إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / النساء في البيئة العربية









شُبُهات

ثانياً: أفضل النّساء وأسوؤهن

عَنْ النَّبِيِّ r أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: ]مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ[. (رواه ابن ماجه، الحديث الرقم 1847) وقال عبدالله بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، في زوجته:

لها خُلُقُّ سَهْلَ وحُسْنُ ومَنْصِبٌ                   وخَلْقٌ سَويٌّ ما يُعَابُ ومَنْطقُ

فمدحها أول ما مدحها بالأخلاق الحسنة، وذكر بعد ذلك الجمال والمكانة واستواء الخلقة وحلاوة الكلام. وقال آخر:

حَوْرَاءُ إِنْ نَظَرِتْ إليـ                            ـك سَقَتْكَ بالعَيْنَين خَمْراً

وكَأَنَّ رَجْعَ حَدِيثِهـَا                               قِطَعُ الرِّياض كُسِينَ زَهْرَاً

وَكَأَن تَحْتَ لِسَانِهـا                               هارُوتُ يَنْفُثُ فيه سِحْرَاً

وَتَخال مَا جَمَعَت عليـ                            ـه ثِيَابها ذَهَباً وعِطْرَاً

وَكَأَنَّهاَ بَرَدُ الشَّراَ                                  ب صَفَا وَوَافَقَ منْك فِطْراً

جِنّيَّةَ إِنْسِيّـــَة أو                                بَيْنَ ذَاكَ أَجَلُ أَمْراً

وقال ثالث:

وَحَوْرَاءُ المَحَاجِر منْ مَعَدِّ                         كَأَنَّ حَدِيثَها ثَمَرُ الجِنَان

إذا قامَـتْ لِمِشْيَتِهَا تَثَنَّتْ                           كَأَنَّ عِظَامَها مَنْ خَيْزُرَانِ

ومن صفات الجمال عند العرب الصَّباحة في الوجه، والوضاءة في البشرة، والجمال في الأنف، والحلاوة في العينين، والملاحة في الفم، والظّرْف في اللسان، والرشاقة في القدّ، واللباقة في الشمائل، وكمال الحُسْنِ في الشَّعر. ومع مدحهم المرأة بالجمال في الخِلْقَة، وحلاوة الحديث، كانوا يُعَوِّلون كثيراً على جمال الروح، الذي هو ماء الحياة وإدامها.

أمّا في جمال الخِلْقَة، فهم يريدونها:

كحلاء: وهي ذات العيون سود المحاجر، وإِن لم تَكْتَحِل.

عيناء: واسعة العيون، وهي الدعجاء أيضاً.

زَجَّاء: مقرونة الحواجب، دقيقتهما، طويلتهما خِلْقَةً، دون استعمال المساحيق.

بلجاء: والبلج هو تباعد ما بين الحاجبين، ونقاوته من الشعر

بيضاء: والبياض معروف، وإن خالطه صفار الطِّيب فلا بأس من ذلك، وهي الرُّعْبُوبة.

شمّاء: والشَّمم هو دقة الأنف، مع استوائه، وعلوّه المعتدل.

مأشورة: والتأشير هو دقة الأسنان، ما بين الثنايا والرُّباعيات.

لمياء: واللَّمى، هو ميل لون الشفاة إلى السُّمرة، وهو لَعَسٌ وهي لعساء.

جيداء: والجَيَدُ، هو طول العنق، في حسن ودقة، وهي العطبول أيضاً.

غيداء: وهي الناعمة الملساء.

ويصفون الشَّعْرَ بالأثيث، ويريدون كثافته، وأن يكون أسود فاحماً. ويريدونها أيضاً مشرقة النحر (أعلى الصدر)، مُهَفْهَة مهْضُومة الخَصْرِ(ضامرة البطن)، ممشوقة القوام (معتدلة ورشيقة). واجتماع كل هذه الصفات في وقت واحد نادر، ولكن لله الخَلْقُ والأمر.

ويُحْكى أنّ خالد بن صفوان، نَظَرَ إلى جماعة في المسجد فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا يجتمعون على امرأة تُدل على النساء (خاطبة)، فأتاها فقال: أبغي امرأة، قالت صفها لي، قال: أريدها بِكْراً كَثَيِّب وثَيِّباً كَبِكْرٍ، حلوة من قريب، فخمة من بعيد. كانت في نعمة فأصابتها فاقة (فقر)، فمعها أدب النعمة وذلّ الحاجة، فإذا اجتمعنا كنا أهل دنيا، وإذا افترقنا كنا أهل آخره. قالت: قد أصبتها لك. قال: وأين هي؟ قالت: في الرفيق الأعلى من الجنة، فاعمل لها. وهذه كناية عن استحالة الكمال المُطْلق.

وسئُل أعرابي عن النساء فقال: أفضل النساء أطولهن إذا قامت، وأعظمهن إذا قعدت، وأصدقهن إذا قالت، التي إذا غضبت حلمت، وإذا ضحكت تبسّمت، وإذا صنعت شيئاً جوّدت (أحسنت صنع)، التي تطيع زوجها، وتلزم بيتها، العزيزة في قومها، الذليلة في نفسها، الودود الولود، وكل أمْرِها محمود.

ولعلّ قصة عمرو بن حِجْر الكِنْدي، ملك كندة، مع عصام الخاطبة، مشهورة، وهي من أجمع صفات الجمال في امرأة. ذكر حديثها صاحب العقد الفريد، قال: ... قالت: رأيت جبهة كالمرآة الصقيلة، يزينها شعر حالك، كأذناب الخيل المضفورة، إن أرسلته، خِلْتَهُ السلاسل، وإن مشَّطته، قلت عناقيد كَرْم جَلاَهُ الوابل (أي المطر)، ومع ذلك، حاجبان كأنهما خُطّا بقلم، وسُوِّدا بحمم، قد قوسا على مثل عين العَبْهَرة (الظبية)، التي لم يَرُعها قانص، ولم يُذْعِرْها قَسْوَرَةَّ (أسد)، بينهما أنف كحد السيف المصقول، لم يَخْنَسْ به قِصَر، ولم يُمْعِن به طول، حَفَّتْ به وجنتان كالأرجوان، في بياض مَحْض كالجمان، شُقَّ فيه فم كالخاتم، لذيذ المبتسم، فيه ثنايا غُر (بيض)، ذوات أشر، وأسنان تُعّد كالدُّر، وريق تنمّ إليك منه ريح الخمر، أو نَشر الروض بالسَّحَر، يتقلب فيه لسان ذو فصاحة وبيان، يُقَلّبه عقل وافر، وجواب حاضر، يلتقي دونه شفتان حمراوان كالورد، يحلبان ريقاً كالشهد، تحت ذاك عُنق كإبريق الفضة، رُكِّب في صدر كتمثال دُمية، يتصل به عَضُدَان مُمْتَلئان لحماً، مُكْتَنِزَان شحماً، وذراعان ليس فيهما عَظْمَّ يُحَس، ولا عْرِقَّ يُجس، رُكِّبت فيهما كَفَّان رقيقٌ قصُّبهما لَيِّن عَصَبُهما، تعقد إن شئت منهما الأنامل... وقد تربّع في صدرها حُقَّان، كأنهما رمّانتان. من تحت ذلك بطن طُوِىَ كَطَيِّ القَبَاطِي المدمجة، كُسي عُكَنا كالقراطيس المُدرجة. تُحيط تلك العكن بسُرة كمُدهِن العاج المجلو، خلف ذلك ظهر كالجدول، ينتهي إلى خَصر، لولا رحمة الله لانخزل، تحته كفل يُقعدها إذا نهضت، ويُنهضها إذا قعدت، كأنه دَعْصُ رمل، لَبّده سقوط الطَّل، يحمله فخذان لفّاوان، كأنهما نضيد الجُمَّار، تحملهما ساقان خَدَلَّجَتَان كالبردي وُشِّيتاً بشعر أسود، كأنه حلق الورد، ويحمل ذلك قدمان، كحد السنان، تبارك الله في صغرهما، كيف تطيقان حمل ما فوقهما، فأما ما سوى ذلك فتركت أن أصفه، غير أنه أحسنُ ما وصفه واصف بنظم أو نثر. قال: فأرسل إلى أبيها يخطبها.

وسأل الحجاج الثقفي ابن القِرِّية: أي النساء أحمد؟ قال: التي في بطنها غلام، وفي حجرها غلام، ويسعى لها مع الغلمان غلام. قال: فأيّ النساء شر؟ قال: الشديدة الأذى، الكثيرة الشَّكوى، المخالفة لما تهوى. فقال: أي النساء أعجب إليك؟ قال: الشِّفاء العطبول (الطويلة العنق)، المِغْنَاج الكسول، التي لم يُشِنْهَا قِصَرٌ ولا طول.

أمّا أسوأ النساء، فأقبحهن خِلْقَةً ومنظراً، أسوأهن أخلاقاً. ومن حِكَم داود u المرأة السوء مثل شرك الصياد، لا ينجو منها إلاّ من رضي الله عنه.

وقيل لأعرابي عالم بالنساء: صف لنا شرَّ النساء. قال: شرُّهن النحيفة الجسم، القليلة اللحم، الطويلة السقم، المحياض، الصفراء، المشؤمة العسراء، السليطة الذفراء، السريعة الوثبة، كأن لسانها حَرْبة، تضحك من غير عجب، وتقول الكذب، وتدعو على زوجها بالحرب. أنف في السماء وإست في الماء.

وقال آخر: إياك وكلَّ امرأة مُذَكَّرة مُنَكَّرة، حديدة العرقوب، بادية الظنبوب، منتفخة الوريد، كلامها وعيد، وصوتها شديد؛ تدفن الحسنات، وتفشي السيئات؛ تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان؛ ليس في قلبها له رأفة، ولا عليها منه مخافة؛ إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضَحِكَ بكت، وإن بكى ضَحِكتَ؛ وإن طلقها كانت حريبته، وإن أمسكها كانت مصيبته، سفعاء ورهاء ، كثيرة الدعاء، قليلة الإرعاء؛ تأكل لمَّا (أي كثيراً)، وتُوسِع ذَمّا؛ صخوب غضوب، بذية دنية؛ ليس تطفأ نارها، ولا يهدأ إعصارها، ضيّقة الباع، مهتوكة القناع؛ صبيها مهزول، وبيتها مزبول؛ إذا حدّثت تشير بالأصابع، وتبكي في المجامع؛ بادية من حجابها، نبّاحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة؛ قد ذلّ لسانها بالزور، وسال دمعها بالفُجور.