إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / ألاباما، الولايات المتحدة الأمريكية






ولاية ألاباما



مدينة أبو ظبي

2. حقوق الإنسان والثورة الاجتماعية

منذ انتهاء عهد إعادة التكوين في ألاباما وحتى خمسينيات القرن العشرين، ظلت السلطات المحلية للولاية تمارس سياسة التمييز العنصري، يساندها قطاع عريض من المواطنين البيض. وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلتها السلطات الاتحادية للقضاء على التمييز العنصري، فقد ظل السود في مدارس وجامعات ومؤسسات مستقلة خاصة بهم داخل الولاية.

وفي عام 1955، حدثت مشادة بين سيدة سوداء واسمها Rosa Parks وشخص أبيض في إحدى الحافلات، إذ رفضت السيدة ترك مقعدها للراكب الأبيض، طبقاً لقوانين التمييز العنصري، فاعتقلت الشرطة السيدة السوداء. فما كان من السود، بقيادة "مارتن لوثر كنج" Martin Luther King, Jr. إلا أن قاموا بمقاطعة كل الحافلات في مونتجمري لمدة عامين، وحتى عام 1956. وانتهى الأمر برفع القضية إلى المحكمة الدستورية العليا للولايات المتحدة، التي قضت بإلغاء قوانين التمييز العنصري في وسائل المواصلات.

بعد هذا النصر، برز مارتن لوثر كنج كزعيم قوي اجتمع حوله السود في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. واتخذ كنج من الزعيم الهندي ، غاندي، مثلاً أعلى له؛ فلم يسمح بأن يقوم السود بأي أعمال عنف أو شغب حتى ولو كان العنف للدفاع عن النفس. ونظم كنج المظاهرات إحتجاجاً على كل حادث يتسم بالتفرقة العنصرية. ونجح كنج في استصدار قوانين تمنع التفرقة بين البيض والسود في المطاعم ودور الترفيه والحدائق. ورداً على الأسلوب السلمي لمارتن لوتر كنج، قام بعض البيض من المتعصبين بحرق الكنائس التي يرتادها السود والمساكن والمطاعم، وخطف وقتل الأبرياء من السود. أدى هذا العنف إلى إلتفاف كلٍ من السود والبيض حول الزعيم مارتن لوتر كنج.

وفي عام 1965، قاد كنج مظاهرة سلمية من مدينة Selma إلى مدينة مونتوجمري، اعتراضاً على عدم منح المواطنين السود الحق في انتخاب ممثليهم في مجالس الولاية والكونجرس الأمريكي. ونتيجة لهذه المظاهرة تم استصدار قانون يعطي حق الانتخابات لجميع المواطنين بغض النظر عن ألوان جلودهم.

وفي عام 1963 أقرت المحكمة الدستورية العليا دخول السود مدارس وجامعات البيض. وعلى الرغم من ذلك منع جورج دالاس حاكم الولاية، اثنين من الطلبة السود من الالتحاق بالمدارس الثانوية بولاية ألاباما، ثم منع طلبة آخرين من الالتحاق إلى جامعة ألاباما، الأمر الذي دعا الرئيس كيندي إلى التدخل عن طريق الحرس الوطني لحل تلك المشكلة.

وظل كنج يقود مسيرة المقاومة السلمية للحصول على الحقوق الاجتماعية والانتخابية للسود، تلك المسيرة التي توجت عام 1979 بانتخاب الأسود ريتشارد أرينجتون عمدة لمدينة برمنجهام، بعد أكثر من عشرة سنوات من اغتيال الزعيم كنج على يد متعصب أبيض.

وخلال الثمانينيات وإلى اليوم، يظل هناك بعض الاضطرابات الداخلية غير المرئية التي تظهر في مواسم الانتخابات.