إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / دمشق، سورية




وسط مدينة دمشق
دمشق عاصمة سورية





مدينة أبو ظبي

2. العمران والآثار

ازدهرت دمشق عمرانياً منذ العهد اليوناني، حيث شيّد فيها حيّ جديد إلى جانب المدينة العربية الآرامية. وأضيف إليه حيّ عربي نبطي. وفي العهد الروماني أحيطت المدينة بسور دفاعي بُني بالحجارة الضخمة، ضمّ دمشق الآرامية والأحياء الجديدة. وله سبعة أبواب لا يزال بعضها قائماً. يخترق المدينة شارع رئيسي عريض يمتد من باب الجابِيَة في جهة الغرب إلى الباب الشرقي في جهة الشرق بطول 1500 م. وكان هناك شارع آخر رئيسي يجتاز المدينة من الشمال إلى الجنوب ويتقاطع مع الشارع السابق في مكان شيدت فيه قوس قرب الكنيسة المريمية. وفي العهد الأموي بنيت كنائس وأديرة جديدة داخل الأسوار وخارجها، حيث شهدت دمشق نهضة عمرانية كبيرة بعد أن غدت عاصمة الدولة الأُمَوِيّة، فاتسعت أحياؤها خارج الأسوار، واتسعت معها شبكة الري. وشُقّت الأقنية، وبلغ نظام مجاري الماء درجة عالية من الدقة، بحيث أصبح لكل دار في المدينة بركة للمياه. وغدا توزيع مياه بَردَى يخضع لهندسة ونظام دقيقين لتستفيد أحياء المدينة وأراضيها الزراعية من كل قطرة ماء في النهر.

ونظراً إلى كثرة العهود التي شهدتها دمشق، فقد ترك كل عهد آثاراً عمرانية متنوعة. ونشير فيما يلي إلى أهم الآثار العمرانية التي لا تزال قائمة في دمشق:

·   العهد الروماني والبيزنطي: الباب الشرقي للمدينة، كنائس المُصَلَّبَة، ومَريْمَ، وحنانيا، والقوس الروماني.

·   العهد الأُمَوِيّ: الجامع الأموي.

·   العهد الفاطمي: ضريحاً السيدة فاطمة والسيدة سكينة، عدة جوامع.

·   العهد الأيوبي والمملوكي: أبواب دمشق الخمسة، مدارس، جوامع، بيمارستانات (مستشفيات)، حمامات.

أ. الجامع الأُمَوِيّ

ما أن وُلِّي معاوية على دمشق، حتى أقام بناءين: هما الجامع، ودار الولاية. وكان البناءان متصلين. وشُيِّدا، جنباً إلى جنب، في مكان حرم الهيكل القديم. فبُني الجامع مستنداً إلى جدار سور كانت تقوم ضمنه، إذ ذاك، كنيسة. وبُنيت دار الولاية إلى الجنوب من الجامع، وأسماها معاوية "الخضراء". وأمام دار الولاية إسطبلات أطلق عليها دار الخيل.

وبعد أن أعلن معاوية قيام الدولة الأموية، أصبح قصر الخضراء داراً للخلافة. وعلى مقربة منها اجتمعت دور أمراء الدولة الأموية ورجال الحكم.

حينما ولِّي الوليد بن عبد الملك (86هـ ـ 705م) الخلافة، أعاد بناء الجامع الأموي، واستغرق ذلك عشر سنوات (86 ـ 96هـ/ 705 ـ 715م). وأصبح يشغل 1570 م2.

يعتبر الجامع الأموي آية من آيات الفن العربي. واحتلّ مكانة علمية ودينية وفنية كبيرة. ففيه تقام الصلوات، وتعقد حلقات الدرس لمختلف الأبحاث الدينية واللغوية، ويلتقي المسلمون للتشاور. وهو مركز الحياة العامة، ومجلس مبايعة الخليفة. وفيه يُقام العدل، ويُحفظ بيت المال. ومن على منبره يُلقي الخليفة خطبه، ويعلن قراراته في إدارة الدولة والفتوح. وأما بناؤه فقد امتاز بالأعمدة المزدوجة، وتزيينات الفسيفساء على جدرانه، والرخام في أرجائه. وكانت مصابيحه معلقة بسلاسل ذهبية. وقد رُمِّم عدة مرات، بسبب الحرائق والزلازل التي أصابته مراراً، ومنها حريق العام (458هـ ـ 1076م)، زمن العباسيين، وآخرها حريق العام (1310هـ ـ 1893م)، زمن العثمانيين.

يقع الجامع الأموي في نهاية سوق الحميدية، حيث شيّد على أنقاض كنيسة بيزنطية (كنيسة يُوحَنّا المَعْمَدان في أواخر القرن الرابع الميلادي)، كانت هي، مشادة على أنقاض معبد خُوبِيتَر من العهد الروماني (القرن الثالث الميلادي) الذي تبدو آثاره واضحة في نهاية السوق قبل مدخل الجامع الأموي بنحو 52 م، ممثلة في قوس النصر الشهير القائم فوق أعمدة معبد جوبيتر الذي كان يقوم مكانه معبد أقدم منه، هو معبد حَدَد الآرامي (من الألف الأولى قبل الميلاد).

يتميز الجامع الأموي بسعته وارتفاعه، وبمآذنه الثلاث (في جهته الشمالية والغربية والشرقية)، وقُبَبه الأربع (الخَزْنة، المُتَوَضّأ، النَوْفَرَة، النسر)، وأبوابه الأربعة (الشمالي والشرقي والغربي والجنوبي). وفي النصف الشرقي من حرم الجامع ضريح النبي يحيى (يقال أيضاً إنه قبر القديس يوحنا المعمدان). وفي الصدر الشرقي من صحن الجامع مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب. وقد تعرض الجامع خلال تاريخه الطويل للعديد من الكوارث أعقبها ترميم لما تهدم منه.

وقرب الباب الشمالي للجامع، يقوم ضريح صلاح الدين الأيوبي، وضريح وزيره عماد الدين.

اتسعت مناشط الحياة الثقافية في جامع بني أمية، وتنوعت. ففي القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، كان في هذا الجامع: سُبْعاً (السُبْع قراءة القرآن الكريم كله في سبعة أيام)، و 21 حلقة لتدريس الفقه، و 6 مدارس فقهية على جميع المذاهب، و 6 حلقات لتدريس الحديث الشريف.    

ب. جوامع أخرى

في دمشق جوامع كثيرة، بلغ عددها اليوم أكثر من 250 جامعاً، معظمها حديث البناء. أما الجوامع الأثرية فأهمها:

(1) جامع الدرويشية

وسمي بذلك نسبة لبانيه الوالي العثماني درويش باشا.

(2) جامع السنانية

نسبة لمشيده العثماني الوالي سنان باشا.

(3) جامع التوريزي

يقع في حي قبر عاتكة.

(4) جامع السيدة رقية

يضم ضريح السيدة رقية بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زوجة الخليفة عثمان بن عفان. وبناء الضريح وقبته من العهد الأيوبي.  

(5) التكية السليمانية

تحتل التكية موضع قصر الأبلق الذي شيّده الملك الظاهر بيبرس وهدمه تيمورلنك، على الطرف الجنوبي من نهر بردى. بنيت في منتصف القرن السادس عشر الميلادي، في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني. وتتميز التكية عن غيرها من الأبنية في دمشق بقبابها الكبيرة والصغيرة، وبجدرانها المبنية بالأحجار البيضاء والسوداء، وساحتها الواسعة التي تشكل حديقة تتوسطها بركة مائية. وهي محاطة بسور له ثلاثة مداخل. وتتصل بها التكية الصغرى التي أعدّت كمدرسة تعليمية، عرفت باسم المدرسة السليمية.

وتقسم التكية (التكية الكبرى) حالياً إلى ثلاثة أقسام هي:

·   الجامع وله مئذنتان رشيقتان جميلتان.

·   المتحف الحربي الذي يشغل صدر التكية.

·   جناحيها الأيمن والأيسر.

أما التكية الصغرى فتمثل حالياً سوق الحرف اليدوية في دمشق، وتتألف من حرم للصلاة، وباحة واسعة تحيط بها أروقة وغرف أصبحت مقراً للسوق السابق ذكره.  

ج. سور دمشق وأبوابها

كان يحيط بدمشق سور حجري بنُي في العصر الروماني. وله سبعة أبواب كبرى: الباب الشرقي، باب الجابية، باب كيسان، الباب الصغير، باب توما، باب السلام، باب الفراديس. هدمه العباسيون في العام (132هـ ـ 750م). ولم يبق منه عندئذ سوى الجزء الممتد من باب السلام إلى باب توما. ثم قام نور الدين الزنكي بترميم جزء من السور، وأشاد على قسمه الشمالي سوراً جديداً في أوائل القرن الثالث عشر الميلادي، في المنطقة المعروفة باسم بين السورين. والجزء المتبقي من السور، في الوقت الراهن، هو الجزء الممتد بين باب توما وباب كيسان. كما لا يزال باب دمشق الشرقي محافظاً على رونقه وأصالته.

وقد رمّم نور الدين الزنكي بعض الأبواب، وأنشأ باباً جديداً، هو باب الفرج. وكذلك فعل صلاح الدين إذ أنشأ باب النصر. وقد جدد أخوه الملك العادل معظم الأبواب. كما بنى المماليك أبواباً أخرى.  

وهكذا فما بقي من الأبواب في دمشق اليوم يتمثل في: باب البريد، باب توما، باب الجابية، باب السلام، باب سريجة، الباب الصغير، باب القوّافين، باب الكلاّسة، باب كيسان، باب المُصَلّى، باب النَوْفَرَة.

د. القلعة

في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) بنى الأمير التركي أتسيز قلعة دمشق، بعد أن فتح المدينة عام (468هـ ـ 1085م)، وأخذها من حكم الفاطميين. وقد أقام القلعة على الزاوية الشمالية الغربية من السور الروماني. ثم جرى ترميمها وتوسيعها في العام (604هـ ـ 1206م)، في عهد الملك الأيوبي العادل، أخي صلاح الدين، لتتلاءم مع تطور الفن الحربي. وإلى هذا الترميم تعود الحالة الحاضرة للقلعة، إذ هي مبنية على شكل مستطيل طوله 220 متراً، وعرضه 160 متراً، وله مدخلان رئيسيان، و31 برجاً. وقد توفي صلاح الدين الأيوبي في القلعة عام (589هـ ـ 1192م)، ودفن فيها قبل أن ينقل رفاته إلى قرب الجامع الأموي.

وكانت القلعة مقام السلطان، ومنزله، وفيها دوائر الحكومة، وردهة العرش أو الإيوان، وبرج الحمام الزاجل، وثكنات الجند ومخازن السلاح وبيت المال، ودار صك النقود، والسجن.

وللقلعة سوقها وحماماتها ومسجد الجامع. ولم يكن السلطان يخرج إلى الجامع الأموي إلاّ في العيدين.  

هـ. البيت الدمشقي

في دمشق القديمة كثير من البيوت الدمشقية التي هي أشبه بالقصور لضخامة عمرانها، وحسن تخطيطها، وجمال محتواها، واكتمال عناصرها. وهي تمثل بذلك تحفاً فنية عمرانية.

ومن أهم تلك البيوت نذكر قصر العظم، الذي يقع إلى الجنوب من الجامع الأموي. شيده والي دمشق أسعد باشا العظم (1114 ـ 1170هـ / 1701 ـ 1757م). ويتألف القصر من ثلاثة أقسام رئيسية تمتد على مساحة 5500م2، هي: الحرملك والسلاملك والخدملك. ويتكون كل قسم من فسحة سماوية مزدانة بأشجار الحمضيات والسرو والياسمين والورود والأزاهير وبحرات الماء. وتحيط بالفسحات قاعات القصر شاهقة الارتفاع وغرفه. وتتميز واجهات القاعات والدواوين المطلة على الفسحات السماوية بالأحجار الملونة وبأشكال تزينيه أخرى. أما القاعات من الداخل فجدرانها وأسقفها مزينة ومزخرفة بزينات وزخارف متنوعة.

ولقصر العظم بيوت مشابهة، وإن كانت تختلف عنه بالاتساع، ولكنها تتشابه من حيث جمال العمران واكتمال المرافق والأقسام. ونشير إلى: قصر النعسان، بيت نظام، بيت جبري، بيت السباعي.

يضاف إلى ذلك قصر المهاجرين، الذي أنشأه والي دمشق التركي حسين ناظم باشا. وقد سُمِي القصر في عهد الاستقلال (1946م) القصر الجمهوري. وظل مقراً لرئيس الجمهورية حتى العام 1975م.

ومن الآثار التي تركها هذا الحاكم، أنه مدّ مياه "عين الفيجة" بشبكة أولية إلى أحياء دمشق، ومنها الحي الجديد في المهاجرين حيث القصر. وقد أصبح هذا الحي المتجمع حول القصر، والمتسلق على سفح جبل قاسيون، من أكبر أحياء المدينة.

والبيت الدمشقي القديم متميز بفن العمارة الشرقية. ويعكس الحاجات الاجتماعية، ويراعي التقاليد الإسلامية، ويتمشى مع المواد الأولية للبناء المتوفرة في غوطة دمشق وما جاورها من جبال. وهو في الوقت نفسه غني بأنواع الفنون اليدوية والمهارات الإنسانية. وهو، بصورة عامة، مغلق على الخارج، مفتوح ومكشوف نحو الداخل على فناء واسع، فيه الخضرة والأشجار والعرائش والزهور والماء الجاري. وتصطف حول الفناء الحجرات والقاعات المستوفية متطلبات الراحة. وغالباً ما يقوم فوق الطابق الأرضي طابق علوي أو جزء من طابق يطلّ على الخارج بنوافذ واسعة وشرفات.

تتفتح في البيت الدمشقي حياة أسرية نشيطة تستمتع بمنظر داخلي تزينه زخرفة جميلة. يستخدم فيها إضافة إلى مواد البناء التي كانت معروفة آنذاك، الرخام، والجصّ، والخشب المحفور، والألوان والكتابات العربية التزيينية ليس فقط في كساء الجدران والنوافذ القائمة حول الباحة الداخلية وإنما في سقوف الحجرات أيضاً. وهكذا تكثر الآيات القرآنية، والأحاديث، والحكم، والأشعار، التي تُكتب مُعَشَّقَة مع عروق الفضة والنحاس.

وتشغل البيت الدمشقي القديم أسرة كبيرة كانت تضم، على الغالب، الجد والجدة والأبناء والأحفاد، يسكنون إلى جوار الأقرباء والأصدقاء متعاونين متضامنين في كتل صغيرة من الدور، تفتح أبوابها على بوابات خارجية، تفصلها عن الأزقة الأخرى أبواب عامة تصلها بالأسواق ومنشآت المرافق، مثل الجوامع والحمامات ومناهل المياه (السبل) والمدارس، أو تنتظم متقدمة أو متأخرة على أزقة ضيقة ملتوية تنفذ إليها أبواب منخفضة للدور، وتطل عليها شرفات ونوافذ علوية، تحجب سماءها أحياناً طوابق ثانية تحوّلها إلى أنفاق قصيرة.

و. الأسواق

اشتهرت دمشق بأسواقها القديمة، الآهلة بحوانيت التُجار والصُناع. وهي مؤلفة من شوارع متوازية، لها أبواب في مداخلها. ويختصّ كل سوق بأرباب مهنة واحدة. وتعمل الأسواق بتجارة الاستيراد والتصدير، وفيها خانات وفنادق للنزلاء وخدمات القوافل. ومن أكثر الأسواق شهرة نذكر:

(1) سوق الحميدية

أشهر أسواق دمشق وأقدمها. يعود بناءه إلى الفترة (1780 ـ 1784م)، في عهد السلطانين عبد الحميد الأول وعبد الحميد الثاني. وتصطفّ على جانبيه مئات المحلات التجارية. ويتفرع من السوق الحميدية عدد من الأسواق الفرعية، أولها سوق الأروام، وأخرها سوق الحرير.

(2) سوق مدحة باشا

وهو ما يُدعى باسم السوق الطويل. ويرجع بناؤه بشكله الحالي إلى العام 1787م في عهد والي دمشق التركي مدحت باشا. وتغلب على محلاته التجارية الأقمشة المتنوعة والملبوسات الشعبية. وتكثر في نهايته الشرقية محلات العطارين. وتوجد على جانبيه بعض الخانات الشهيرة المحافظة حتى الآن على وضعها العمراني.

(3) سوق البزورية

يختص هذا السوق ببيع مختلف أنواع البهارات والمكسّرات والسكاكر وقمر الدين. وفيه يقع حمام نور الدين، وخان أسعد باشا الذي يعود عمره إلى العام (1166هـ ـ 1753م). وعند نهايته الشمالية يوجد قصر العظم.

(4) سوق باب توما

يمتد من ميدان باب توما حتى يلتقي بسوق مدحة باشا. وعلى جانبه الشرقي عدة كنائس وأديرة.

(5) سوق المهن اليدوية

يحتل هذا السوق اليوم التكية الصغرى المجاورة للتكية السليمانية الكبرى. وهو سوق سياحي، يعرض أنواعاً مختلفة من الصناعات اليدوية والفخارية والخشبية والعاجية والصدفية والحلي ونسيج البروكار الدمشقي، وغير ذلك.

(6) أسواق أخرى في دمشق القديمة

كمثل سوق الدرويشية، سوق باب الجابية، سوق باب سَرِيجَة، سوق باب المُصَلَّى، سوق العمارة الجوانية والبرانية، السوق العتيق، سوق التبن، سوق السُرُوجية، سوق النحّاسين، سوق الحدّادين، سوق المَناخِلِيّة.

وإذا كانت هذه الأسواق القديمة تختص بالسلع والمواد التقليدية، فإن المتاجر القائمة في الشوارع والأحياء الحديثة تختص بمطالب الحياة العصرية. ويصعب، في الوقت الحاضر، أن نرسم خطاً فاصلاً بين هذين النمطين من التجارة، التي تبدأ من العطارة الشرقية التي تفوح رائحتها في خانات القرن السادس عشر، حتى الآلات إلكترونية التي نشهدها في واجهات المحلات الكبيرة في شوارع دمشق الحديثة.

ز. المدارس

تضم دمشق القديمة الكثير من المدارس القديمة التي حُوِّلت، الآن، إلى وظائف أخرى. نذكر منها:

(1) المدرسة الجَقْمَقِيّة

وهي من أجمل مدارس دمشق القديمة. يعود بناؤها إلى العام 1421م، في عهد حاكم دمشق المملوكي الأمير سيف الدين جقمق. تقع بالقرب من الجامع الأموي. وقد استمرت تؤدي عملها كمدرسة لتعليم القرآن والخط العربي حتى حُوِّلت إلى متحف للخط العربي بعد ترميمها. وهي تحفة فنية رائعة الجمال، لما تحتويه من زخارف متنوعة، ولنمط بنائها المتميز. وفي إحدى زوايا المدرسة ضريحان للأمير جقمق ووالدته.

(2) المدرسة الظاهرية

شيدها الملك الظاهر بِيبَرْس في العام (676هـ ـ 1277م). وهي الآن مقر للمكتبة الظاهرية.

(3) المدرسة العادِلِية

تقع مقابل المدرسة الظاهرية. شيدت في عهد الملك العادل الأيوبي (619هـ ـ 1222م).

ح. الحمامات

لدمشق شهرة بحماماتها العامة الجميلة، التي لا يزال بعضها قائماً حتى اليوم، في دمشق القديمة، في حين تهدم عدد كبير منها وتحول البعض الآخر إلى منشآت أخرى. ومن أشهر الحمامات الموجودة حالياً ذات القيمة الأثرية، والتي بني أكثرها في القرن السادس الهجري: حمام القَرَمَاني، حمام العُمَري، حمام الخانجي، حمام أَمُّونة، حمام الملك الظاهر، حمام القَيْمَرِيَّة، حمام البكري، حمام أرْسَلان، حمام نور الدين، حمام السُرَوجي، حمام الحدّادين، حمام الزين.

ط. البيمارستان

أنشأ نور الدين الشهيد البيمارستان (549هـ ـ 1154م)، ليكون مستشفى عاماً. وقد تميز هذا المبنى ببوابته الكبيرة ذات المقرنصات الجميلة، وقبته ذات الرقبات المتتالية المزينة بالمقرنصات من الداخل والخارج، وفيه أواوين جُمّلت جدرانها بالرخام. وفيه شمسيات جصية ذات هندسية مخرمة.

ي. الخانات

تتوزع في دمشق القديمة، داخل السور، خانات كثيرة واسعة، لعبت في الماضي، قبل أن تتحول في الحاضر إلى مستودعات للسلع والبضائع، دوراً مهماً كمراكز للتجارة وتوزيع السلع. وكان ينفذ إلى داخل الخان من السوق بمدخل واسع يفتح ويغلق بباب كبير، لدخول دواب النقل والعربات. وتصطف حول باحته في الطابق الأرضي، وفي الطابق العلوي حجرات كثيرة، تجري فيها العمليات التجارية، وتتوزع منها البضائع. ومن أبرز الخانات: خان أسعد باشا العظم (1166هـ ـ 1753م). وقد ظل هذا الخان حتى سنوات قريبة يضج بالحركة التجارية، قبل أن يصبح مرفقاً سياحياً، يضم 55 غرفة فرشت على الطراز الشرقي. ومن الخانات أيضاً: خان جقمق، خان الزيت، خان الرز.  

ك. الأضرحة

أرض دمشق غنية بما تضمّ من أضرحة، هي قبور بعض الصحابة الكرام وآل البيت والأمراء والحكام والصالحين. فمن الصحابة بلال الحبشي، وأبو الدرداء، ومعاوية، وصهيب الرومي، ومدرك بن زياد الفزاري، وشرحبيل بين حسنة، ومن آل البيت السيدة رقية، والسيدة سكينة. ومن السلاطين والأمراء نور الدين الشهيد، وصلاح الدين الأيوبي، والملك العادل، والظاهر بيبرس. ومن الصالحين الشيخ محيي الدين بن العربي، أحد أكبر علماء الصوفية.  

ل. المتاحف

في دمشق متاحف كثيرة مثل: المتحف الوطني، المتحف الحربي، متحف دمشق التاريخي، متحف الطب والعلوم عند العرب، متحف التقاليد الشعبية، متحف الخط العربي.