مقدمة

تمتعت الإمبراطورية الإسبانية بقوةٍ ونفوذٍ عالميين، على مدار القرنين، السادس عشر والسابع عشر، الميلاديَّيْن. ثم جاءت هزيمة الأرمادا Armada الإسبانية، عام 1588، أمام الأسطول الإنجليزي، لتنتزع منها بريطانيا سيادة البحار. وترتب على تلك الهزيمة، فضلاً عن عدم لحاقها بالثورة الصناعية، تخلف إسبانيا عن كلٌ من بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، على الصعيدين، التجاري والصناعي. وخلال الحربين العالميتين، الأولى والثانية، تبنت إسبانيا موقف الحياد؛ ولكنها عانت حرباً أهلية مدمرة في الفترة من 1936 إلى 1939.

إن الانتقال السِّلمي نحو الديمقراطية، بعد وفاة الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو Francisco FRANCO، عام 1975، والتحديث الاقتصادي السريع (انضمت إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 1986)، جعل من إسبانيا مثالاً للحرية وحقوق الإنسان، وأصبح اقتصادها أعظم الاقتصاديات الديناميكية في أوروبا.

وفي الآونة الأخيرة، كان على الحكومة الإسبانية أن تركز أكثر على اتخاذ إجراءات، لمواجهة الركود الاقتصادي الحاد، الذي بدأ  في منتصف عام 2008. وقد أدت تلك الإجراءات التقشفية، التي تبنتها الحكومة، للحد من العجز الكبير في الموازنة وطمأنة المستثمر الأجنبي، إلى جعل معدلات البطالة في إسبانيا أحد أعلى المعدلات في أوروبا.