إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / دمشق، سورية




وسط مدينة دمشق
دمشق عاصمة سورية





مدينة أبو ظبي

4. بردى والغوطة

تألف نهر بردى من عيون كبيرة وصغيرة تصب في مجراه، الذي يبدأ في سهل الزَّبَداني. وبعد أن تكتمل الروافد عند قرية الهَامَة (إحدى ضواحي دمشق)، يتفرع منه يَزيد وتُورَا، اللذان يتجهان نحو الغوطة الشرقية، فيرويان قراها وسهولها. ثم يتفرع من بردى خمس قنوات تتجه إلى الغوطة الغربية، وتروي بعض الدور في مدينة دمشق. وما زاد من مياه بردى يواصل جريانه إلى أن ينتهي في بحرة العُتَيْبة، شرقي الغوطة.

ولتأمين مياه الشرب كانت دمشق تعتمد حتى مطلع القرن العشرين على مياه نهر بردي وفروعه. ومنذ العام 1908م، بدأت المدينة تعتمد على مياه نبع الفيجة التي تنقل إليها عبر أنابيب تتوزع على جميع الأحياء والبيوت، بشبكة نظامية تشرف عليها مؤسسة حكومية. وقد رُدِفت مياه الفيجة بينابيع ومصادر مائية أخرى، لتلبي حاجات المدينة المتوسعة.

من الأعمال الإنشائية التي قام بها الخليفة بن معاوية (25 ـ 64هـ / 645 ـ 683م)، حفر قناة مائية جديدة على سفح جبل قاسيون، لا تزال تحمل، حتى اليوم، اسم يزيد. وقد عملت هذه القناة لتوزيع حقوق المياه في الواحة المحيطة بدمشق، ما أدّى إلى توسيع المنطقة المزروعة، بإحياء أراضي القرى القريبة من دمشق، وإلى نشوء عدة قرى ومزارع جديدة، ازدهرت وتوسعت فيما بعد.

وتقوم بين دمشق وغوطتها علاقات اجتماعية واقتصادية متينة. ويبدو أثر هذه العلاقات واضحاً في تموين دمشق بكميات كبيرة من الخضار والفواكه والألبان، وفي قدوم سيل من أبناء الغوطة إلى دمشق يومياً للعمل والدراسة والتجارة وغيرها، وفي أنواع الصناعات القائمة في المدينة، وبخاصة ما كان منها قائماً على تصنيع الخامات الزراعية كصناعة المُعلّبات التي تعتمد على ثمار الغوطة وخضارها. كما يجد سكان الغوطة في دمشق ما ينقصهم من حاجات ضرورية. ويجد أبناء دمشق في غوطتهم متنزههم الكبير والقريب. ويمكن أن نعيد الصلات القوية بين دمشق وغوطتها إلى العلاقات الأسرية بين سكان المدينة والغوطة، إضافة إلى ملكية الأرض، وشبكة المواصلات النامية والمتطورة باستمرار، وشبكة الري ونظم توزيع مياه بردى وفروعه التي تربط المدينة بغوطتها ربطاً محكماً. ولهذا يمكن القول إن المدينة والغوطة تشكلان معاً اقتصاداً متكاملاً.