إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / الخفجي، المملكة العربية السعودية






الخفجي



مدينة الخفجي، المملكة العربية السعودية

مدينة الخفجي

مدينة الخفجي هي محافظة الخفجي التابعة لإمارة المنطقة الشرقية، وهي مدينة حديثة النشأة، وقائمة بشكل أساسي على صناعة البترول منذ نشأتها لتكون مجمعا سكنيا، من قبل لشركة الزيت العربية اليابانية، التي كانت تتمتع بامتياز التنقيب واستخراج النفط من المنطقة المحايدة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.

ويرجح أن اسم المدينة مشتق من الخفج، وواحدته خفجة، وهو بقلة شهباء اللون، ولها أوراق عراض، إلا أن الشيخ حمد الجاسر قد ذكر، في المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، أن الخفجي كانت تدعى الخفقي، ثم حرفت إلى الخفجي كما هي العادة عند سكان تلك المنطقة الذين يبدلون بحرف القاف جيماً.

1. الموقع

تقع مدينة الخفجي على ساحل الخليج العربي في ما كان يعرف بالمنطقة المحايدة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وأصبحت ملكيتها كاملة للمملكة العربية السعودية، وتسمى الآن محافظة الخفجي بالمنطقة الشرقية. ويقع مركز المدينة على دائرة عرض 28 درجة و26 دقيقة شمالاً، وخط طول 48 درجة و30 دقيقة شرقاً، وذلك إلى الشمال قليلاً من رأس الخفجي وعلى بعد حوالي 10 كم إلى الجنوب من الحدود الكويتية السعودية. (اُنظر خريطة الخفجي).

2. طبوغرافية السطح

يتسم سطح المنطقة بالانخفاض والاستواء الرتيب، نظراً لوقوعها في السهل الساحلي، فنجد أن ارتفاع السطح يتراوح بين مترين و10 م فوق مستوى سطح البحر، وتنتشر فيه السباخ الساحلية وفرشات رملية رقيقة السمك، تعرف محلياً بالدكاك ومفردها دكة، والسباخ الساحلية ومفردها سبخة تتميز بسطحها الصلب القوي المستوي إذا كانت جافة، يمكن استخدامه طريقاً سهل العبور. ولكن عندما يتبلل سطح السبخة نتيجة للأمطار أو السيول أو المد العالي يتحلل الملح القابل للذوبان الذي كان يعمل مادة لاحمة للرواسب على سطح السبخة، ومن ثم يصبح عبور سطح السبخة متعذراً.

3. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ الخفجي، إلا أن أهمها الموقعان الفلكي والجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع الخفجي على دائرة عرض 28.5 درجة شمالاً تقريباً يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسوده المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي لمدينة الخفجي الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية على ساحل الخليج العربي الغربي فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2) وقوعها على ساحل الخليج العربي الغربي يجعل من الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية رطبة ـ إلى حد ما ـ في فصل الشتاء، وتجلب الدفء للمنطقة، وتوفر رطوبة في الهواء للمنخفضات الجوية الحركية التي تعبر المنطقة في بعض أيام الشتاء والربيع والمسماة منخفضات البحر الأبيض المتوسط مما يتسبب في سقوط بعض الأمطار. أما في فصل الصيف، فتؤدي هذه الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية إلى ارتفاع في الرطوبة النسبية في الهواء مما يجعل الجو حاراً ورطباً يصعب تحمله من قبل سكان المنطقة.

(3) تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، الذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل، نجد أن مناخ الخفجي صحراوي، إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 105 مم وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

معالم ومدنيشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر كانون الأول ـ ديسمبر وكانون الثاني ـ يناير وشباط ـ فبراير، ويسود في هذه الفترة المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 15 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل، حيث تكون السماء صافية والرياح هادئة مما يتسبب في تكوين الصقيع، أما الضباب فلا يتكرر حدوثه كثيراً سوى في بعض الأيام التي تعقب سقوط الأمطار أو عندما يحدث ما يعرف بالضباب التأفقي Advection Fog عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة الرطبة على اليابس البارد. ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية للهواء في فصل الشتاء حوالي 67%.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر شباط ـ فبراير إلى أوائل شهر حزيران/ مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الربيع حوالي 21 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية في الهواء في هذا الفصل حوالي 50%.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس، إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وإذا ما اقترنت بالرطوبة العالية أصبح الجو مزعجاً لا يطاق.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف حوالي 33 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 40%.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في الخفجي في أوائل شهر أكتوبر وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في هذا الفصل حوالي 29 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 50%. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان ومصحوبة بعواصف غبارية.

4. التاريخ

نشأت مدينة الخفجي عام 1380هـ ـ1960م، بعد اكتشاف حقل بترول الخفجي بواسطة شركة الزيت العربية اليابانية، التي كانت تتمتع بامتياز التنقيب واستخراج النفط في المنطقة المحايدة بين المملكة العربية السعودية والكويت، منذ توقيع الاتفاقية بين الملك الراحل سعود بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية والسيد وتارو ياما شيتا، رئيس الشركة التجارية اليابانية للبترول المحدودة في عام 1377 هـ ـ 1957 م. فبعد أن تدفق البترول بكميات تجارية من البئر التجريبية في مطلع عام 1960، أقامت شركة الزيت العربية اليابانية مجمعاً سكنياً، يدعى مدينة الزهور، لعمال الشركة من سعوديين ويابانيين، وكانت تضم 73 مسكناً مبنية على مساحة 3 ملايين قدم مربع، وتتمتع بشبكة لتصريف مياه المجاري وشبكة كهرباء، وشبكة خطوط هاتفية، وشبكة مياه، وشبكة طرق.

ومع التوسع في عمليات التنقيب والحفر واستخراج البترول في المنطقة، نهجت شركة الزيت العربية اليابانية سياسة توفير المساكن لموظفيها من سعوديين ويابانيين، إما عن طريق البناء المباشر للوحدات السكنية من قبل الشركة، أو تقديم القروض الميسرة، أو منح إعانات مالية معينة.

بعد ذلك توالى نمو المدينة باضطراد مع التطور الاقتصادي والاجتماعي في البلاد، إلى أن أصبحت مدينة عصرية متكاملة الخدمات، قائمة على صناعة البترول، ومركز حدود للمملكة العربية السعودية مع الكويت. إلا أنه في عام 1401هـ ـ 1981م صدرت أوامر وزارة الداخلية بقصر منفذ الخفجي على الزوار فقط وجعل منفذ الرقعي هو المنفذ البري الرئيسي للحجاج من الكويت، وجنوب العراق، وإيران.

5. عدد السكان

بلغ عدد سكان مدينة الخفجي عام 1413 هـ ـ 1992 م، 49.729 نسمة منهم 40.872 سعوديون، و8.857 غير سعوديين، أي أن غير السعوديين يشكلون ما نسبته 18% من مجمل سكان المدينة. ويسكنون في 6.492 مسكناً، أي بواقع 7.66 شخصاً لكل مسكن وكان قد قدر عدد سكان المدينة في عام 1407 هـ بحوالي 21 ألف نسمة أي أن عدد سكان المدينة زاد أكثر من 28 ألفاً في غضون 7 سنوات، أو بتعبير آخر تضاعف في فترة وجيزة جداً.

6. الخدمات التعليمية

بلغ عدد المدارس في مدينة الخفجي عام 1407 هـ 24 مدرسة، تشمل ثانوية للبنين، وثانوية للبنات، وثلاث مدارس متوسطة للبنين، وثلاث مدارس متوسطة للبنات، وسبع مدارس ابتدائية للبنين، وسبع مدارس ابتدائية للبنات، وروضتين للأطفال.

7. الخدمات البلدية

بلغت مساحة الأراضي المستغلة في مدينة الخفجي 423.3 هكتار عام 1998 هـ/ 1418 م، منها 329.8 هكتار تشغلها المنشآت السكنية والتجارية، و90.2 هكتار للمنشآت الصناعية، و217 هكتاراً مستغلة بصفة متنزهات للمدينة.

كما بلغت أطوال الشوارع المسفلتة والمنارة في العام نفسه 75.6 كم تخدمها 4308 أعمدة إنارة، أما الشوارع المسفلتة فقط فيبلغ طولها 30.3 كم. وتستمد المدينة مياه الشرب من محطة تحلية مياه البحر، التي تمدها سنوياً بحوالي 27.889600 م3 من المياه.