إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / القرى والمدن في القرآن الكريم




مدائن صالح
مدينة الحجر
مساكن الثموديين
معبد الكرنك
الأهرامات وأبو الهول
البحر الميت
البحر الميت من الفضاء
بيوت ثمودية
بيت المقدس
جبال تم نحتها بموقع العلا
خط بارليف
قبة الصخرة





مقدمة

مقدمة

وردت كلمة (القرية) ونحوها مثل كلمة (القرى)، (القريتين) وغيرها (57) مرة في القرآن الكريم، بينما وردت كلمة (المدينة) بصيغة المفرد والجمع (17) مرة، أي أن كلمة (القرية) وردت في القرآن الكريم، بأكثر من ثلاثة أضعاف كلمة (المدينة)، ويكاد يخلوا الحديث عن المدينة في القرآن الكريم، إلا من خلال إشارات عابرة عن المدن.

كما أن أغلب الآيات التي تتحدث عن (القرى) تحكى قصص أهلها الظالمين، وتُبَيِن لنا المراحل التي يمرون بها حتى يأتي موعد عقابهم من الله، إما (بالتعذيب أو بالإهلاك)، كما تبين أيضاً كيف ينجى الله المؤمنين، قبل إن يُنَّزِل على أهلها العقاب.

وقد ورد معنى القرية في بعض قواميس اللغة، بأنها هي المصر[1] الجامع، وتُعَرَّف بأنها كل مكان اتصلت به الأبنية، واتخذ قرارا، وتقع، على المدن وغيرها، والقرية عادة هي أصغر من المدينة، وهى الضيعة[2]، وجمع قرية هو قرى، والقاري أو القروي هو ساكن القرية، ويقال في كل قارٍ وبادٍ، أي ما ينزل القرية أو البادية، وينسب لهما قروي وبدوي، والتمايز بين القرية والمدينة بدا واضحاً في العصور المتأخرة فتحددت بعض سمات القرية، أهمها:

1. أقل حجماً من المدينة.

2. يسكنها الناس مجتمعون كأنهم أسرة واحدة يشتركون في الطباع والعادات والتقاليد.

3. أن مفهوم القرية بقياسنا الآن ينطوي على عدة أشياء تميزها:

أ. قلة عدد السكان.

ب. اعتمادهم في غالب الأحيان على الزراعة والصيد وشيء من التجارة.

ج. عدم وجود تطور سريع الخطى في بعض مناحي الحياة كالصناعة والابتكار.

د.  قلة عدد المتعلمين في المدارس النظامية.

هــ. تتعرض القرية من حين لآخر لهجرة ساكنيها، إما لهجرة أبدية لأسباب قهرية، أو نتيجة التعرض لكوارث متلاحقة، وإما هجرة مؤقتة يعودون بعدها إلى القرية مرة أخرى، وهؤلاء معظمهم من الرعاة الساعين خلف الكلأ والماء، لاعتمادهم على تربية الأنعام والحيوان كسبا للعيش.

كما لا يمكن أن تنشأ مدينة دون أن تتبعها قرى، بل وقد تتطور القرية لتصبح مدينة في بعض الأحيان، فمن سنة الحياة، أن حياة الناس ما كانت لتبقى بدوية إلى الآبد، بل ومعروف أن كثيرا من المدن تشكلت على ماضي القرية والبادية، وهذا يعنى بالضرورة وجود عملية انتقال من القرية إلى المدينة، أو من البداوة إلى الحضر .

ولما كان كثيراً من هذه السمات يصدق على المدن قديماً بحيث لا يكون هناك فرقاً بين المصطلحين جاء الخطاب القرآني موجه لأهل القرى دون المدن، إما لأهمية القرية من ناحية وحدة الروابط الأسرية والعائلية دون المدينة، فإذا انتشرت الفضيلة في قرية عمت أهل القرية كلها، وإذا تفشت الرذيلة في قرية فإنها تعم أهل القرية كلها أيضاً، خلافاً للمدينة التي يميزها تفكك الروابط بين من يعيشون فيها، وإما لأن المدن في الماضي لم تكن بالفخامة ولا بالكثافة السكانية التي نشهدها الآن في هذا العصر.

ولو نظرنا إلى مواقع تلك القرى حسب تفسير المفسرين، وحسب كتابات رواة التاريخ، لوجدنا أن تلك القرى في المنطقة الوسطى بين جزيرة العرب، والتي تعرف اليوم جغرافياً وسياسياً بعمق الشرق الأوسط، أي في بلاد الشام إلى حد كبير، فهي الأرض التي وسعت جملة من الرسالات السماوية، حيث آتتها رسل الله وأنبياؤه، ولا يمكن تبرئة بلاد العرب مما يوافق ويطابق تلك المنطقة من الفسق والظلم، فهي أيضا بلاد شهدت قرى عتت عن أمر ربها ورسله، إلا أنها لم تتجاوز قرى أربعة من الأنبياء هم : هود، وصالح، وإسماعيل، ومحمد e، عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام.

 



[1] المصر = البلدة.

[2] الضيعة: هي المزرعة أم المكان الذي كثر فيه الزرع .