إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




1. سيف الرسول
2. الفرسان
3. السيف
4. الدرع
5. المنجنيق
6. برج حصار

1. موقعة بدر
2. معركة أحد
3. معركة الخندق
4. صلح الحديبية
5. فتح خيبر
6. غزوة مؤتة
7. فتح مكة
8. غزوة الطائف
9. غزوة تبوك




5

5. سرية عبدالله بن جحش (رجب)

أ. أسباب خروج السرية

     تسقّط أخبار قريش، من دون قتال؛ لحرمته في هذا الشهر.

ب. حجم القوات المتضادة

        (1) المسلمون

           دورية استطلاع مكونة من اثنَي عشر رجلاً من المهاجرين، يقودهم عبدالله بن جحش الأَسَدي.

   (2) المشركون

           قافلة تجارية لقريش، يحرسها أربعة رجال، يقودهم عمرو بن الحضرمي.

ج. سير أعمال القتال

           زوّد رسول الله قائد دورية الاستطلاع برسالة مغلقة، وأمره بعدم فتحها إلا بعد مسيرة يومَين، وأن ينفَّذ محتواها فور قراءتها، وألا يُكرِه أحداً من رجاله على مرافقته. قد جاء فيها: "إذا نظرت في كتابي هذا، فامضِ حتى تنزل نَخْلة، بين مكة والطائف؛ فترصد قريش، وتعلم لنا أخبارها". بعد مسيرة يومَين، فتح ابن جحش الرسالة، وعلم فحواها. وأخبر رهْطه بالمهمة، وبأمر النبي ألا يكرِه أحداً منهم على مرافقته. بيد أنهم لم يتخلفوا عنه، عدا سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان،  اللذَين ذهبا يبحثان عن ضالتهما، فأسرتهما قريش.

           تقدمت دورية الاستطلاع إلى أرض نخلة، حيث مرت قافلة قريش فهجم عليها عبدالله بن جحش ورجاله، فقتلوا واحداً، وأسروا آخرَين، ثم عادوا إلى المدينة بالمغانم، التي اقتطعوا خمْسها لرسول الله؛ ولكنه قال لهم: "ما أمرتكم بقتال، في الشهر الحرام"، وأبى أن يأخذ شيئاً من العير والأسيرَين. وأسقط في يد عبدالله بن جحش وأصحابه. وعنفهم مسلمو المدينة.

           انتهزت قريش ما حدث، فشهّرت بالمسلمين، أنهم استباحوا سفك الدماء، وأخذ الأموال، في الشهر الحرام. وحاول اليهود إشعال نيران الفتنة، فنزل قول الله ـ عز وجل ـ:)  يَسْأَلُونَكَ عَنْ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنْ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا ( (البقرة: الآية 217).

            سُرَّ المسلمون بهذه الآية. وأخذ الرسول العير والأسيرَين. وافتدتهما قريش بسعد وعتبة. غير أن أحد الأسيرَين المشركَين، الحكم بن كيسان، أسلم، وأقام بالمدينة.

د. نتائج أعمال القتال، والخسائر

        (1) المسلمون

             أُسِر منهم اثنان: سعد بن أبى وقاص وعتبة بن غزوان.

        (2) المشركون

             قُتل "عمرو بن الحضرمى". وأُسِر اثنان: عثمان بن عبدالله بن المغيرة والحكم بن كيسان. وتمكن الرابع، نوفل بن عبدالله، من الفرار.

           تمثل سرية عبدالله بن جحش فيصلاً بين ما كان وما سيكون؛ فما حدث فيها، يخالف كلّ المخالفة ما حدث في السرايا والغزوات السابقة. إنها إيذان بقتل المشركين وأسْرهم؛ وظهور نظام جديد في سياسة الإسلام نحو الآخرين، نظام إنساني قوي، ينظم الحياة، المادية والمعنوية والروحانية، بقوة ورفعة وسمو نحو الكمال. فالقرآن الكريم يجيب المشركين عن القتال في الشهر الحرام، فيقر بأنه أمر كبير؛ ولكن الصد عن سبيل الله والكفر به، أكبر منه؛ وإخراج أهل المسجد الحرام أكبر عند الله؛ وفتنة المسلمين وتهديدهم بترك هذا الدين، هما أكبر من القتل في الشهر الحرام.