مقدمة

إيران دولة إسلامية، وهي بلد قديم في الشرق الأوسَط. ظلت إيران تعرف ببلاد فارس حتى العام 1935، ثم أصبحت جمهورية إسلامية في 1979، بعد الإطاحة بالشاه، وإرغامه على مغادرة البلاد منفياً. عملت القوى المحافظة المتشددة، التي ثارت على الشاه، على قمع العناصر الليبرالية فيها، ونجحت القوى المحافظة الدينية في إقامة نظام حكومي ديني، ذي سلطة سياسية مطلقة للقائد، الذي يُعرف "بالقائد الأعلى" أو "المرشد الأعلى"، والذي لا تكون محاسبته إلا بواسطة "مجلس الخبراء"، المكون من 86 عضواً من رجال الدين، الذين ينتخبون بواسطة الشعب.

بدأت العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية في التوتر منذ أن استولى مجموعة من الطلاب الإيرانيين على السفارة الأمريكية في طهران، في الرابع من نوفمبر عام 1979 ، وظلت تحت سيطرتهم حتى 20 يناير 1981. وخلال الفترة من 1980 حتى 1988، خاضت إيران حرباً دامية، غير محسومة مع العراق ، وامتدت هذه الحرب إلى الخليج العربي وأدت إلى صدامات بين البحرية الأمريكية والقوات الإيرانية، خلال عامي 1987 – 1988.

تُعد إيران من الدول الراعية للإرهاب، حسب التصنيف الأمريكي للإرهاب، وذلك بسبب أنشطتها في لبنان وأماكن أخرى في العالم. وما تزال إيران مهددة بعقوبات اقتصادية، ووضع ضوابط على صادراتها من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، لدعمها الإرهاب وبسبب برنامجها النووي الطموح.

تبع انتخاب "حجة الإسلام محمد خاتمي"، رئيساً لإيران في عام 1997، وكذلك انتخاب مجلس تشريعي إصلاحي في عام 2000، حملة إصلاح سياسي، كاستجابة للسخط الشعبي. وقد تعثرت هذه المحاولة، حيث حال السياسيون المحافظون دون تنفيذ هذه الإصلاحات، وزادوا من الضغوط، وحققوا مكاسب انتخابية على حساب الإصلاحيين.

وعن طريق الانتخابات البلدية، التي جرت في عام 2003، وانتخابات البرلمان، في عام 2004، استعاد المحافظون السيطرة على المؤسسات الحكومية الإيرانية. وقد توج ذلك في أغسطس 2005 بتولي المتشدد "محمود أحمدي نجاد" للرئاسة. وقد أُعيد انتخابه في يونيه 2009، في انتخابات مثيرة للجدل تبعها احتجاجات عارمة في أنحاء البلاد، بسبب مزاعم عن تزوير الانتخابات.

وقد أصدر مجلس الأمن عدداً من القرارات ( القرار الرقم 1696 في يوليه 2006، والقرار الرقم 1737 في ديسمبر 2006، و القرار الرقم 1747 في مارس 2007، والقرار الرقم 1803 في مارس 2008، والقرار الرقم 1835 في سبتمبر 2008، والقرار الرقم 1929 في يونيه 2010) تدعو إيران إلى تعليق تخصيب اليورانيوم ووقف جميع أنشطة إعادة المعالجة، والامتثال التام لالتزاماتها وضماناتها المبرمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما فرضت قرارات مجلس الأمن: 1737، و1477، و1803، و1929 عقوبات على عدد من الشخصيات الإيرانية وبعض الكيانات المشاركة في برامج إيران النووي وتطوير الصواريخ البالستية. إضافة إلى ذلك، فإن عدة كيانات إيرانية تخضع لعقوبات أمريكية بموجب الأمر التنفيذي الرقم 13382، الذي يهدف إلى حظر معاملات وتجميد أصول كل من يعمل لنشر أسلحة الدمار الشامل وكل من يساندهم، وذلك بموجب الأمر التنفيذي الرقم 13224، الذي يعاقب كل من يدعم الإرهاب بكافة أشكاله.

في منتصف فبراير 2011، بعد نجاح الانتفاضات الشعبية في كل من تونس ومصر، تظاهر نشطاء المعارضة ونظموا مسيرات احتجاجية ضد النظام، كانت الأكبر منذ ديسمبر 2009، تجاوز عدد أفرادها عشرات الآلاف؛ إلا أن قوات الأمن قمعت المتظاهرين وفرقتهم بالقوة. وفي مارس 2011، خرجت تظاهرات أخرى كانت أعداد المشاركين فيها أقل من سابقتها، بسبب الخوف من البطش والقمع الأمني للمتظاهرين.