إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الفاو، العراق






ميناء الفاو



ميناء الفاو، العراق

ميناء الفاو

ميناء الفاو أقدم مواني تحميل النفط الخام في العراق، حيث تم إنشاؤه عام 1956م، في شبه جزيرة الفاو، فرب مصب شط العرب في الخليج العربي العربي، وصدرت منه أول شحنة نفط في يوم 19 ديسمبر 1951، ويرتبط ميناء الفاو بالحقول النفطية العراقية بخطوط أنابيب، فهناك خط أنابيب يضخ نفط حقل الرميلة في جنوبي العراق، على الحدود الكويتية، إلى الميناء  وخط أنابيب نفط مزدوج قادم إلى الميناء من حقول الحديثة على نهر الفرات في الشمال، والمعروف بخط الأنابيب الإستراتيجي. ويبلغ طوله 810 كم، ويتكون من أنبوبين متوازيين الأول بقطر 42 بوصة، والثاني بقطر 18 بوصة، وتبلغ طاقته القصوى حوالي 48 مليون طن سنوياًن وقد افتتحت المرحلة الأولى منه في 17 يوليه 1975، والثانية في 27 ديسمبر 1975.

ونظرً لأن ميناء الفاو لا يستطيع تحميل جميع العراقي القادم إليه، إذ لا تتجاوز الطاقة الإجمالية للتعبئة في الميناء 35 ملين طن سنوياً، أو ما نسبته 20% من إجمالي النفط الواصل إلى الميناء، عن طريق أنابيب النفط، فقد سعى العراق إلى بناء مواني تصدير للبترول في المياه العميقة في الخليج العربي. وقد أسفر مسح أعماق مياه شمال الخليج العربي، عن كشف ممرين عميقين، هما خور العُمية، الذي يراوح عمقه ما بين 17 و 26 م، وقد تم أنشاء ميناء خور العُمية النفطي، عند طرفه الشمالي، وتبلغ طاقته التصديرية 61.3 مليون طن سنوياً، أي ما يشكل 35% من صادرات العراق النفطية عن طريق الخليج العربي، أما الممر الثاني فهو ممر خور القفقة، الذي يراوح عمقه ما بين 28.22 متراً، وقد أنشئ ميناء البكر النفطي عند طرفه الشمالي بطاقة تصديرية قدرها 78.8 مليون طن سنوياً، أو ما يشكل 45% من الصادرات النفطية للعراق، عن طريق الخليج العربي.

ويضخ النفط إلى مينائي خور العُمية والبكر، عن طريق أنابيب من ميناء الفاو. كما بُديء في إنشاء ميناء الفاو الجديد على شاطئ الخليج العربي بعد حرب الخليج الثانية مباشرة، الذي سوف يرفع من قدرات العراق على تصدير النفط الخام عبر الخليج العربي.

1. الموقع

أ. الموقع الجغرافي

يقع ميناء الفاو في شبه جزيرة الفاو الممتدة داخل شط العرب، في جنوبي العراق، على بعد حوالي عشرة كيلومترات من مصب شط العرب، في الخليج العربي، عند رأس البيشة (أنظر خريطة ميناء الفاو)، ويبعد حوالي 90كم جنوب شرقي مدينة البصرة.

ب. الموقع الفلكي

يقع ميناء الفاو على دائرة عرض 29 و 59 دقيقة شمالاً، وخط طول 48 درجة و 28 دقيقة شرقاً.

2. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ ميناء الفاو، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع ميناء الفاو على دائرة عرض 30 درجة شمالاً تقريباً يعني أنه تقع ضمن النطاق شبه المداري subtropical الذي يسوده المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع, كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي لميناء الفاو الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شبه الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي فيما يلي:

(1)  سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أوسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2)  وقوعها على ساحل الخليج العربي الغربي يجعل من الرياح الجنوبية الشرقية رطبة ـ إلى حد ما ـ في فصل الشتاء، وتجلب الدفء للمنطقة، وتوفر رطوبة في الهواء للمنخفضات الجوية الحركية التي تعبر المنطقة في بعض أيام الشتاء والربيع والمسماة منخفضات البحر الأبيض المتوسط مما يتسبب في سقوط بعض الأمطار. أما في فصل الصيف، فتؤدي هذه الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية إلى ارتفاع في الرطوبة النسبية في الهواء مما يجعل الجو حاراً ورطباً يصعب تحمله من قبل سكان المنطقة.

(3)  تأثير المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، الذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل، نجد أن مناخ ميناء الفاو صحراوي، إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 115 مم، وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير وفبراير، ويسود في هذه الفترة المرتفع شبه المداري السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، إلا سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر، بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس، إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية، وإذا ما اقترنت بالرطوبة العالية أصبح الجو مزعجاً لا يطاق. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف حوالي 33 درجة مئوية.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في ميناء الفاو في أوائل شهر أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي تكون رعدية في بعض الأحيان.

3. تجهيزات الميناء وإمكاناته

يضم ميناء الفاو أربعة مراس لتحميل النفط الخام، بطاقة قدرها 35 مليون طن سنوياً، المرسيان الأول والثالث يبلغ عمق الغاطس فيها 10.1 م (33.5 قدم)، أما المرسيان الثاني والرابع فيبلغ عمق الغاطس فيها 11 م (36قدماً)، ويضم كل مرسى رافعة، بطاقة ثلاثة أطنان، لرفع خراطيم النفط بين الخزانات النفطية والناقلة.

كما يضم الميناء برجاً لإطفاء الحريق، عند كل مرسى، تبلغ قدرته على ضخ رغوة إطفاء الحريق نحو 6400 جالون في الدقيقة، ومهبطاً للطائرات، ومركزاً لإصلاح وتخزين الكراكات، التي تستخدم في تنظيف القنوات الملاحية. أما مستودعات تخزين النفط في الميناء فيبلغ عددها 27 مستودعاً، تبلغ طاقتها الإجمالية 1720 مليون.

أ. ستة مستودعات نفطية، سعة كل منها 50 مليون جالون.

ب. خمسة مستودعات نفطية، سعة كل منها 60 مليون جالون.

ج. ستة عشر مستودعاً نفطياً، سعة كل منها 70 مليون جالون.

4. ميناء الفاو خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية

    نظراً لأهمية ميناء الفاو الإستراتيجية للعراق، ولقربه من الأراضي الإيرانية، فقد احتلته إيران في فبراير 1986، خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية، التي بدأت عام 1980، واستمرت لمدة 8 أعوام. وقد عزا العراق خسارته لشبه جزيرة الفاو، إلى اعتماد العراق على معلومات خاطئة من الولايات المتحدة الأمريكية. وقد شكل الاحتلال الإيراني لشبه جزيرة الفاو بعداً جديداً للحرب العراقية ـ الإيرانية؛ نظراً لقربها من الكويت، التي كانت تدعم العراق في هذه الحرب منذ البداية، وبالفعل، ففي مطلع عام 1988، قصفت إيران موانئ تصدير البترول الكويتية، من شبه جزيرة الفاو، بواسطة صواريخ سيلك وورم Silkworm الصينية الصنع. واستمرت شبه جزيرة الفاو تحت الاحتلال الإيراني، حتى أبريل 1988؛ حيث استطاع العراق تحرير شبه الجزيرة، بعد تنسيق هجوم مفاجئ متزامن مع تفجير القوات الأمريكية، في الخليج العربي، لناقلتي بترول إيرانيتين في مياه الخليج.