مقدمة

كلمة إيطاليا، التي أُطلِقَت على هذه البلاد، هي كلمة مأخوذَة من الرّومان القُدماء، وتَعني "أرض المراعي"، وهذا ما كان يُسَمّون به جنوب إيطاليا.

سيطر تاريخ إيطاليا على تاريخ حضارة العالم الغربي لحقبة طويلة من الزمن؛ إذ استولت روما القديمة على العالم الخارجي فيما وراء حدودها، خلال القرن الثالث قبل الميلاد. وبحلول القرن الثاني قبل الميلاد، كانت الإمبراطورية الرومانية قد أحكمت سيطرتها على الأراضي المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط، كلها. واستطاعت هذه الإمبراطورية الرومانية ان تبسط نفوذها على الناحية الحكومية والفنية والمعمارية، لكثير من الجماعات الإنسانية، فيما بعد. ولما سقطت الإمبراطورية الرومانية، في القرن الخامس الميلادي، تَوَزَّعت بين الحكام الكثيرين، الذين اقتسموا أجزاءها.

ظلت إيطاليا منقسمة على نفسها بين هؤلاء الحكام، حتى استولى عليها نابليون، في أوائل القرن التاسع عشر الميلاد، وجعلها جزءاً من إمبراطوريته. ولم تتوحد إيطاليا، منذئذ، تحت حكم واحد، إلا في عام 1861، حين قامت المملكة الدستورية، على إثر توحد الولايات الإقليمية لشبه الجزيرة مع سردينيا، وصقلية، والتي كان على عرشها الملك فيكتور إيمانويل.

بعد الحرب العالمية الأولى، كانت إيطاليا تعاني فوضى عمت البلاد، فانتهز بنيتو موسوليني،  الزعيم الفاشي، الفرصة وتولى حكم البلاد بعد أن دعاه لذلك الملك. ومنذ ذلك التاريخ (1922) حكم موسيوليني البلاد حكماً دكتاتورياً، حتى عام 1943، حين أطيح به، بعد تدهور حالة إيطاليا، وهزيمتها، خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1946، صوت الشعب الإيطالي لمصلحة إلغاء الملكية، وإقامة حكم جمهوري في البلاد.

ثم شهدت إيطاليا مرحلة بعث جديد، وأصبحت من الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي NATO والمجموعة الاقتصادية الأوروبية EEC، ولحقت بجهود الوحدة السياسية والاقتصادية المتنامية في أوروبا الغربية، وكان من لك، تبني العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، عام 1999.

من المشاكل المزمنة، التي تواجهها إيطاليا، الهجرة غير الشرعية، وأثار الجريمة المنظمة، والفساد، وارتفاع معدلات البطالة، وضعف النمو الاقتصادي، وانخفاض معدلات الدخل، وكذلك، تدني المعايير التقنية في جنوب إيطاليا مقارنة بشمالها، الأكثر رخاءً.