهم. كما سهلت سلطات الانتداب، للمنظمات الصهيونية، احتلال معظم قطاعات المدينة الحديثة، التي تم الاستيلاء عليها قبل انتهاء الانتداب البريطاني رسميا. وكانت مذبحة دير ياسين[6]. في 9 أبريل 1948، التي ارتكبتها وحدات من عصابتي "الاتسل" و "ليحي" الصهيونية، لتكون إحدى الخطوات، لفرض الهجرة العربية خارج القدس، حيث احتل المهاجمون القرية، وفتكوا بأهلها، ودمروا بيوتها، وقتلوا 254 رجلاً وطفلاً وامرأة من سكانها، وشوهوا أجسادهم.

وعن تفاصيل المذبحة، نشرت جريدة يديعوت أحرونوت، في 4 أبريل 1972 ـ في الذكرى الرابعة والعشرين للمذبحة ـ نص تقرير، كتبه جندي صهيوني، يدعى مائير فيلبيسكي وعرف فيما بعد باسم مائير باعيل. وكان هذا الجندي قد شارك في الهجوم، وهو شاهد عَيَانٍ على تلك المجزرة، فيقول: "قام الصهاينة بمذبحة مخزية لسكان دير ياسين، فقتلوا رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً ـ دون تمييز ـ بواسطة إيقافهم إلى الحيطان، والزوايا، داخل البيوت، وإطلاق الرصاص عليهم ـ وبعد المجزرة ـ أخرج من داخل المنازل، 25 شخصاً نقلوا في سيارة شحن، واقتيدوا إلى المستوطنات القريبة من القرية. وفي النهاية أحضروا إلى كسارة للحجارة تقع بين غفعان شاؤول ودير ياسين، وأطلق عليهم الرصاص بدم بارد".

2. القدس وإجراءات الضم والتهويد الإسرائيلية

بعد حرب يونيه 1967، احتلت إسرائيل الجزء الثاني من القدس، وعملت على تثبيت أقدامها في الأراضي المحتلة، والمدينة المقدسة، بوجه خاص، نظراً للأهمية التي تمثلها القدس، في التفكير الصهيوني. فعمدت السلطات إلى تهجير عرب المدينة المقدسة، وتغيير ملامحها وجعلها عاصمة لإسرائيل. فهدمت السور الجديد، الذي كان يفصل بين شطري المدينة، بحجة توحيد المدينة. كما أصدرت سلسلة من القرارات، كان الهدف منها، ضم القدس العربية المحيطة بها، إلى الحكم الإسرائيلي المباشر، وعزلها عن المحيط العربي المجاور، وإلغاء الوجود العربي فيها، بتطبيق الأنظمة الإدارية، والقضائية الإسرائيلية، واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتهويد المدينة. وصاحبت القرارات إجراءات عملية لضم القدس.  

وقد تُوجت هذه الإجراءات بما سمي "القانون الأساسي للقدس الموحدة"، الذي أقره الكنيست، في 30 يوليه 1980، ونص على ما يلي:

أ. القدس بشطريها، عاصمة موحدة لإسرائيل.

ب. القدس، مقراً لرئاسة الدولة، والكنيست، والحكومة، والمحكمة العليا.

ج. يدعو القانون إلى اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تنفيذ نصوص هذا القانون.

3. الاستيطان الصهيوني في القدس

أولت الحكومة الإسرائيلية بمختلف أجهزتها، عمليات الاستيطان، اهتماماً كبيراً، داخل أراضي الضفة، وقطاع غزة، بهدف تهجير الفلسطينيين، وضم المناطق وتهويدها. واتفقت جميع وجهات النظر الصهيونية، على التمسك بالقدس، وجعلها يهودية، لتصبح العاصمة الحقيقية لدولة إسرائيل. وذلك بتهجير ربع مليون مهاجر يهودي جديد، عام 1967، وامتداد الاستيطان إلى ما وراء حدود القدس الحالية، لتشمل دائرة تمر بحدود رام الله، وبيت لحم، والخان الأحمر، لفصلها نهائياً عن المنطقة العربية. (اُنظر ملحق المستوطنات والأحياء التي أقامتها إسرائيل في مدينة القدس وحولها)

بدأ العمل بإنشاء حي جديد، داخل أسوار المدينة القديمة، وحي الشرق، بهدف إسكان ستمائة أسرة يهودية. وتولت العمل لجنة خاصة، قامت بإخراج الأسر العربية، وبناء مساكن جديدة لليهود المهاجرين.

ومنذ عام 1970، بدأ إخلاء السكان العرب، من الأحياء الواقعة قرب السور، بحجة تجميل القدس.

كما ركزت اللجان الحكومية، التي أسندت لها مهام تخطيط الاستيطان وتنفيذه، على بناء مستوطنات على منطقة الهضاب، وراء حدود القدس، لتكون خلفية للأحياء السكنية. وبذلك تتحول القدس العربية، بأحيائها ذات الكثافة السكانية، إلى جزيرة صغيرة، محاصرة ببحر يهودي.

جرت عملية الاستيطان في القدس، بصورة نشطة، فشيدت خلال عشر سنوات من الاحتلال، 12.840 وحدة سكنية، في الأحياء الجديدة في القدس. وكانت القدس، والطرق المؤدية إليها، على رأس أولويات التطوير.

وعلى الرغم من توقيع اتفاقية الحكم الذاتي، بين فلسطين وإسرائيل، والتي نصت على أهمية وقف عمليات الاستيطان، إلا أن إسرائيل استمرت، في إقامة المستوطنات. وكانت آخرها مستوطنة "جبل أبو غنيم" في القدس، التي أدانتها معظم دول العالم. وكان الشروع في بناء هذه المستوطنة عاملاً أساسياً في إيقاف مباحثات السلام، بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومع ذلك لم تتوقف عمليات الاستيطان، وتهويد الأرض، وتغيير معالمها، على الرغم من الإدانة الدولية، فقد وضعت وزارة البناء والإسكان، خطة سميت (النجوم السبعة) لاستيعاب المزيد من موجات الهجرة اليهودية المكثفة، وأهم بنود هذه الخطة.

أ. تستهدف الخطة توطين ما لا يقل عن 35 ألف مستوطن يهودي، خلال فترة (15) عاماً.

ب. بدأت المرحلة الأولى للخطة، عام 1995، وتتم المرحلة النهائية لهذه الخطة عام (2005) حيث سيصبح عدد سكان إسرائيل، ثمانية ملايين نسمة.

ج. العمودُ الفِقَرِيُّ لهذه الخطة، ما يسمى بالشارع الرقم (6) أو (عابر إسرائيل) وعرضه (120) متراً حيث لا يمكن الدخول إليه، أو قطعه، إلا بواسطة الجسور والمداخل، وسوف يكون شريان المواصلات المركزي، الذي يربط المستوطنات بعضها بعضاً. ويحتاج تنفيذ هذا الشارع، إلى مصادرة مساحات شاسعة من الأراضي. ويكلف تنفيذه حوالي مليار دولار أمريكي.

د. تشمل خطة النجوم السبعة: إقامة أربعة مراكز مدنية كبيرة، توفر فرص العمل،  والخدمات التجارية، والصحية، والثقافية للمستوطنات، بالإضافة إلى إقامة (14) منطقة صناعية تصل مساحتها إلى 13 ألف دونم.

سادسا: الاعتداءات الإسرائيلية على الأماكن المقدسة

عمدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد احتلال القدس، إلى عمليات سطو منظم، على المأثورات الدينية، والمخطوطات الثقافية، بما في ذلك نقل المخطوطات الأثرية النادرة، من المتحف الفلسطيني إلى المتحف الإسرائيلي.

1. الحفريات

يحاول اليهود منذ أن احتلوا القدس، العثور على أثر يدل على أن مكان الأقصى، والصخرة، هو المكان الذي كان يقوم فيه هيكل سليمان. فبدأت الحفريات تحت أسوار المسجد الأقصى، مما يهدد بنيانه بالانهيار. ومنذ حرب يونيه 1967، إلى الآن، مرت عمليات الحفريات بعشر مراحل:

·   المرحلة الأولى: أواخر عام (1967)؛ فقد هدم اليهود حي المغاربة نهائياً، لتكون الأرض جاهزة لأي أعمال حفر وتنقيب. وقد استمرت الحفريات في هذه المرحلة سنة كاملة، ووصل عمقها إلى أربعة عشر متراً.

·   المرحلة الثانية: استمرت عمليات الهدم للأحياء الإسلامية، مع إجلاء سكانها العرب. وفي هذه المرحلة وقع حريق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969، وجرت الحفريات على امتداد ثمانين متراً، حول السور، مارة حول الأبنية الإسلامية هناك.

·   المرحلة الثالثة: خلال الأعوام (1970ـ 1972)، بدأ شق الأنفاق تحت أسوار المسجد الأقصى، من جانبيه الجنوبي والغربي، حتى نفذت إلى الأرضية، على أبنية إسلامية كثيرة، منها مبنى المحكمة الشرعية.

·   المرحلة الرابعة: (عام 1973) اقتربت الحفريات من الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وتغلغلت مسافة طويلة تحته. ووصلت أعمال الحفريات وقتها إلى أكثر من ثلاثة عشر متراً.

·   المرحلة الخامسة: (عام 1974) توسعت الحفريات أكثر تحت الجدار الغربي.

·   المرحلة السادسة: (عامي 1975 ـ 1976)، توسعت الحفريات تحت الجدار الغربي. وأزال اليهود أثناءها مقبرة للمسلمين، تضم رفات عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، رضي الله عنهما.

·   المرحلة السابعة: (عام 1977)، وصلت الحفريات تحت مسجد النساء، داخل المسجد الأقصى، ووافقت في هذه المرحلة، لجنة وزارية إسرائيلية، على مشروعٍ بضم أقسام أخرى، من الأراضي المجاورة للساحة، وهدم ما عليها بعمق تسعة أمتار.

·   المرحلة الثامنة: (عام 1979) بدأت حفريات جديدة تحت الجدار الغربي، قرب حائط البراق، وتم شق نفق واسع طويل، وتقرر الاستمرار فيه، حتى يخترق المسجد الشريف من غربه إلى شرقه. وقد تم تحصين هذا النفق بالأسمنت المسلح، وأقيم فيه كُنَيْسٌ يهوديٌّ صغيرٌ افتتحه رسمياً، رئيس الدولة اليهودية "حاييم هرتسوج Chaim Herzog"، ورئيس وزرائه "شيمون بيريز Shimon Peres" عام (1986). واتُخذ معبدا مؤقتا لليهود.

·   المرحلة التاسعة: (عام 1986)، استشرت الحفريات من كل جانب، وتم إجلاء أعداد كبيرة من سكان القدس القديمة. وأغلقت السلطات الإسرائيلية مستشفىً فلسطينياً داخل البلدة القديمة، واغتصبت بيوتاً عربية كثيرة. وشارك في هذه الحفريات علماء أثريون، استقدمتهم إسرائيل، وأدلوا بشهادات يثبتون بها، أن في أرض المسجد الأقصى بقايا آثار يهودية.

·   المرحلة العاشرة: (عام 1988)، بدأت أكثر شراسة من المراحل السابقة، فازداد التوغل تحت أرضية الساحة وحولها. وبينما الحراس المسلمون، يحمون المسجد من الداخل ضد أي اعتداء، إذا بالحفارين اليهود، يتوغلون في الحفريات من المحيط الخارج عن الأسوار، ومن الأحياء التي تسيطر عليها القوات العسكرية اليهودية، سيطرة تامة، وقد تركزت الحفريات على الطبقات التحتية لتفريغها من التربة. وتمثل المرحلة العاشرة من مراحل الحفريات، أخطر مرحلة، لأن هدفها هو تفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجد الأقصى، ومسجد الصخرة، لترك المسجدين قائمين على فراغ، ليكونا عرضة للانهيار والسقوط بفعل أي تقلبات مناخية، أو اهتزازات طبيعية، أو حتى صوت عال، تسببه طائرة تخترق حاجز الصوت.

2. الحرق والنسف

كانت جريمة إحراق المسجد الأقصى، من أكبر العمليات التي خططت لها السلطات الإسرائيلية. ففي الساعة السادسة والدقيقة العشرين، من صباح 21 أغسطس 1969، أشعل شاب يهودي، أسترالي الجنسية، يدعى "دينيس مايكل وليم موهان"، النار في المسجد الأقصى. واستمر اشتعال النيران بالمسجد، إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، مما أدى إلى حرق المقصورة الملكية وتدميرها، وحرق معظم خشب السقف الجنوبي من المسجد، وحرق منبر نور الدين زنكي، الذي أقامه صلاح الدين الأيوبي في موضعه. وكان اختيار ذلك اليوم لحرق المسجد الأقصى المبارك مقصودًا لأنه يوم احتفال اليهود بذكرى تحطيم هيكلهم.

·   وفي الأول من مايو عام 1980، جرت محاولة لنسف المسجد الأقصى، عندما اكْتُشِفَ أكثرُ من طن من مادة (T. N. T) شديدة الانفجار، فوق سطح أحد المعابد اليهودية، واكتشفت متفجرات أخرى، في مدرسة (باشغيا) اليهودية، في المدينة القديمة للغرض نفسه. وحوكم في هذه القضية، رجل يدعى (مائير كاهانا).

·   وفي منتصف عام 1982، قام (يوئيل ليرنر) بمحاولة نسف مسجد الصخرة المشرفة، وكان قد جمع عدداً من الشباب الصغار، ضمن حركة سرية، ووضع خططاً لنسف المساجد الأخرى بالمنطقة.

·   في يناير 1984، جرت محاولة لنسف المسجد الأقصى، ومسجد عمر، تصدى لها الحراس وأفشلوها.

·   في بداية أغسطس، من عام 1984، اكتشف حُراس الأقصى عدداً من اليهود في الساحات المحيطة بالمسجد، وهم يعدون لعملية نسف تامة للمسجد. وعُثر على كميات من الأسلحة، ومائة وعشرين كيلو جرامات من مادة (T. N. T) بعد فِرار المخططين للعملية.

·   في 18 ديسمبر 1984، كُشِفَ النقابُ عن محاولة لنسف المسجد الأقصى، وقبة الصخرة، بوضع عبوه ناسفة في الساحة الرئيسة للمسجد الأقصى، إلا أن الحراس اكتشفوها، وأبطلوا مفعولها.

3. تغيير المعالم

يسعى الاحتلال الإسرائيلي، إلى تغيير معالم القدس، وتحويلها إلى مدينة عصرية، بسبب اعتبارات سياسية وعسكرية. فضلاً عن اعتبارات مادية، هدفها إرضاء المستثمرين والسياح، وذلك بإقامة مشاريع ضخمة من الفنادق والمباني، مما يشوه معالم المدينة التاريخية. أثار هذا التغيير موجة من الانتقادات العالمية، الداعية للحفاظ على طابع المدينة الديني والحضاري، وهدم جميع ما أقيم فيها من مبانٍ متعددة الطوابق على الهضاب المحيطة بالقدس.

ومن مظاهر طمس المعالم التاريخية، أن السلطات الإسرائيلية، عمدت إلى تغيير أسماء الشوارع والساحات العربية، واستبدلت بها أخرى عبرية، مع أن للأسماء الأصلية، دلالات ترتبط كلها بالتراث العربي في المدينة. ومن أمثلة هذه التغييرات: طريق سليمان ـ والمقصود به سليمان القانوني ـ أطلق عليه اسم شارع المظليين، و(تل الشرفة) أطلق عليه اسم (جبعات همفتار)، وباب المغاربة أطلق عليه اسم (رحوب بيتي محي)، وحارة الشرف أطلق عليها اسم (مشقاق لداخ). يضاف إلى ذلك استخدام العبرية في إشارات الطرق والبريد، وفي الإعلانات الرسمية، والوثائق الإدارية، والراديو والتليفزيون.

سابعاً: القدس والقرارات الدولية

بعد حرب عام 1967، امتد الاحتلال الصهيوني، ليشمل القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، بالإضافة إلى سيناء، وهضبة الجولان. وبدأت السلطات اليهودية، في تطبيق إجراءات ضم القدس، وتحدي الإرادة الدولية.

ففي 4 يوليه 1967، صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 2253، الذي أبدت فيه قلقها الشديد، إزاء الموقف السائد في القدس، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل، لتغيير وضع المدينة، ودعوتها إلى إلغاء جميع الإجراءات التي اتخذت، والامتناع عن اتخاذ أي عمل من شأنه تغيير وضع القدس.

إلاّ أن السلطات الإسرائيلية، رفضت القرار وادعت أنها تهدف إلى توحيد القدس، بقصد تحقيق المساواة وتيسير الخدمات، وضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية.

وتوالت بعد ذلك قرارات الجمعية العامة، ومجلس الأمن ـ إلى يومنا هذا ـ تشجب الإجراءات الإسرائيلية، المتعلقة بضم القدس، ومصادرة الأملاك، وانتهاكات حقوق الإنسان. ولكن السلطات الإسرائيلية، لم تعبأ بأي من هذه القرارات والنداءات، وأمعنت في تحديها للأمم المتحدة، وعدم المبالاة بها (اُنظر ملحق قرارات المنظمات والهيئات الدولية بشأن القدس).

ولم يقتصر تَحَرُك الأمم المتحدة، على القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة، ومجلس الأمن، وإنما امتد إلى الكثير من هيئاتها ولجانها، وخصوصا اليونسكو UNESCO، التي أصدرت عدداً من القرارات والنداءات، في الاتجاه نفسه.

أمّا خارج الأمم المتحدة، فقد عبّرت غالبية حكومات العالم، في كثير من المناسبات، عن شجبها لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، بضم مدينة القدس، وانتهاك المقدسات، وتغيير المعالم، وتهجير العرب، وتهويد المدينة المقدسة، والاعتداء على حقوق الإنسان، والاستهتار بالإرادة الدولية، وقرارات هيئة الأمم المتحدة.

وتابعت جهات عالمية عديدة، باهتمام شديد، ما يجري في القدس على يد الاحتلال الإسرائيلي، وعبرت عن قلقها، ورفضها لما يحدث في المدينة المقدسة. فقد تناولت كل التجمعات الإسلامية، قضية القدس في قراراتها وتوصياتها، سواء في مؤتمرات مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة، أم المؤتمرات الإسلامية، أم مؤتمرات الرابطة الإسلامية، وغيرها من الهيئات الإسلامية. فكلها أكدت عزم الشعوب الإسلامية، على العمل من أجل تحرير القدس، والدفاع عن التراث، والطابع الإسلامي، والعربي، والإنساني لمدينة القدس، والأراضي المحتلة. كما أعلنت رفضها، لأي حل لقضية فلسطين لا يعيد القدس إلى السيادة العربية. وقد أكدت التجمعات الإسلامية مساندتها للشعب الفلسطيني لاسترداد حقوقه، واعترافها بمنظمة التحرير، ممثله الشرعي والوحيد.

كما احتج الفاتيكان مراراً، على عملية التشويه، التي تلحق بمدينة القدس، حسب خطة إسرائيلية موضوعة. وأبدى قلقه لما تتعرض له الأماكن المقدسة فيها من انتهاك، وما يعانيه أهلها من آلام ومآس وإهمال. وأيّد موقفَ الفاتيكان عددٌ كبير من رجال الدين المسيحي، الذين لم يقلقهم ما تتعرض له الأماكن من اعتداء فحسب، بل ما يمارس على أهل القدس، مسلمين ومسيحيين من ضغوط، لإرغامهم على ترك المدينة.

ومما يلفت النظر، أن السلطات الإسرائيلية، تقابل كل هذه القرارات، والتوصيات، والنداءات، الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة، وغالبية دول العالم، في شجب التشريعات، والممارسات الإسرائيلية بحق القدس، بالإعراض والتجاهل، والتحدي، وتضرب بها عُرض الحائط. وتستمر إسرائيل في عمليات الضم، والتهويد، والتهجير والاستيطان، وتغيير المعالم. بينما دول العالم، وهيئة الأمم المتحدة، تقف عاجزة عن اتخاذ إجراءات أكثر عملية، وفاعلية، لوقف الجريمة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، وبحق الأديان السماوية الثلاثة، وبحق الإنسانية والحضارة.



[1] صحفي يهودي ولد في بودابست بالمجر في 2 مايو 1860، وتُوفي في 3 يوليه 1904، وهو مؤسس الحركة الصهيونية.

[2] ولد الإسكندر الثاني، واسمه بالكامل Aleksander Nikolayevich ، في مدينة موسكو في أبريل 1818، وتُوفي في مدينة سان بطرسبرج في مارس 1881.

[3] اتفاقية عقدت بين بريطانيا وفرنسا، لاقتسام المشرق العربي بينهما، خلال الحرب العالمية الأولى، كانت الاتفاقية، نتيجة لمحادثات سرية، دارت بين ممثل بريطانيا السير مارك سايكس Sir Mark Sykes ، وممثل فرنسا المسيو جورج بيكو Georges Picot.

[4] سياسي بريطاني (1848 ـ 1930) عمل رئيساً لوزراء بريطانيا من عام 1902 إلى 1905، كما تقلد عدة مناصب سياسية أخرى.

[5] بن جوريون: أول رئيس وزراء لإسرائيل ، بعد إعلان قيام الدولة اليهودية، عام 1948.

[6] دير ياسين قرية صغيرة تقع على ربوة عالية، غربي القدس، على بعد أربعة كم منها، بلغ عدد سكانها عشية المذبحة ألف نسمة. محاطة بأحياء القدس الغربية ومستعمرات صهيونية يزيد عدد سكانها عن مائة وخمسين ألف نسمة.