إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الحَرمان الشريفان، والتوسعات المختلفة




مآذن الحرم التسعة
واجهة ومئذنة
واجهة ومئذنة أخرى
واجهة ومئذنة القبلة
أحد الشوارع
الواجهات الخارجية
الواجهة الشرقية
المدخل الشمالي الرئيسي
الأسقف الداخلية والعقود المدببة
المظلات وهي مغلقة
المظلات وهي مفتوحة
الأعمدة وقواعدها
الأعمدة في الحرم
التوسعة السعودية الثانية والثالثة
التكامل والانسجام
الحجر الأسود
الروضة الشريفة
العقود المدببة (الأبلق)
القباب المتحركة المغلفة
القباب المتحركة المفتوحة
بوابة المروة وساحة المسعى
توسعة خادم الحرمين الشريفين
بداية التوسعة السعودية
ساحة المطاف
زخارف الواجهات الخارجية
سطح الحرم وساحة السعي
كسوة الكعبة

مخطط مقارن للمسجد
إضافة دار الندوة
مسقط للحرم المكي
مسقط أفقي بعد توسعة
مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ
المنطقة المحيطة والأراضي المنزوعة
المنطقة المركزية والخط الدائري
الأحياء الملتفة حوله
الأجزاء المضافة
المخطط بعد العمارة العثمانية
التأثير على المحيط العمراني
التوسعات في عهد المهدي العباسي
الحرم في عهد عمر بن الخطاب
الحرم في عهد قريش
الركن اليماني
الشوارع والطرق
الكعبة بعد العمارة العثمانية
توسعات في عهد الملك عبدالعزيز
توسعة أبو جعفر المنصور
توسعة المهدي
توسعة الوليد بن عبدالملك
توسعة عبدالله الزبير
تصور لمسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم




المبحث الخامس

المبحث الخامس

التوسعة السعودية الثانية (توسعة خادم الحرمين الشريفين)

يتضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة وعمارة الحرم المكي الشريف، الذي ابتدأ في عام 1403هـ، إضافة جزء جديد إلى مبنى المسجد الحالي، من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير، بين باب العمرة وباب الملك عبدالعزيز. بُنيت الفكرة التصميمية لتتكامل مع مشروع التوسعة الأولى، بكتلة متماثلة على خط المحور الجانبي الذي يصل إلى منتصف جدار الكعبة، بين الركنين اليماني والشامي. ويوجد ثلاث قباب تقع جميعها على منتصف محور التصميم الرئيسي لهذه الفكرة، وبموازاة المدخل الرئيسي "باب الملك فهد". يبلغ ارتفاع كل قبة ثلاثة عشر متراً، وتحتوي على فتحات بكامل محيطها، وشكلها الخارجي يماثل القباب الموجودة على سطح الحرم في التوسعة الأولى. تبلغ مساحة طوابق هذه التوسعة 76.000م2 موزعة على الطابق الأرضي، والطابق الأول، والطابق السُفلي، والسطح. وهي جميعها مكسوة بالرخام، وتتسع لحوالي 152.000 مصلٍ (اُنظر شكل الأجزاء المضافة). ويبلغ ارتفاع سقف الطابق الأرضي 9.80 م. وسقف الطابق الأول 9.64 م. ويبلغ الارتفاع الداخلي للطابق السُفلي 4.30 م. كما يبلغ ارتفاع الواجهات الخارجية للتوسعة 20.96 م، وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية ومكسوة بتداخلات من الرخام والحجر الصناعي (اُنظر صورة الواجهات الخارجية). استخدم ثلاثة أنواع من الأعمدة (مربعة، مسدسة، ودائرية) لحمل العقود وبلاطات السقف، وكسيت جميع الأعمدة بالرخام. وقد استدعى اختلاف أنواعها، أن بعضاً منها استخدمت أجزاء في قواعدها لمخارج الهواء البارد والمكيف للمصلين (اُنظر صورة الأعمدة وقواعدها).

وقد روعي، في التشطيبات العامة، أن تكون الجدران من الحجر الصناعي أو الرخام وكُسِيَتْ العقود والكرانيش، ببلاطات من الحجر الصناعي، كما كُسِيَتْ الأعمدة الدائرية بالموزاييك. أما الأعمدة المربعة، فقد تم تكسيتها بالرخام، وتم تبليط الأرضيات برخام مزين بزخارف إسلامية. وقد صُنعت الأبواب الخارجية من الألمنيوم، وزودت الشبابيك بمشربيات من الألمنيوم الأصفر المخروط. روعي في التصميم أن تكون أعمال الزخرفة مماثلة لنظيرتها في التوسعة السعودية الأولى، مع إبراز الجانب الجمالي في الفن المعماري الإسلامي.

كما يشمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية، وتبليطها بالرخام الأبيض، ومنها الساحة المتبقية من جهة السوق الصغير والساحة جهة الشامية، والساحة الواقعة شرقي المسعى، بمساحة إجمالية تبلغ 85.800 م2، تكفي لاستيعاب 190.000 مصلٍّ. وبذلك تُصبح مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد التوسعة الحالية، والأسطح وكامل الساحات 356.000 م2 تتسع لحوالي 773.000 مصلٍّ. أما في أوقات الذروة فيتسع الحرم والتوسعة مع الساحات المحيطة به لأكثر من مليون مصلٍ.

أولاً: الأعمال الهندسية

تعد توسعة خادم الحرمين لمشروع الحرم المكي الشريف ذات طابع فريد، لا يتكرر في الكثير من المشروعات ذات كتلة البناء الواحدة. فعندما يجتمع، في مكان واحد وفي زمن قصير، أكثر من مليون حاج أو معتمر، من أجناس ولغات وأعمار مختلفة، فيهم كبار السن والعجزة والمعاقون؛ يتطلب الأمر عناية خاصة في إمكانات المسجد الحرام التصميمية والتشغيلية؛ لكي يؤدي هؤلاء المجتمعون مناسكهم. لذا احتاج الأمر إلى إبداع في النظم الهندسية وتقنيات التشغيل.

ثانياً: الأعمال الكهربائية

يشتمل نظام الكهرباء على ثلاثة أنظمة، هي الإنارة، والتغذية الكهربائية، والتوزيع الصوتي. إذ إن الإنارة لها دور كبير في تمكين الحاج أو المعتمر من تأدية نسكه في أي وقت، كما أنها تساهم في إضفاء اللمسات الفنية لبنية وتفاصيل بناء المسجد الحرام، وتعزيز الإدراك الحسي له خاصة. يحتاج استخدام المسجد، على مدار 24 ساعة وطول أيام العام دون انقطاع، إلى كفاءة فعالة في أعمال الصيانة أيضاً. كما أن ضمان التغذية الكهربائية لهذا المرفق الجبار، بالمواصفات العالية، يحتاج إلى تمديدات وتجهيزات فائقة الصنع والأداء. أما فيما يخص الصوتيات فإن وضوح الأذان وقراءة الإمام وخطبة الجمعة، هو الحكم لنجاح التوزيع الصوتي في أي مكان من المسجد الحرام؛ فالصدى وتداخل الصوت لا يُذكر، على رغم كِبر المشروع.

أما تجهيزات الإنارة بالتوسعة الجديدة، فهي مستقلة عن تجهيزات في التوسعة الأولى، حيث زودت بثريات تتناسب مع شكلها المعماري، وتوفر مستوى أعلى في الإضاءة من المستوى السابق. وقد تم تنفيذ شبكة إذاعية داخلية لتوزيع الصوت بأقل صدى ممكن، وبما يتناسب مع مساحة التوسعة. كما أن التنسيق، لدمجها مع الشبكة القديمة الموجودة في التوسعة الأولى، يُعد بذاته إبداعاً، حيث إن مشاكل تداخل الصوت، في مثل هذا المشروع، تعد معضلة.

ثالثاً: الأعمال الميكانيكية

إن التوسعة الحالية هي الامتداد الأفقي للطوابق الموجودة في التوسعة الأولى، وهي القبو والطابق الأرضي والأول والسطح، لأن القبو يقع بكامل ارتفاعه تحت منسوب سطح الأرض، فقد جرت تهويته ميكانيكياً. أما الطابقان الأرضي والأول، فيقعان فوق منسوب سطح الأرض؛ لذلك أمنت لهما تهوية طبيعية من خلال الفتحات المتقابلة للشبابيك، مع تركيب مراوح تقليب هواء على الأعمدة.

رابعاً: مشروع التكييف

استحدث نظام جديد لتلطيف الهواء بالطابقين الأرضي والأول، يعتمد على مبدأ دفع الهواء البارد خلال أرض مرتفعة، وتوزيعه على مستوى مرتفع حول الأعمدة المربعة. وقد أُقيمت، من أجل ذلك، محطة في منطقة أجياد بالقرب من فندق أجياد تحتوي على عدد من ماكينات التبريد ومضخات المياه المثلجة، ومركز تشغيل وتحكم أتوماتيكي، بطاقة 13.500 طن تبريد، كما تم إنشاء نفق للخدمات، يربط بين المحطة المركزية والحرم المكي الشريف، بطول حوالي 450 متراً، وصولاً عند باب الملك عبد العزيز ثم يرتبط بعدها بعبَّارة الخدمات الدائرية المحيطة بالحرم. ويحتوي النفق على مواسير معزولة ناقلة للمياه المثلجة، كما أنه مجهز بجميع وسائل الإضاءة والتهوية وأجهزة السيطرة والتحكم الأتوماتيكي.

خامساً: الخدمات الأخرى

لقد أعيد تصميم وتوزيع الخدمات، ضمن المناطق الفاصلة بين التوسعة الأولى ومبنى التوسعة الجديدة، بما يسمح بأداء أفضل، ومن ذلك تصريف مياه الأمطار، وتوفير مصادر لشرب ماء زمزم وذلك بتوفير ستين نافورة بالطابق الأرضي، ومثلها بالأول، وشبكات لإطفاء الحرائق وشبكات تنظيف، ومخارج لمياه التنظيف. (اًنظر صورة الأعمدة وقواعدها) و(صورة سطح الحرم وساحة السعي) و(صورة زخارف الواجهات الخارجية) و(صورة مآذن الحرم التسعة).

سادساً: حركة الحجاج والمعتمرين والمصلين

ويأتي مشروع تحويل أنفاق السيارات والمشاة، وتهيئة الساحات المحيطة بالمسعى للصلاة متمماً لهذا المشروع. فقد تم تعديل الطريق الدائري الأول ما بين شارع أجياد ومنطقة شعب علي والقشاشية، بترحيل مساره شرقاً، مع المحافظة على المقطع العرضي النموذجي للطريق، الذي يتكون من مسارين بكل اتجاه، مع زيادة مسار إضافي لتأمين الحركة المرورية عند التقاطعات. وقد تم عمل أربعة جسور؛ لتأمين الحركة على الطريق الدائري، إضافة إلى عدة منحدرات، لتأمين حركة الالتفاف الأساسية. كذلك تم تعديل أنفاق المشاة الموصلة إلى الصفا، حيث تم تعديل مسار هذه الأنفاق في الجزء الأخير منها، بحيث يكون مخرجها جنوب أنفاق الطريق الدائري الأول بمنطقة شعب علي، مع المحافظة على نفس المقطع العرضي لهذه الأنفاق، والذي يبلغ 11.40 م، لكل منها، مع تأمين نفس مستوى ونوعية الإنارة والتهوية ووسائل السلامة. ويبلغ طول الجزء المعدل في هذه الأنفاق، نحو 400 م. كما تم إنشاء ممر للمشاة يصل بين مخارج الأنفاق الجديدة وساحة الصلاة الجديدة شرقي المسعى، وذلك بطول إجمالي يبلغ 300 م، وتم تحديد الجزء، من مخارج الأنفاق وحتى الجسر، الذي يؤدي إلى مجمع الدوائر الحكومية أيضاً، بجدران خرسانية، وتظليله بأسقف من الخرسانة مسبقة الصب، كما تم تزويده بنظم التهوية والإنارة وخلافه، ولخدمة السفح الشرقي لجبل أبي قبيس والمخصص لإنشاء مجمع الدوائر الحكومية، تم إنشاء جسر خرساني، يربط بين الطريق الدائري الجديد والمنطقة المذكورة، ماراً فوق ممر المشاة هذا، ويبلغ عرض الجسر 13.8 م، وهو مكون من حارة مرور بكل اتجاه لخدمة السيارات وأرصفة عريضة لخدمة المشاة.

ولتسهيل وصول أفواج المصلين إلى أي من طوابق توسعة الملك فهد للمسجد الحرام (القبو، الدور الأرضي، الدور الأول، والسطح)، في المواسم وغيرها، تم تأمين الأبواب الواسعة، والسلالم التي تصل الأدوار بعضها ببعض. كما أن سطح التوسعة يمكن الوصول إليه من خلال مبنيين للسلالم المتحركة: أحدهما في شمالي مبنى التوسعة، والآخر في جنوبه. ويحتوي كل مبنى على مجموعة من السلالم المتحركة، طاقة كل منهما الاستيعابية 15.000 شخص في الساعة الواحدة، إضافة إلى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة. وقد صممت السلالم المتحركة، بحيث تستطيع، إضافة إلى وحدات الدرج الثابت الثماني، خدمة حركة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة، لاسيما كبار السن منهم، دون عناء. وبذلك يصبح إجمالي عدد مباني السلالم المتحركة سبعة تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة الجديدة؛ لخدمة رواد الطابق الأول والسطح.

سابعاً: الميادين المحيطة بالمسجد الحرام

شملت توسعة خادم الحرمين الشريفين تنظيم الفراغات المحيطة بالحرم، وتوسعة الميادين السابقة؛ لتصبح جزءاً من أماكن الصلاة في أوقات الذروة، وفراغاً لتفريغ للمصلين، خاصة عند انتهاء الصلوات ذات التجمع الكبير، مثل الجمعة وعيد الفطر وصلاة التراويح.

ثامناً: ساحة المسعى

تشمل تهيئة الساحات المحيطة بالمسعى للصلاة، توسعة المنطقة شرقي المسعى بإلغاء دورات المياه تحت الأرض، وإزالة الكباري الحديدية، وتمهيد المنطقة بمساحة كلية تبلغ 420.000م2، من ضمنها مساحة تبلغ 31.500م2 ساحات محاطة بأسوار برونزية مجهزة للصلاة. كما تم إنشاء مبنى جديد لدورات المياه شمال ساحات المسعى من دورين، بمساحة إجمالية تبلغ 14.000م2 إضافة إلى السطح، الذي تم تبليطه بالرخام الأبيض لاستعماله للصلاة. ويحتوي هذا المبنى على 1440 دورة مياه، و1091 نقطة وضوء، و162 نافورة لمياه الشرب، مع ممرات تسهل انتقال المشاة من القشاشية إلى ساحات الصلاة الجديدة دون تعارض مع حركة المرور. كما روعي تأمين دورات مياه خاصة للنساء بمداخل منفصلة (اُنظر صورة سطح الحرم وساحة السعي).

تاسعاً: ساحة ونفق السوق الصغير

يمتد نفق السوق الصغير من شارع أم القرى وشارع جبل الكعبة، حتى شارع أجياد السد، ماراً بمحاذاة التوسعة وباب الملك عبد العزيز وصولاً لمستشفى أجياد، بطول إجمالي 900 م، والجزء المغطى منه 600 م. يتألف النفق من مسارين منفصلين بجزيرة وسطية، الأول لدخول القادمين من غرب مكة وجدة من شارع أم القرى، حيث يمكنهم الخروج من مخرجين هما مخرج شارع أجياد ومخرج شارع أجياد السد. والمسار الآخر للقادمين من شرق مكة والمشاعر، عن طريق شارع أجياد السد، حيث يمكنهم الخروج من مخرج جبل الكعبة ومنه إلى شارع أم القرى. كما تُضاف حارة ثالثة للمرور، خاصة بالحافلات، وذلك بين محطات الحافلات داخل النفق.

إن الغرض من إنشاء النفق هو الفصل بين حركة انتشار المصلين على مستوى الساحات وحركة الحافلات والسيارات، التي تستخدم النفق، وتحويل المنطقة أعلى النفق إلى ساحات للصلاة ومنطقة خاصة بالمشاة. وهكذا نجد الساحات أمام باب الملك عبد العزيز وباب الملك فهد خالية من حركة السيارات والحافلات، ولا يوجد بها سوى شارع لاستخدامه أثناء الطوارئ، وزيارة كبار الزوار. وبهذا يتمكن المصلون حال خروجهم من الحرم الوصول إلى أماكنهم، من دون أي إعاقة أو تداخل مع السيارات والحافلات. كما أن الراغبين في النزول للنفق يتوجهون إلى السلالم الكهربائية الموجودة بالساحة، حيث يوجد أربع مجموعات من السلالم المتحركة، إضافة إلى وحدتي درج ثابت، إحداهما على يمين الداخل لباب الملك عبد العزيز، والأخرى على يسار باب الملك عبد العزيز، واثنتين أخريين قرب باب الملك فهد بالتوسعة، ويمكن زيادة استيعاب محطات وقوف الحافلات باستخدام الشوارع الداخلية، حيث يبلغ عرض الشارع 12متراً في المنطقة الوسطية، و8.30 متر عند التفرع في نهايته. يتصل النفق في المنطقة أمام باب الملك عبدالعزيز بنفق البركة، حيث يمكن الوصول منه إلى كدي وإلى الطريق الدائري الثالث. تم تغطية جوانب النفق ببلاطات خرسانية سابقة الصب، ذات أشكال جمالية، بها إضاءة جانبية، كما تم استخدام الرخام في مناطق محطات الحافلات، وتزويده بعلامات مرورية مضاءة لتيسير حركة السيارات (خروجها ودخولها)، ومزود بنظام مراقبة تلفزيونية داخلية، ونظام مقاومة الحريق وأجهزة مراقبة غاز أول أكسيد الكربون، إضافة إلى محطات كهربائية خاصة، ولوحات توزيع، ومولد احتياطي ومصدر طاقة غير منقطعة. وكذلك زود بشبكة تصريف مياه الأمطار؛ لضمان عدم وصول مياه الأمطار إلى داخله من المداخل والمخارج ويشتمل المشروع على تنظيم تقاطعات الشبكات، وعمل تقاطعات أرضية، إضافة إلى جسر بطول 100متر، لحركة المرور القادمة من شارع جبل الكعبة، باتجاه شارع إبراهيم الخليل u.

عاشراً: أبواب الحرم

يضم مبنى التوسعة مدخلاً رئيسياً وثمانية عشر مدخلاً جانبياً، وقد روعي في التصميم إنشاء مدخلين جديدين للقبو إضافة إلى المداخل الأربعة الحالية (اُنظر صورة زخارف الواجهات الخارجية).

حادي عشر: المآذن

ويشمل مبنى التوسعة مئذنتين جديدتين بارتفاع تسعة وثمانين متراً تتشابهان في تصميمهما المعماري وفي المواد المستخدمة مع المآذن السبع القائمة (اُنظر صورة مآذن الحرم التسعة).

ثان عشر: أثر العمارة والتوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام على المحيط العمراني

شهدت هذه الفترة حدثاً مهماً، أثر تأثيراً كبيراً في انتشار مكة المكرمة، تمثل في انتهاء أعمال التوسعة الأولى للمسجد الحرام، ولم يكن بالإمكان وصول أفواج السيارات إلى المسجد بيسر وسهولة؛ لأن الطرق والأزقة التي كانت قائمة في ذلك الوقت لم تكن مصممة لهذا الغرض.

وكانت أهم العوائق، التي تواجهها حركة الحجاج داخل منطقة المسجد الحرام، أن مسار الحركة يختنق بالسيارات، نظراً لانتشار المساكن والمتاجر على جوانب المسجد الحرام. ونظراً لرغبة السكان والزائرين، في السكن بالقرب من المسجد الحرام، ولكون المنطقة المحيطة جبلية، فقد تطلبت التوسعة ضم الكثير من العقارات المحيطة بالمسجد الحرام، خلال عقد التسعينات الهجرية، ولذلك تم نزعها وتعويض أصحابها بمبالغ كبيرة، أدت إلى وضع ضغوط كبيرة على أسعار الأراضي، التي كانت تقع خلف المنطقة المنزوعة.

أما بالنسبة لإستراتيجية التطوير الحضري التابع للمخطط العام لمكة المكرمة، فقد تميز بنقطة هامة هنا، وهي تأكيده على أهمية تطوير المنطقة المركزية على مراحل، بحيث تتشكل كل مرحلة من قطاع إشعاعي من قرب المسجد الحرام كمركز إلى الخط الدائري الأول كمحيط خارجي. وتجنب جعل مراحل التطوير الحضري كحلقات، بدءاً من القريبة للمسجد وانتهاء بالبعيدة عنه؛ لأنه في الحالة الأولى يمكن التعامل بواقعية مع سعر الأرض المتوسط لكامل القطاع ثم توزيع ارتفاعات المباني، بما يحقق العلاقات التصميمية والتخطيطية المطلوبة (مبان منخفضة قرب المسجد الحرام، وتزداد ارتفاعا كلما ابتعدت عنه)، بينما في الحالة الثانية سيفرض سعر الأرض في كل حلقة ارتفاعات على عكس المطلوب (الارتفاع الأعلى في الحلقة الأقرب من المسجد)، وهذه تعتبر ناحية إيجابية وشديدة الأهمية في إستراتيجية التطوير الحضري. نقطة التميز هنا هي إتاحة فرص التطوير بالتناسق، إلى حد ما، بين الموضع الجزئي والمحتوي الأكبر.

الناحية الإيجابية الأساسية الخاصة بالتشكيل الحضري الناتج، ككتل وفراغات هنا، هي وضع مبادئ جيدة للتصميم الحضري، مثل النظام الهندسي الأساسي الموجه نحو القبلة، وما نتج عنه من تشكيل حضري يعطي الخلفية المناسبة للمسجد الحرام، خاصة المساحة المخصصة فقط للمشاة، مع وجود حلول مناسبة لنظام المرور عموماً.

أما النقد الناتج عن ذلك، فهو جمود تطبيق النظام الهندسي الموجه نحو القبلة. فعلى الرغم من إقراره تماماً على أنه مبدأ، فإن تطبيقه المقترح لا يراعى الكثير من الشوارع المحيطة بالمسجد وأماكن البوابات الصغيرة للمسجد.

ثالث عشر: تأثير التوسعات على بنية المخطط الهيكلي لمكة المكرمة

لقد فرضت الحركة المرورية الكثيفة في موسم الحج والعمرة، تطوير شبكة المواصلات على الطرق المؤدية إلى المدينة، لا سيما أن مكة تشهد أيام الحج زيادة سكانية، تصل إلى أربعة أضعاف حجم سكانها الأصليين، وشق مجموعة من الطرق الرئيسية، التي تسهل الحركة إلى المدينة المقدسة. إذ توجد عدة طرق عريضة متعددة المسارات، تربط مكة المكرمة بمختلف المناطق المحيطة بها. فهناك طريقان، يربطان مكة بجدة (خط جدة السريع وخط جدة القديم) وآخران يربطان مكة بالمدينة (طريق الهجرة وطريق المدينة القديم)، وطريقان يربطان مكة بالطائف (طريق السيل وطريق الهَدى). وهناك طريق الجنوب، الذي يربط مكة بجيزان واليمن.

ويلحق، بشبكة الطرق الخارجية، الشبكة التي صممت خصيصاً لأغراض التنقل بين المشاعر المقدسة - منى ومزدلفة وعرفات- في أثناء موسم الحج. لقد ربطت هذه المناطق بشبكة نقل جيدة ومتكاملة، من الطرق والكباري والأنفاق، بغرض تسهيل حركة ضيوف الرحمن القادمين لأداء فريضة الحج. ويكفي، للتدليل على ذلك، أن نذكر أن هناك تسع طرق تربط بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، إضافة إلى العديد من الكباري والأنفاق، التي تساعد على الحركة الداخلية في المشاعر.

أما شبكة الطرق الداخلية فقد شهدت توسعاً هي الأخرى، وقد فرض نمطَها العام الوضعُ التضاريسي للمدينة من جهة، وتوسط الحرم الشريف من جهة أخرى. وقد اهتمت الدولة، بادئ ذي بدء، بإيجاد مجموعة من الطرق الشعاعية، التي تنطلق من الحرم الشريف إلى مختلف مناطق المدينة سالكة الشعاب وبطون الأودية. وهناك ست طرق رئيسية على الأقل تربط المسجد الحرام بأجزاء المدينة من جميع جهاتها الأربع (شارع المسجد الحرام، وشارع الحجون، وشارع أجياد السد، وشارع أجياد المصافي، وشارع ابن خلدون وشارع جبل الكعبة ـ التنعيم).

إن مجموعة الطرق الشُعاعية تصل مختلف أطراف المدينة بالمنطقة المركزية، ألا وهي منطقة الحرم الشريف. ونظراً لزيادة عدد السيارات زيادة كبيرة، أصبحت المنطقة المركزية بمثابة عنق الزجاجة، التي تنتهي إليها معظم الحركة المرورية، وهذا ينجم عنه عدد من الاختناقات المرورية من حول منطقة المسجد الحرام، وفي مختلف أجزاء المنطقة المركزية. وفي مواجهة هذه الأزمة المرورية وضعت إستراتيجية لحل هذه الأزمة داخل المدينة المقدسة. وقد تمخض التخطيط عن إيجاد حلين مهمين هما: الطرق الدائرية والأنفاق.

وتكمن أهمية الطرق الدائرية في كونها تربط جميع أجزاء المدينة بعضها مع البعض الآخر، ولذلك فهي تمثل طرق توزيع وحركة، من وإلى كل أجزاء المنطقة المحيطة بها. يضاف إلى ذلك أنها تتفادى حركة السير في المنطقة المركزية، مما يقلل الضغط عليها. لذا قامت الدولة بالتخطيط لإنشاء أربع طرق دائرية تقطع أحياء المدينة بشكل دائري، على أبعاد متفاوتة من مركز المدينة وهي:

1. طريق الحرم الدائري (الدائري الأول).

2. الطريق الدائري الداخلي (الدائري الثاني).

3. الطريق الدائري الأوسط (الدائري الثالث).

4. الطريق الدائري الخارجي (الدائري الرابع).

أما الأنفاق فقد فرض وجودَها الخاصية الطبوغرافية للمدينة المقدسة. والمتمثلة في وجود مجموعة من الجبال، أدت مع توسع رقعة المدينة إلى حدوث نوع من العزلة بين أحيائها في الأودية وسفوح التلال، التي قامت فيها المدينة منذ إنشائها. ومن ثم كانت فكرة إنشاء الأنفاق بهدف حل مشكلة العزلة بين الأحياء، وانفتاح مناطق المدينة بعضها على بعض. ومن المعلوم أن الأنفاق اختزلت الكثير من المسافات الطويلة، التي كانت تربط أجزاء المدينة. ويمكن رؤية نمطين من الأنفاق هما:

1. الأنفاق الشعاعية المصممة لربط مختلف أجزاء المدينة بالمسجد الحرام، وبعضها مخصص للسيارات، والآخر للمشاة.

2. الأنفاق الدائرية المصممة لتكون أجزاء للطرق الدائرية المقترحة، والغاية منها ربط مختلف أجزاء الطريق الدائري بأقصر وصلات تمر من تحت الجبال.

ويبلغ مجموع الأنفاق تسعة أنفاق، بعضها تم تنفيذه (سبعة أنفاق) والبعض الآخر مقترح (اثنان). ومن المعلوم أن بعض هذه الأنفاق مخصص للسيارات والآخر للمشاة. وتراوح أطوالها بين 500م و1600م، وجميعها مضاءة ومزودة بأجهزة تهوية.

رابع عشر: التوجهات المستقبلية للتوسعة

1. تخطيط المنطقة المركزية حول الحرم؛ لتقديم الخدمات الدينية والثقافية والتجارية للحجاج وتظليلها. وذلك لتقديم المنافع الدنيوية الأخرى، والتي يسعى إليها الحاج للتجارة أو لشراء الهدايا، التي يحملها معه وهو عائد إلى بلاده

2. تخصيص المنطقة حول الحرم للمشاة فقط، والاستفادة من الدراسات والمقترحات المقدمة بهذا الشأن في إعادة تخطيط الساحات، وكذلك إعادة تشكيل خط الأفق بحيث تعطى الأهمية الواجبة للحرم الشريف.

3. فرض قيود لتحديد ارتفاعات المباني، وإزالة الأدوار العليا إذا لزم الأمر، والالتزام بأسلوب وطراز معماري إسلامي، يتفق مع جلال الموقع، مستوحى من التراث، حيث كانت البيوت بيضاء والفتحات مغطاة برواشين (مشربيات) خشبية فقط، تحافظ على خصوصية السكن وتحميه من شدة توهج ضوء الشمس.

4. عدم السماح بأي نشاط صناعي في المنطقة، وإبعاد المباني الإدارية الضخمة عنها، وذلك لتخفيف الضغط على المنطقة المركزية، والتأكيد على دورها الديني والروحي (اُنظر جدول عمارة وتوسعات الحرم المكي الشريف).