إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الحَرمان الشريفان، والتوسعات المختلفة




مآذن الحرم التسعة
واجهة ومئذنة
واجهة ومئذنة أخرى
واجهة ومئذنة القبلة
أحد الشوارع
الواجهات الخارجية
الواجهة الشرقية
المدخل الشمالي الرئيسي
الأسقف الداخلية والعقود المدببة
المظلات وهي مغلقة
المظلات وهي مفتوحة
الأعمدة وقواعدها
الأعمدة في الحرم
التوسعة السعودية الثانية والثالثة
التكامل والانسجام
الحجر الأسود
الروضة الشريفة
العقود المدببة (الأبلق)
القباب المتحركة المغلفة
القباب المتحركة المفتوحة
بوابة المروة وساحة المسعى
توسعة خادم الحرمين الشريفين
بداية التوسعة السعودية
ساحة المطاف
زخارف الواجهات الخارجية
سطح الحرم وساحة السعي
كسوة الكعبة

مخطط مقارن للمسجد
إضافة دار الندوة
مسقط للحرم المكي
مسقط أفقي بعد توسعة
مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ
المنطقة المحيطة والأراضي المنزوعة
المنطقة المركزية والخط الدائري
الأحياء الملتفة حوله
الأجزاء المضافة
المخطط بعد العمارة العثمانية
التأثير على المحيط العمراني
التوسعات في عهد المهدي العباسي
الحرم في عهد عمر بن الخطاب
الحرم في عهد قريش
الركن اليماني
الشوارع والطرق
الكعبة بعد العمارة العثمانية
توسعات في عهد الملك عبدالعزيز
توسعة أبو جعفر المنصور
توسعة المهدي
توسعة الوليد بن عبدالملك
توسعة عبدالله الزبير
تصور لمسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم




المبحث الأول

المبحث الأول

نشأة الحرمان الشريفان، والتوسعات المختلفة

الحرمان الشريفان هما: المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، خصهما الله سبحانه وتعالى، مع المسجد الأقصى في القدس، بالفضل على بقاع الأرض، ووعد من حج البيت الحرام أو اعتمر، وزار المسجد النبوي، وصلى به وسلم على رسوله r وصاحبيه، وزار وصلى بالمسجد الأقصى بالقدس، بوافر المثوبة وجزيل العطاء. ولهذا تنقاد قلوب المؤمنين إلى المساجد الثلاثة؛ رغبة في تطهير الأفئدة، وإقرار العيون، وبث الفرح في النفوس، عندما تعانق جوانحهم أجواء هذه الأماكن الطاهرة.

الحرم المكي الشريف الطاهر، ومسرى الرسول  rإلى المسجد الأقصى، فيه الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، وأول بيت وضع للناس، خصه الله سبحانه وتعالى بما لم يخصّ به غيره من المساجد فيما سواه، وهو الحرم الآمنُ[1]. والحرم النبوي الشريف، مسجد الرسول r، به الروضة الشريفة، خصه الله سبحانه وتعالى بما لم يخصّ غيره سوى المسجد الحرام[2] والمسجد الأقصى هو المكان الذي أُسري إليه بالمصطفى r، وصلى فيه[3]، ثم عرج به إلى السماء، وفيه الصخرة التي عندها مربط البراق. هذه المساجد الثلاثة لها من الخصوصية والمكانة ما يجعل إعمارهما المعنوي بالحج والعمرة والزيارة، والمادي بالبناء والتجديد والصيانة والإدارة، قربة إلى الله سبحانه وتعالى.

اقتضت حكمة الله أن يجمع الموحدين من البشر على قبلة واحدة، فأوحى إلى أبى الأنبياء إبراهيم الخليل، عليه السلام، أن يقيم قواعد البيت العتيق، بعد اندثار طويل، وليعيد بناء أول بيت يذكر فيه اسمه، وليكون مثابة للناس وأمناً، تشد الناس إليه الرحال من كل فج عميق ]لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ[ (سورة الحج: الآية 28).

وقد شاء الله تعالى أن يبقى هذا البيت مصدراً للإشعاع والنور الرباني، منذ أن أقيمت قواعده إلى أن تقوم الساعة، وجاءت الرسالة المحمدية، بحكم أنها خاتمة الرسالات، لتقر هذا المعنى وتؤكد هذه الحقيقة، إذ أمر المولى تعالى رسوله الكريم بالتوجه إليه في الصلاة، بعد أن توجه إلى بيت المقدس، ما يقرب من ستة عشر شهراً، وذلك ليعيد لأمة التوحيد، متمثلة في الأمة المحمدية، قيادة ركب البشرية وهدايتها حيث يقول تعالى: ]هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ[ (سورة الحج: الآية  78).

فلا غرو، بعد هذا، أن تكون قبلة أبى الأنبياء "إبراهيم خليل الرحمن" u رمزاً للتوحيد، ومظهراً حقيقياً للإيمان، تشرئب إليها القلوب، وتتطاول إليها أعناق المسلمين؛ لأنها مظهر وحدتهم، وسر اجتماع كلمتهم، ومحور شعائرهم. وقد أكد القرآن الكريم هذه المعاني في قوله تعالي: ]قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ[ (سورة البقرة: الآية 144) وبعد الفتح العظيم لمكة في العام الثامن الهجري وتحطيم الأصنام وبراثن الشرك، أعيد للبيت العتيق رسالته الصحيحة، وكان الحج ركناً أساسياً من أركان الإسلام لا يكتمل إسلام المرء بدونه. ومن ذلك التاريخ، تصدرت مكانة الحرم المكي وأخذت الكعبة المشرفة أهميتها البارزة في عقيدة المسلمين وسائر عباداتهم. عاش النبي r في المدينة المنورة، يرسي قواعد الدولة الإسلامية، متخذاً من مسجده الشريف مقراً لإدارة الدولة، ومدرسة فكرية لتربية أصحابه، يزاولون فيه شعائر عباداتهم، ويتلقون من نبيهم تعاليم دينهم إلى أن استبان المنهج واكتملت الرسالة ولم يبق سوى أن يتابع رجاله السير على هداه، وبعدها لحق رسولنا الكريم r بالرفيق الأعلى، تاركاً لنا ميراث نبوته في كتاب الله وسنته المشرفة.

ومن هذا المنطلق، احتل مسجد الرسول الكريم r في طيبة الطيبة، في حياته وبعد مماته، مكانته المقدسة في قلوب المسلمين جميعاً، وصار المسجد النبوي ثاني الحرمين، الذي تشد إليه الرحال من كل فج عميق ليشارك الحرم الأول رسالته السامية، في تعميق مشاعر الإيمان في قلوب المؤمنين.

وإيماناً بأهمية رسالة كل من الحرمين الشريفين، حرص خلفاء المسلمين، ومن جاء بعدهم من الحكام، على إبقاء هذه الرسالة حية ومتجددة على الدوام، تؤتي أكلها وثمارها في كل حين، وذلك برعايتهما وصيانتهما من كل حركة معادية أو اتجاه هدام؛ لأن إلحاق ضرر ـ لا قدر الله ـ مهما كان نوعه أو درجته، يمس الحرمين من قريب أو بعيد، إنما هو ضرر يمس، قبل كل شيء، عقيدة المسلمين، ويوهن من مشاعرهم وشعائرهم، ويؤدي إلى تمزيق وحدتهم، التي منّ الله عليهم بها في قوله تعالى: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا[ (سورة آل عمرن: الآية 103).

وإن كانت خدمات حكام المسلمين، من خلفاء راشدين وخلفاء أمويين وعباسيين وسلاطين عثمانيين وأئمة وملوك سعوديين، إزاء هذين الحرمين عبر فترات التاريخ الإسلامي، قد تنوعت فشملت السقاية والرفادة وكسوة الكعبة، والتوسعة والبناء والترميم وفرض النظام والأمن، وجميعها، بلا شك، خدمات جليلة، يشهد بها التاريخ في الماضي، ويقرها الواقع اليوم؛ فإن هناك، بجانب هذه الخدمات، رعاية أخرى أسمى وأعمق، يواجه بها بكل حزم وقوة، تلك الاتجاهات المضلة والنحل الضارة، التي أرادت أن توهن من قدر هذه المقدسات، وأن تبعد أنظار المسلمين عنها إلى أماكن أخرى مزعومة، ومراكز فكرية تبث سمومها الإلحادية ضد معتقد المسلمين وتغزو عقولهم غزواً فكرياً يصعب انتزاعه. إن مثل هذه الرعاية تعد أسمى أنواع الرعاية وأنفعها، وسوف تعود بالخير على المسلمين من جهة أخرى، حتى يظل التأثير بين الطرفين باقياً وتظل المناعة الوقائية للحرمين ضد شتى الحملات العدائية قوية وباقية. وعندما تهيأ للحرمين أداء دورهما على هذا النحو، انسابت آثارهما قوية في نفوس المؤمنين، تعصمهم من كل بدعة أو انحراف، وتصحح المعتقد، كلما طرأ عليه من الظواهر والمتغيرات، ما يحيد به عن المنهج الرباني فإنه لا يسوغ، لأحد من أهل التوحيد، أن يشد رحاله إلى غير الحرمين والمسجد الأقصى. كما ينبغي أن تمتد حركة التصحيح، بوسائلها المختلفة، من هذين الحرمين إلى الطوائف المخالفة لهذا الحكم الإسلامي؛ لأن هذين الحرمين مصدران للإشعاع الإيماني، الذي يواجه كل باطل وانحراف.

ولم تقتصر رسالة الحرمين على توفير مكان للعبادة للمسلمين من مختلف أصقاع الأرض فقط، وإنما لمن يقوم بخدمتهما دور قيادي، باعتباره الممثل الشرعي للمسلمين والجامع لكلمتهم والمعبر عن آمالهم. وهذا الدور الطليعي ينبغي أن تأتي ثماره في المجالين الإسلامي والدولي، وعلى كل محاور النشاطات الدينية والسياسية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية. وهذا الدور الطليعي، الذي يضطلع به من يقوم بخدمة الحرمين، ليس هو وليد اليوم، وإنما هو تكليف شرعي، شرف الله به كل من قام بخدمتهما في كل عصر، منذ أن قامت دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة إلى أن يشاء الله. إن الحرمين الشريفين ليسا نصبين تذكاريين، وإنما هما معنيان من المعاني الخالدة لا تقوم للمسلمين قائمة بدونهما، بل لا تكتمل الشخصية القانونية والشرعية لدولة إسلامية كبيرة، تجمع المسلمين جميعاً، إن لم يكن الحرمان الشريفان رمزاً لها. ولنا، في رسولنا الكريم والخلفاء الراشدين من بعده، الأسوة الحسنة، فقد اتخذوا من مسجد الرسول  مقراً لإدارة الدولة الكبرى، التي أقاموها. وقد أدى المسجد النبوي دوره كاملاً، من دون نقصان، إذ انبعثت منه المؤثرات الدينية الصحيحة إلى كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومنه عقدت ألوية المجاهدين، الذين انتشروا في الأرض؛ لتمكين منهج الله، وإليه وفدت وفود الأمم ومبعوثوها؛ لعقد المعاهدات والهدن وإبرام الصلح.كما كانت تفد إليه وفود الأمصار الإسلامية برئاسة ولاتها لأداء؛ فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي، ثم يلتقون بالخليفة؛ ليتلمس مشكلات المسلمين في بلادهم البعيدة، ويطمئن إلى عدالة الحكم وإيصال الحقوق إلى أصحابها. إنه بحق دور ريادي لراعي شؤون الحرمين الشريفين، ينطلق من المصلحة العليا للمسلمين، بصفته الممثل الشرعي لهذه الأمة، والقادر على توصيل هذه المثل إلى جميع المسلمين في بقاع الأرض، والحارس على سلامتها من كل بدعة أو اتجاه هدام.

كان الحجاج يلاقون أنواعاً متعددة من الأذى، ولا يستطيعون السير إلى مكة وحدهم، حيث كان قطاع الطرق يتربصون بهم في كل حدب، ومن فوق كل جبل، لذا كانت قوافل الحجاج تضم مئات الرجال المتأهبين لأي طارئ. وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1351هـ صار الحاج ينطلق من أي مكان في المملكة إلى مكة مع صحبه، وقلوبهم مطمئنة.

تقف مشاريع توسعة وعمارة الحرمين الشريفين صروحاً إسلامية شامخة، وشاهداً على ما تقوم به الحكومات من أعمال جليلة، تهدف إلى خدمة الإسلام وراحة واطمئنان المسلمين، الذين يفدون على الأراضي المقدسة من كل أنحاء العالم؛ لأداء فرائض الحج ومناسك العمرة والزيارة. جاء اهتمام ولاة الأمر لتوسعة وعمارة الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، منذ أول توسعة للمسجد الحرام قام بها الخليفة عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان، وقد انفرد عبدالله بن الزبير بتوسعة وعمارة الحرم المكي الشريف، والتوسعة الرابعة للمسجد النبوي الشريف، التي انفرد بها الوليد بن عبدالملك، وتلتها توسعات أخرى للمسجد الحرام والمسجد النبوي، قام بها في خلال العصر العباسي أبو جعفر المنصور، تلاه ابنه محمد المهدي، وقد توجت هذه التوسعات بتوسعة الخليفة المقتدر. فقد قام بتوسعة أجزاء عرفت بالزيادات للمسجد الحرام والمسجد النبوي قام بها، ثم السلطان سليم الثاني، بعدها توسعة الملك سعود، التي أمر بها المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. أما بالنسبة للمسجد النبوي الشريف، فقد عمر بعد توسعة المهدي على أيدي السلاطين الجراكسة، بعدها أتت عمارة وتوسعة السلطان عبدالمجيد العثماني، التي نرى آثارها في الجزء الجنوبي من المسجد. وفي بداية حكم الملك عبدالعزيز، وضع أسس وجذور أعمال العمارة والتوسعة، حيث بدئ بالتوسعة في حياة الملك عبدالعزيز، وأتمها الملك سعود، ثم بدأ الملك فيصل بالتوسعة الثانية، والملك خالد بالتوسعة الثالثة، التي وضعها موضع التنفيذ، ثم توسعة خادم الحرمين الشريفين الشاملة، التي غطت جميع محيط المدينة المنورة. كل هذا من أجل راحة وطمأنينة الأعداد المتزايدة من الحجاج والوافدين على الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية؛ لأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة.

تبين الدراسة أن الطاقة الاستيعابية لمساحة الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف، تصبح تفوق القدرة الاستيعابية لهما. وهذا ما يجعل ولاة الأمر، أو من تنيبونهم، على مر التاريخ، يبدون شخصياً اهتماماً بالغاً بالأمر باستمرار متابعة مراحل العمل. تعد مشاريع التوسعات التاريخية والمشروعات المكملة الأخرى، في منطقة المشاعر المقدسة، في مقدمة ما أنجزته الدول الإسلامية في مجال خدمة الإسلام والمسلمين. وينبع اهتمام ولاة الأمر بعمارة المسجد أياً كان مكانه، وخاصة الحرمين الشريفين، من إيمانهم الراسخ بأن هذا العمل الجليل، علاوة على أنه شرف عظيم في الدنيا، فله من عند الله الثواب الجزيل.

تتميز منطقة الحرم المكي الشريف بثبات المكان وديمومته، إذ إن أي عمل، حيال المحيط العمراني للحرم، يجب أن يضع نصب عينيه هذه القاعدة. لقد كانت المدينة المقدسة خلال فترات التوسعات للحرم المكي الشريف مثلاً للمدينة الإسلامية، التي تلتف حول مركزها الديني (الحرم الشريف) وعرفت بحاراتها وأزقتها العتيقة الضيقة المتعرجة، التي تصب من جميع الجهات في اتجاه المسجد الحرام، إضافة إلى الأسواق، التي انتشرت من حول الحرم لخدمة الحجاج. لقد استمر هذا النمط العمراني يشكل الخطوط العريضة لنمو مدينة مكة المكرمة، حتى أواخر العهد العثماني. استمدت مكة المكرمة شكلها الطبيعي، الذي أخذته منذ قيامها وحتى تاريخنا هذا، من طوبوغرافية المنطقة، ومن التأثير البارز للإسلام. فالحرم الشريف، الذي يسمو وسط مكة المكرمة هو مركز الحياة الحضرية، وتتجمع حوله كل النشاطات الرئيسية الدينية والمدنية والاجتماعية والثقافية والتجارية. عندما تتبعنا مراحل النمو في مكة المكرمة، وجدنا أن الأسباب الدينية هي التي تفسر موقع وشكل التطوير في المدينة، أكثر مما تفسره الأسباب الدنيوية المادية. لقد اختار الله هذا الموقع القاحل النائي؛ ليكون مهد الرسالات السماوية وخاتمها دين الإسلام المرسل إلى البشرية كافة. عندئذ أصبح الحرم المكي مركزاً لجميع الشعوب الإسلامية في كل أنحاء العالم. ونتيجة لبناء إبراهيم وإسماعيل، عليهما السلام، الكعبة المشرفة في مكانها المحدد بعناية إلهية، أصبحت مكة مركز هذا الدين، وبدأ مزيد من الناس يهاجرون إليه.

تشكل البيئة التي حول الكعبة، والمنطقة المحيطة بها مباشرة، القلب التاريخي لمكة، وهو الجزء، الذي يلتف حول الحرم الشريف مركز هذه المدينة المقدسة. وقد تطورت هذه الرقعة خلال القرون الماضية؛ من اجل خدمة غرض معين ومحدد بالذات، ألا وهو تقديم التسهيلات للحجاج والمعتمرين سواءً قبل أو بعد الإسلام.

إن الرغبة الطبيعية للعيش قرب الكعبة المشرفة، أدت إلى استعمال كل المساحات المتوفرة لتوفير الأماكن للسكن والمحلات التجارية. ولقد كان، على الطرق والمساحات العامة وبقية المساحات المكشوفة، أن تقاسي وتعاني من نشاطات الإنشاءات المذكورة، إذ قامت تلك النشاطات على حساب تلك المرافق.

ومع نمو المدينة، قامت إنشاءات عمرانية في المناطق المحيطة بالحرم، أخذت نفس النمط، بالقدر الذي تسمح به طوبوغرافية الأرض. وقد تبعت النشاطات التجارية خط امتداد الطريق الرئيسي المتجه إلى المركز أو الخارج منه، وكان حجمها يتناقص، كما تتناقص أهميتها، كلما ابتعدنا عن الحرم الشريف، وكلما صعب الوصول إليها من المنطقة المركزية. ومن الخصائص الرئيسية في هيكل وتكوين المدينة، تجمع السكان فيها على شكل جاليات، حسب المكان الذي قدمت منه عند حضورها للحج أصلا". ويعتبر هذا نتيجة ديموغرافية طبيعية لمكانة المدينة في قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض.

أولى الكثير من ولاة أمر المسلمين، من الخلفاء والسلاطين والأئمة والملوك، الحرمين الشريفين جل اهتمامهم بالتطوير، والتوسعة، والصيانة، والنظافة، والإدارة، بما يليق بمكانتهما وأهميتهما لكل مسلم ومسلمة في كل مكان، لمواكبة الزيادة المطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين والزائرين والمجاورين، وذلك لتسهيل عمليه تأدية الشعائر الدينية، والإحساس بقوة سلطان المسلمين وترابطهم، أينما كانوا ومن حيث أتوا. وتأتي مشاريع توسعاتهما، عبر التاريخ، على التأثير على محيطهما العمراني، خلافاً لما اعتاده كثير من المشاريع، ذات الطابع التوسعي، من تأثير المحيط العمراني على المبنى أو مجموعة المباني، وذلك بدءًا بتوسعة المصطفى r لمسجده الشريف في المدينة المنورة، في العام السابع الهجري، وتتويجاً بتوسعة خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى، للمسجد الحرام.

تمثل عمارة الحرمين الشريفين، على مر العصور، إنجازات مادية للتراث الإسلامي المتجدد النابع من منابع لا تنضب، هي القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع المسلمين. كما تعتبر دليلاً حسياً على ترابط وتكامل ونضج المجتمع المسلم. فما من أمة تسعى لاستمرار تطورها، إلا أولت مختلف مؤسساتها الحضارية جل اهتمامها، من إعمار وإصلاح وإدارة وحماية، فالعناية بالحرمين الشريفين، وإظهارهما بالمظهر المشرف، تعبير عن صدق وعمق العلاقة الحميمة بين الأمة الإسلامية وتراثها. وإذا كانت مشاريع الحرمين الشريفين قد مرت بمراحل تطور مختلفة، فإن السعي إلى توثيقها، كأهم إنجازات الأمة الإسلامية، يصبح أمراً ملحاً حتى لا تنقطع الصلة بين الماضي والحاضر، وحتى لا يغيب إنجاز هذين المسجدين المأثورين عن منتدى الحياة العلمية الحاضرة والمستقبلة.

إن من أهم ما يميز الحرمين الشريفين ومحيطهما، كونهما بقعتين طاهرتين، تجتمع فيهما ملايين الأنفس البشرية، على اختلاف الأجناس والأعمار، وعلى قلب واحد، يتضرعون إلى العلي القدير أن يتقبل منهم مناسكهم. يميز عمارة الحرمين الشريفين أنها تنطلق من ثوابت، لا يمكن المساس بها، خلاف أي مبنى آخر على وجه البسيطة. لذا فإن كل محاولة لتوسعة أي منهما تأتي مؤثرة على محيطهما العمراني، حيث يعتبر كل منهما حالة فريدة لا تتكرر. إن غنى وغزارة مأثورات الثقافة الإسلامية المتجددة، ممثلة بالتراث الإسلامي، يجعل من نفحاته عمارة ذات طبيعة نفعية، أهم شواهدها عمارة الحرمين الشريفين المعنوية والمادية. فالشواهد المعمارية، وخاصة التي أبقيت من العمارة العثمانية، والتوسعات التي أضيفت لها، منذ بدايـة العهد السعودي، دليل مادي على ذلك. وبما أن عمارة الحرمين الشريفين هي عمارة ولاة الأمر، فمن المؤكد أن الممارسة ُوظِفّت، بشكل أفضل بمشورة العلماء، والاستعانة بأرباب العمل المخلصين من العمال المهرة والمهندسين. وبذلك أصبحت عمارة الحرمين الشريفين، بكل محتوياتها، وثيقة تاريخية وشاهداً من الشواهد على الإنجاز الكبير، تفرض بحق التوثيق والدراسة والبحث والاستنتاج.

إن إعداد هذه الدراسة يعد توطئة للعديد من الدراسات، التي تليها، عن عمارة الحرمين الشريفين. وقد بذل المؤرخون أمثال الأزرقي، وابن شبة، والفاسي، والسمهودي، وباسلامة، والكردي وغيرهم، الجهد في توثيق عمارة الحرمين الشريفين. وما هذه الدراسة إلا مشاركة متواضعة تضاف إلى الجهد والاهتمام المتنامي بالحرمين من مختلف القطاعات الرسمية والأهلية في المملكة، حيث وضع كل منهم ركيزة بحثية للمهتمين بعمارة الحرمين الشريفين، من مختلف مؤسسات الدولة الإسلامية، على مر العصور. وتقع مهمة توثيق الإنجازات العمرانية والمعمارية للحرمين الشريفين، في الوقت الحاضر، على عاتق المتخصصين من المؤرخين، والمعماريين، والمهندسين، والمخططين، والمنظرين، وعلماء الاجتماع والنفس، والاقتصاد والسياسة والإدارة، الضليعين بهذه المواضيع والقادرين على الحديث عنها من واقع خبرة، وتجربة ومن خلال الرؤية العلمية الصحيحة.

سوف تحاول هذه الدراسة وضع منهجية لترجمة وتوثيق تاريخ تطور عمارة الحرمين الشريفين والبيئة العمرانية المحيطة بهما على مر العصور، وتشتمل على سلسلة متكاملة من الأبحاث والصور والرسومات، التي تم تحرى الدقة فيها لتكوين صورة شكلية عمرانية للمكان على اختلاف الأزمان. فعند دراسة وتوثيق النواحي والإنجازات المعمارية للحرمين الشريفين، يتبادر إلى الذهن أن ما تتميز به عمارتهما من الأنظمة الهندسية على اختلاف أنماطها، والفنون المعمارية المستخدمة فيهما، وكذلك طاقتهما الاستيعابية من البشر، على اختلاف أجناسهم وألوانهم وأعمارهم وثقافاتهم، التي لا تتكرر في أي بقعة من الأرض، لا يتعدى كونه خطوة أولية لسلسة من الأبحاث والدراسات، التي تحتاج إلى توضيح وتمحيص. فمثلاً، عند التركيز على دراسة معينة من النواحي الإنسانية أو الجمالية أو الجوانب الفنية للتصميم الخاص بالحرمين الشريفين يُقصد منه، بالإضافة إلى التوثيق المادي، اجتذاب القارئ، ودفعه إلى التوغل في أعماق ومدلولات الثقافة والعمارة الإسلامية، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من محاولة الإلمام بأسرار وتطور هذين الكيانين العظيمين. وسوف تحرص هذه السلسلة من البحوث على تقديم المعلومات بأسلوب يرفع، وينمي هذا الجانب من جوانب المعرفة الإنسانية.

فمنهجية البحث محاولة جادة لتتبع الموضوع دينياً وتاريخياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعمارياً وتقنياً، ورصد ما يتعلق به من معارف تراثية؛ من أجل الربط بين الماضي بالحاضر، وكذلك بين الحرمين الشريفين وبقية أرجاء العالم الإسلامي.

أولاً: الأهداف

إن الهدف العام لهذه الدراسة هو تحديد جوانب المعارف، عند دراسة وتوثيق عمارة الحرمين الشريفين والتراث المادي لهما. ومنها تنبثق الأهداف المحددة التالية:

1. تسليط الضوء على دور التوسعات للحرمين الشريفين، على مر العصور، في استيعاب الأعداد المطردة من المستخدمين.

2. دراسة العلاقة المتبادلة الفريدة بين الحرمين الشريفين والبيئة المحيطة بهما، ممثلة بمراكز مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

3. دراسة وتوثيق أساليب التصاميم المعمارية والهندسية للحرمين الشريفين والنواحي العمرانية المواكبة لهما، والعناية بذكر سير وترجمات من قام بتمويل وتصميم وعمارة الحرمين الشريفين، من مهندسين وفنانين وصناع مهرة، منذ خليل الله إبراهيم وابنه إسماعيل، عليهما السلام، حتى وقتنا الحاضر.

4. دراسة وتوثيق التقنيات، والمهارات، والأدوات، ومواد البناء، المستخدمة في عمارة الحرمين الشريفين.

5. دراسة وتوثيق أنماط وسلوك زوار الحرمين الشريفين، من الحجاج والمعتمرين من أرجاء العالم كافة.

6. سرد الدروس المستفادة من إنجازات التوسعات للحرمين الشريفين، على مر العصور؛ خدمة لأي توسعات مستقبلية، أو حلاً لمشكلة معينة.

7. مناقشة الحاجة للتوسع مستقبلاً ومدى إمكانية ذلك للحرمين الشريفين، بناءً على المعطيات المادية لمحيطهما العمـراني.

الهدف من دراسة التوسعات في الحرمين، على مر العصور، هو الخروج بمجموعة من الثوابت والمتغيرات الخاصة بالتصميم والتخطيط للحرمين الشريفين، من خلال دراسة عمارتهما وتوسعاتهما، خلال الأربعة عشر قرناً الماضية؛ للاسترشاد بها من قبل أي مصمم أو مخطط لأي مشروع لاحق.

الهدف الأساسي، من العمارة والتوسعات للحرمين الشريفين، هو الإنسان المسلم (الحاج، المعتمر، الزائر، الراكع، الساجد) على اختلاف لغته ولونه وعمره وحالته الصحية، فالإسلام، بشهادة أن لا إله إلا الله، يجمع كل هذا الشتات في نقطة واحدة، حيث تحاول كل عمارة أو توسعة أن تحقق التكيف الفعال لحاجاتهم.

ثانياً: المنهج

يتلخص المنهج في دراسة أعمال عمارة الحرمين الشريفين وتوسعاتهما، على مر العصور؛ لاستخلاص الثوابت النابعة من مبادئ أساسية، حددها الإسلام، وحافظ عليها من تولى أعمال عمارتهما وتوسعتهما على مر العصور. تشمل الثوابت: ثوابت حسية يراها المشاهد، وثوابت معنوية يمارسها المستخدم في سلوكياته، في داخل الحرمين على وجه الخصوص، وفي بيوت الله على وجه العموم.

ولكي تحقق هذه الدراسة الأهداف السابقة، يجب أن تكون شاملة لتطور عمارة الحرمين الشريفين، وتأثيرهما على محيطهما العمراني على مر العصور، وربطها بالثقافة العربية الإسلامية اللاحقة لها، التي صنعتهما، بحيث تشمل هذه الجوانب:

1. الجانب التاريخي Historical Background

تُعنى بجمع وتحليل المعارف التاريخية، التي يطلقها عامة الباحثين على مختلف مراحل تطور ونمو الحرمين الشريفين.

2. جانب التخطيط الإقليمي والعمراني Regional and Urban Planning

تختص بدراسة تطور العلاقة المتبادلة بين الحرمين الشريفين من جهة، والبيئة الإقليمية والمحلية والعمرانية المحيطة بهما، ضمن كل من العالم الإسلامي، والجزيرة العربية، وإقليم مكة المكرمة، والمدينة المنورة من جهة أخرى.

3. جانب التصميم العمراني Urban Design

تعنى بالتشكيلات العمرانية لعناصر التصميم الحضري، في كل مرحلة من مراحل التوسعات، ومدى تكيف تصميم العناصر وتكاملها، على اختلاف أهدافها، مع احتياج الحجاج والمعتمرين والزائرين والمجاورين.

4. الجانب المعماري Architectural Design

تهتم بتطور مفهوم العمارة لمخططات الحرم المكي الشريف من الناحية المعمارية، ممثلة بعناصره الثابتة (الكعبة، والمطاف، والحجر الأسود، والركن اليماني، ومقام إبراهيم، وبئر زمزم، والمسعى)، وبعناصره المتغيرة (بوابات، ومنارات، وساحات، وأروقة الحرم، وخدماته كوسائل الانتقال إلى مستوياته المختلفة من سلالم، ومصاعد، ودرج متحرك، ودورات المياه، وخدمات الأمن).

كما تهتم هذه الدراسة بمفهومية تطوير مخططات الحرم النبوي الشريف، من الناحية المعمارية أيضاً، ممثلة بعناصره المعمارية الثابتة (الروضة الشريفة بمحرابها ومنبرها، والصفة، وقبر الرسول r وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وأساطين الحرم، خاصة التي حدد أماكنها الرسول r، وعناصره المتغيرة (الأروقة، والمنارات، والبوابات، والساحات والخدمات. كوسائل الانتقال من سلالم ومصاعد ودرج متحرك، ودورات مياه، ومواقف سيارات).

5. الجانب التفصيلي للتصميم Architectural Details

تهتم بتوثيق مختلف أنواع الصناعات اليدوية والآلية الداخلة في التصميم، والمتعلقة بالنسب والزخارف والألوان وتدرجها، كمرآة تعكس اهتمام البَنّاء المسلم الدقيق والمتقن لعمله، والتنظيم والقيم الداخلة في جمالياتها.

6. مستخدمو الحرمين الشريفين

مستخدمو الحرمين الشريفين هم الحجاج والمعتمرون والزوار والمجاورون، الذين تهفو أفئدتهم إلى هاتين البقعتين الشريفتين. وهذا الجزء مخصص لدراسة تطور أعداد المستخدمين من حجاج ومعتمرين وزوار ومجاورين، ونوعياتهم وأنماط سلوكهم، وخلفياتهم الحضارية، وتأثير كل فئة من الفئات على المحيط العمراني لكل من الحرم المكي الشريف، والحرم المدني الشريف.

7. المقترب الأيكولوجي Ecological Approach

يعنى بدراسة الخصائص، التي تساعد المسلم على التكيف مع طبيعة الثوابت في الإسلام والبيئة (الطبيعية والمناخية والنباتية)، ومع النظم الاجتماعية والقيم الثقافية السائدة في العالم الإسلامي.

ثالثاً: مصادر المعلومات عن الحرمين الشريفين

ميدان الكتابة عن الحرمين الشريفين يحتاج إلى الرجوع إلى كتابات ذوي الاختصاص، من الكفاءات العلمية المحلية والعربية والعالمية، ممن كتبوا عن الحرمين الشريفين، وممن عاشوا الحياة في بيئة الحرمين الشريفين، أو عملوا في أثناء تنفيذ أي منهما، والذين تحوي كتبهم ورحلاتهم ومقالاتهم الكثير من المادة العلمية القيّمة. يلتزم الباحث بجمع كل المعلومات والبيانات الضرورية، من المصادر المكتوبة، العربية منها والأجنبية، وكذلك إجراء المسوحات اللازمة والأعمال الميدانية، ومقابلة من تولى القيام بالعمل أو الإشراف على جزء منه. وذلك من أجل استكمال المادة، التي جمعت من المصادر المكتوبة، وتصحيحها وتحديثها. وتشمل مصادر المعلومات الإدارات والمصالح الحكومية، داخل المملكة وخارجها، والتي لها صلة بالتصوير الجوي أو التصوير الفوتوغرافي لأي من العناصر المعمارية للحرمين الشريفين أو محيطهما، على اختلاف العصور. ويدعم الباحث هذه المعلومات بالتقاط الصور لتلك العناصر ذات القيمة التاريخية الجمالية. وستساهم هذه المعلومات بالكثير من الدلائل التوضيحية للعناصر العمرانية والمعمارية. لذا فإن هذه المقالات تعتمد إلى حد كبير، ولا تقتصر، على المعلومات المكتوبة في كتابات المؤرخين والرحالة والمهندسين وأرباب صناعة البناء كأساس للحقائق المادية، وعلى تحليل النصوص واستنباط المعاني الكامنة من ورائها، خاصة عند مساءلة أهل الخبرات المحلية، التي واكبت أعمال التوسعة السعودية لهذين المرفقين، خلال الخمسين سنة الماضية.



[1] روى ابن ماجة في سننه (1396) أن الرسول r قال: ]صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاه[.

[2] روى البخاري في صحيحه (1116) عن أبي هريرة t أن الرسول r قال: ]صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ[.

[3] ]سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[ (سورة الإسراء: الآية 1)، روى الأمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك (12047) ]ثُمَّ دَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ[.