إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الجهراء، الكويت









مدينة الجهراء

مدينة الجهراء

1. الموقع

تقع مدينة الجهراء في الجزء الجنوبي الشرقي من محافظة الجهراء بدولة الكويت. وتقع دولة الكويت في الركن الشمالي الغربي من الخليج العربي، أي في الركن الشمالي الشرقي من الجزيرة العربية، بين دائرتي عرض 28 درجة و30 دقيقة، و30 درجة و5 دقائق شمالاً، وبين خطي طول 46 درجة و30 دقيقة، و48 درجة و30 دقيقة شرقاً. ومدينة الجهراء نفسها تقع على دائرة عرض 29 درجة و19 دقيقة شمالاً، وخط طول 47 درجة و41 دقيقة شرقاً. وقد سميت محافظة الجهراء بدولة الكويت، باسم هذه المدينة. ومحافظة الجهراء هي أحدث المحافظات الكويتية، فقد تم إنشاؤها عام 1979. وترتب على إنشائها أن أصبحت دولة الكويت تنقسم إلى أربع محافظات هي: محافظة العاصمة، ومحافظة حولي ومحافظة الأحمدي، إضافة إلى محافظة الجهراء. وتبلغ مساحة محافظة الجهراء حوالي 11420 كيلو متراً مربعاً، وهذا يساوي حوالي 64.2% من مجموع مساحة دولة الكويت، لذلك فهي أكبر محافظات دولة الكويت. وعلى الرغم من قدم مدينة الجهراء فإن عاصمة محافظة الجهراء هي صليبخات، بحكم قربها من محافظة العاصمة مقر الحكومة الكويتية. والهدف من إنشاء محافظة الجهراء، هو إيجاد محافظة ريفية في دولة الكويت تضم إليها معظم المناطق الريفية الرئيسية، لأنه يوجد ضمنها حوالي 90% من الأراضي المزروعة في دولة الكويت.

2. المناخ

هناك عوامل عديدة تؤثر في مناخ الجهراء، ولكن يمكن القول إن أهم تلك العوامل هو الموقع، ويمكن إبداء أثر الموقع على النحو التالي:

أ. موقع الجهراء الفلكي

فموقعها الفلكي هو، كما ذكرنا سابقاً، على دائرة عرض 29 درجة و19 دقيقة شمالاً، وهذا يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical؛ حيث يسود نظام الضغط المرتفع شبه المداري، وهذا يعني أن المنطقة يسيطر عليها في الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي، ناتج عن سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في تلك الفصول، على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية، خاصة في فصل الشتاء والربيع. وهذا الموقع الفلكي يعني أيضاً أن الجهراء تقع في نطاق الفائض في الإشعاع الشمسي. ففي فصل الصيف خاصة، يكون هناك كمية كبيرة من الإشعاع الشمسي، بسبب صفاء السماء، وطول ساعات الإشراق. كما أن الأشعة الواصلة تكون شبه عمودية في ذلك الفصل، حيث يبلغ ارتفاع الشمس، في كثير من أيام الصيف، حوالي 80 درجة.

ب. الموقع الجغرافي

أما الموقع الجغرافي للجهراء، في جنوب غرب آسيا بشكل عام، وفي شمال شرق الجزيرة العربية، غرب الخليج العربي، فيتضح أثره على مناخ الجهراء في النواحي التالية:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية: الشرقية والقادمة من مناطق جافة، والتي تكون شديدة الحرارة في فصل الصيف؛ لكونها رياحاً قادمة من مناطق حارة ومتعرضة للتحمية الذاتية Adiabatic Heating، بسبب هبوط الرياح من جبال إيران الغربية. وهذه الرياح التجارية الشمالية الشرقية تكون قارسة البرودة في فصل الشتاء، لكونها قادمة من وسط آسيا البارد والجاف.

(2) موقعها قرب الخليج العربي يؤثر عليها في نواحٍ عديدة، منها: أن الرياح الجنوبية الشرقية والشرقية تكون رطبة إلى حد ما في فصل الشتاء، جالبة الدفء للمنطقة، وموفرة رطوبة للمنخفضات الجوية الحركية، التي تعبر المنطقة في بعض الأيام، خاصة في فصلي الشتاء والربيع، أما في فصل الصيف فإن هذه الرياح، الجنوبية الشرقية والشرقية، تؤدي إلى ارتفاع في الرطوبة النسبية، مما يؤدي إلى حصول جو حار ورطب، وهذا يعتبر جواً مرهقاً ومزعجاً لسكان المنطقة.

(3) موقع الجهراء الجغرافي يجعلها تتأثر بنظم ضغط معينة، لها دور كبير على مناخ الكويت بشكل عام، ويشمل ذلك الجهراء. وأنظمة الضغط هذه هي المرتفع شبه المداري، والمرتفع السيبيري اللذان يؤثران على المنطقة في فصلي الشتاء والربيع على وجه الخصوص. وهذا الموقع الجغرافي يعني أيضاً أن الجهراء تتأثر بالمنخفض الحراري المسمى منخفض الهند الموسمي، والذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف. وهذا الموقع الجغرافي يعني أيضاً أن الجهراء تقع في طريق بعض المنخفضات الجوية الحركية، التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق، ابتداءً من شهر أكتوبر تقريباً، حتى أوائل شهر مايو، والمسماة بمنخفضات البحر الأبيض المتوسط.

بناءً على ما تقدم يمكن تلخيص مناخ الجهراء على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء أشهر ديسمبر ويناير وفبراير، وخلال تلك الأشهر، يسود المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري، ولذلك تسود الرياح الشمالية الباردة. إذ يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى في شهر يناير في الكويت 18 درجة مئوية، وفي محافظة الجهراء حوالي 17 درجة مئوية. وفي بعض الأحيان يقطع سيطرة تلك المرتفعات الجوية بعض المنخفضات الحركية العابرة، والمسماة بمنخفضات البحر الأبيض المتوسط. وهي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. هذه المنخفضات تؤدي إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة. وذلك يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ وينشر الدفء. وإذا توافرت الظروف الطقسية الأخرى مثل ارتفاع الرطوبة النسبية السطحية، ووجود طبقة علوية باردة، وعمليات الرفع الديناميكي الكافية، التي تصاحب عادة الجبهات المرافقة للمنخفض الجوي الحركي، فإن ذلك يؤدي إلى هطول بعض الأمطار. وفي هذا الفصل، قد يؤدي الانخفاض الكبير في درجة الحرارة، في ليالي الشتاء الباردة والصافية والهادئة الرياح، إلى تكون الصقيع. أما حدوث الضباب فتكراره ليس كبيراً على الجهراء في فصل الشتاء، عدا بعض الأيام، التي تعقب سقوط الأمطار، أو حدوث الضباب التأفقي Advection Fog، خاصة عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة على اليابس البارد. أما العواصف الترابية، فتكرارها في هذا الفصل يعتمد على كثافة الغطاء النباتي من سنة إلى أخرى، وعادة إذا كانت الأرض قليلة الغطاء النباتي فإن الجهراء تتعرض لعواصف ترابية، خاصة عند مرور المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب.

(2) فصل الربيع

يشمل هذا الفصل الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو. وتمتاز هذه المدة بالتقلب الواضح في حالة الطقس. ويغلب عليها ارتفاع ملموس في درجة الحرارة، مع بداية شهر مارس، حين يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى في شهر مارس حوالي 26 درجة مئوية و31 درجة مئوية، في شهر أبريل. والتقلب الواضح في حالة الجو في الجهراء، في ذلك الفصل، راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة ضغط، وكتل هوائية، وغيرها. وما تحمله هذه المؤثرات من خصائص، خاصة الحرارة والرطوبة. ونجد أنه في بعض الأيام تتأثر المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على وسط آسيا، جالباً هواء بارداً يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، بينما في أيام أخرى من هذا الفصل، تتأثر الجهراء بالمنخفضات الحركية العابرة، التي تجلب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، مما يؤدي إلى ارتفاع واضح في درجة الحرارة. وعند عبور تلك المنخفضات الحركية العابرة، وهي منخفضات البحر الأبيض المتوسط، وما يصاحبها من جبهات هوائية دافئة وباردة، وعند توافر الظروف الميترولوجية الأخرى، فإن حالة من عدم الاستقرار تنشأ، وينتج عنها سقوط بعض الأمطار. ويصاحبها في كثير من الأحيان، في هذا الفصل، العواصف الترابية، خاصة في السنين، التي يقل فيها الغطاء النباتي، وتقل فيها رطوبة التربة. تكون الأمطار في هذا الوقت على منطقة الجهراء فجائية وغزيرة. وتهطل خلال فترة زمنية قصيرة، تمتد أحياناً بضع دقائق فقط، يسقط خلالها كميات كبيرة من المطر. مثل كمية المطر التي هطلت على مطار الكويت في 4 أبريل 1976، التي بلغت حوالي 38 ملم خلال 20 دقيقة فقط.

(3) فصل الصيف

فصل الصيف يمتد من شهر يونيه إلى شهر أغسطس، إلا أن الجهراء، كبقية أجزاء المنطقة الأخرى، يمتد فيها فصل الصيف لفترة زمنية تبدأ من أواخر شهر مايو حتى أواخر سبتمبر. في بداية الصيف لا تكون درجة الحرارة عالية جداً، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى، خلال شهر يونيه، في حدود 42 درجة مئوية. وتسيطر في أول فصل الصيف الرياح الشمالية، مسببة العواصف الترابية، خلال ساعات النهار، ويندر أن يكون هناك سحب وأمطار في تلك الفترة. أما شهرا يوليه وأغسطس فهما أشد أشهر الصيف قساوة في المنطقة، حيث ترتفع درجة الحرارة إلى أعلى معدلاتها. ويبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى في تلك الفترة بين 44 إلى 46 درجة مئوية، وقد تزيد الحرارة في بعض الأيام على 50 درجة مئوية. ويكون الجو قاسياً في تلك الفترة، خاصة في شهر أغسطس، عندما تبدأ المنخفضات الحرارية بالتمركز وسط الجزيرة العربية، ويزداد نشاط منخفض الهند الموسمي، الذي يسبب هبوب رياح جنوبية شرقية حارة ورطبة. وفي تلك الفترة تزداد الرطوبة النسبية، فيؤدي اقتران الحرارة بالرطوبة إلى نشوء جو مزعج جداً. وتظهر في تلك الفترة بعض الغيوم أحياناً، إلا أنها غير ممطرة، إلا في بعض الحالات النادرة. أما آخر أشهر الصيف في الجهراء، وهو شهر سبتمبر، فأوله هو امتداد لخصائص شهر أغسطس حيث الحرارة والرطوبة العالية، إلا أنه، في النصف الثاني من هذا الشهر، تبدأ الحرارة العظمى بالهبوط تحت مستوى 40 درجة مئوية.

(4) فصل الخريف

يبدأ فصل الخريف في 23 سبتمبر، ويمتد حتى 22 ديسمبر، إلا أن الجهراء لا تظهر فيها خصائص هذا الفصل، إلا ابتداءً من أول أكتوبر حتى أواخر نوفمبر. يبلغ متوسط درجة الحرارة العظمى في أول هذا الفصل حوالي 36 درجة مئوية، ولكنه ما يلبث أن يتناقص إلى أن يبلغ 24 درجة مئوية في آخر الفصل. بالنسبة لهطول الأمطار فإنه يندر في أول هذا الفصل، إلا أنه، مع نهاية شهر أكتوبر، وفي شهر نوفمبر، يزداد نشاط المنخفضات الجوية الحركية العابرة نحو الشرق، مما يتيح فرصة هطول أمطار، قد تكون رعدية في بعض الأحيان، وقد يصاحبها بعض العواصف الترابية.

هذا بشكل عام هو مناخ الجهراء، الذي يمكن أن نستخلص منه أن هذه المدينة مناخها حار رطب صيفاً. إذ يزيد متوسط الحرارة العظمى عن 40 درجة مئوية طول فصل الصيف. وبارد نسبياً في فصل الشتاء، خاصة في الليل، حين تنخفض درجة الحرارة إلى مستويات متدنية، قد تصل الصفر المئوي أو أقل في بعض الليالي. أما بالنسبة إلى الفصلين الانتقاليين، وهما فصلا الربيع والخريف، فهما فصلان قصيران يمتازان بالتقلب الواضح في حالة الطقس، إلا أن الحرارة في هذين الفصلين تمتاز بالاعتدال النسبي. أما بالنسبة إلى كميات الأمطار على الجهراء، فهي، بشكل عام، قليلة حيث يبلغ متوسط الأمطار السنوي في المنطقة حوالي 120 ملم. وفصل الأمطار يبدأ بشكل عام من منتصف شهر أكتوبر إلى أول شهر مايو، إلا أن أغلب الأمطار تكون بين فبراير ومنتصف شهر أبريل.

3. السطح

سطح مدينة الجهراء مماثل لسطح بقية أجزاء محافظة الجهراء، وسطح المحافظة بشكل عام، هو امتداد لهضبة الدبدبة، التي تمتد جنوباً حتى هضبة الصمان في المملكة العربية السعودية، وتمتد شمالاً حتى الأراضي العراقية، وهضبة الدبدبة هي هضبة حصوية منبسطة ذات تركيب حوضي، وأغلب صخورها صخور رسوبية حديثة التكوين نسبياً، ويبلغ معدل ارتفاع مدينة الجهراء حوالي 20 قدماً فوق سطح البحر. وسطح محافظة الجهراء ينحدر تدريجياً نحو الشرق نحو الخليج العربي، الذي يبعد عنها في حدود 30 كم فقط. وعلى الرغم من انبساط سطح محافظة الجهراء فإنه يشمل بعض الحافات المرتفعة نسبياً مثل حافة جبال الزور، التي ترتفع نحو 375 قدماً فوق سطح البحر، وحافة كيد جنوب غرب مدينة الكويت، التي ترتفع حوالي 560 قدماً فوق سطح البحر. كما يوجد في المحافظة مجموعة من المنخفضات تسمى الخبرات، وهي منخفضات حوضية ضحلة تغطي قيعانها مواد طينية وأملاح. وينساب لهذه الخبرات العديد من الأودية الصغيرة؛ لذلك تُعدُّ أحواض تصريف داخلية لهذه الأودية الصغيرة. كما يوجد في المحافظة بعض الكثبان الرملية، خاصة في الأجزاء الشمالية من المحافظة، مثل كثبان أم النقا والقشعانية.

أ. التربة والنبات الطبيعي

التربة في مدينة الجهراء مماثلة في صفاتها العامة لبقية تربة الكويت، فهي تربة صحراوية غير متكاملة النمو، عالية الملوحة، وفقيرة بالمواد العضوية. ويغلب على التربة في الجهراء التركيب الرملي، حيث يمثل من 60 إلى 90% من قوام التربة. أما الطين والصلصال فنسبته قليلة. لذلك نجد التربة في الجهراء مسامية قلوية، وتركيب الدبال فيها قليل. وعلى الرغم من فقر التربة بشكل عام، يوجد، في بعض المناطق في الجهراء، تركيب تربة الليثوسول Lithoslols Soil، والتربة الفيضية Alluvials Soil، وهما من الأنواع الصالحة نسبياً للزراعة، خاصة بعد استصلاح الأرض وتخصيبها.

والنبات الطبيعي في الجهراء، يعتمد على عوامل عديدة، أهمها المناخ والتربة؛ لذلك نجد أن المنطقة فقيرة في نباتاتها الطبيعية؛ إذ تتصف النباتات الطبيعية في المنطقة بالفقر، والفصلية القصيرة، وصغر حجم النبات، وتركزها في المنخفضات وبطون الأودية. كما أن هذه النباتات غير منتظمة في نشاطها؛ نظراً للتذبذب الكبير في معدلات الأمطار السنوية. وبشكل عام يمكن تقسيم نباتات المنطقة إلى مجموعتين رئيسيتين هما:

ب. النباتات المعمرة

ويمثل ذلك الأثل والسدر والعرفج وغيرها. وأكثر هذه النباتات في المنطقة العرفج وهو نبات معمر، تسقط أوراقه في فصل الصيف، حين يسود الجفاف، وشجرته صغيرة الحجم، حيث يراوح ارتفاعها بين 8 و12 قدماً. وهي نبات رعوي جيد، وينتشر في وسط محافظة الجهراء وغربها.

ج. النباتات الحولية

وهذه تنمو في موسم سقوط الأمطار، الذي يمتد عادة بين شهر أكتوبر وأوائل شهر مايو. وهذه النباتات الحولية هي الأعشاب والحشائش القصيرة في المنطقة، التي من أهمها الحلفاء، الذي ينمو في التلال والكثبان الرملية، والثمام، والحمض، والرغبل وغيرها. وتمثل هذه النباتات مصدراً جيداً للرعي، خاصة في سنوات الخصب ووفرة الأمطار.

4. الموارد المائية والزراعية

تتمثل الموارد المائية في الجهراء في ثلاثة موارد، هي: المياه السطحية، والمياه الجوفية، والمياه المحلاة. والمياه السطحية هي تلك المياه، التي تكون على السطح أو قرب السطح في آبار قريبة من السطح. ومصدر هذه المياه هو الأمطار؛ لذلك نجد المياه السطحية الظاهرة على السطح، تظهر فقط بعد سقوط الأمطار. على هيئة غدران، ما تلبث أن تجف بعد أيام قلائل من سقوط الأمطار. ويتسرب جزء منها نحو الآبار السطحية غير العميقة.

أما النوع الثاني فهو المياه الجوفية، وهي متمثلة في العديد من الحقول أهمها:

أ. حقل الصليبة: وهو أول حقل مياه جوفية تم اكتشافه في الكويت عام 1941م، يقع جنوب شرق الجهراء، ويُعدُّ عالي الملوحة نسبياً، حيث تبلغ نسبة الملوحة فيه بين 4000 و5000 جزء في المليون، لذلك يستخدم في الغالب للري وسقاية الحيوانات.

ب. حقل الشقايا: وقد تم اكتشافه عام 1963 ويقع جنوب غرب الجهراء وهو أقل ملوحة من حقل الصليبة حيث تبلغ نسبة الملوحة فيه بين 2500 إلى 3500 جزء في المليون، لذلك يمكن استخدامه للشرب في المنطقة، إضافة إلى استخدامه في الأغراض الزراعية، وسقيا الحيوانات.

ج. حقل العبدلي: يقع شمال شرق الجهراء، وتتفاوت نسبة الملوحة في آباره بين 2000 و7000 جزء في المليون.

أما المصدر الثالث للمياه في الجهراء فهو المياه المحلاة. وهي مياه البحر المقطرة. وتضم محافظة الجهراء محطة الدوحة الشرقية، التي شيدت عام 1977 بطاقة إنتاجية تبلغ 19.3 مليون جالون يومياً. كما تضم المحافظة محطة الدوحة الغربية، والتي يبلغ إنتاجها 96 مليون جالون يومياً، وحسب الخطة المقررة، فإن مجموع إنتاج محطات تحلية المياه في الجهراء سوف يصل إلى 138 مليون جالون في اليوم، وذلك عام 2000.

أما بالنسبة إلى الزراعة في الجهراء فالمدينة في العصر الحديث نمت بصفتها مدينة زراعية، حيث كان أغلب سكانها مزارعين، قدموا من منطقة نجد على وجه الخصوص، وذلك للإشراف على الأراضي الزراعية لحكام الكويت وتجارها. إذاً فالمدينة نشطت في القرن العشرين بصفتها مدينة زراعية، ولازالت محافظة الجهراء تضم أغلب المزارع في دولة الكويت، حيث تضم تلك المحافظة حوالي 90% من الأراضي الزراعية في دولة الكويت. وتعتبر منطقة مدينة الجهراء من المناطق، التي تحوي ترباً خصبة نسبياً، توجد قرب مدينة الجهراء. وقد شهدت منطقة الجهراء قيام العديد من المشروعات الزراعية. أما أهم المحاصيل في الجهراء فهي الخضروات، والبرسيم، والقمح، والشعير، وبعض الفواكه.

5. السكان

بلغ عدد سكان مدينة الجهراء 24044 نسمة في عام 1970م، منهم 20098 كويتياً و3946 غير كويتي. ثم تضاعف عدد سكان المدينة خلال خمس سنوات ليصبح 52302 نمسة في عام 1975م، منهم 45745 كويتي، و6546 غير كويتي، أي أن نسبة غير الكويتيين لمجمل سكان المدينة تبلغ 12.5%. وكذلك تضاعف عدد سكان المدينة في السنوات الخمس اللاحقة ليصبح 100711 نسمة في عام 1980م، يشكل غير الكويتيين ما نسبته 16.1% (16206 نسمة). أما في عام 1985 فقد بلغ عدد سكان مدينة الجهراء 162377 نسمة، منهم 131310 كويتيين و31067 غير كويتيين، أي أن غير الكويتيين يشكلون ما نسبته 19.1% من مجمل سكان المدينة. وقد شكل سكان مدينة الجهراء ما نسبته 58% من مجمل سكان محافظة الجهراء البالغ عددهم 279466 نسمة عام 1985م.