إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / سلالة سيد الخلق، عليه أفضل الصلاة والسلام









أولاً: تراجم أولاد النبي r وذكر بعض فضائلهم:

أولاً: تراجم أولاد النبي r وذكر بعض فضائلهم

1. الأبناء

أبناء النبي  rمن الذكور ثلاثة فقط، وقد ماتوا كلهم صغاراً، وترتيبهم حسب السِّن، كالآتي:

أ. القاسم

وهو أول أبناء النبي r. وأمه خديجة بنت خويلد[1]. أول أزواج النبي r. وقد مات بمكة، قبل مبعث النبي r، وعمره سنتان بعد أن مشى.

ب. عبد الله

الابن الثاني للنبي r، وله لقبان: الطيب والطاهر، ولد بعد نزول الوحي على النبي r[2]. وأمه خديجة بنت خويلد، توفي بمكة صغيراً.

ج. إبراهيم

أمه مارية القبطية[3]، ولد للنبي r في المدينة سنة ثمان من الهجرة النبوية، وتوفي صغيراً، وعمره ثمانية عشر شهراً، وهو آخر أولاد النبي r.

حب النبي r له

]عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ r إِبْرَاهِيمَ فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ r تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ t وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ r إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلا نَقُولُ إِلا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 1220). وفي رواية ]عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَخَذَ النَّبِيُّ r بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى ابْنِهِ إِبْرَاهِيمَ فَوَجَدَهُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ r فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَبَكَى فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَتَبْكِي أَوَلَمْ تَكُنْ نَهَيْتَ عَنْ الْبُكَاءِ قَالَ لا وَلَكِنْ نَهَيْتُ عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ صَوْتٍ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشِ وُجُوهٍ وَشَقِّ جُيُوبٍ وَرَنَّةِ شَيْطَانٍ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 926).

وعن البراء بن عازب، t، قال ]لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ، عَلَيْهِ السَّلام، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: إِنَّ لَهُ مُرْضِعًا فِي الْجَنَّةِ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 1293). وفي رواية أخرى ]عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ قَالَ عَمْرٌو فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم4280).

وقال أحدهم لابن أبي أوفى: رأيت إبراهيم ابن النبي  rقال ]مَاتَ صَغِيرًا وَلَوْ قُضِيَ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ r نَبِيٌّ عَاشَ ابْنُهُ وَلَكِنْ لا نَبِيَّ بَعْدَهُ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 5726).

وقال أنس بن مالك ]لَوْ عَاشَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ r لَكَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 11908).

2. بنات النبي r

أ. زينب

هي أكبر بناته، وأول من تزوج منهن. ولدت قبل البعثة بمدة، قيل: إنها عشر سنين، واختُلف، هل القاسم قبلها أو بعدها. تزوجها ابن خالتها، أبو العاص بن الربيع العبشمي، وأمه هالة بنت خويلد. أخرج ابن سعد، بسند صحيح عن الشعبي، قال: أسلمت زينب مع أبيها، وأبى زوجها أبو العاص أن يُسلم، فلم يفرق النبي r، بينهما. وعن الواقدي بسند له عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة، أن أبا العاص شهد مع المشركين، بدراً فأُسر، فقدم أخوه عمرو في فدائه، وأرسلت معه زينب قلادة من جزع، كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص. فلما رآها رسول الله r عرفها، ورق لها، وذكر خديجة، فترحم عليها، وكلّم الناس، فأطلقوه ورد عليها القلادة، وأخذ على أبي العاص أن يخلي سبيلها، ففعل. قال الواقدي: هذا أثبت عندنا ويتأيد هذا بما ذكر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان، قال r الصبح، فنادت زينب: إني أجرت أبا العاص بن الربيع، فقال، بعد أن انصرف: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئاً مما كان حتى سمعت، وإنه يجير على المسلمين أدناهم. وذكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، قال: خرج أبو العاص في عير لقريش، فبعث النبي r زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب، فلقوا العير بناحية العيص في جمادى الأولى سنة ست، فأخذوا ما فيها وأسروا ناساً، منهم أبو العاص. فدخل على زينب فأجارته، فذكر نحو هذه القصة وزاد: وقد أجرنا من أجارت، فسألته زينب أن يرد عليه ما أُخذ عنه، ففعل وأمرها ألا يقربها. ومضى أبو العاص إلى مكة، فأدى الحقوق لأهلها، ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع. فرد عليه زينب بالنكاح الأول. ومن طريق عبد الله بن أبي بكر بن حزم، أن زينب توفيت في أول سنة ثمان من الهجرة وأخرج مسلم في الصحيح عن أم عطية قالت لما ماتت زينب بنت رسول الله r قال ]اغْسِلْنَهَا ثَلاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ فَقَالَ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ تَعْنِي إِزَارَهُ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 1175)، وهو في الصحيحين من طريق أخرى بدون تسمية زينب. وكانت زينب ولدت من أبي العاص عليا، الذي مات وقد ناهز الاحتلام، كما ولدت أمامة، التي تزوجها علي بعد فاطمة.

ب. رُقيَّة

هي زوج عثمان بن عفان، t؛ وأم ابنه عبد الله. قال أبو عمر: لا أعرف خلافاً أن زينب أكبر بنات النبي r، واختلف في رقية، وفاطمة، وأم كلثوم، والأكثر أنهن على هذا الترتيب. ونقل أبو عمر عن الجرجاني أنه صح أن رقية أصغرهن.

وقال ابن هشام تزوج عثمان t، رقية وهاجر بها إلى الحبشة فولدت له عبد الله هناك فكان يكنى به وقال أبو عمر قال قتادة: لم تلد له. قال وهو غلط لم يقله غيره، ولعله أراد أختها أم كلثوم فإن عثمان تزوجها بعد رقية فماتت أيضا عنده ولم تلد له قاله ابن شهاب والجمهور.

وقال ابن سعد: بايعت رقية رسول الله r هي وأخواتها؛ وتزوجها عتبة بن أبي لهب قبل النبوة، فلما بعث النبي r، قال أبو لهب لابنه عتبة: رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته، ففارقها ولم يكن دخل بها، فتزوجها عثمان فأسقطت منه سقطا، ثم ولدت له بعد ذلك ولداً فسماه عبد الله، وبه كان يكنى، ونقره ديك فمات، فلم تلد له بعد ذلك.

والذي عليه أهل السير، أن عثمان t، رجع إلى مكة من الحبشة مع من رجع، ثم هاجر بأهله إلى المدينة، ومرضت رقية بالمدينة لما خرج النبي r، إلى بدر. فتخلف عليها عثمان t، عن بدر، فماتت يوم وصول زيد بن حارثة مبشراً بوقعة بدر، وقيل: وصل لما دفنت. وروى حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس: قال لما ماتت رقية، قال رسول الله r، لا يدخل القبر رجل قارف (المقارفة مجامعة الزوجة) فلم يدخل عثمان؛ قال أبو عمر: هذا خطأ من حماد، إنما كان ذلك في أم كلثوم، والحديث لم يذكر اسم المتوفاة، ]عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ r قَالَ وَرَسُولُ اللَّهِ r جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ قَالَ فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ قَالَ فَقَالَ هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ أَنَا قَالَ فَانْزِلْ قَالَ فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 1205).

وقد روى ابن المبارك عن يونس عن الزهري، قال: تخلف عثمان عن بدر على امرأته رقية، وكانت قد أصابتها الحصبة فماتت، وجاء زيد بشيراً بوقعة بدر، وقيل وصل لما دفنت.

ج. أُمّ كُلْثُوم

أمها خديجة بنت خويلد. تزوجها في الجاهلية عتيبة بن أبي لهب، ثم فارقها. وهاجرت إلى المدينة مع عيال رسول الله r. فلما توفيت أختها رقية (سنة 2هـ) تزوجها عثمان بن عفان t، (سنة 3هـ) وتوفيت عنده بالمدينة (سنة 9هـ).

د. فاطِمَة الزّهْرَاء

أمها خديجة بنت خويلد: من نابهات قريش. وإحدى الفصيحات العاقلات. تزوجها عليّ بن أبي طالب، t، وهي في الثامنة عشرة من عمرها، وولدت له الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب. وعاشت بعد أبيها ستة أشهر. وهي أول من جُعل له النعش في الإسلام، عملته لها أسماء بنت عميس، وكانت قد رأته يصنع في بلاد الحبشة. ولفاطمة 18 حديثاً.

من فضائل فاطمة رضي الله عنها:

عن عبدالله بن مسعود t، أنه قال ]كان النَّبِيَّ r يُصَلِّي عِنْدَ الْبَيْتِ وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض أَيُّكُمْ يَجِيءُ بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلانٍ فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ فَانْبَعَثَ أَشْقَى الْقَوْمِ فَجَاءَ بِهِ فَنَظَرَ حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَأَنَا أَنْظُرُ لا أُغْنِي شَيْئًا لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ[4] قَالَ فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَرَسُولُ اللَّهِ r سَاجِدٌ لا يَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ فَطَرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ  rرَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ قَالَ وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ ثُمَّ سَمَّى اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ قَالَ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ r صَرْعَى فِي الْقَلِيبِ[5] قَلِيبِ بَدْر[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 233).

وعن عائشة رضي الله عنها، قالت ]أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ r فَقَالَ النَّبِيُّ r مَرْحَبًا بِابْنَتِي ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَبْكِينَ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ r حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ r فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ u كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلا أُرَاهُ إِلا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي فَبَكَيْتُ فَقَالَ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3353).

·   وعن المسور بن مخرمة أن رسول الله r قال ]فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3437).

·   وعن سهل بن سعد ]أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ جُرْحِ النَّبِيِّ r يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ جُرِحَ وَجْهُ النَّبِيِّ r وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَهُشِمَتْ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَكَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلام تَغْسِلُ الدَّمَ وَعَلِيٌّ يُمْسِكُ فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الدَّمَ لا يَزِيدُ إِلا كَثْرَةً أَخَذَتْ حَصِيرًا فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا ثُمَّ أَلْزَقَتْهُ فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3345).

·   وعن حذيفة قال ]سَأَلَتْنِي أُمِّي مَتَى عَهْدُكَ تَعْنِي بِالنَّبِيِّ r فَقُلْتُ مَا لِي بِهِ عَهْدٌ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا فَنَالَتْ مِنِّي فَقُلْتُ لَهَا دَعِينِي آتِي النَّبِيَّ r فَأُصَلِّيَ مَعَهُ الْمَغْرِبَ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لِي وَلَكِ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ r فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ انْفَتَلَ فَتَبِعْتُهُ فَسَمِعَ صَوْتِي فَقَالَ مَنْ هَذَا حُذَيْفَةُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ مَا حَاجَتُكَ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ وَلأُمِّكَ قَالَ إِنَّ هَذَا مَلَكٌ لَمْ يَنْزِلْ الأَرْضَ قَطُّ قَبْلَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيَّ وَيُبَشِّرَنِي بِأَنَّ فَاطِمَةَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 3714).

·   وعن أنس قال ]لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ r جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلام وَا كَرْبَ أَبَاهُ فَقَالَ لَهَا لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ فَلَمَّا مَاتَ قَالَتْ يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلام يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 4103).

·   وعن علي t قال ]جَهَّزَ رَسُولُ اللَّهِ r فَاطِمَةَ فِي خَمِيلٍ وَقِرْبَةٍ وَوِسَادَةٍ حَشْوُهَا إِذْخِرٌ[ (سنن النسائي، الحديث الرقم 3331).

·   عن علي t ]أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ بَعَثَ مَعَهُ بِخَمِيلَةٍ وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ وَرَحَيَيْنِ وَسِقَاءٍ وَجَرَّتَيْنِ فَقَالَ عَلِيٌّ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَاتَ يَوْمٍ وَاللَّهِ لَقَدْ سَنَوْتُ[6] حَتَّى لَقَدْ اشْتَكَيْتُ صَدْرِي قَالَ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ أَبَاكِ بِسَبْيٍ فَاذْهَبِي فَاسْتَخْدِمِيهِ فَقَالَتْ وَأَنَا وَاللَّهِ قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ فَأَتَتْ النَّبِيَّ r فَقَالَ مَا جَاءَ بِكِ أَيْ بُنَيَّةُ قَالَتْ جِئْتُ لأُسَلِّمَ عَلَيْكَ وَاسْتَحْيَت أَنْ تَسْأَلَهُ وَرَجَعَتْ فَقَالَ مَا فَعَلْتِ قَالَتْ اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَأَتَيْنَاهُ جَمِيعًا فَقَالَ عَلِيٌّ  tيَا رَسُولَ اللَّهِ r وَاللَّهِ لَقَدْ سَنَوْتُ حَتَّى اشْتَكَيْتُ صَدْرِي وَقَالَتْ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَدْ طَحَنْتُ حَتَّى مَجَلَتْ يَدَايَ وَقَدْ جَاءَكَ اللَّهُ بِسَبْيٍ وَسَعَةٍ فَأَخْدِمْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ  rوَاللَّهِ لا أُعْطِيكُمَا وَأَدَعُ أَهْلَ الصُّفَّةِ تَطْوَ بُطُونُهُمْ لا أَجِدُ مَا أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ وَلَكِنِّي أَبِيعُهُمْ وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمْ أَثْمَانَهُمْ فَرَجَعَا فَأَتَاهُمَا النَّبِيُّ r وَقَدْ دَخَلا فِي قَطِيفَتِهِمَا إِذَا غَطَّتْ رُءُوسَهُمَا تَكَشَّفَتْ أَقْدَامُهُمَا وَإِذَا غَطَّيَا أَقْدَامَهُمَا تَكَشَّفَتْ رُءُوسُهُمَا فَثَارَا فَقَالَ مَكَانَكُمَا ثُمَّ قَالَ أَلا أُخْبِرُكُمَا بِخَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَانِي قَالا بَلَى فَقَالَ كَلِمَاتٌ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ u فَقَالَ تُسَبِّحَانِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ عَشْرًا وَتَحْمَدَانِ عَشْرًا وَتُكَبِّرَانِ عَشْرًا وَإِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا فَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ وَكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ r قَالَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْكَوَّاءِ وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ فَقَالَ قَاتَلَكُمْ اللَّهُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَعَمْ وَلا لَيْلَةَ صِفِّينَ[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 797).

·   وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال ]إِنَّ الْمَلأَ مِنْ قُرَيْشٍ اجْتَمَعُوا فِي الْحِجْرِ فَتَعَاقَدُوا بِاللاتِ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةِ الأُخْرَى وَنَائِلَةَ وَإِسَافٍ لَوْ قَدْ رَأَيْنَا مُحَمَّدًا لَقَدْ قُمْنَا إِلَيْهِ قِيَامَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَلَمْ نُفَارِقْهُ حَتَّى نَقْتُلَهُ فَأَقْبَلَتْ ابْنَتُهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَقَالَتْ هَؤُلاءِ الْمَلأُ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ تَعَاقَدُوا عَلَيْكَ لَوْ قَدْ رَأَوْكَ لَقَدْ قَامُوا إِلَيْكَ فَقَتَلُوكَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلا قَدْ عَرَفَ نَصِيبَهُ مِنْ دَمِكَ فَقَالَ يَا بُنَيَّةُ أَرِينِي وَضُوءا فَتَوَضَّأَ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا هَا هُوَ ذَا وَخَفَضُوا أَبْصَارَهُمْ وَسَقَطَتْ أَذْقَانُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ وَعَقِرُوا فِي مَجَالِسِهِمْ فَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ بَصَرًا وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رَجُلٌ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ r حَتَّى قَامَ عَلَى رُءُوسِهِمْ فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ التُّرَابِ فَقَالَ شَاهَتْ الْوُجُوهُ ثُمَّ حَصَبَهُمْ بِهَا فَمَا أَصَابَ رَجُلا مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْحَصَى حَصَاةٌ إِلا قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 2626).

·   وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله r قال ]أُسَامَةُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ مَا حَاشَا فَاطِمَةَ وَلا غَيْرَهَا[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 5449).

·   وعن معقل بن يسار قال ]وَضَّأْتُ النَّبِيَّ r ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ هَلْ لَكَ فِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَعُودُهَا فَقُلْتُ نَعَمْ فَقَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَيَّ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ سَيَحْمِلُ ثِقَلَهَا غَيْرُكَ وَيَكُونُ أَجْرُهَا لَكَ قَالَ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عَلَيَّ شَيْءٌ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام فَقَالَ لَهَا كَيْفَ تَجِدِينَكِ قَالَتْ وَاللَّهِ لَقَدْ اشْتَدَّ حُزْنِي وَاشْتَدَّتْ فَاقَتِي وَطَالَ سَقَمِي قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي بِخَطِّ يَدِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَوَ مَا تَرْضَيْنَ أَنِّي زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَ أُمَّتِي سِلْمَا وَأَكْثَرَهُمْ عِلْمًا وَأَعْظَمَهُمْ حِلْمًا[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 19420).

·   ومن محبته الشديدة لفاطمة، أنه قال لأسامة بن زيد، حين جاء يشفع في إسقاط حد السرقة عن المرأة المخزومية ]وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 3216).

·   وعن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أمه عن أمه سلمى بنت عميس قالت ]اشْتَكَتْ فَاطِمَةُ شَكْوَاهَا الَّتِي قُبِضَتْ فِيها فَكُنْتُ أُمَرِّضُهَا فَأَصْبَحَتْ يَوْمًا كَأَمْثَلِ مَا رَأَيْتُهَا فِي شَكْوَاهَا تِلْكَ قَالَتْ وَخَرَجَ عَلِيٌّ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَتْ يَا أُمَّهْ اسْكُبِي لِي غُسْلاً فَسَكَبْتُ لَهَا غُسْلاً فَاغْتَسَلَتْ كَأَحْسَنِ مَا رَأَيْتُهَا تَغْتَسِلُ ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّهْ أَعْطِينِي ثِيَابِيَ الْجُدُدَ فَأَعْطَيْتُهَا فَلَبِسَتْهَا ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّهْ قَدِّمِي لِي فِرَاشِي وَسَطَ الْبَيْتِ فَفَعَلْتُ وَاضْطَجَعَتْ وَاسْتَقْبَلَتْ الْقِبْلَةَ وَجَعَلَتْ يَدَهَا تَحْتَ خَدِّهَا ثُمَّ قَالَتْ يَا أُمَّهْ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الآنَ إِنِّي مَقْبُوضَةٌ الآنَ وَقَدْ تَطَهَّرْتُ فَلا يَكْشِفُنِي أَحَدٌ فَقُبِضَتْ مَكَانَهَا قَالَتْ فَجَاءَ عَلِيٌّ فَأَخْبَرْتُهُ [(مسند أحمد، الحديث الرقم26333).



[1] خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، من قريش: زوجة رسول الله r الأولى، وكانت أسنّ منه بخمس عشرة سنة. ولدت بمكة، ونشأت في بيت شرف ويسار، ومات أبوها يوم الفِجار، وتزوجت بأبي هالة بن زرارة التميمي، فمات عنها. وكانت ذات مال كثير وتجارة، تبعث بها إلى الشام، تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة. فلما بلغ رسول الله r الخامسة والعشرين، خرج في تجارة لها إلى سوق بصرى (بحوران) وعاد رابحاً، فدست له من عرض عليه الزواج بها، فأجاب، فأرسلت إلى عمها (عمرو بن أسعد بن عبد العزى) فحضر، وتزوجها رسول الله، r، (قبل النبوة)، فولدت له القاسم (وكان يكنى به) وعبد الله (وهو الطاهر والطيب) وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة. وكان بين كل ولدين سنة. وكانت تسترضع لهم، وتهيّىء ذلك، قبل أن تلد. ولما بُعث رسول الله r دعاها إلى الإسلام، فكانت أول من أسلم من الرجال والنساء. ومكثا يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. كانت تكنى بـ أم هند (وهند من زوجها الأول)، وأولاد النبي r كلهم منها، غير إبراهيم ابن مارية. وقد وردت في فضلها أحاديث كثيرة، وهي أفضل أزواج النبي r عند جمهور علماء المسلمين.

[2] وقيل إن الطيب والطاهر ابنان للنبي r، والأكثرون على ما تقدم ذكره من أنهما لقبان لعبد الله فقط.

[3] مارية بنت شمعون القبطية، أمّ إبراهيم: من سراري النبي r. مصرية الأصل، بيضاء. ولدت في قرية "حفن" من كورة "أنصنا" بمصر، وأهداها المقوقس القبطي (صاحب الإسكندرية ومصر) سنة 7 هـ، إلى النبيّ r، هي وأخت لها تدعى "سيرين". وعندما ولدت مارية إبراهيم قال رسول الله r "أعتقها ولدها". ولما توفي النبيّ r تولى الإنفاق عليها أمير المؤمنين أبو بكر t، ثم عمر t. وماتت في خلافة عمر، بالمدينة، فرؤي وهو يحشد الناس بنفسه لحضور جنازتها. ودفنت بالبقيع

[4] أي ولم يكن لي قوة لأدفع عن النبي r

[5] أي البئر الذي رمى فيه المسلمون قتلى المشركين

[6] سنوت: أي استخرجت الماء من البئر وكان يأخذ على ذلك أجرة يسيرة