مقدمة

تفردت مملكة إثيوبيا القديمة، بين الدول الإفريقية الأخرى، بالحفاظ على حريتها، وعدم خضوعها لأي حكم استعماري، إلا مرة واحدة، حينما احتلتها إيطاليا، خلال الفترة من 1936 إلى 1941، خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1974، تمكنت مجموعة عسكرية، من إطاحة الإمبراطور الإثيوبي هيلا سيلاسي (الذي كان يحكم البلاد منذ عام 1930)؛ وإقامة دولة اشتراكية. وبعد أن مزقت إثيوبيا الانقلابات الدموية، والانتفاضات الشعبية، ومواسم الجفاف واسعة النطاق، والأعداد الهائلة من اللاجئين، وما خلفته من مشكلات، تمكن ائتلاف من قوى الثوار، وهو الجبهة الشعبية الثورية الديموقراطية الإثيوبية EPRDF، من إطاحة الحكومة، عام 1991.  وأُقر دستور جديد، عام 1994، وجرت أول انتخابات، على أساس التعددية الحزبية، في إثيوبيا، عام 1995. ثم نشبت حرب حدود مع إريتريا، في مايو 1998، انتهت بمعاهدة للسلام، في 12 ديسمبر 2000.

في نوفمبر 2007 رسّمت لجنة خاصة الحدود بين إثيوبيا وإريتريا، بتحديد الإحداثيات الجغرافية لكلا البلدين، ولكن الترسيم الفعلي على أرض الواقع لم يتم بعد، لاعتراض إثيوبيا على هذا الترسيم، الذي سيجبرها على أن تتخلى عن أراضٍ تابعة لها ذات أهمية بالغة.