إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / التقوى ... والعلم ... والعمل (تفسير آخر الآية 282 من سورة البقرة، والآية 105 من سورة التوبة)









العلم من أكثر المجالات ذكراً في القرآن

1. العلم من أكثر المجالات ذكراً في القرآن

يُعد العلم من أكثر المجالات ذكراً في القرآن الكريم. فقد ورد لفظه ومشتقاته (عَليم، علمتم، عالم، علماء، نعلم ... إلخ) ثمانمائة وستاً وخمسين مرة. (اُنظر جدول عدد مرات ورود لفظ العلم ومشتقاته في القرآن الكريم).

وكذلك التقوى ومشتقاتها، فقد وردت في القرآن الكريم مائتين وخمساً وأربعين مرة في أشكالها المختلفة: اتقى، تتقوا، تتقون، المتقين، .. إلخ. (اُنظر جدول عدد مرات ورود لفظ التقوى ومشتقاته في القرآن الكريم).

ومما يشهد على اهتمام الإسلام بالعلم، أن أول آيات أُنزلت من القرآن على النبي r كانت ]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ[ (سورة العلق: الآيات 1 ـ 5).

إنّ الربط بين العلم والتقوى في الآية الكريمة (282) في سورة البقرة، هو ربط لتحقيق ما يفيد الإنسان في دنياه وأخراه. فقد فرض الإسلام التطور على أهله فرضاً، حين حثهم على الأخذ بأسباب العلم، وتوجيه العناية إليه توجيهاً خاصاً، لأن الشخصية الإنسانية لا يقوّمها ولا يرقيها شيء غير العلم المجلل بالتقوى. قال تعالى في الحض على العلم ]قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلبَاَبْ[ (سورة الزمر: الآية 9)، فحصرَ التذكر في أولي الألباب، ولا مُقوِّم للألباب غير العلم. إلاّ أن العلم وتَعَلُمَه، يرتبط في الإسلام ارتباطاً له غاية بالله سبحانه وتعالى، أي بالمنهج الذي ارتضاه الخالق لخلقه. فالمؤمن يتعلم العلم ويعمل به، على مقتضى ما شرعه الله، متوخياً الامتثال لما أمر به الله، والاجتناب لما نهى عنه، وتلك هي التقوى. قال تعالى: ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[ (سورة فاطر: الآية 28). كما قال تعالى ]شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ[ (سورة آل عمران: الآية 18).وقد نص القرآن على أن العلم بحرُ لا نهاية له، فقال تعالى ]وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ[ (سورة يوسف: الآية 76). وذلك حتى يخفف العلماء من كبريائهم، ويطلبوا المزيد من العلم، ليهديهم إلى القول الفصل، في كل ما يرجون معرفته، من حقائق لا يدركون سرها أو كنهها. وقد نص الله تعالى على هذه الحقيقة في قوله ]وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً[ (سورة الإسراء: الآية 85). لذلك حث الله سبحانه وتعالى الإنسان على طلب زيادة العلم والمعرفة ]وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا[ (سورة طه: الآية 114). ولذلك كان اكتساب العلم من دون التقوى مظنة الخسران والبوار، ففي العلم محاذير يترتب على ارتكابها غضب الله، فلا بد من معرفتها واجتنابها.