إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم




1. سيف الرسول
2. الفرسان
3. السيف
4. الدرع
5. المنجنيق
6. برج حصار

1. موقعة بدر
2. معركة أحد
3. معركة الخندق
4. صلح الحديبية
5. فتح خيبر
6. غزوة مؤتة
7. فتح مكة
8. غزوة الطائف
9. غزوة تبوك




المحتويات

19. غزوة تبوك (رجب 9هـ)

أ. خلفية تاريخية، ومواقف الجانبَين، قبل الغزوة

(1) المسلمون: سيطر المسلمون على شبه الجزيرة العربية، حتى حدود الشام والعراق؛ وذلك بعد فتح مكة، وإخضاع هوازن؛ ولم تبقَ قوة من العرب تجرؤ على عدائهم. لكن الإسلام لم يكن دين العرب وحدهم، بل دنيا للناس جميعاً؛ ولا بد من تأمين حرية نشره خارج شبه الجزيرة العربية.

(2) المنافقون: كان دور المنافقين في المدينة، على قلَّتهم، هو نشر الفتنة وروح التفكك، والانهزامية وتثبيط الهمم. غير أنهم لا يشكلون قوة يحسب حسابها، وخاصة أنهم أصبحوا معروفين.

(3) المشركون: ضعف موقفهم، بعد القضاء على قريش، أكبر قوة لهم. وأصبح الباقون من المشركين، لا يشكلون خطراً على المسلمين؛ فإسلامهم هو مسألة وقت، إذ بدأت القبائل تدخل في دين الله أفواجاً.

(4) الروم: كانت أحوال الإمبراطورية مضطربة، وخاصة في بلاد الشام. وتذمر الكثيرون من ظلم الحكام. وأسلم كثير من القبائل العربية الخاضعة للحكم الروماني. ولما رأى حكام الرومان ما يسببه المسلمون من قلق لهم واضطراب، حشدوا قواتهم على حدود الشام الجنوبية، استعداداً للهجوم عليهم.

ب. أسباب الغزوة

       حشد الرومان قوات لغزو المسلمين. ومحاولة المسلمين استرداد هيبتهم المتردية في غزوة مؤتة .

ج. حجم القوات المتضادة، وتشكيلات القتال

(1) المسلمون

                     ثلاثون ألْفاً، معهم عشرة آلاف فرس، ويقودهم رسول الله. وقد طلب الرسول من أغنياء المسلمين تزويد الجيش بالمال والمؤونة. وبقي في المدينة بعض المسلمين، الذين لم يجد الرسول ما يحملهم عليه. وتخلف بعض المسلمين عن الغزوة. 

   (2) الروم والمشركون

                    قوات نظامية كثيرة من الروم، تفوق قوات المسلمين؛ ويساندها العرب من لَخم وجُذام وعاملة وغسان.

د. سير أعمال القتال

            بعد أن جهز الرسول جيش العسرة، وتبرع لتجهيز أغنياء المسلمين بسخاء، ترك من ليس لهم ما يُحملون عليه، وتحرك بجيش المسلمين، تحت وطأة الحر الشديد، والعواصف الرملية العنيفة. وأمرهم بأن يتحركوا ليلاً، ويستريحوا نهاراً، تجنباً لشدة الحرارة. واستمر الجيش في المسير متحملاً العطش الشديد والحرارة العالية، فكانوا ينحرون إبلهم، ويعصرون أكراشها، ويشربون ماءها. 

           ولما وصل الرسول بقواته إلى تبوك، وهي المنطقة التي حشد الروم جيوشهم فيها، وجدها خالية؛ لأن الروم اضطروا إلى التراجع، حينما علموا أن المسلمين متجهون نحوهم بأعداد ضخمة، لا تهاب الحر، ولا الموت، وأن روحهم المعنوية والقتالية عالية. عندئذٍ، قرر الرسول البقاء في تبوك نحو عشرين يوماً، ينتظر عودة الروم؛ ولكنهم لم يرجعوا. وفي الوقت نفسه، عقد معاهدات مع سكان المنطقة، وبهذا أدخل الرسول هيبة المسلمين والخوف منهم في قلوب جيش الروم، ذلك الجيش الذي انتصر، من قبل، عليهم في مؤتة.

           وللسيطرة على المنطقة، عقد الرسول صلحاً مع يوحنا بن رؤبة، صاحب أيلة، بعد أن أرسل له محذراً إما أن يذعن للمسلمين أو يغزوه؛ فجاء مقدماً الهدايا، ومعلناً الطاعة والولاء. ثم صالح أهل الجرباء وأذرح على الجزية. ثم بعث خالد بن الوليد، في أربعمائة وعشرين فارساً، إلى دومة الجندل؛ فأسر مليكها، الأكيدر الكندي، وأخاه حسان، وهددهما بالقتل إن لم تفتح البلدة أبوابها للمسلمين، ففُتحت، ودخلها المسلمون، وغنموا ما فيها؛ ثم صالح مليكها على الجزية، وتركه يعود إلى قومه. 

هـ. نتائج أعمال القتال للجانبَين

         لم يحدث قتال، إذ تراجع الروم عن تبوك، خوفاً من المسلمين. ولا خسائر.  

ز. الدروس المستفادة

(1) الإصرار: أصر الرسول على مواجهة الروم الأكثر عدداً وتفوقاً. وتحمل، بإصرار، وكذلك المسلمون، مشقة الوصول إلى منطقة القتال، في أصعب الظروف وأقساها، فقد اصطبروا على الحرارة الشديدة وقلِة الإمكانيات، وطول المسافة.

(2) عقاب المتخلفين عن الجهاد: عالج الإسلام هذا الموضوع الخطير بالعقاب النفسي، ذلك العقاب الذي يلحق بالمخلفين وحدهم دون غيرهم. وقد نزل في عذابهم النفسي[59]، ثم عفو الله عنهم، حينما صدقوا في توبتهم، قوله ـ تعالى ـ: )وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمْ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنْ اللَّهِ إِلاّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ( (التوبة: 118).

(3) جواز القتال في الشهر الحرام: خرج المسلمون لقتال الروم في شهر رجب، وهو من الأشهر الحرم، وذلك للضرورة، فقد حشد الروم جيوشاً جرارة، كانت تستعد للهجوم على المسلمين؛ فكان لا بد من الخروج إليهم قبل أن يبادروا هم بالهجوم.

(4) وجوب الجهاد بالمال، وخاصة عند الحاجة إليه لتجهيز الجيش: لقد كان مطلوباً من المسلمين، لقتال الروم، تجهيز جيش كبير، يضارع قوة الروم الأغنياء، ويضاهي قواتهم المجهزة تجهيزاً عالياً؛ في وقت لم يكن اقتصاد المسلمين يسمح بخروج جيش على مستوى عال، تجارى إمكانياته تجهيزات جيوش الروم. لذلك، حث الرسول الأغنياء على المساهمة في تجهيز جيش المسلمين، فاستجابوا له بسخاء، لتجهيز جيش العسرة. وقد اضطر الرسول إلى ترك بعض الراغبين في الجهاد، لعدم وجود ما يحملهم عليه، وفي هذا نزل قول الله ـ عز وجل ـ: )وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنْ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُون(  (التوبة: الآية 92).

(5) أهمية استخلاف الإمام: استخلف رسول الله علي بن أبي طالب، في هذه الغزوة، على المدينة. وكذلك كان يفعل في كلّ الغزوات؛ ذلك حتى يكونوا عوناً للجيوش، برعايته، ولكي يراعوا الضعفاء والمعذورين والنساء والذرية، الذين خرج عائلهم للجهاد في سبيل الله. (انظر شكل غزوة تبوك)



[59] الثلاثة الذين خُلفوا ونزلت فيهم الآية هم" كعب بن مالك، ومُرارة بن الربيع، وهلال بن امية.