مقدمة

استمر شن الفايكنج النورد (النرويجيون) غاراتهم على قارة أوروبا لمدة عقدين من الزمن، وما خفت حدة تلك الغارات إلا عندما اعتنق ملكهم أولاف تريجفاسون Olav TRYGGVASON المسيحية عام 994م. وبعد عدة عقود من الزمن تحولت النرويج إلى ملكية. وفي عام 1397م اندمجت النرويج مع الدنمارك وشكلا اتحاداً استمر لأكثر من أربعة عقود. وفي عام 1814، رفض الشعب النرويجي ضم بلادهم إلى السويد، واعتمدوا دستوراً خاصاً بهم، ما أدى إلى غزو السويد النرويج؛ ولكنهم سمحوا للنرويج بالحفاظ على دستورهم الخاص بهم، مقابل قبولهم الاتحاد مع السويد تحت إمرة ملك السويد. وخلال القرن التاسع عشر من القرن الماضي، ومع تنامي الشعور بالقومية، جرى استفتاء عام 1905، أفضى إلى منح النرويج استقلالها.

على الرغم من موقف النرويج المحايد، في الحرب العالمية الأولى؛ إلا إنها تكبدت خسائر فادحة في قطاع شحنها البحري. كما أنها أعلنت حيادها في الحرب العالمية الثاني، إلا أنها، كذلك، لم تنجو من الاحتلال الألماني، في إبريل 1940، وظلت تحت سيطرته، حتى مايو 1945. وعلى الرغم من غرق نصف الأسطول النرويجي تقريباً، إبّان الحرب، إلا أنها تعافت، بسرعة، وتحسن وضعها الاقتصادي.

وكانت النرويج إحدى الدول الأعضاء الأصليين، في الأمم المتحدة. وفي عام 1949، تخلت النرويج عن حيادها، وأصبحت عضواً في حلف شمال الأطلسي NATO. كما انضمت إلى جمعية التجارة الحرة الأوروبية في عام 1959، بيد أنها رفضت الانضمام للاتحاد الأوروبي، في الاستفتاءين، اللذيْن أجريا عامي 1972 و1994. وتعزز وضع النرويج الاقتصادي، بفضل اكتشافات النفط، في المياه المجاورة لها، في أواخر الستينيات، من القرن العشرين. وتركز النرويج، في الوقت الحالي، اهتمامها على قضاياها المحلية، مثل تزايد أعداد المهاجرين إليها واندماج الأقليات العرقية في المجتمع النرويجي، والمحافظة على شبكة ضمان اجتماعي واسعة النطاق في البلاد، وما تحتويه من أعداد كبيرة من السكان المعمرين؛ إضافة إلى المحافظة على القدرة التنافسية الاقتصادية.