إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / التقوى ... والعلم ... والعمل (تفسير آخر الآية 282 من سورة البقرة، والآية 105 من سورة التوبة)









10

10. العمل والسنة المطهرة

ولعل من أكثر القضايا التي حفلت بها السنة المطهرة، الحديث عن العمل وقيمته وأهميته، وأنه مدار حياة الإنسان، وحركة المجتمع. وقد حرصت السنة دائماً، على الربط المحكم بين العمل والعلم، فإنهما كلٌ واحد لا يتجزأ؛ فلا قيمة لعمل من دون علم، ولا لعلم لا يُعمل به. جاء في الحديث، ]وَلا تَكُونُ بِالْعِلْمِ عَالِمًا حَتَّى تَكُونَ بِهِ عَامِلاً[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 295). فالسنة تحرص على العلم أولاً، ولكنه علمٌ لعملٍ، ]تَعَلَّمُوا تَعَلَّمُوا فَإِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا[ (سن الدارمي، الحديث الرقم 368) ولم يكن هذا الحرص من السنة على: العمل مع العلم أو العلم مع العمل نابعاً من فراغ، وإنما مرده إلى الحقيقة الكبرى، وهي ]الْيَوْمَ عَمَلٌ وَلاَ حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلاَ عَمَلٌ[ (رواة البخاري، في كتاب الرقاق). وقد أبان المصطفى r، هذه الحقيقة التي لا جدال حولها، في قوله ]يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى وَاحِدٌ عَمَلُهُ[ (سنن النسائي، الحديث الرقم 1911). لذلك لم يكن بدعاً أن جاء في الحديث ]كُلُّ الْعَمَلِ كَفَّارَةٌ[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 9508). بل أبعد من ذلك، في الحرص على أداء العمل وإتقانه، أنّ تجويد العمل لا يكون تاماً بلا علم يسنده، ]النِّفَاقُ نِفَاقَانِ نِفَاقُ الْعَمَلِ وَنِفَاقُ التَّكْذِيبِ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 14). ولعـل من أدل سمات العمل في السنة، قول المصطفى r ]لاَ تَكُونَنَّ قَوِيًّا فِي عَمَلِ غَيْرِكَ ضَعِيفًا فِي عَمَلِ نَفْسِكَ[ (سنن الدارمي، الحديث الرقم 56).