مقدمة

كولومبيا إحدى دول أمريكا الجنوبية، يحيط بها البحر الكاريبي، وبنما وفنزويلا والبرازيل وبيرو والإكوادور والمحيط الهادي. وهي الدولة الوحيدة في قارة أمريكا الجنوبية التي تطل على البحر الكاريبي والمحيط الهادي. وكانت كولومبيا إحدى الدول الثلاث، التي ظهرت عقب انهيار جران كولومبيا Gran Colombia، أو كولومبيا الكبرى، عام 1830 (الدولتان الأخريان، هما: الإكوادور وفنزويلا).

قبل وصول الأوروبيين إلى الأمريكتين، كان عددٌ من القبائل المحلية، منها مجموعة تشيبشا Chibcha، تعيش في ما يُعرف، في الوقت الحاضر، بكولومبيا. ثم خضعت كولومبيا للاحتلال الأسباني، بدءاً من القرن السادس عشر الميلادي، حتى بداية القرن التاسع عشر، إلى أن نالت استقلالها عام 1819، وتبنت النظام الجمهوري، وانتخبت حكومتها الخاصة؛ غير أنها دخلت دوامة من العنف، وعدم الاستقرار، بين المدنيين، والديكتاتورية في الحكم. واشتد العنف والتمرد والعصيان، للإطاحة بالقوات المسلحة الثورية الكولومبية FARC، طيلة خمسين عاماً، بلغت ذروتها في التسعينيات من القرن العشرين. ومن الجدير بالذكر، أن مجموعات التمرد، تدعمها الأموال التي تجنيها من تجارة المخدرات، الواسعة، في البلاد وخارجها. وعلى الرغم من الطبيعة القاتلة للعنف في كولومبيا، ونفوذ العصابات على قطاعات كبيرة من الريف الكولومبي، إلاَّ أنَّها ينقصها القوة العسكرية، والتأييد الشعبي، اللازمان، لإطاحة الحكومة. ما أدى إلى انخفاض العنف بعد عام 2002. ولكن ظل المتمردون يواصلون شن هجماتهم على المدنيين في مناطق واسعة من الريف، وفي المناطق التي تسيطر عليها قوات الأمن.

أكثر من 31 ألف شخص من القوات شبه العسكرية، سرِّحوا بنهاية عام 2006. وأوقفت قوات الدفاع الذاتي المتحدة الكولومبية AUC، ذات التنظيم الرسمي عن العمل؛ فظهرت مجموعات إجرامية، منها أعضاء في القوات شبه العسكرية السابقة. وفي الوقت الذي تواصل فيه حكومة بوجوتا محاولات التفاوض، للوصول إلى تسوية بين الأطراف المتقاتلة، تتزايد مخاوف الدول المجاورة، من انتشار العنف ووصوله إلى حدودها.

في أكتوبر 2012، دخلت الحكومة في مفاوضات رسمية مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية، بهدف التوصل إلى وقف إطلاق نار، دائم ونهائي، بين الطرفين، ودمج أعضاء القوات المسلحة الثورية الكولومبية المسرحين، في تيارات المجتمع الرئيسية، وفي السياسة. وقد بذلت الحكومة جهوداً لفرض سيطرتها على جميع أرجاء البلاد، وأصبح لها الآن وجود في كل دائرة إدارية في البلاد.

وعلى الرغم من الاقتتال الداخلي الذي امتد لعقود، والتحديات الأمنية المتعلقة بتجارة المخدرات؛ فإن كولومبيا تتمتع بمؤسسات ديمقراطية قوية نوعاً ما، وتمتاز بإجراء انتخابات سلمية شفافة، وحماية الحريات المدنية.