إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الظواهر الطبيعية في القرآن والسُّنة، القمر









المعتقدات في القمر :

5. المعتقدات في القمر

ظن الناس الأوائل في البداية أن القمر إله قوي أو إلهة قوية. فالرومان القدماء سموا إلاهتي القمر لونا وديانا. وكانت ديانا كذلك إلهة للصيد، تستخدم الهلال قوسا لها وأشعة القمر سهاما. أما إلاهتا القمر عند قدماء الإغريق فكانتا سيليني وأرتميس. كما آمن الإغريق والرومان بإلهة تسمى هيكاتي لها ثلاثة وجوه ـ فهي هيكاتي عندما تمثل القمر في شكله المظلم، وهي أرتميس (ديانا) عندما تمثل القمر وهو ينمو ويكبر، وهي سيليني (لونا) عندما تمثل القمر التام. وكان قدماء المصريين يكرمون إله القمر خونسو. أما البابليون فعرفوا القمر باسم دمن، وفي بعض الأحيان يسمى: "نار" أقوى إلهة السماء، واعتقد بعض قبائل الهنود الأمريكيين أن القمر والشمس إلهان وأنهما أخ وأخت. حتى يومنا هذا ما زال بعض الناس يعبدون القمر.

أ. الأساطير والتراث الشعبي

يعتقد كثير من الناس أن للقمر تأثيراً على الحياة في الأرض، وزعم الفلاسفة والكهنة فيما مضى أن للقمر علاقة بالميلاد والنمو والموت وذلك لأنه ينمو ويكبر ثم يتناقص ويضمحل وكان بعض الناس يخافون من الخسوف ويعدونه نذيراً بحدوث المجاعة أو الجدب أو أية كارثة أخرى. ولكن المسلمين يعتقدون أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا رأوا كسوفاً أو خسوفاً فزعوا إلى الصلاة علناً، عملاً بتوجيه الرسول الكريم.

وطبقا لبعض الخرافات فإن النوم في ضوء القمر قد يؤدي إلى الجنون، ويعتقد الكثير من الناس، حتى في أيامنا هذه، أن للقمر أثرا على الطقس. ويظن البعض أن البذور تنمو بشكل أفضل إذا زرعت في الأيام التي يكون فيها القمر في مرحلة النمو، كما أن للقمر دوراً بارزاً في أعمال التنجيم.

وقد ذكرت أساطير من بلدان مختلفة في شأن ما يتخيله الناس من وجود صورة رجل في القمر أنه قد سجن هناك، لأنه سرق. وتخيل بعض الناس أشكالا أخرى في العلامات التي على القمر، ومن هذه الأشكال: امرأة جميلة وقطة وضفدع وأرنب.

وظن البعض فيما مضى، أن شكلاً من أشكال الحياة موجود على القمر، ومن ذلك ما ذكره الكاتب، الإغريقي القديم بلوتارخوس عن شياطين تعيش في الكهوف على القمر. أما عالم الفلك الألماني يوهانز كيبلر فكتب في القرن السابع عشر الميلادي أن الفوهات القمرية قد بنتها مخلوقات قمرية، وفي عام 1822 م ، ذكر عالم الفلك الألماني جروتهوزن أنه اكتشف مدناً قمرية، وفي العشرينيات من القرن العشرين، أعلن عالم الفلك الأمريكي بيكرينج أن الحشرات يمكن أن تعيش على القمر، كما أعرب العديد من العلماء عن أملهم في العثور على بعض المواد الكيميائية على القمر لإعطائهم دلائل على كيفية بدء الحياة على الأرض.

ب. القمر وبعض الأشعار العربية في وصفه

تغزل العديد من الأدباء والشعراء في القمر، ووصفوا جماله. وكان القمر في مقدمة معالم الكون التي تأملها الشعراء العرب واستلهموها وتناولوها في أعمالهم، خاصة ما كان منها في موضوعات الغزل وذكر الجمال والمدح وقد تأسف بعض الأدباء لكون الكشوف العلمية أدت إلى نزع ثوب البهاء والجمال الذي كان يتخيله الشعراء في القمر!!.

وهذه نماذج لبعض الأشعار عن القمر

وكأن الهلال نصف سوار                               والثريا كفٌ إليه تشير

وقال آخر:

وكأن الهلال تحت الثريا                                ملكٌ فوق رأسه إكليل

وقال آخر:

شبهت بدر سمائها لما دنت                              منه الثريا في قميص سندس

ملكاً مهيباً قاعداً في روضة                             حياه بعض الزائرين بنرجس

ج. القمر والموسيقى

ظل الإعجاب والحوار المتبادل بين الأديب والفنان وبين القمر منذ وعى العربي ما حوله، وقد ورد ذكره في معظم القصائد الوجدانية والأغاني العاطفية، واعتمد عليه الروائيون في إضاءة الطريق أمام شخصياتهم في الروايات التي تعالج الحرب الليلية، وجرائم السرقة والقتل ولقاء العشاق في جنح الليل، حيث يؤنسهم القمر ونوره. وقد ذكر القمر ضمن عناوين عدد من الأعمال القصصية والغنائية العربية والغربية.

د. دراسة القمر

اعتقد بعض الأقدمين أن القمر صحن ناري يدور. واعتقد آخرون أنه مرآة تعكس البر والبحار على الأرض. وبالرغم من هذه الاعتقادات فإن الفلكيين الأوائل توصلوا إلى العديد من الأفكار الصحيحة عن حجم القمر وشكله وحركته وبعده عن الأرض. وفي عام 1609 م، استخدم جاليليو تلسكوبا بدائيا للقيام بأول دراسة علمية لسطح القمر. وتزداد معرفتنا عن القمر كلما رسم علماء الجغرافية خرائط مطورة لسطح القمر. ومع تطور علم التصوير وآلاته في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، أصبح ممكنا التقاط الصور التفصيلية للقمر.

وقد فتح عصر الفضاء الذي بدأ عام 1957 م، بابا جديدا في دراسة القمر. وفي الثاني عشر من سبتمبر 1959 م، أطلق الاتحاد السوفييتي (السابق) لونا 2 أول جسم اصطناعي يصل إلى القمر. ومنذ ذلك الوقت أطلق الاتحاد السوفييتي (السابق) والولايات المتحدة الأمريكية مركبات من دون أفراد منها ما هبط على القمر، وتمكن من أن يرسل إلى الأرض معلومات عن القمر، ففي الفترة ما بين 1966 و 1968 م أُرسلت نحو خمس مركبات استطلاع هبطت كلها على سطح القمر، والتقطت ما يقرب من 90 ألف صورة، مع معلومات عن تكوين القمر. وفي الفترة الزمنية نفسها أرسلت الولايات المتحدة خمس مركبات أخرى دارت حول القمر وصورت 98 % من سطحه. وقد أظهرت هذه المركبات إمكانية هبوط إنسان على سطح القمر، حيث بينت أن سطح القمر يتحمل وزن المركبة، وحددت بعض المواقع الملائمة للهبوط. وفي 20 يوليو 1969 م، هبطت مركبة أبولو 11 على القمر، وبذلك بدأ الاستكشاف والدراسة المباشرين للقمر. وفي يوليو 1971 م، كان رواد أبولو 15 أول من هبط على سطح القمر بآلة نقل تتحرك ذاتياً سميت: المركبة القمرية.

وفي ديسمبر 1972 م، قام رواد المركبة أبولو 17 بالهبوط السادس والأخير ضمن برنامج أبولو. وفي هذا البرنامج وضع اثنا عشر رائدا فضائيا أقدامهم على القمر. وفحصوا المناطق المرتفعة على القمر، والبحار والفوهات والأخاديد والتقطوا آلاف الصور للمناظر الطبيعية على القمر. وجمع رواد أبولو عددا كبيرا من العينات من الصخور القمرية والأتربة، مما زود العلماء بمادة تكفي لدراساتهم سنوات طويلة. وعلى سبيل المثال، وضع رواد أبولو 17 أجهزة داخل ثقوب حفروها في سطح القمر. لقياس كمية الحرارة المتسربة من القمر. وأسهمت هذه القياسات في مزيد من المعلومات عن القمر.