إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة





متوسط درجة الحرارة
الرطوبة النسبية
معدل كمية الأمطار
حكام إمارة أبوظبي
تطور عدد السكان

مدينة أبو ظبي



مدينة أبو ظبي

مدينة أبو ظبي

1. الموقع

تقع مدينة أبو ظبي، عاصمة إمارة أبو ظبي، وعاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، على دائرة عرض 24 درجة و28 دقيقة شمالاً، وخط طول  54 درجة و22 دقيقة شرقاً في جزيرة أبو ظبي في الخليج العربي، والتابعة لإمارة أبو ظبي والواقعة على السهل الساحلي الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتشغل مدينة أبو ظبي كامل جزيرة أبو ظبي، التي تأخذ شكلاً مثلثاً قاعدته في الشمال الغربي ورأسه في الجنوب الشرقي بالقرب من البر الرئيسي، والتي يبلغ طولها نحو 20 كم من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، ومتوسط عرضها 7 كم، ومساحتها 140 كم2. وتنحصر جزيرة أبو ظبي بين خور البغال في الشرق وخور البطين في الغرب، وينتشر على كلا جانبيها العديد من الجزر، فإلى الشرق من جزيرة أبو ظبي توجد جزر الوصيل، وغرابي، وأم البرك، وبل غيلم، وريحان، وبوحيل، والسعديات، وأم النار، وإلى الغرب منها توجد جزر حديريات، والغطيس، والسفايف، وحالة البحراني، وبوكروة، وبوكشيشة.

ولا يفصل بين جزيرة أبو ظبي والبر الرئيسي للإمارة سوى ممر مائي، لا يتجاوز عرضه الكيلو متر الواحد (اُنظر خريطة أبوظبي).

2. المناخ

يتسم مناخ مدينة أبو ظبي بشدة الحرارة وندرة المطر؛ نظراً لوقوعها ضمن النطاق الصحراوي الحار الجاف، في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، وتسهم المسطحات المائية للخليج العربي الضحل والمحدود المساحة في ارتفاع نسبة الرطوبة في الهواء، ويسود هبوب الرياح الشمالية والشمالية الغربية معظم أيام السنة.

ومع أن مناخ المدينة شديد الحرارة بصفة عامة، فإن هناك تفاوتاً فصلياً في درجة الحرارة، إذ يبلغ المدى الحراري السنوي 17.6 درجة مئوية؛ ومتوسط درجة الحرارة في شهر يناير بفصل الشتاء 17.5 درجة مئوية، بينما يرتفع متوسط درجة الحرارة في شهر يوليه إلى 35.1 درجة مئوية (اُنظر شكل متوسط درجة الحرارة). أما متوسط درجة الحرارة العظمي الشهري، فيراوح بين 23.7 درجة مئوية في شهر يناير، و43.6 درجة مئوية في شهر يوليه، بينما يراوح متوسط درجة الحرارة الصغرى الشهري بين 10.9 درجة مئوية في شهر يناير و28.5 درجة مئوية في شهر أغسطس.

أما الرطوبة النسبية للهواء فيبلغ متوسطها 66% في شهر يناير و51% في شهر مايو. بمتوسط سنوي قدره 59% من دون تفاوت كبير بين أشهر السنة (اُنظر شكل الرطوبة النسبية). كذلك متوسط الرطوبة النسبية العظمى لا يطرأ عليه اختلاف كبير بين أشهر السنة، فمتوسط الرطوبة النسبية العظمى في شهر يناير 89% ونظيره في شهر مايو 79%، بخلاف متوسط الرطوبة النسبية الصغرى، الذي يبدي تفاوتاً ملحوظاً بين أشهر السنة، إذ يبلغ 43% في شهر يناير، ويتدنى إلى 22% في شهر مايو.

وتعدّ كمية الأمطار التي تسقط على مدينة أبو ظبي سنوياً قليلة جداً، إذ تبلغ في المتوسط 87.1 مم، يسقط معظمها في شهري فبراير (39.6 مم)، و مارس (22.6 مم)، والباقي يسقط في شهر أبريل 11.7 مم، ونوفمبر 1.8 مم، وديسمبر 9.0 مم، ويناير 5.4 مم، أما أشهر الصيف من شهر مايو إلى شهر أكتوبر فلا تسقط فيها الأمطار (اُنظر شكل معدل كمية الأمطار).

ويضاف إلى قلة الأمطار تذبذبها السنوي الكبير، فنجد أن كميتها بلغت في مدينة أبو ظبي 226 مم في عام 87 ـ 1988م، بينما، في عام 84 ـ 1985م، لم يسقط على المدينة سوى خمسة مليمترات فقط. كما تتسم الأمطار في مدينة أبو ظبي بأنها فجائية تسقط بغزارة كبيرة خلال سويعات من اليوم، في أيام محدودة من الأشهر المطيرة، كما هو الحال في جميع المناطق الصحراوية الحارة، وذلك راجع إلى آلية التكاثف والتساقط في ظل هذه الظروف.

3. التاريخ

يرجع تأسيس مدينة أبو ظبي إلى عام 1761م، عندما عثرت عائلات من قبيلة بني ياس على آبار للمياه في جزيرة أبو ظبي، وبدأت جماعات من هذه الأسر بالاستقرار هناك، ثم تلا ذلك توافد بعض القبائل الأخرى إلى الجزيرة، حتى بلغ عدد سكان أبو ظبي نحو 400 نسمة في عام 1763م.

وفي أواخر القرن الثامن عشر امتد نفوذ الشيخ عيسى بن نهيان آل بوفلاح، المقيم في أبو ظبي، على كل أسر بني ياس، ومن ثم يعد أول شيخ يجمع قبائل بني ياس تحت سيطرته. وقد خلفه ابنه الشيخ ذياب بن عيسى، الذي نقل مركز حكمه من مدينة أبو ظبي إلى إقليم الظفرة في الداخل، لكنه كان يقوم بزيارات مستمرة إلى مدينة أبو ظبي. وبعد وفاته تولى ابنه الشيخ شخبوط بن ذياب حكم إمارة أبو ظبي من عام 1793م حتى عام 1816م، ومن ثم عرف باسم شخبوط الكبير. وقد استطاع الشيخ شخبوط الكبير توحيد قبائل بني ياس، والمناصير، والظواهر، والعوامر؛ لمجابهة الغزو الإيطالي للمنطقة، ونقل مقر حكم الإمارة من الداخل إلى مدينة أبو ظبي على الساحل؛ لكي يتمكن من  مقاومة الأطماع الأجنبية من جهة، وليتحكم في طرق الملاحة البحرية وتجارة اللؤلؤ وعمليات صيد الأسماك من جهة أخرى. وقد خلفه من بعده ابنه محمد بن شخبوط في حكم إمارة أبو ظبي، حتى عام 1818م، ثم تولى حكم الإمارة بعده أخوه الشيخ طحنون إلى عام 1833م. وقد قدر عدد سكان جزيرة أبو ظبي في هذا العام بنحو 1200 نسمة. بعد ذلك تولى حكم إمارة أبو ظبي الشيخ خليفة بن شخبوط حتى عام 1845م، ثم خلفه من بعده ابن أخيه الشيخ سعيد بن طحنون، الذي حكم الإمارة ما بين عامي 1845م إلى 1855م. وجاء بعده في حكم الإمارة الشيخ زايد بن خليفة، الذي استمرت فترة حكمه قرابة 55 عاماً، أي من عام 1855م حتى عام 1909م، وهذه المدة تعد أطول فترة حكم في تاريخ إمارة أبو ظبي؛ لذا سمي الشيخ زايد بن خليفة باسم زايد الكبير.

قدر الرحالة لوريمر عدد سكان مدينة أبو ظبي، في نهاية القرن التاسع عشر، بحوالي 6000 نسمة، ينتمي نصف هذا العدد إلى قبيلة بني ياس، وكان من أهم العائلات الموجودة في مدينة أبو ظبي آل بوفلاح (400 نسمة)، القبيسات(380 نسمة) والمعاربة (300 نسمة)، وآل بوفلاسا (200نسمة)، وقمزان (250 نسمة)، وآل بوحميد (300 نسمة)، والرميثات (500 نسمة)، والمزاري (300 نسمة)، والحواميل (500 نسمة)، والمعير (500 نسمة)، وسودان (275 نسمة)، وحيلات (200 نسمة) والبحرينة (120 نسمة). وكان يوجد في المدينة نحو 500 شخص من العمالة الإيرانية، ونحو 65 شخصاً من العمالة الهندية.

وكان أهم النشاطات الاقتصادية في مدينة أبو ظبي في ذلك الوقت الغوص على اللؤلؤ، وصيد الأسماك، والتبادل التجاري مع واحتي البريمي والعين وواحة ليوا، إضافة إلى رعي الجمال عند أطراف المدينة، إذ قدر لوريمر عدد الجمال بنحو 750 رأساً والخيول بنحو 85 رأساً، أما عدد المحلات التجارية في المدينة فقد بلغ نحو 70 محلاً. وقد كانت منازل المدينة تبنى أساساً من عيدان القش، وقطع الحصر، وخوص النخيل، ماعدا القليل من المنازل، التي كانت مبنية من الحجارة. وكان رصيف الميناء غير محمي من أمواج الخليج العربي، وكان سوق المدينة في جزئها الشمالي، أما المياه، فكانت تجلب إليها من على بعد 3 ـ 5 أميال جنوب المدينة.

وكان دخل المشيخة يعتمد بشكل أساسي على حصيلة الضرائب على قوارب جمع اللؤلؤ، حيث كانت حرفة الغوص على اللؤلؤ هي الحرفة الرئيسية، التي تكفل معيشة سكان حضر أبو ظبي وجزء من البادية المجاورة، إذ كان يوجد في أبو ظبي نحو 410 قوارب للغوص على اللؤلؤ، وعشر سفن تستخدم للنقل البحري، منها اثنتان من نوع السمبوك، والبقية كبيرة الحجم تقوم بالتبادل التجاري بين موانئ البصرة ولنجة ومسقط.

وبعد وفاة الشيخ زايد الكبير حكم أبو ظبي أبناؤه من بعده، فتولى الشيخ طحنون بن زايد دفة الأمور من عام 1909م إلى عام 1912م، ومن بعده الشيخ حمدان بن زايد من عام 1912م إلى عام 1922م، ثم الشيخ سلطان بن زايد حتى عام 1928م. بعد ذلك انتقل حكم الإمارة من بعده إلى ابنه شخبوط بن سلطان بن زايد من عام 1928م إلى عام 1966م، ومن ثم تولى حكم إمارة أبو ظبي أخوه الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان عام 1966 (اُنظر شكل حكام إمارة أبوظبي). وقد استطاع الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان عام 1971م، تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يضم سبع إمارات هي: إمارة أبو ظبي، وإمارة دبي، وإمارة الشارقة، وإمارة رأس الخيمة، وإمارة الفجيرة، وإمارة عجمان، وإمارة أم القوين. وما زال الشيخ زايد يرأس الاتحاد وحاكم إمارة أبو ظبي، ويتخذ من مدينة أبو ظبي مقراً له وعاصمة للدولة.

4. السكان

كان عدد سكان مدينة أبو ظبي في بداية القرن العشرين متواضعاً، إذ قدرهم الرحالة زويمر في عام 1901م، بنحو عشرة آلاف نسمة، ثم ازداد عدد سكان المدينة حوالي 50% خلال النصف الأول من القرن العشرين؛ ليصل إلى 15 ألف نسمة، ثم ازداد إلى 18 ألف نسمة عام 1962م، وتوضح هذه التقديرات أن تطور عدد سكان مدينة أبو ظبي كان بطيئاً جداً خلال العقود الستة الأولى من القرن العشرين (اُنظر شكل تطور عدد السكان).

لكن الصورة تغيرت تماماً، بعدما اكتشف البترول في الإمارة، وأخذ إنتاجه يتضاعف تضاعفاً كبيراً  منذ عام 1963م، فنجد أن عدد سكان مدينة أبو ظبي تطور بشكل سريع؛ ليصل إلى 127.763 نسمة في عام 1975م، أي حوالي سبعة أضعاف عدد سكان المدينة قبل ثلاثة عشر عاماً في عام 1962م. وقد بلغ عدد الوافدين نحو 102,866 في عام 1975م، أي حوالي 80.5% من العدد الكلي للسكان في مدينة أبو ظبي. ثم تضاعف عدد سكان المدينة خلال خمس سنوات ليصل إلى 243,257 نسمة في عام 1980م، أغلبيتهم من الوافدين، الذين يشكلون ما نسبته 85.1% من العدد الإجمالي للسكان في المدينة. وبحلول عام 1985م بلغ العدد الإجمالي للسكان في مدينة أبو ظبي نحو 324,596 نسمة بزيادة قدرها 81,339 نسمة عن عدد سكان المدينة في عام 1980م أي بنسبة زيادة قدرها 33,4% خلال خمس سنوات، وقد شكل الوافدون في عام 1985م حوالي 84,5% من العدد الكلي للسكان في مدينة أبو ظبي.

ثم توالى ازدياد عدد سكان مدينة أبو ظبي ليصل إلى 398,695 ألف نسمة في عام 1995م. ويشكل الوافدون أغلبية السكان في المدينة نتيجة هجرة الأيدي العاملة إلى المدينة؛ لتوافر فرص العمل المصاحبة للتطور الاقتصادي الهائل في المدينة من العائدات البترولية ومن سياسة الانفتاح التجاري المتبعة في المدينة. كما يبلغ عدد الذكور 269,834 نسمة، أي أكثر من ضعف عدد الإناث أو ما نسبته 68% من سكان المدينة.

5. معالم المدينة

حظيت مدينة أبو ظبي بالعديد من المشاريع العملاقة لكونها عاصمة إمارة أبو ظبي، الغنية بالبترول، وعاصمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومقر إقامة الشيخ زايد أمير الاتحاد. ومن أهم معالم المدينة ميناء زايد الصناعيّ العملاق، الذي يحتل الضلع الشرقي من جزيرة أبو ظبي، وسوق المنطقة الحرة، في رأس أبو ظبي، الذي يشغل الركن الشمالي  الشرقي من جزيرة أبو ظبي، وكورنيش أبو ظبي، الذي يمتد عدة كيلومترات، وتكتنفه المساحات الخضراء والحدائق والأشكال الجمالية ومراكز الخدمات والمباني الشاهقة.

وتحوي المدينة العديد من المباني الضخمة شاهقة الارتفاع، التي تشكل مقراً للعديد من الشركات العالمية، وتتركز هذه المباني الضخمة في المنطقة التجارية الرئيسية على شارع حمدان وشارع زايد الأول، وشارع زايد الثاني، والكورنيش. أما المراكز التجارية في مدينة أبو ظبي فمن أهمها مركز ليوا، والفلاح بلازا، ودانة بلازا، ومركز مدينة زايد، والحصن بلازا، ولامسي بلازا، والمركز الإيطالي للتسوق.

كما تزخر مدينة أبو ظبي بالعديد من الفنادق العالمية، مثل فندق إنتركونتيننتال Hotel Intercontinental الواقع على شارع الخالدية، وفندق شيراتون أبو ظبي Abu Dhabi Sheraton Hotel الواقع على طريق الكورنيش، وفندق هوليداي إن كراون بلازا Holiday Inn Crown Plaza في مركز المدينة، وفندق فورت جراندي Forte Grande، وفندق هيلتون انترناشونال Hilton International، وفندق لي ميرديان Le Meridien Hotel، وفندق الكورنيش Corniche Residence على طريق الكورنيش، وفندق بيتش Beach Hotel، وفندق ساندز Sands Hotel الواقع في مركز المدينة.

كذلك يوجد في مدينة أبو ظبي أغلب الوزارات وسفارات الدول، ومحطات البث الإذاعي، والتلفزيوني، ومؤسسات النشر، وشركات الزيت الكبرى، وجامعة زايد، والكليات العليا للتكنولوجيا، كما تتمتع مدينة أبو ظبي بالعديد من الحدائق الواسعة المجهزة، خاصة على الكورنيش ومداخل المدينة.