إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / التقوى ... والعلم ... والعمل (تفسير آخر الآية 282 من سورة البقرة، والآية 105 من سورة التوبة)









مصطلحات

المصطلحات

تداينتم

أي تبايعتم بالدين، و"داينت الرجل" أي عاملته فأعطيته ديناً، وأخذت منه بِدَينٍ؛ والفعل من "دان" أي اسْتَقْرَضَ، و"دان" مشترك بين الإقراض والاستقراض، أي له دين أو عليه دين. والفعل داين، والمصدر: المُفاعلة، وهو من أبنية المصادر الدالة على المشاركة، فالمفاعلة معاملة بين اثنين أو أكثر.

فاكتبوه

الكتابة صناعة من الصنائع المدنية، وهي علم، والعلم لا يكون إلا بالتعليم والتَعَلُّمِ والممارسة.

اتقوا

فعل أمر للجماعة من (وقى)، ومعناه صان وحفظ الشيء من الأذى. وفي الحديث ]فوقى أحدكم وجهه النار[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 3496). أي يقي أحدكم وجهه النار بالطاعة والصدقة. واتقى بالشيء؛ جعله وقاية له من شيء آخر.

والتقوى شرعاً

الخشية والخوف من الله، باجتناب نواهيه وامتثال أوامره. واتقى الله: خاف عقابه فتجنب ما يكره (أي ما يكرهه الله). ورجل تقي: مُوقٍ نفسه من العذاب بتوخي العمل الصالح.

يعلمكم

العلم ضد الجهل. والعلم هو: إدراك الأشياء على ما هي عليه، أي بحقيقتها. وقد عرّف الشيخ محمد متولي الشعراوي، العلم بأنه: نسبة واقعة مجزوم بها، وعليها دليل. ويشرح ذلك قائلاً: "حين تُحَدّثني عن حقيقة علمية، أسألك هل هي واقعة؟ فإذا قلت نعم. أسألك: أأنت جازم بها؟ فإذا قلت نعم. أسألك: هل تستطيع التدليل عليها؟ فإذا قلت نعم.. فهذا هو العلم".

يعلمكم الله

يُعلّم الله، سبحانه، عباده بأساليب وطرق متعددة، تارة بإرسال الرسل ليبينوا للناس سُبل الهداية والرشاد ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ[ (سورة النساء: الآية 170)، وقوله تعالى ]قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[ (سورة الأعراف: الآية 158)، و]وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ[ (سورة إبراهيم: الآية 4). وهو مصداقٌ لقوله تعالى ]وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً[ (سورة الإسراء: الآية 15).

كما يُعَلّم الله الناس، تارة، بالوحي من عنده، يوحيه للرسل الذين يبلغونه للناس يقول تعالى ]أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ[ (سورة الشورى: الآية 51)، كما يقول]فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا[ (سورة مريم: الآية 11).، كذلك ]ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَة[ (سورة الإسراء: الآية 39). وهذا الوحي يصل إلى كل ما في الكون، ليس الإنسان وحدة، وقد ذكر سبحانه وتعالى هذه الحقيقة في قوله: ]وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا[ (سورة النحل: الآية 68). وفي قول آخر عن الأرض ]يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا[ (سورة الزلزلة: الآيتان 4، 5). وأكثر ما يكون هذا الوحي من الله سبحانه موجهاً لأنبيائه، يقول تعالى ]وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ[ (سورة الشورى: الآية 51). وقد يُعَلِّم الله الإنسان حين يلهمه الصواب من الرأي والقول والفعل، فتتبلور الفكرة في عقله ونفسه، وينطق بها لسانه، على حين لم يكن من قبل على علم بها، ولكن الله يلهمه في لحظة من لحظات الإِلهام والاستجابة إلى الصدق والصواب. كما يعلم الله الناس بدعوتهم لإعمال النظر والفكر والتدبر ]أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ[ (سورة الغاشية: الآيات 17 ـ 19).

كذلك يُعلم الله الناس بتوجيههم لاستخلاص العبر من الأمم الغابرة والعصور السالفة، لاستلهام العظات والدروس. ]لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الأَلْبَابِ[ (سورة يوسف: الآية 111)، كما يعلم الله الناس بالقدوة الحسنة وإتباع النموذج الصالح الطيب، وضرب المثل ]وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ[ (سورة العنكبوت: الآية 43).