إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الحَرمان الشريفان، والتوسعات المختلفة




مآذن الحرم التسعة
واجهة ومئذنة
واجهة ومئذنة أخرى
واجهة ومئذنة القبلة
أحد الشوارع
الواجهات الخارجية
الواجهة الشرقية
المدخل الشمالي الرئيسي
الأسقف الداخلية والعقود المدببة
المظلات وهي مغلقة
المظلات وهي مفتوحة
الأعمدة وقواعدها
الأعمدة في الحرم
التوسعة السعودية الثانية والثالثة
التكامل والانسجام
الحجر الأسود
الروضة الشريفة
العقود المدببة (الأبلق)
القباب المتحركة المغلفة
القباب المتحركة المفتوحة
بوابة المروة وساحة المسعى
توسعة خادم الحرمين الشريفين
بداية التوسعة السعودية
ساحة المطاف
زخارف الواجهات الخارجية
سطح الحرم وساحة السعي
كسوة الكعبة

مخطط مقارن للمسجد
إضافة دار الندوة
مسقط للحرم المكي
مسقط أفقي بعد توسعة
مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ
المنطقة المحيطة والأراضي المنزوعة
المنطقة المركزية والخط الدائري
الأحياء الملتفة حوله
الأجزاء المضافة
المخطط بعد العمارة العثمانية
التأثير على المحيط العمراني
التوسعات في عهد المهدي العباسي
الحرم في عهد عمر بن الخطاب
الحرم في عهد قريش
الركن اليماني
الشوارع والطرق
الكعبة بعد العمارة العثمانية
توسعات في عهد الملك عبدالعزيز
توسعة أبو جعفر المنصور
توسعة المهدي
توسعة الوليد بن عبدالملك
توسعة عبدالله الزبير
تصور لمسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم




مقدمة

مقدمة

لقد أكرم الله سبحانه وتعالى هذه البلاد الطاهرة بوجود الحرمين الشريفين. ففي وادٍ غير ذي زرع، رفع إبراهيم وإسماعيل، عليهما السلام، أساس البيت العتيق بمكة قِبْلَةّ المسلمين، وفيها أنزلت أهم الرسالات السماوية. وفي المدينة النبوية مسجد أشرف الأنبياء والمرسلين، والذي انطلق منه الدين الإسلامي متوجاً بالشريعة الإسلامية الغراء إلى أرجاء المعمورة كافة. وإلى الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى تهوي أفئدة المسلمين من كل بقاع الأرض. وقد وضع الرسول r والخلفاء الراشدون، لمن بعدهم، مبادئ وأسس العناية بأعمار وتوسعة وإدارة شؤون الحرمين الشريفين، على وجه الخصوص، والمساجد على وجه العموم. وبذلك أصبح الحرمان الشريفان، وثالثهما القدس الشريف، أهم البقاع الإسلامية على وجه الأرض يحرص، على العناية بها، وبعمارتها، وتوسعتها، وإدارة شؤونها، كل من ولي أمر المسلمين.

فعلى الرغم من تاريخ مكة العريق، الذي يعود إلى أحقاب طويلة ممعنة في القدم، فإن البداية الجلية لهذه المدينة المقدسة كانت بعد بناء الكعبة من قبل إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام. تولى قصي بن كلاب، الجد الرابع للرسول r، على مكة، فأسس مبادئ الاستقرار بالقرب من الكعبة المشرفة، وكذلك أسس بدايات النظام الإداري لهذه الحاضرة المقدسة. كما تعتبر بناء سور حول المسجد الحرام، من قبل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب t، أول تحديد للنطاق العمراني حول المسجد الحرام. بعد ذلك توالت أعمال التوسعات للمسجد الحرام، وأصبح يرافق، كل عملية توسعة، زحف من العمران على جنبات الأودية وفوق نسيج الجبال.

وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية، واستتباب الأمن للحجاج، والتطور في طرق ووسائل المواصلات، تضاعفت أعداد وجنسيات الحجاج، مما استدعى القيام بأعمال توسعة شاملة للحرم المكي الشريف، ومحيطه العمراني، والطرق المؤدية إليه من المشاعر المقدسة والمدن والقرى خارج مكة. استهل الملك سعود، رحمه الله تعالى، التوسعة السعودية الأولى في عام 1375 (1955) بنزع الملكيات المحيطة بالمسجد الحرام والمسعى، والبدء في أعمال التوسعة للمسجد الحرام، والمسعى، والطرق المحيطة به. وتبلغ مساحة أعمال التوسعة أكثر من 131 ألف م2، لتتسع لحوالي 262 ألف مُصلٍ.

التوسعة السعودية الثانية، التي بدأت في عام 1403 (1983) هي توسعة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، والتي تكللت بإضافة جزء جديد إلى مبنى المسجد الحالي من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير، بين باب العمرة وباب الملك. تبلغ مساحة أدوار هذا المبنى (76000 م2) موزعة على الدور الأرضي والدور الأول والقبو والسطح، تتسع لحوالي 152 ألف مصلٍ. كما تشمل أعمال التوسعة تهيئة الساحات المحيطة للصلاة بالمسجد الحرام، من توسعة المنطقة شرقي المسعى، وتوسعة الساحات، التي أمام باب الملك عبدالعزيز، وإيجاد ساحة أمام باب الملك فهد، بعد تحويل الطريق العابر إلى نفق وتخصيص المساحات إلى مناطق مشاة فقط، وذلك بإلغاء دورات المياه الموجودة تحت الأرض، وإزالة الكباري الحديدية، وتمهيد المنطقة، بمساحة كلية تبلغ (42000 م2)، من ضمنها مساحة تبلغ (31500 م2) خصصت لتكون ساحات مجهزة للصلاة. وباكتمال أعمال التوسعة السعودية الثانية، أصبح المسجد الحرام درة مضيئة، يتمتع باستخدامه مئات الملايين من المسلمين، بجو مريح وآمن، وهم على قلب رجل واحد، على اختلاف الأجناس والألوان واللغات، وهذا فضل كبير، ولله الحمد.

وإن مسألة توثيق أهم مؤسسات الأمة الإسلامية الدينية، وخاصة عمارة الحرمين الشريفين، لا يعنى تسجيل إعمارهما المادي فقط، بل المعنوي المرتبط بمكانتهما في قلب كل مسلم، لأنهما النبراس الحضاري، الذي ينتظم به عقد الأجيال المسلمة عبر القرون، والسداة التي تلتحم بها مختلف فئات الشعوب الإسلامية، في حلقات مترابطة وصفوف متراصة، وذلك لما لوجودهما من عمق تاريخي وامتداد جغرافي للعالم الإسلامي.

تهدف هذه الدراسة إلى فتح آفاق جديدة، تكمن وراء عمارة الحرمين الشريفين، وإعداد مرجع تخصصي، يكون في متناول الجميع؛ لتيسير مهمة الباحثين عن طريق جمع مادة علمية مفصلة، من مصادرها الأساسية، وتوثيقها بطريقة منهجية منظمة، وتصنيفها وفق قواعد مدروسة، بحيث يسهل استرجاعها والاستفادة منها بصفتها مصدراً أساسياً للبحوث والدراسات العلمية المستقبلية.