موسكو Moscow

عاصمة روسيا ومن كبريات المدن في العالم. يعيش فيها أكثر من 8.8 مليون نسمة، ولا يفوقها من مدن العالم من حيث عدد السكان إلاّ مدن ساوباولو ومكسيكوسيتي وسيؤول وبومباي.

تقع موسكو في غربي روسيا، في الجزء الأوروبي من البلاد. وتُعدّ مركزاً للثقافة والعلوم والاتصالات والحكومة الصناعية والنقل في روسيا. أهم صناعاتها صناعة السيارات والحافلات والشاحنات. ويجري نهر موسكو عابراً المدينة، ولذا سُمَّيت موسكو.

ظهرت موسكو في البداية أقوى مدينة في روسيا خلال القرن الخامس عشر الميلادي. وأدى أمراؤها دوراً مهماً في توحيد أراضي روسيا، واحتلال أراضي شعوب أخرى. وظلت عاصمة الإمبراطورية الروسية ومكان إقامة القياصرة حتى عام 1712، عندما نقلت العاصمة إلى مدينة سانت بطرسبرج. ثم عادت موسكو عاصمة مرة ثانية في عام 1918، بعد أن سيطر الشيوعيون على حكم البلاد. وفي عام 1922، شكلت روسيا مع ثلاث جمهوريات أخرى ما يعرف بجمهوريات الاتحاد السوفيتي الاشتراكية (سابقاً) واختيرت موسكو، لتكون عاصمة الاتحاد السوفييتي.

فقد الشيوعيون السلطة في أغسطس 1991. وفي ديسمبر، من العام نفسه، انهار الاتحاد السوفيتي، فحازت روسيا والجمهوريات الأخرى على استقلالها. وكونت معظم الجمهوريات اتحاد الدول المستقلة (دول الكومنولث)، وظلت موسكو عاصمة روسيا، بينما أصبحت مدينة مينسك في روسيا البيضاء مركزاً للاتحاد.

1. مدينة موسكو

تخطيط موسكو. بنيت موسكو على شكل دائري، ويعود هذا الشكل إلى بداية تكوين موسكو، عندما أنشئت حلقات من الحصون، لحماية المدينة من المهاجمين. وتنتشر الشوارع من مراكز المدينة إلى أطرافها متقاطعة مع شوارع دائرية. وتمثل الشوارع الدائرية الحلقات الداخلية والخارجية للمدينة، بينما تمثل الشوارع الشعاعية الأحزمة التي تثبت الدائرة. يحيط بموسكو طريق سريع واسع، ويقع خلفه الحزام الأخضر، وهو حلقة كاملة من الغابات والحدائق التي تغطي ما يقرب من 1.800 كم².

2. أشهر المواقع

يقع الكرملين في وسط المدينة، وكان هذا الحصن القديم مركزاً لحكومة الاتحاد السوفيتي (سابقاً). ويوجد داخل جدرانه التي تمتد نحو 2.5 كم الكاتدرائيات، والقصور، والمباني الحكومية. ويعود تاريخ بعض الكاتدرائيات إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ودفن الكثير من القياصرة في كاتدرائية أركينجل ميخائيل. شيد القصر الرئيسي في الكرملين في أوائل القرن التاسع عشر، مقراً للإمبراطور، وأصبح القصر مكاناً لاجتماعات الحزب الشيوعي السوفيتي من عام 1961إلى 1990.

يقع الميدان الأحمر خارج جدار الكرملين، وهو منطقة واسعة تمتد إلى ما يقرب من 500 م. أخذ الاسم الروسي للميدان الأحمر من كلمة قديمة معناها جميل وأحمر. وأقام الاتحاد السوفيتي في الميدان الأحمر أهم وأجمل احتفالات الدولة.

يقابل الكرملين أكبر سوق تجاري في روسيا. في الميدان الأحمر كنيسة القديس باسيل التي تتميز بألوانها وقبابها البصلية الشكل، وقد شيدت الكاتدرائية قبل 400 سنة، وهي الآن جزء من المتحف التاريخي. ويقع بجوار الميدان الأحمر فندق روسيا الذي يعد من أكبر الفنادق في العالم. ويوجد إلى الغرب من الكرملين مكان اجتماع البرلمان الروسي.

3. السكان

يدعى سكان موسكو الموسكويون، وهم خليط من عدة جنسيات، يشكل الروس الغالبية العظمى منهم. ومن الجنسيات، الأوكرانيون، والتتار، والأرمن. وتحاول الحكومة تحديد عدد سكان المدينة عن طريق إصدار تصاريح إقامة خاصة تسمى بروبيسكا للسكن في المدينة.

4. الإسكان

يعيش معظم الموسكويين في شقق سكنية تتكون من غرفة أو غرفتين، وتقع غالبية الشقق في مبان عالية شيدت في الخمسينيات. ويعاني سكان موسكو من أزمة سكنية وسوء في حالة المباني. وقد تنتظر العائلات عدة سنوات حتى تحصل على شقق خاصة بها.

5. التعليم

يوجد في موسكو نحو 75 معهداً للتعليم العالي منها جامعتان: جامعة موسكو، وجامعة الصداقة. وتختص المعاهد الأخرى في تدريب الطلاب في حقول معينة مثل الهندسة والطب. أسست جامعة موسكو في عام1755 ، وتعد أكبر جامعة في روسيا، حيث تضم 28ألف طالب. وأسست جامعة الصداقة في عام 1960، وتجتذب الطلاب من أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

يذهب أطفال موسكو كبقية الروس إلى المدارس لمدة 11 سنة، من عمر 6 سنوات إلى 17 سنة. ويوجد في موسكو نحو 1300 مدرسة ابتدائية وثانوية عامة، ونحو 150 مدرسة مهنية.

6. الدين

حرمت الحكومة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي (السابق) ممارسة الأديان، لذلك فإن كثيراً من الموسكويين لا يتبعون أية ديانة، ومع ذلك استمر بعض الناس في إتباع دياناتهم الأولى. وينتمي معظم الموسكويين للكنيسة الأورثوذكسية الروسية. وقد حولت هذه الحكومات الشيوعية كثيراً من الكنائس إلى متاحف بعد عام 1917 . وفي عام 1990 ، رفعت الحكومة السوفيتية الحظر عن الأديان، ففتحت أماكن العبادة التي كانت مغلقة. يوجد كثير من الأقليات التي تتبع ديانات أخرى مثل المسلمين والمعمدانيين واليهود، والرومان الكاثوليك.

7. المشكلات الاجتماعية

منذ الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي، أصبحت الجريمة مشكلة كبيرة في موسكو. ومما ساعد على ازدياد الجريمة ضعف السلطة، ونقص المواد الغذائية والملابس وبضائع أخرى، إضافة إلى ارتفاع نسبة مدمني الكحول.

تمثل مشكلة المشردين خطورة أيضاً في موسكو، ويضم المشردون بعض الهاربين من الإرهاب العنصري في مناطق أخرى من البلاد. وتعاني موسكو من مشكلة التلوث، بسبب مداخن المصانع والسيارات. إضافة إلى وجود مشكلة قلة المياه وتلوثها. ويستعمل الموسكويون الآلات الحديثة لتقليل التلوث، إضافة إلى إغلاق أو نقل المصانع الملوثة للبيئة بعيداً عن الأحياء السكنية.

8. الحياة الثقافية

أ. الفنون

تعد موسكو مركزاً ثقافياً روسياً ودولياً. فيعرض مسرح البولشوي المسرحيات الموسيقية (الأوبرا) والرقص الإيقاعي (الباليه). وأصبحت مؤسسة الباليه المسماة مسرح باليه البولشوي، مشهورة عالمياً. وتوجد مسارح أخرى مشهورة مثل مسرح مالي، ومسرح موسكو للفن.

ب. المتاحف والمكتبات

في موسكو نحو 75 متحفاً وصالة عرض (وفى بعض المراجع 150 متحفاً وصالة عرض ) . يجتذب المتحف التاريخي الوطني طلاب التاريخ الروسي، ويعرض في متحف لينين المركزي والمتحف المركزي للثورة معروضات تخص الثورة الروسية، كما تعرض ثروات القياصرة في المتحف الحربي في الكرملين. ويشاهد في معرض الإنجازات الاقتصادية أهم الإنجازات في مجالات العلوم والتكنولوجيا.

في موسكو نحو 1200 مكتبة، وتعد مكتبة لينين الوطنية أكبر مكتبة في روسيا، وهي أيضاً من أكبر المكتبات في العالم.

ج. الترويح

في موسكو عدد كبير من الأماكن الترويحية. أُنشئ ملعب لوزنيكي في عام 1956 ، وتم توسيعه لاستضافة الألعاب الأوليمبية في عام 1980، ويسع الملعب الكبير 103 آلاف متفرج، ويستعمل لكرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في روسيا.

أشهر المراكز الترويحية هي حديقة جوركي، التي تحتوي على مسرح في الهواء الطلق، وأماكن ركوب الزوارق، والتزلج على الجليد، وكرة المضرب (التنس). وتم افتتاح الحديقة في عام 1925 ، وقد بلغت مساحتها نحو 120 هكتاراً.

الأربات منطقة شعبية، تقع في وسط موسكو، ويوجد فيها عدد من المتاجر والمطاعم، ومكتبات بيع الكتب. وتنتشر فيها فرق الموسيقى الشعبية والفنانون المتجولون، والمجادلات السياسية، تجعل منها منطقة حيوية تجذب الزوار. (اُنظر صورة منطقة الأربات).

ومن الأنشطة الترويحية الأخرى والمهمة لعبة الشطرنج، وزيارة حدائق الحيوانات، ومشاهدة السيرك الروسي الشهير.

9. الاقتصاد

يعمل معظم الموسكويين في شركات تسيطر عليها الحكومة، فيعملون في وظائف حكومية، أو في المصانع والمتاجر وأعمال أخرى.

10. الصناعة

تعد موسكو أهم مدينة صناعية في روسيا. وتنتج مصانعها البضائع المتنوعة مثل السيارات الخاصة، والحافلات، والشاحنات، والمواد الكيميائية، ومنتجات الألبان، والمعدات الكهربائية، وآلات القياس، والمواد الغذائية المصنعة، والفولاذ والمنسوجات، والآلات الزراعية.

11. وسائل النقل

تعد موسكو مركز النقل في روسيا، فتنتشر الطرق والسكك الحديدية من موسكو إلى جميع مناطق روسيا. وتوجد في موسكو أربعة مطارات رئيسية أكبرها مطار دوموديدوفو، الذي يقع جنوبي موسكو. وتصل قناة موسكو المدينة بنهر الفولجا، أطول الأنهار الأوروبية.

يوجد في موسكو 140 محطة مترو رائعة الجمال، وتختلف التصاميم من محطة إلى أخرى، والكثير منها مزدان بالثريات، والرسومات والتماثيل والرخام. والمترو سكك حديدية تمتد نحو 225 كم، وتم افتتاحه في عام 1935. ينقل المترو أكثر من 7 ملايين شخص يومياً. (اُنظر صورة مترو الأنفاق في موسكو)

12. وسائل الاتصال

يصدر في موسكو عدد كبير من الصحف والمجلات، وأشهرها صحيفة برافدا (الحقيقة) وأزفستيا (الأخبار). وتعد جريدتا موسكو المساء وأخبار موسكو من الصحف اليومية المحلية.

تسيطر الحكومة على إذاعة موسكو التي تبث على أربع موجات، وتسيطر أيضاً على محطة التلفاز بقناتيها. كما توجد عدة محطات خاصة تبث من مدينة سانت بطرسبرج.

13. نظام الحكم

يحكم موسكو مجلس المدينة المكون من 500 نائب ينتخبون لمدة خمس سنوات، وكل نائب يمثل منطقة. قبل عام 1990 ، كان يترشح نائب واحد على كل منطقة، فينتخب عضواً إذا حصل على أغلبية كبيرة من الأصوات. وفي مارس عام 1990 سمح بترشيح أكثر من نائب في المنطقة الواحدة، ويفوز النائب الحاصل على نسبة 50 % من الأصوات على الأقل، وإذا لم يحصل أحد على هذه النسبة من الأصوات، تعقد انتخابات حاسمة. وكان المجلس ينتخب أحد أعضائه، ليشغل منصب المحافظ، ومنذ يونيه 1991 أصبح الشعب ينتخب المحافظ مباشرة.

قُسمت موسكو إلى 10 مناطق إدارية. يُعين المحافظ حاكماً لكل منطقة، ويُدير الحاكم وموظفوه الخدمات وسياسة منطقته. وقُسمت موسكو أيضاً إلى مناطق محلية، وتُعين فيها لجنة حكومية مسؤولة عن إدارة شؤونها المحلية.

14. نبذة تاريخية

أ. نشأة موسكو

لم يُعرف متى سكن الناس موسكو، فأول تاريخ ذكر عنها عام 1147 م، حيث كانت تقع ضمن ملكية الأمير الروسي يوري دولجوركي. كان موقع المدينة على طريق تجاري مهم، فنمت وازدهرت. احتل التتار موسكو وأراضي روسيا في القرن الثالث عشر الميلادي، وأجبروا الأمير الروسي على الاعتراف بحكم التتار ودفع الضرائب.

خلال القرن الرابع عشر الميلادي، جمع أمراء موسكو الضرائب للتتار، ووسعوا أراضيهم بشراء أراض جديدة، أو بالسيطرة على أراضي الأمراء المنافسين. وفي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، أصبحت موسكو أقوى مدينة روسية. وتخلصت من حكم التتار في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك في عهد إيفان الثالث الملقب بالعظيم. وأصبح حفيده إيفان الرابع الملقب بإيفان الرهيب قيصر روسيا في عام 1547 ، وكانت موسكو عاصمته.

نمت موسكو بسرعة في القرن السابع عشر الميلادي، وبنى القياصرة قصوراً في الكرملين، وظهرت كنائس وأديرة جديدة، وتطورت الصناعة. وفي عام 1712، نقل بيتر الأول، الملقب بالعظيم، العاصمة إلى سانت بطرسبرج، ولكن موسكو بقيت مركزاً حضارياً وتجارياً مهماً.

ب. التدمير والتجديد

احتلت الجيوش الفرنسية بقيادة نابليون الأول موسكو في عام 1812 ، بعد أن انتصرت على الروس في معركة بوردينو، وهجر السكان المدينة، فدخلها نابليون بسهولة. وبعد أيام أحرقت المدينة، ويعتقد بعض المؤرخين أن الروس المنسحبين، أشعلوا النار في المدينة. ويشير آخرون إلى أن بعض أفراد الجيش الفرنسي أشعلوا النيران. وبعد نحو شهر، انسحب جيش نابليون من المدينة أثناء شتاء روسيا القارس.

بدأت إعادة بناء موسكو فوراً، فبُنيت المساكن، وظهرت المصانع. وفي منصف القرن التاسع عشر الميلادي، اشتهرت موسكو بوصفها مركزاً روسياً للسكك الحديدية والصناعة. وازداد عدد سكان المدينة بسرعة، ففاق المليون نسمة في عام 1900 .

أوائل القرن العشرين. حدثت ثورات قوية ضد القيصر في عامي 1905  و1917 في عدة مدن روسية. وفي ثورة عام 1917، وقعت الحكومة تحت سيطرة البلاشفة (أعضاء الحزب الشيوعي)، الذين نقلوا العاصمة إلى موسكو في عام 1918 .

تطورت موسكو بسرعة في الثلاثينات من القرن العشرين، وفي الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945 ) تقدمت الجيوش الألمانية ووصلت إلى المدينة، ولكنها لم تدخلها، ودمرت الغارات الجوية الألمانية معظم ضواحي موسكو. وتم نقل مقار الحكومة والمصانع إلى المناطق الشرقية من البلاد. وكانت معركة موسكو مهمة؛ لأنها أثبتت للاتحاد السوفييتي أن هزيمة الألمان ممكنة.

ج. تطورات حديثة

شُيدت آلاف المباني الشاهقة في موسكو في الخمسينات من القرن العشرين الميلادي، ويتكون بعضها من 25 طابقاً. وتوسعت حدود المدينة في عام 1960 إلى أكثر من ضعف مساحتها، وذلك بسبب اعتماد مخطط جديد للمدينة. واحتضنت موسكو دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية في عام 1980 .

وعُقدت أول انتخابات ديموقراطية لانتخاب نواب الشعب في عام 1990 . وفاز بالانتخابات المنادون بالديموقراطية. وفي أغسطس 1991 ، كانت موسكو مركز للتظاهرات التي ساعدت على إفشال الانقلاب الشيوعي الهادف إلى عزل رئيس الاتحاد السوفييتي ميخائيل جورباتشوف. استقال جورباتشوف في 25 ديسمبر 1991 ، وحلّ الاتحاد السوفييتي، وشكلت روسيا مع بعض الجمهوريات الأخرى كومنولث الدول المستقلة. وبقيت موسكو عاصمة روسيا، وأصبح مقر الاتحاد في مدينة مينسك. وفي عام 1993 ، دمر مبنى البرلمان الروسي بعد أن أمر الرئيس بوريس يلتسن الجيش باقتحام المبنى. وكانت مجموعة من المتشددين قد استولت على المبنى بعد محاولتهم الفاشلة الإطاحة بحكومة الإصلاح.

15. حقائق موجزة    

السكان:  8.801.000 نسمة، موسكو الكبرى 8.967.000 نسمة.

المساحة:  879 كم².

الارتفاع:  130 م فوق مستوى سطح البحر.

المناخ:  متوسط درجة الحرارة في يناير ـ 10 ْ م، في يوليه 19 ْ م. معدل هطول الأمطار السنوي 64 سم.

نظام الحكم:  ينتخب مجلس المدينة المكون من 500 عضو لمدة خمس سنوات. وينتخب الشعب محافظ المدينة مباشرة.

يقع أقدم وأنشط جزء في موسكو بجوار الكرملين. وتوجد في شمالي وشرقي الكرملين أهم المناطق التجارية والإدارية. ويحيط بهذه المنطقة الشارع التجاري الرئيسي في موسكو، وكثير من المباني التاريخية. وتقع معظم المناطق السكنية الجديدة والصناعية في أطراف موسكو الخارجية.