إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / التقوى ... والعلم ... والعمل (تفسير آخر الآية 282 من سورة البقرة، والآية 105 من سورة التوبة)









8

8. شروط قبول العمل

لقبول العمل شَرْطٌ أو أكثر حدده الله، وبعض الأعمال يتوافر لها عدد من هذه الشروط، فيُعلي ذلك من قدرها لدى الله. ومن أهم هذه الشروط:

أ. أن يُقصد بالعمل وجه الله ومرضاته، سواء كان العمل كسباً أو جهاداً أو عِلْماً أو حتى قضاء شهوة. فقد ورد في الحديث ]وَفِي ‏بُضْعِ ‏أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 1674). لأن قضاء الشهوة في الحلال، منجاه للإنسان من ارتكاب الحرام. كما ورد في الحديث أيضاً أن إحسان العمل قصداً لوجه الله، عامل أساس في قبول العمل. جاء رجلٌ إلى النبي r فقال: ]الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، فَأَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: مَنْ قَاتَلَ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 6904).

ب. أن يتوخى العمل المصلحة العامة أي لصالح المجتمع، وهذا لا يتعارض مع صلاحه للفرد وأسرته، فمن يبنى مصنعاً مثلاً يحقق ثروة لنفسه، كما يقدم فرص العمل للآخرين، ويدفع الزكاة والصدقات للمحتاجين، يصبح في زمرة المؤمن القوي، الذي هو خير من المؤمن الضعيف.

ج. أن يكون العمل مشروعاً حلالاً غير محرم، لأن الله طيب لا يقبل إلاّ الطيب. فلا زكاة من مال حرام أو مغصوب أو مسروق أو مكتسب بالربا، ولا حج من مال مختلس أو منهوب، ولا صلاة في ثوب مغصوب أو في مسجد ضرارٍ، ولا صلاة في الأوقات المنهي عنها. بمعنى أن مشروعية العمل تُكتسب من عدم حرمته أو مخالفته لما أمر به الله.

د. أن يكون العمل مُتْقناً، أي يُؤدى بالإخلاص والصدق والتجرد من الهوى حتى في الأمور التي تبدو غير ذات بال. جاء في الحديث ]إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 3615). ويترتب على إتقان العمل أن يصبح كسبه حلالاً، ويؤدي الإخلاص فيه إلى التطور والنماء والتوسع.

والإنسان في عمل دائم كل يومه، منذ نهوضه صباحاً حتى نومه ليلاً. لذلك اهتم الله بالعمل وجعله من أهم محاور حياة الإنسان. فأطول وقت ينفقه الإنسان في حياته، هو وقت العمل، أكان خيراً أم شراً.