إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / النُّعَيْريَّة، المملكة العربية السعودية






النعيرية



مدينة أبو ظبي

مدينة النُّعَيْريَّة

مدينة النُّعَيْريَّة عاصمة محافظة النعيرية، التابعة لإمارة المنطقة الشرقية، ويتبع لها العديد من مراكز الإمارات، مثل الصرار ومليحة وحنيذ والقليب ونطاع والصحاف والكهفة وثاج والونان وعتيق والعيينة والزغين والحسي.

ويعتقد أن اسم المدينة منسوب إلى نعير، الاسم الذي قد اشتهر في بلاد العرب في القرن التاسع فما بعده.

1. الموقع

تقع مدينة النعيرية في شرق المملكة العربية السعودية بمحافظة النعيرية في المنطقة الشرقية، على دائرة عرض 27 درجة و28 دقيقة شمالاً، وخط طول 48 درجة و29 دقيقة شرقاً. وتبعد حوالي 40 كم غرب ساحل الخليج العربي، وحوالي 105 كيلو مترات، جنوب الحدود السعودية الكويتية (أُنظر خريطة النعيرية). ويمر بالمدينة خط أنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) والطريق المسفلت رقم 85 الموازي لخط التابلاين، كما تتصل المدينة بالطريق رقم 95 المحاذي لساحل الخليج العربي بواسطة الطريق رقم 603 المسفلت.

2. طبوغرافية المنطقة

تقع مدينة النعيرية طبوغرافياً في السهل الساحلي للخليج العربي، الذي تغطيه الرمال (الدكاك) والسبخات في أجزاء كبيرة منه، ويتسم السطح قرب المدينة بالاستواء وتواضع الارتفاع، إذ يبلغ متوسط ارتفاعه عن مستوى سطح البحر حوالي 70 متراً، إلا أنه إلى الشمال الغربي من المدينة، وعلى بعد 10 كم تقع جبال النعيرية، التي ترتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 130 م، وإلى الشرق من المدينة بحوالي 9 كم يقع جبل السحامي الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 210 م فوق مستوى سطح البحر، أما إلى الشرق والجنوب من المدينة فتنتشر السبخات مثل سبخة أم الضباء ومملحة الفوار.

3. المناخ

تتحكم العديد من العوامل في مناخ النعيرية، إلا أن أهمها هو الموقع الفلكي والموقع الجغرافي:

أ. تأثير الموقع الفلكي

وقوع النعيرية على دائرة عرض 27.5 درجة شمالاً تقريباً، يعني أنها تقع ضمن النطاق شبه المداري Subtropical الذي يسوده المرتفع شبه المداري. لذا يسيطر على المنطقة في فصل الشتاء والربيع والخريف هبوط في الهواء العلوي بسبب سيطرة نظام الضغط شبه المداري المرتفع في هذه الفصول على الرغم من عبور بعض المنخفضات الحركية خاصة في فصل الشتاء والربيع. كذلك يحتم هذا الموقع الفلكي وجود فائض في الإشعاع الشمسي في المنطقة، خاصة في فصل الصيف، الذي تكون السماء فيه صافية، ومدة سطوع الشمس في اليوم طويلة، والأشعة الشمسية الساقطة تكون شبه عمودية.

ب. تأثير الموقع الجغرافي

يتمثل تأثير الموقع الجغرافي للنعيرية الواقعة في جنوب غرب قارة آسيا بشكل عام وفي شمال شرق شبه الجزيرة العربية قرب ساحل الخليج العربي الغربي فيما يلي:

(1) سيادة الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من أواسط قارة آسيا الجافة. وتكون هذه الرياح شديدة الحرارة في فصل الصيف لأنها قادمة من مناطق حارة أصلاً إضافة إلى تعرضها للتحمية الذاتية Adiabatic Heating عندما تهبط هذه الرياح من جبال إيران الغربية، أما في فصل الشتاء فتكون هذه الرياح قارسة البرودة نظراً لقدومها من أواسط قارة آسيا شديدة البرودة والجفاف.

(2) وقوعها قرب ساحل الخليج العربي الغربي يجعل من الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية رطبة ـ إلى حد ما ـ في فصل الشتاء، وتجلب الدفء للمنطقة، وتوفر رطوبة في الهواء للمنخفضات الجوية الحركية التي تعبر المنطقة في بعض أيام الشتاء والربيع والمسماة منخفضات البحر الأبيض المتوسط مما يتسبب في سقوط بعض الأمطار. أما في فصل الصيف، فتؤدي هذه الرياح الشرقية والجنوبية الشرقية إلى ارتفاع في الرطوبة النسبية في الهواء؛ مما يجعل الجو حاراً ورطباً يصعب تحمله من قبل سكان المنطقة.

(3) تأثر المنطقة بالمنخفض الحراري المعروف باسم منخفض الهند الموسمي، والذي يؤدي إلى هبوب رياح شديدة الحرارة على المنطقة في فصل الصيف.

نتيجة لهذه العوامل، نجد أن مناخ النعيرية صحراوي؛ إذ تبلغ كمية الأمطار السنوية حوالي 95 مم وهي كمية شحيحة جداً، كما تتسم كمية الأمطار السنوية بتذبذبها الكبير من عام إلى آخر، إذ يسقط في بعض الأعوام أكثر من 200 مم، بينما لا يسقط سوى بضعة مليمترات في أعوام أخرى. وتكون الأحوال المناخية الفصلية على النحو التالي:

(1) فصل الشتاء

يشمل فصل الشتاء في هذه المنطقة شهر ديسمبر ويناير وفبراير، ويسود هذه الفترة المرتفع شبه المداري والمرتفع السيبيري وتكون الرياح شمالية وشمالية شرقية باردة، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء حوالي 16 درجة مئوية. إلا أن سيطرة هذه المرتفعات الجوية تقطعه أحياناً بعض المنخفضات الحركية العابرة المعروفة بمنخفضات البحر المتوسط التي تعبر بشكل عام من الغرب إلى الشرق. وتؤدي هذه المنخفضات إلى هبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية دافئة مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بشكل ملحوظ، وهطول بعض الأمطار إذا ما توفرت ظروف طقسية أخرى، مثل ارتفاع نسبة الرطوبة النسبية السطحية في الهواء، ووجود طبقة علوية باردة وعمليات الرفع الديناميكية الكافية التي عادة تصاحب المنخفضات الجوية الحركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات الحرارة كثيراً أثناء الليل، حيث تكون السماء صافية والرياح هادئة مما يتسبب في تكوين الصقيع، أما الضباب فلا يتكرر حدوثه كثيراً سوى في بعض الأيام التي تعقب سقوط الأمطار أو عندما يحدث ما يعرف بالضباب التأفقي Advection Fog عندما تهب الرياح الجنوبية الشرقية الدافئة الرطبة على اليابس البارد. ويبلغ متوسط الرطوبة النسبية للهواء في فصل الشتاء حوالي 65%.

(2) فصل الربيع

يشمل فصل الربيع الفترة الممتدة من أواخر شهر فبراير إلى أوائل شهر مايو، وتتسم هذه الفترة بالتقلب الواضح في حالة الطقس، وذلك راجع إلى التفاوت الواضح في المؤثرات المناخية من أنظمة الضغط والكتل الهوائية، ففي الأيام التي تتأثر فيها المنطقة بالمرتفع الجوي المتمركز على أواسط آسيا، تكون الرياح باردة، مما يؤدي إلى انخفاض واضح في درجة الحرارة، أما عندما تصل إلى المنطقة المنخفضات الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق، فإن ذلك يتسبب في هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبالتالي ارتفاع واضح في درجة الحرارة، كما قد تنشأ حالة من عدم الاستقرار عندما تتوفر ظروف طقسية أخرى تؤدي إلى سقوط بعض الأمطار، وحدوث بعض العواصف الترابية.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الربيع حوالي 23 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية في الهواء في هذا الفصل حوالي 45%.

(3) فصل الصيف

تعرف الفترة الممتدة من 23 يونيه إلى 21 سبتمبر بفصل الصيف، إلا أن فصل الصيف الحقيقي في هذه المنطقة الصحراوية المدارية يبدأ من أواخر شهر مايو ويمتد إلى أواخر شهر سبتمبر. وتبلغ درجة الحرارة أعلى معدلاتها في شهري يوليه وأغسطس؛ إذ قد تصل درجة الحرارة العظمى إلى أكثر من 50 درجة مئوية. وإذا ما اقترنت بالرطوبة العالية أصبح الجو مزعجاً لا يطاق.

ويبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الصيف حوالي 33 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 35%.

(4) فصل الخريف

تبدأ خصائص فصل الخريف بالظهور في النعيرية في أوائل شهر أكتوبر، وتستمر إلى أواخر شهر نوفمبر. ويبلغ متوسط درجة الحرارة في هذا الفصل حوالي 28 درجة مئوية، كما يبلغ متوسط الرطوبة النسبية حوالي 45%. ويندر هطول الأمطار في أوائل هذا الفصل، أما في أواخره فإن تغلغل المنخفضات الجوية الحركية العابرة من الغرب إلى الشرق قد يتسبب في هطول بعض الأمطار التي قد تكون رعدية في بعض الأحيان ومصحوبة بعواصف غبارية.

4. التاريخ

كانت النعيرية مورد مياه للبدو الرحل في ذلك الجزء من المنطقة الشرقية إلى منتصف القرن العشرين، عندما نشطت أعمال التنقيب واستخراج البترول في المنطقة، إضافة إلى مد خط الأنابيب عبر البلاد العربية (التابلاين) ليمر من خلال النيعرية، حيث أقيم فيها محطة دفع ومراقبة لخط الأنابيب، مما زاد من عمليات الاستقرار حول موارد الماء، وقد شجع على ذلك سياسة الدولة لتوطين البادية، فتحولت إلى هجرة ومن ثم إلى مدينة، مع التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته البلاد.

5. السكان

بلغ عدد سكان مدينة النعيرية 14965 نسمة في عام 1413هـ منهم 11592 نسمة من السعوديين، و3373 نسمة من غير السعوديين، أي أن غير السعوديين يشكلون ما نسبته 22% من سكان المدينة.

6. الخدمات البلدية

بلغت المساحة المستغلة في مدينة النعيرية 1400 هكتار عام 1418 منها 850 هكتاراً منشآت سكنية وتجارية، و250 هكتاراً مستغلة في الإنتاج الصناعي، و300 هكتار للمتنزهات. كما بلغ طول الشوارع المسفلتة والمنارة في العام نفسه 55 كم ينيرها 2727 عمود إنارة، أما الشوارع المسفلتة فقط فقد بلغ طولها 54 كم، واستهلكت المدينة في العام نفسه حوالي 722248 م3 من مياه الشرب.