إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / التقوى ... والعلم ... والعمل (تفسير آخر الآية 282 من سورة البقرة، والآية 105 من سورة التوبة)









12

12. العمل محور الإيمان

تتمثل أهمية العمل في أنه محك الإيمان، لأن حقيقة الإيمان الصادق علم وعمل وتقوى. فلا يوجد حال من أحوال الإنسان يُسقط عنه العمل. فهو في عمل دائم، إذ لا يخلو أن يكون ناظراً إلى شيء، أو سامعاً قولاً، أو لامساً شيئاً، أو قائلاً حديثاً، أو عاملاً عملاً بجوارحه أو بقلبه، وهو عن كل ذلك مسؤول، إلا أن يكون صغيراً أو مجنوناً أو نائماً. وهؤلاء الثلاثة، إنما سقط عنهم التكليف في تلك الأحوال، لعدم التمييز، والقدرة على إحكام النية. ولكنهم مكلفون بالعمل قطعاً، في حالة مفارقتهم لتلك الأحوال، لقول رسول الله r ]رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَشِبَّ وَعَنْ الْمَعْتُوهِ حَتَّى يَعْقِلَ[ (سنن الترمذي، الحديث الرقم 1343). وللعمل، كل عمل، وجه ظاهر يراه الناس، ووجه مستتر يعلمه الله U، الذي يرى بقدرته كل شيء. ومن ترك الوجه المستتر فقد باء بخسران مبين، لأن المسلم إذا ترك العمل الظاهر سقطت منزلته في أعين الناس، ولكنه إذا لم يخلص النية في عمله أُحبط عمله في معيار الصدق عند الحق عز وجل، وهذا هو الخسران المبين. فلا مناص للإنسان، من أن يكون عاملاً ومخلصاً في عمله في كل الأحوال، ولا ينجبر التقصير في العمل، إلا بإنجاز مزيد من العمل.