إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / النساء في البيئة العربية









شُبُهات

مقدمة

إن المتتبّع لحياة المرأة في البيئة العربية، قديمها وحديثها، يجد صفحات ناصعة من المجد، وأمثلة نادرة من الخلق. وإن وُجِدَتْ بعض الهَنَاتِ، والخروج على القاعدة، فتلك سنة الحياة، وطبيعة البشر. وسيتناول البحث في الصفحات التالية صوراً من حياة المرأة في البيئة العربية، يَعْرِضُ فيها وضعها، في الماضي والحاضر، ومكانتها قبل الإسلام وبعده. ويَقِفُ عند حقوقها، وواجباتها، وطبيعة عملها، وما وصفت به من حسن أو قبح، وعِلْمُها وعقلها، وشيء من صفاتها.

المرأة شقيقة الرَّجل، وهي له كاليدين، تغسل إحداهما الأخرى، وتصفّقان معاً، ولا تصفيق بيد واحدة إلاّ قَبْض الريح. وهما وجها عملة، ونصفان لجسم الحياة، ولا حياة إلاّ بالتصاقهما وتكاملهما. وصدق الله العظيم القائل:]أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ[ (سورة آل عمران: الآية 195) وقال تعالى ]وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً[ (سورة الروم: الآية 21).

هذا حديث الصّلة الأزلية بين الرَّجل والمرأة، فالمرأة ليست كَمّاً مهملاً، ولا سَقَطَ متاع، إنها روح الحياة، وواسطة عقدها، وحبّة فؤادها، وسر سحرها وجمالها. فإن وَقَعَ الجَّور والتَّجني على المرأة، عبر تاريخها الطويل، فليس مردّ ذلك إلى تحوّر في وظيفتها أو نقص في طبيعتها، وإنما هي غشاوة غامت على بصر بعض الرَّجال، لا يوجد لها سند في دين صحيح، ولا في فطرة سليمة. وإنما تلبدت تلك الغيوم، ورانت تلك الغشاوة، بسبب نظرتين متطرفتين: الأولى تريد المرأة حبيسة دارها، حتى يواريها قبرها فيقال: لا تعبر المرأة عتبة دارها إلاّ مرتين، الأولى حين زواجها، والثانية حين وفاتها وخروجها إلى القبر. والأخرى تريدها طليقة لا تَحُدَّها حدود، ولا تعبأ بقيود. ولكن المرأة في البيئة العربية والإسلامية، تسير بمبدأ الحسنة بين السيئتين، وهي روح الوَسَطَية المألوفة في البيئة، العربية، والتي شدّها وقوّاها الإسلام، دين الاعتدال وعدم التطرف، أو كما ورد في القول المأثور: "خير الأمور الوسط".

ولمحة عَجْلَى في تاريخ الأمم، وأحوال المرأة فيها، تُظهر كيف كانت المرأة ذليلة مهانة مغلوبة على أمرها، لا تملك من أمر نفسها شيئاً. ففي اليونان منبع الحضارة، وقلعة الحكمة، ودار الفلسفة ومصدرها، اشتهرت المرأة بأنها رجس من عمل الشيطان، سُلِبَتْ حُريتها وانتُهكت حُرمتها في رابعة النهار، فكانت كأسوأ سلعة تُباع وتشترى في الأسواق. وفي أسبرطة، التي يعدونها مأوى الشجاعة والبطولة، امتُهِنت المرأة، فأصبحت مَلْهَاةَ الأبطال في الأندية والشوارع، حتى أصبح الزنا عندهم أمراً غير منكر. وفُرِضَ عليها القتال كما فُرِضَ على الرَّجل، وعُطّلت أهم وظائفها وهي الأمومة، فصار الأطفال يُنْزعون من أمهاتهم قسراً، وينبذون في زوايا الغرف المظلمة، يعانون الوحشة والألم والخوف، ظنّاً منهم أن ذلك تدريب عملي، على تحمّل المشقة، يورثهم الصبر والشجاعة.

وحُبست المرأة عند نصارى الرومان، في بيتها لا تغادره، إلاّ للضرورة، شريطة أن تُغَطِي جسدها من قمة الرأس إلى أخمص القدم. وحُرِمَت الطلاق، وحُرِم الرجل من التعدد، في الوقت الذي امتلأت فيه الشوارع، وهياكل العبادة، باللُقطاء وأبناء الزنا. وفُرضت عليها الطاعة العمياء لزوجها، وكان أشرف الأعمال التي تزاولها الطهي والنسيج والغزْل والنظافة.

وعند الهنود كانت المرأة شيئاً لا قيمة له، حتى حددوا بقاءها في الحياة ببقاء زوجها، تُقْتل معه يوم يموت ويُحْرقان في موقد واحد. وفي كتبهم، ينصون على أن الجحيم والوباء والموت والسُّم والنار والأفعى، خير من المرأة. وهانت عليهم حياتها، حتى قدّموها قرباناً للآلهة، لجلب الرضا، أو لدرء الضُّر.

وتعتقد بعض طوائف اليهود أن المرأة أمرّ من الموت، والبنت هي خادم البيت، يَبِيعُها أبوها إذا احتاج إلى ثمنها.

ولدى كثير من الأمم الأفريقية، تزاول المرأة أشق الأعمال، التي هي من اختصاص الرَّجل، كحرث الأرض والزرع والسقي وغير ذلك من أعمال الفلاحة. وكانت طوائف منهم يقرّبونها للآلهة، في أعياد الحصاد وغيرها من المناسبات والاحتفالات. بل أغرقوا أجمل النساء في الأنهار، اعتقاداً بأن ذلك يجلب الخصب والخير، فيما عُرِف بعروس النيل لدى الفراعنة.

وفي أوروبا المسيحية، كان الجدل على أشده بين الفلاسفة في إنسانية المرأة، هل لها روح أم ليس لها!وفي القرن السادس الميلادي، عقدوا مؤتمراً، تمخّض عن اعتراف بإنسانية المرأة، ولكنها خُلقت لخدمة الرجل. وكانت وقتذاك، توصف بأنها باب الشيطان، وأنها آفة مرغوب فيها، حتى أباحت بعض قوانين ذلك الزمان، بيعها بأقل الأثمان.

ولم يكن المجتمع العربي في تلك الأزمنة السحيقة، خالياً من مثل تلك المخازي، وإن انحصر ذلك في وأد البنات، والسباء، وتعدد الزوجات بلا قيود، واحتساب المرأة جزءاً من الميراث الذي هو من نصيب الرجل.

أولاً: الوأد

أمّا الوأد ـ وهو دفن البنت حية ـ فلم ترتكب يد العرب أشنع ولا أَفْظع منه في حق المرأة، وكان مع ذلك محصوراً في صنفين: رجل مُفْلِس من عقل ومال، وآخر ذهبت بعقله الغَيْرَة. فـالأول يخشى الفقر المُفْضي إلى الرذيلة، والآخر يخاف من مغبة العار. ومع ذلك فقد نهض من سادات العرب، رجال حالوا دون مُضي الفقراء في الوأد بسبب ضيق مورد عيشهم، فبذلوا الأموال الطائلة، والمساعي الحميدة في سبيل ذلك. اشتُهر منهم، صعصعة بن ناجية التميمي، الذي فدى أربعمائة وليدة؛ وزيد بن عمرو بن نفيل القرشي، الذي كان إذا بَصُرَ بالرجل يهم بوأد ابنته قال له: لا تقتلها، أنا أكفيك مؤونتها. فيأخذها ويتولى أمرها، حتى تشب عن الطوق، فيقول لأبيها: إن شئت دفعتها إليك وإن شئت كفيتك مؤونتها.

ولفداحة هذه الظاهرة وسوئها، كانت من الأمور التي أنكر القرآن على أهل الجاهلية ممارستها وفعلها. فحرّم الله قتل النفس إلاّ بالحق، واستنكر وأد البنات استنكاراً شديداً، ونهى عن قتل الذُّرية وشدّد على ذلك: ]وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا[ (سورة الإسراء: الآية 31). وحارب الظاهرة من جذورها، حين نعى على الناس الفزع من البشارة بميلاد الأنثى: ]يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُون[ (سورة النحل: الآية 59).

وأثنى الرسول الكريم على من يُرزق البنات فيُكْرِمهن، ويُحْسِن تربيتهن، في قوله r ]مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنّ،َ وَأَطْعَمَهُنَّ، وَسَقَاهُنَّ، وَكَسَاهُنَّ، مِنْ جِدَتِه،ِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ[ (رواه ابن ماجه، الحديث الرقم 3659)

ثانياً: الميراث

خص العرب ـ قبل الإسلام ـ الرَّجل دون المرأة بالميراث بدعوى أن المرأة لا تُشارك، مثل الرجل، في سبيل جمع المال عن طريق الغزو، أو السفر، أو التجارة، أو عن طريق الكسب وغير ذلك. أمّا الإسلام فجعل الميراث حقاً للمرأة، نصيبها منه نصف نصيب الرجل، في قول الله تبارك وتعالى: ]لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الاُنْثَيَيْنِ[ (سورة النساء: الآية 11) لكون الرجل هو المسؤول عن دفع المهر للمرأة عند الزواج، كما هو المسؤول عن الإنفاق على زوجته، وأولاده منها، إعاشة وتطبيباً وتعليماً وكسوة، وذلك لقاء احتباسها له عن الزواج بغيره، ومشاركتها إياه في مسؤولية الأولاد ورعايتهم، وإدارة شؤون المنزل والأسرة. ولا يكلف الإسلام المرأة الإنفاق على الأسرة مهما كانت غنية، ومهما كان زوجها فقيراً، إلا أن يكون ذلك منها مكرمة وفضلاً.

ويلاحظ أن المرأة قبل زواجها، يُلْزَمُ أبوها بالإنفاق عليها، وبعد الزواج يُلْزَمُ زوجها بالإنفاق عليها، فإن لم يكن لها أب ولا زوج، يلزم إِخوتها فإن لم يكن لها إِخوة فأقرباؤها، وليس إنفاق الأقارب الأغنياء على ذوي أرحامهم الفقراء تفضلاً أو تصدقاً، وإنما هو حق شرعي، يقابل حق توارث بعضهم من بعض.

ومع أن المرأة عادة لا تشارك أباها وإِخوتها وزوجها في تنمية الثروة، أو حتى بذل الجهد في الحفاظ عليها، إلاّ أن الإسلام حفظ حقها في الميراث، بما يحفظ إنسانيتها وقيمة وجودها، ثم كان العدل والمنطق ألاّ تساوي الرجال في اقتسام تلك التركات، مناصفة، بل يكون نصيبها أقل من الرجل.

ولذلك تبدو المرأة، في الواقع، أكثر امتيازاً من الرجل، ذلك أنها ترث نصف ما يرث الرجل، معفيَّاً من كل تكليف، حتى تكليف الإنفاق على أبنائها، بل إن المرأة في كل حالاتها، بنتاً، أو زوجاً، أو أماً، غير مكلفة شرعاً بأن تسعى على رزقها، وإنما المكلف بالإنفاق عليها في جميع تلك الحالات، أقرب رجل من أهلها.

ثالثاً: السِّباء

وأمّا السِّباء، فقد كانت تمليه الحروب وتبعاتها، وغلبة المنتصر على المهزوم. وكان من عاداتهم أنهم إذا خرجوا للحرب، جعلوا نساءهم في صفوفهم الخلفية، فإن كان النصر فَبِها ونِعْمَت، وإن كانت الثانية فقد وقع المحظور. ولكنهم كانوا مع ذلك يكرمون السَّبايا، وربما تزوجوهن فأنجبن. ومن مشاهير أبناء السِّباء، الشاعر دُرَيْد بن الصِّمْة، أمه "ريحانة" بنت معديكرب، أسرها الصِّمّة بن عبداللّه، فأنجبت دُريداً، شاعر الفرسان، وفارس الشعراء.

وكانت الكريمة منهن، إذا وقعت في السِّباء، ربما فضّلت الموت على الحياة، مرددة القولة المشهورة (المنيّة ولا الدّنية)، كما فعلت " فاطمة بنت الخرشب" لمّا أسرها حمل بن بدر، فرمت بنفسها منكّسة من هودجها فماتت.

وربما بقيت إحداهن في السَّبي سنين عدداً، ثم لمّا سنحت لها الفرصة، فرجعت إلى أهلها، فضّلت البقاء معهم، مؤثرة ذلك على زوجها وأولادِها. فقد حكى أبو الفرج الأصفهاني في قصة "سلمى الكنانية" مع زوجها عروة بن الورد، الشهير بعروة الصعاليك ـ وكان شاعراً بطلاً كريماً ـ وكان قد أصاب سلمى في غزوةٍ غزاها لبني كنانة، فأعتقها وتزوجها، وحلّت من نفسه وعشيرته محلاًّ كريماً، فأقامت عنده بضع عشرة سنة، وولدت له أولاداً، وهو لا يشك في أنها أرغب الناس فيه. وكانت تقول له: لو حججت بي فأمُرّ على أهلي وأراهم؟ فحج بها فأتى مكة، ثم أتى المدينة فنزل في بني النضير ـ وكانت له بهم صلة وصداقة ـ وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم، فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج الشهر الحرام، فتَعَالوا إليه، وأخبِرُوه أنكم تستحيون أن تكون امرأة منكم، معروفة النسب صحيحتُهُ سَبِيّةً وافتدوني منه، فإنه لا يرى أني أفارقه، ولا اختار عليه أحداً. فأتوه، فسقوه الشراب. فلمّا ثَمِل قالوا له: فَادِنَا بصاحبتنا (أي أقبل ما ندفعه لك فديةً لفكها من أسرها)، فإنها وسيطة النسب فينا معروفته وإن علينا سُبَّة أن تكون سبية، فإذا صارت إلينا وأردت معاودتها فعلنا. فقال لهم: ذلك لكم. ولكن لي الشرط فيها، أن تُخَيِّروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها، وإن اختارتكم انطلقتم بها. قالوا: ذلك لك. فلما كان الغد، جاؤوه فامتنع من فدائها. فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليك بذلك جماعة مِمَن حضر، فلم يجد إلى الامتناع سبيلاً. فلما فادوه بها خيروها، فاختارت أهلها، ثم أقبلت عليه فقالت: يا عروة، أما أني أقول فيك ـ وإن فارقتك ـ الحق: والله ما أعلم امرأة من العرب ألقت سترها على بعل خير منك. وأَغضُّ طرفاً، وأقل فحشاً وأجود يداً، وأحمى لحقيقته، وما مرَّ عليَّ يوم منذ كنت عندك إلاَّ والموت فيه أحب إليَّ من الحياة بين قومك، لأني لم أشأ أن أسمع امرأة من قومك تقول: قالت أمةُ عروة كذا وكذا ـ إلاّ سمعته، ووالله لا اُنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى ولدك وأحسن إليهم. فانصرف عنها حزيناً حسيراً؛ وفيها يقول قصيدته التي مطلعها:

أَرْقتُ وصُحْبتي بمضيق عُمْقٍ                               لبرقٍ من تُهامةَ مُستطيرِ

سَقَى سَلْمَى وأين ديارُ سلمى                                 إذا كانتْ مجاورةَ السَّديرِ

ولم يكن غريباً عند العرب أن تفعل امرأة ما فعلته سلمى، إذا استطاعت إلى الخلاص سبيلاً. ولكن الغريب ألاّ تفعله، وهي قادرة عليه. كما حدثوا أن بني ربيعة أُغير عليهم، فسُبيت ابنة لأمير لهم، فجَهد الأمير في استردادها. حتى إذا خُيَّرت بين أبيها وسابيها، آثرت من هي عنده. فراعَ الأميرَ ذلك، وغضب له قومه، وسَنَّ لهم وأد البنات، وسنوه هم لمن سواهم، ويروون شبيه ذلك عن قيس بن عاصم.

كان ذلك شأن المرأة في الماضي البعيد. ثم جاء الإسلام ناعياً كلّ ما من شأنه المساس بشخصية المرأة، مُبيّناً أن الحياة أساسها الذكر والأنثى، لا تدور عجلتها بأحدهما دون الآخر: ]فاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض[.(سورة آل عمران: الآية 195) وجعل الرسول، r النساء شقائق الرجال، وشبههنّ بالقوارير، إمعاناً في التذكير بلطف التعامل معهن، وبالغ في الوصية بهن حتى قال:]اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُم[(رواه الترمذي، الحديث الرقم 1083) وجعل الرسول ثلاثة أرباع الوصية بحسن الصحبة للمرأة وأعطى الرجل الربع الباقي، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: ]جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ[.(رواه البخاري، الحديث الرقم 5514)

وإذا كانت الدنيا كلّها متاعاً زائلاً، فإن خير هذا المتاع المرأة، نَصَّ على ذلك الحديث الشريف: ]الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ[.(رواه مسلم، الحديث الرقم 2668)

قال الحجاج بن يوسف الثقفي ـ وقد تذاكروا النساء ـ عندي أربع نسوة: هند بنت المهلّب، وهند بنت أسماء بن خارجة، وأم الجلاس بنت عبدالرحمن، وأمة الله بنت عبدالرحمن بن جرير البجلي. فأما ليلتي عند هند بنت المهلب فَلَيْلَةُ فتى بين فتيان يلعب ويلعبون، وأما ليلتي عند هند بنت أسماء فَلَيْلَةُ ملك بين الملوك، وأمّا ليلتي عند أم الجُلاس فَلَيْلَةُ أعرابي مع أعراب في حديثهم وأشعارهم، وأما ليلتي عند أمة الله فَلَيْلَةُ عالم بين العلماء والفقهاء.