مدينة جدة

1. الموقع

تقع مدينة جدة عند التقاء خط العرض 21،⁵29 شمالاً، وخط الطول 7، ⁵39 شرقاً، عند منتصف الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر على سهل تهامة الساحلي، على بعد 75 كم غرب مكة المكرمة، في منطقة مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية.

2. سبب التسمية

يعلل اسم"جدة"بعدّة تفسيرات جغرافية ولغوية؛ فهي جُدَّة (بضم الجيم) لأنها ساحل البحر لمكة المكرمة، والطريق إلى الماء والجبل. جاء في معجم لسان العرب: "الجُدّ والجُدّة بالضم شاطئ النهر، وبه سميت المدينة التي عند مكة (جُدّة) وجُدَ النهر وجُدّته: ما قرب منه من الأرض".

وقيل إنها جَدّة (بفتح الجيم) لأسطورة تقول إنها تضم حواء أم البشر وجدتهم.

أما اسمها الشائع عند أهلها فهو (جِدّة) بكسر الجيم.

3. المناخ

يؤثر موقع المدينة تأثيراً ملحوظاً على مناخها، فنظراً لوجودها على شاطئ البحر، فإن نسبة الرطوبة تكون مرتفعة خلال شهور الصيف، وذلك بسبب ارتفاع حرارة مياه البحر، وتنخفض الرطوبة خلال شهور الشتاء. كما ترتفع درجة الحرارة في الصيف بشكل ملحوظ فتقترب من 50 درجة مئوية في بعض الأحيان.

4. المساحة

تبلغ مساحة جدة حوالي 12000 كم²، منها حوالي 470 كم² مغطاة بالعمران.

5. السكان

يتجاوز عدد سكان المدينة مليوني نسمة، وتبلغ نسبة النمو 16% سنوياً، وهي أعلى من المعدل القياسي للنمو السُكاني، ويعلل ذلك بقدرة المدينة على الجذب بسبب موقعها الساحلي، وتدمها الاقتصادي، وتوفر فرص العمل فيها.

6. نبذة تاريخية

أ. وجدت آثار في (وادي بريمان)، الواقع في الشّمال الشّرقي لجدّة، دلت على أن تاريخها يعود إلى العصور الحجرية. كما وجدت كتابات ثمودية في بعض جبالها الشرقية تؤيد ذلك.

ب. ذكرت بعض كتب المؤرخين العرب أن أول من سكن المدينة هم (بنو قضاعة بن معدّ بن عدنان)، الذين انتقلوا إليها من جنوبي الجزيرة العربية، بعد انهيار(سدّ مأرب) عام 115 ق.م.

ج. كما تذكر الروايات التاريخية أن أهل جدة نقلوا مدينتهم إلى مواقع (الشعيبة) لأسباب ملاحية، منها أنّ الموقع الجديد يطل على البحر العميق، إلاّ أن الخليفة عثمان بن عفان t أمر بإعادة مكان جدّة إلى ما كان عليه، باعتبارها مرفأ لمكة المكرمة.

د. وفدت على مدينة جدة قبائل كثيرة كونت كل منها حياً، ولكن بعد مرور مئات السنين أصبحت المدينة تتألف من أربعة أحياء، هي: الشّام في الشمال، والبحر في الغرب، والمظلوم في الشرق، واليمانية في الجنوب.

هـ. بعد تأسيس المملكة العربية السعودية، وانتقال السكان بين مختلف أرجائها ومناطقها، قصد المواطنون مدينة جدّة بأعداد كبيرة، مما أدى إلى وضع الخطط لتطويرها وتنظيمها وشق الطرق، وتوزيع الخدمات، وتجميل الأحياء القديمة.

و. أُعيد الآن تخطيط مدينة جدّة، ضمن خطة مرحلية تناولت الحفاظ على الطابع التقليدي لعمارة المدينة في أحياء معينة، مع تجميلها وترميمها وتحسينها وإنارتها.

كما خططت الأحياء السكنية الحديثة على أن يكون كل حي (مدينة) قائمة بذاتها، تحظى بكافة الخدمات العامة (بلديات، مستشفيات، مستوصفات، حدائق، نقل … الخ) وفي الوقت نفسه ترتبط بالشبكة العامة لطرق المدينة.

كما أنشئت أسواق مركزية للخضار والفواكه للبيع بالجملة، وأسواق للأغنام، وأخرى للسيارات. وقد روعي في اختيار موقع كل سوق، طبيعته، ونوعيته وزبائنه ومصدر بضاعته.

7. أهمّ معالم المدينة

أ. الطرق والنقل والاتصالات

حرصت وزارتا الشؤون البلدية والمواصلات على تنفيذ شبكة متكاملة من الطرق السريعة في مدينة جدّة، تتضمن الجسور، التي يبلغ عددها نحو 75 جسراً. وترتبط هذه الشبكة بالشبكة العامة لطرق المملكة.

وتتولى شركة النقل الجماعي مهمة نقل الركاب بأسطولها الضخم عبْر أحياء المدينة، وإلى مناطق المملكة المختلفة. كما تضطلع الشاحنات الضخمة الحديثة بنقل البضائع المستوردة من جدة إلى أنحاء المملكة، وكذلك المصدّرة إلى الميناء ومطار جدة الدولي.

(1) مطار الملك عبدالعزيز

افتُتح عام 1981، وهو أول مطار دولي توافرت له المواصفات العالمية، التي تمكنه من النهوض بأعباء خدمات السفر المطلوبة في مواسم الحج والعمرة وغيرها.

بُني المطار على مساحة 105 كم²، وينقسم إلى ثلاث مطارات: الأول مطار الرحلات الداخلية، الثاني مطار الرحلات الدولية ـ الذي تستخدمه أربعون شركة طيران دولية ـ والثالث مطار الحجاج، الذي أعدّ لاستقبال عشرة ملايين حاجٍ سنوياً.

(2) ميناء جدة الإسلامي

يُعد أبرز الموانئ السعودية، فهو الميناء الرئيسي للحركة التجارية، ولوصول الحجاج إلى المملكة.

ويضم الميناء 43 رصيفاً، مجهزة تجهيزاً كاملاً للعمل على أربعاً وعشرون ساعة. وقد جُهّز بالمستودعات المنظمة تنظيماً حديثاً، لتخزين المواد حسب نوعيتها.

(3) الاتصالات

تُعد مدينة جدة أحد أكبر المراكز الرئيسية للاتصالات(البرق والبريد والهاتف)، بحكم أهميتها التجارية والصناعية والثقافية من جهة، ثم بحكم قيامها على خدمة الحجاج، خلال مرورهم بها في طريقهم إلى الأراضي المقدسة، من جهة أخرى.

وفي المدينة أكثر من 200 ألف خط هاتفي، وتنتشر مكاتب خدمات المشتركين في جميع أنحاء المدينة، وترتبط المدينة بكل أنحاء العالم عن طريق الأقمار الصناعية.

وفي المدينة محطة للإرسال التلفزيوني، ومحطة إذاعية تبث برامجها إلى جميع أنحاء المملكة والعالم.

ب. النهضة التعليمية

(1) التعليم العام

اقتضت الزيادة السكانية الاهتمام بإنشاء المدارس المختلفة، وتُقدر المدارس الابتدائية بنحو مائة مدرسة للبنين ومثلها للبنات. وبلغت المدارس المتوسطة 30 مدرسة للبنين و29 للبنات. أما عدد المدارس الثانوية فيصل 13 مدرسة للبنين و16 مدرسة للبنات، إضافة إلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم، والمدارس الأهلية، ومعاهد تعليم اللغات والكمبيوتر، ومراكز التدريب المهني المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.

(2) التعليم العالي

تأسست في جدة، جامعة الملك عبدالعزيز، في عام 1378هـ/ 1967م، وكانت جامعة أهلية، لكنها تحولت إلى جامعة تتبع لوزارة التعليم العالي، في سنة 1391هـ/1971م.

وتضم الجامعة الكليات الآتية: الآداب، علوم التربة، الاقتصاد والإدارة، التربية(في المدينة المنورة)، الهندسة، العلوم البحرية، الطب، الأرصاد الجوية، العلوم.

تمنح الجامعة درجة البكالوريوس في جميع كلياتها، كما تتيح الالتحاق عن طريق الانتساب في بعض كلياتها. وتمنح درجة الماجستير والدكتوراه في بعض التخصصات.

يتبع للجامعة عدد من مراكز البحث المتخصصة. وفي مدينة جدة عدد من كليات البنات الجامعية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات، وكليات تدريب المعلمين والمعلمات، والكليات التقنية، والمعاهد الصحية للبنين والبنات.

ج. المياه

يُمثل نقص المياه في جدة مشكلة من أعقد المشكلات التي عاناها السكان، منذ مئات السنين. فاهتمت الدولة بالبحث عن مصادر للمياه، فحفرت الآبار في(وادي فاطمة)، الذي يبعد عن جدة 34 ميلاً، و(وادي خليص) الواقع على مسافة 60 ميلاً شمال جدة.

(1) وفي عام 1367هـ/1947م، نفّذت الحكومة مشروعاً لجلب المياه من وادي فاطمة.

(2) وفي عام 1385هـ/1965م، نُفّذ مشروع لجلب المياه من وادي خليص، وحفرت 50 ـ بئراً إضافية في وادي فاطمة، ووادي شعيب.

(3) في عام 1390هـ/1970م، أنشئت في جدة محطة لتحلية المياه المالحة والطاقة، تنتج حوالي 88 مليون جالون من المياه المحلاة، و840 ميجاواط من الكهرباء.

د. الرعاية الصحية

بلغ عدد المستشفيات والمستوصفات الحكومية والخاصة في جدة، 80 مستشفىً ومستوصفاً. ومن أهم المستشفيات الحكومية:

(1) مستشفي الملك فهد.

(2) مستشفي جدة المركزي.

(3) مستشفي الملك فهد للقوات المسلحة.

(4) مستشفي الولادة والأطفال.

(5) مستشفي المحجر الصحي.

(6) مستشفي الشاطئ.

(7) مركز الولادة ورعاية الأمومة والطفولة.

(8) مستشفي الثغر.

(9) مستشفي البحر الأحمر.

(10) مستشفي العيون.

(11) مستشفي الملك خالد، التابع للحرس الوطني والمدينة الطبية الملحقة به.

وهناك اثنا عشر مستشفي خاصاً، وواحد وعشرون مستوصفاً، بعضها تابع للشركات والمؤسسات، وبعضها تابع للقطاع الأهلي.

هـ. المعالم السياحية

تعدّ مدينة جدة المنتجع السياحي الساحلي الأول في المملكة. ومن أهم المعالم السياحية في جدة:

(1) الكورنيش

يمتد على ساحل البحر الأحمر، مسافة 130 كم، وينقسم الكورنيش إلى ثلاثة أقسام هي: الساحل الشمالي، والساحل الجنوبي، وشرم أبْحُر.

وقد اكتمل تنفيذ مشروع الكورنيش في القسمين الأولين، ليكون متنزهاً لأهل جدة وزوارها، يتمتعون فيه بالتشكيلات الجمالية في بنائه ورصفه وتخطيطه، والمجسمات الفنية الرائعة التي ساهم عدد من الفنانين العرب والعالميين في نحتها وتشكيلها. وقد ساهمت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في مشروع الكورنيش، بإقامة مركز لرعاية الشباب في موقع (الرويس)، إضافة إلى ما أقامته أمانة المدينة من حدائق وملاعب أطفال، وما أنشأه القطاع الأهلي من مطاعم ومدنٍ للملاهي والتسلية للأطفال.

(2) نافورة الملك فهد (أُنظر صورة نافورة الملك فهد) و(صورة منظر لمدينة جدة ليلا)

تعد هذه النافورة من أجمل المشاهد الليلية على الكورنيش، وهي أعلى نافورة بحرية في العالم؛ إذ تنطلق مياهها من قلب البحر لارتفاع يتجاوز 250 متراً.

(3) المتنزهات والحدائق

بلغ عدد الحدائق العامة والمتنزهات في مدينة جدة 335 حديقة، تزيد مساحتها الخضراء على نصف مليون متر مربع.

(4) التشكيلات الجمالي (أُنظر صورة جانب من معالم جدة)

تنتشر في جميع أرجاء جدة تشكيلات جمالية تعبيرية، أضفت على المدينة رونقاً وبهاء. وقد شملت هذه التشكيلات الحرف العربي بأنواعه ـ خاصة الآيات القرآنية ـ وتراث المدينة، والأدوات الشعبية التي استخدمت قديماً، التشكيلات التي تعبر عن طبيعة الأماكن التي أقيمت فيها.

و. النشاط الاقتصادي وأهم المنتجات

(1) الصناعة

تُعدّ جدة أحد المراكز الصناعية الكبرى في المملكة، ومن أهم ما تنتجه: الحديد والصلب، والرخام، والأسمنت، والزجاج، ومشتقات البترول، والأثاث، والأسمدة، والمبيدات، ومساحيق التنظيف، والصابون، والسخانات، والدراجات، والورق، والملابس، والأحذية، والزوارق، والمشغولات الذهبية والفضية.

(2) التجارة

تعتمد الحركة التجارية في المدينة على الإنتاج الصناعي اعتماداً كبيراً، فضلاً عن وجود الميناء، وسهولة الاستيراد والتصدير. ويُعدّ الذهب والفضة من أهم البضائع المتداولة وأقدمها.

وفي جدة أسواق نشطة ومجمعات تجارية ضخمة، تدعمها المصارف الكبيرة. وقد أسهمت الطرق والمطار الدولي، والميناء في تيسير سبل التجارة، ودفعها لمزيد من الازدهار.

كما أسهمت السّياحة في زيادة الطلب لتأسيس عدد كبير من الفنادق الممتازة، والمطاعم الراقية.

ز. أهمية المدينة

(1) تعد مدينة جدة البوابة الرئيسية للحرمين الشريفين جواً وبحراً وبراً، حيث ينتقل الحجاج من مينائها الجوي (مطار الملك عبدالعزيز)، أو من مينائها البحري (ميناء جدة الإسلامي)، أو عبْر الطرق المسفلتة الحديثة التي تصل جنوب المملكة بثغرها على البحر الأحمر.

(2) وهي مدينة تجارية وصناعية من الدرجة الأولى.

(3) يقوم فيها عدد من الصروح العلمية، في مقدمتها جامعة الملك عبدالعزيز، ومؤسسة أبحاث البحر الأحمر، وكثير من المنظمات الدولية، في مقدمتها منظمة المؤتمر الإسلامي، وعدد من البعثات الدبلوماسية.

(4) تعد جدة المنتجع السياحي الأول في المملكة العربية السعودية.

(5) وهي عاصمة محافظة جدة التابعة لمنطقة مكة المكرمة.