إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / المسكرات، والمخدرات، والتدخين، في القرآن والسُّنة









مقدمة

ثالثاً: التدخين في القرآن والسُّنة

1. حُكم شرب الدخان

الدخان أي التبغ[1]

واختلف العلماء هل التتن، محرم أم مكروه؟

وقد اجتمعت في التدخين عدة وجوه، كل وجه فيها يصح أن يُناط به الحكم بتحريم التدخين:

أ. يُعد التدخين من الخبائث عند ذوي الطباع السليمة. وقد قال الله تعالى، في وصف الرسول r: ]وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ[ (سورة الأعراف: الآية 157). وخبثه من حيث مزاجه المر، ورائحته الكريهة.

ب. إن الإنفاق في شراء هذا الخبث تبذير. قال تعالى: ]وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا[  (سورة الإسراء: الآيتان 26، 27).

والتبذير ما ينفقه الإنسان في غير طاعة، وفي غير منفعة.

ولو فرض أنّ فيه نفعاً، فإن أضراره أضعاف أضعاف نفعه، وما كان ضرره أكبر من نفعه كان حراماً.

ج. أنه مفتر، وقد كثرت الأحاديث النبوية في النهي، عن كل مُسكر ومفتر.

د. كون رائحته الكريهة تؤذي الناس، الذين لا يطيقون رائحته ولا يستخدمونه، وعلى الخصوص في مجامع الصلاة ونحوها، بل تؤذي الملائكة المكرّمين.

وفي الحديث: أَنَّ النَّبِيَّ r قَالَ: ]مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ قَالَ فَلْيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ وَأَنَّ النَّبِيَّ r أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا فَسَأَلَ فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنْ الْبُقُولِ فَقَالَ قَرِّبُوهَا إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ كَانَ مَعَهُ فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا قَالَ كُلْ فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لاَ تُنَاجِي[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 808).

هـ. كون التدخين مضراً بإخبار الأطباء المعتبرين، وكل ما كان كذلك يُحرم استعماله اتفاقاً.

يقول الله تعالى: ]وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ[ (سورة البقرة: الآية 195).

ويكفي أن التدخين يسبب سرطان الرئة، وأمراض القلب، إضافة إلى أمراض أخرى، مثل قرحة المعدة والإجهاض عند النساء الحوامل، وضعف البصر. وأنه يُعد من الناحية المرضية انتحار طبي.

2. حكم البيع والاتجار في الدخان

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: ]لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 2341).

والتدخين إنفاق للمال وإضرار للجسم والصحة، ومن ثم فإن كل ما يؤدي إلى الضرر فهو محرم. والحُكم واضح في ذلك، وكلما كان الضرر أشد، كانت الحُرمة أشد. والحرمة تتفاوت من شخص لآخر. ويرى الشيخ سيد طنطاوي المفتي الأسبق لمصر، أن المتاجرة بالدخان تُعدّ حراماً، ما دام الدخان حراماً فشراؤه وبيعه حرام.



[1] نبات التبغ `نيكوتانا توباكوم Nicotine Tobacum ، أو نيكوتيناروشيكما Nicotina Pustica وتوجد في هذا النبات مادة، النيكوتين التي تحتوي مادة النيكوتيت Nicotette. والسمية المفرطة للنيكوتين سامة جداً ويكفي 30 ـ 40 مجم من النيكونتيكن النقي لقتل الإنسان والجرعات السامة تؤدي إلى الشلل وهبوط في مراكز الجوع في المخ، ويزيد الكوليسترول في الدم مما يؤثر في تخثر الدم وتكون الجلطة. ويفسر الإدمان على التبغ على أساس ما يُعرف بالتعطش إلى النيكوتين Necotine Starvation يُفسر الإدمان على التبغ بأنه عادة وليس على أساس التعطش إلى النيكوتين. أو ما يُعرف بالتتن، أو أنواع التدخين كلها، الذي شاع في الأمصار والقرى، وافتتن به الكثيرون، حيث إنه انتشر بعد آلاف من الهجرة النبوية. وعندما ظهر واستخدم لم يكن يعرف الكثيرون، هل هو مُسكر أو مفتر.