إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / عنيزة، المملكة العربية السعودية









مدينة أبو ظبي

مدينة عنيزة

مدينة عنيزة إحدى مدن منطقة القصيم، في وسط المملكة العربية السعودية. وتعد ثانية أهم المدن في المنطقة، بعد بريدة. وعنيزة تُنطق بضم العين، وفتح النون، وسكون الياء، وفتح الزاي مع تاء مربوطة. أما نطقها العامي فبتسكين العين، مع وجود ألف لينة قبلها، وكسر النون والزاي.

ولم تستأثر مدينة عنيزة بهذا الاسم وحدها، فقد ورد في دليل المواقع الجغرافية، في المملكة العربية السعودية، الذي أعدته الجمعية الجغرافية السعودية، عشرة أسماء لمواقع وجبال ووديان، في مناطق عدة من المملكة. أما المدن، فلا يوجد بهذا الاسم سوى مدينة عنيزة هذه. ولعل ذلك راجع إلى قدم تاريخها، حيث ورد في "معجم البلدان" لياقوت الحموي، أنها موضع بين البصرة ومكة. وقال ابن الأعرابي: "عنيزة، على ما أخبرني به الفزاري، تنهية للأودية. ينتهي ماؤها إليها. وهي على ميل من القريتين، ببطن الرمة. وهي لبني عامر بن كريز". وقال أبو عبيد السكوني: "استخرج عنيزة محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، وهو أمير على البصرة؛ لتكون مورداً للحجاج".

1. التاريخ

هناك بعض المعلومات، التي دلت على وجود تعمير للمنطقة، قبل الإسلام، مثل القريتين (الجوى والعيارية (4كم) شمال غرب عنيزة). وهما اللتان يعتقد أنهما لقبيلتي طسم وجديس، من العرب البائدة. كما أثبت المسح الأثري للمنطقة، عام 1397هـ، وجود استيطان لهذه المنطقة، منذ القرن الثالث قبل الميلاد؛ إذ وجد فيها بعض الآثار، التي تدل على تعميرها، مثل: الأواني والنقوش والزخارف.

أما في العهد الإسلامي، فقد بدأت تظهر أهميتها، لكونها أصبحت ممراً لقوافل الحجاج من الشرق إلى الحجاز. وفي عهد عثمان بن عفان  وفي عام 29هـ، عهد بولاية البصرة إلى عبدالله بن عامر بن كريز؛ فاهتم بحفر آبار في طريق حجاج العراق إلى الحجاز. واستمرت على هذه الحال ـ ماء في طريق الحجاج العراقيين ـ عدة قرون، حتى ابتدأت عمارة عنيزة، بالقسم الشمالي منها، الجناح، الذي يعد من أقدم أحياء عنيزة "عمارة".

ثم سكنها فريق من سبيع، بزعامة زهري بن جراح من آل ثور. وكثر جيرانه والنازلون حوله؛ فتكونت بذلك عنيزة من أربع ديرات (حارات)؛ فضلاً عن الجناح، وكل ديرة لها سور خاص، هي: الضبط، والخريزة، والعقيلية، والمليحة. وفي الأخير تم اندماجها جميعاً لتكون النواة للمدينة الحالية. وقد أحيطت عنيزة، خلال تاريخها، بعدد من الأسوار، كان آخرها سور ذو ثمانية أبواب، سبعة منها رئيسية. ففي الشمال باب الغرفانية وباب غبنة، ومن الشرق باب إهلالة والبابية، ومن الجنوب باب ساير، ومن الغرب باب السافية. أما الأبواب الأخرى الثانوية، فتشمل ثلاثة أبواب، هي: الجناح، ومدخل المزادة، والمدخل القديم. وهناك باب السفيلا شمال الضبط.

وعليه، يمكن تقسيم مراحل النمو العمراني للمدينة، إلى ثلاث مراحل رئيسية، على النحو التالي:

أ. المرحلة الأولى: عنيزة قبل عام 494هـ / 1100م

وهي المرحلة، التي يتردد ذكر اسم عنيزة فيها، قبل ابتداء عمارة عنيزة بالقسم الشمالي منها؛ وهو الجناح، الذي يعد أقدم أحيائها عمارة.

ب. المرحلة الثانية: نمو المدينة، في الفترة ما بين 494 - 1322هـ / 1100 - 1904م

وهي تتناول الفترة، التي ظهرت فيها القرى الرئيسية، والتي شكلت، في النهاية، مع القرية الأم، الجناح، النواة القديمة للمدينة الحالية، وتمتد حتى آخر سور يطوقها.

ج. المرحلة الثالثة: نمو المدينة، في الفترة ما بين 1322 - 1410هـ / 1409 - 1990م

وهي المرحلة، التي تضم خروج المدينة من أسوارها، منذ الخمسينيات من القرن الثالث عشر الهجري، وهي الفترة، التي صاحبت توحيد المملكة العربية السعودية، وما نتج من ذلك، من استقرار واستتباب الأمن؛ الأمر الذي ينفي الحاجة إلى الأسوار.

وقد أصبحت عنيزة إحدى الإمارات، التابعة لمنطقة القصيم الإدارية، منذ ربيع الآخر عام 1389هـ، بعد أن عين الملك فيصل بن عبد العزيز الأمير فهد بن محمد بن عبدالرحمن أميراً لمنطقة القصيم.

وقد قيل عن مدينة عنيزة الكثير.فقال سادلر، مثلاً، عندما مر بها في عام 1235هـ - 1820م: "عنيزة قصبة الجزيرة العربية، جغرافياً وسياسياً وتجارياً؛ فهي منطقة وصل بين الخليج العربي والبحر الأحمر، تلتقي عندها عدة طرق".كما قال لوريمر: "عنيزة مدينة رئيسية في القصيم، بل يُطلق عليها سكانها أمَّ نجد". أما داوتي فقال، في عام 1392هـ: "إن عنيزة لن تقع في مجاعة؛ لكثرة مساحة النخيل. والتمور فيها أرخص منها في كثير من المدن".

2. الموقع الجغرافي والفلكي

تقع مدينة عنيزة في منطقة القصيم، في الجنوب الشرقي منها، وعند التقاء حافة صفراء عنيزة نفوذ الشقيقة، جنوب وادي الرمة. وتقع فلكياً على دائرة العرض 5 َ 26 ْ شمالاً، مع خط الطول 44 ْ شرقاً.

وتبعد نحو 25 كم، إلى الجنوب من مدينة بريدة.ز بينما تبعد عن مدينة الرياض بنحو 360 كم، إلى الشمال الغربي. وقد ساعد هذا الموقع على اتصالها بما حولها من مناطق وقرى، مثل: حائل وبريدة، في الشمال؛ والوشم والمذنب، جنوباً؛ والشماسية، شرقاً؛ والرس والبدائع، غرباً.

وتشتهر مدينة عنيزة بزراعة النخيل، ومختلف أنواع الفاكهة والخضراوات والمزروعات الأخرى. وتكمن أهميتها في كونها مركزاً تجارياً لما حولها من القرى.

3. السطح

يبلغ متوسط ارتفاع منطقة عنيزة عن سطح البحر 680 متراً. وهي ذات سطح مستوٍ، ينحدر انحداراً طفيفاً نحو الشرق. وتمتد حافات صخرية متوازية، من شمالها إلى جنوبها الشرقي. ويراوح امتـدادها داخـل المنطقـة بين 40 و50 كم. والجوانب الغربية لهذه الحافات أكثر ارتفاعاً، وتسمى، محلياً، "صفراء عنيزة"؛ وهي هضبة ذات سبخات مستنقعية.

يخترق وادي الرمة القادم من شرقي المدينة المنورة، غرباً، منطقة عنيزة في الجزء الشمالي منهاز ويناهز أكبر اتساع لهذا الوادي فيها 22كم. كما تنتشر الكثبان الرملية في الجزء الغربي من المنطقة، ويراوح ارتفاعها بين 50 م و300 م. ونظراً إلى تأثيرها في الامتداد العمراني، فقد تم تحويل كثير منها إلى مناطق زراعية ومخططات سكنية. ويمكن تقسيم السطح إلى ثلاثة أقسام، هي: الهضبة الشرقية، والكثبان الرملية، ووادي الرمة وفروعه.

أ. الهضبة الشرقية

تتكون هذه الهضبة من طبقات صخرية، مختلفة الصلابة والميل. وكان لعوامل التعرية المختلفة دور في تفاوت ذلك؛ فهي تنحدر بشدة، في الجهة الغربية، وتسمى بحافتي خف وخرطم. بينما تنحدر، في الشرق، انحداراً تدريجياً، وتعرف باسم صفراء عنيزة. وهذه الهضبة حصوية، قد شققتها الأودية الصغيرة، المنحدرة من حافتي خف وخرطم، في غربها.

ب. الكثبان الرملية

وهي تجمعات رملية، يراوح ارتفاعها بين 50 م و300 م. وقد أعطت تلك الرمال المدينة منظراً خلاباً لمن يقبل عليها من جهة الشرق. وعلى الرغم من ضررها بالمزارعين؛ إذ أنها كثيراً ما تؤثر في المزارع المجاورة؛ إلا أنها تعد من أهم المنتزهات، للمدينة، وللمنطقة، بشكل عام. ويطلق على هذه الكثبان الرملية أسماء مختلفة: ففي الشمال نفوذ الغميس؛ وفي الجنوب، نفوذ السر؛ وفي الشرق، نفوذ صعافين؛ وفي الغرب، نفوذ الشقيقة. ومما زاد في جمال ليالي عنيزة كثبانها الرملية، المتوافرة حولها، وخاصة في جهة الغرب (نفوذ الشقيقة) والشمال الغربي (نفوذ الغميس)، حيث استغل الكثير منها، كمنتزهات عامة.

ج. وادي الرمة وفروعه

يمتد هذا الوادي من قرب حرة خيبر، قرب المدينة المنورة؛ ويتجه نحو الشرق، بانحراف نحو الشمال. ويمر بين مدينتي عنيزة وبريدة، حتى ينتهي عند رمال الثويرات. ثم يظهر، مرة أخرى، لينتهي جنوب غرب مدينة البصرة، في العراق، باسم وادي الباطن.

ويراوح عرض وادي الرمة بين 5 و10 كم. وقد يضيق إلى 300 م فقط، بسبب طبوغرافية الأرض، التي يمر بها. ويوجد العديد من الروافد لوادي الرمة، بعضها يتصل بضفته الشمالية، والآخر بضفته الجنوبية، مثل: وادي المحالاتي، ووادي الجرير، ووادي البناء، وغيرها.

4. المناخ

تقع عنيزة ضمن النطاق الصحراوي العالمي؛ لأنها تقع على خط العرض 26 ْ شمالاً، فمناخها، إذاً، يشابه، كثيراً، مناخ بقية المناطق، في المنطقة الوسطى من شبه الجزيرة العربية. فهو حار صيفاً، وبارد شتاءً. والنهاية العظمي لدرجة الحرارة، في الصيف، تصل إلى 47 درجة مئوية. أما في الشتاء، فتراوح النهاية الدنيا بين صفر مئوي و11 درجة. ويبلغ متوسط سقوط الأمطار السنوية 100 ملم. وترتبط الرياح، التي تهب على عنيزة، مثل باقي مدن نجد، بنظم الضغط الجوي، في منطقة غرب آسيا. فالرياح السائدة، في فصل الشتاء، هي الرياح الشمالية والشرقية. أما الرياح، التي تهب على المنطقة، في فصل الصيف، فيطغى عليها الرياح القادمة من الجنوب، والتي قد تحمل بعض الأتربة والرمال. أما في فصلي الربيع والخريف، فالحرارة معتدلة؛ على الرغم من قصر الفصلين، نظراً لتداخلهما مع فصلي الشتاء والصيف؛ ولكنهما أقرب إلى الثاني منهما إلى الأول، في صفاتهما الحرارية.

أما الأمطار، فهي قليلة، وتختلف من عام إلى آخر. وقد تمتلئ بعض الأودية، في أعقاب بعض الأمطار. وأحياناً، تؤثر في مراكز العمران، بالهدم؛ وفي المزارع، باقتلاع الأشجار. ويتركز موسم الأمطار في فصل الشتاء.

5. النباتات الطبيعية

نظراً إلى قلة كمية الأمطار، وتباين درجة الحرارة بين الصيف والشتاء، كما هو الحال في منطقة القصيم بشكل عام؛ ونظراً إلى الموقع الجغرافي (المناخ الصحراوي)، فإن الغطاء النباتي يلائم نوع المناخ السائد في المنطقة. فهناك العديد من النباتات الطبيعية، التي تغطي مناطق واسعة، من أهمها شجر الغضا، الذي كان منتشراً في المنطقة بشكل واسع؛ ولكن، لم يبق منه إلا مساحة قليلة، تسمى نفوذ الشقيقة، الواقع غرب مدينة عنيزة، والذي أصبح منطقة محمية يمكن زيارتها والتمتع بما فيها من مناظر صحراوية.

كما يوجد بعض الأعشاب الصحراوية، التي غالباً ما تزدهر، بعد سقوط الأمطار؛ منها الربلة، الفقع (الكمأة)، والبسباس، والسبط، العرفج، والنص، والعوسج.

6. السكان

وصل عدد سكان مدنية عنيزة، في التعداد السكاني لعام 1413هـ، إلى 91106 مقيمين؛ منهم 70245 سعودياً و 20861 غير سعودي، يقطنون في مساحة إجمالية، بلغت 2861 هكتاراً. وتبلغ الكثافة السكانية الإجمالية للسكان 32 نسمة/ هكتار. ويعمل معظمهم في الأنشطة الاقتصادية، والوظائف الحكومية. ومن المتوقع ارتفاع عدد سكان المدينة إلى 173007، في عام 1425هـ، ونحو 36522، في عام 1430هـ.

تتميز تركيبة سكان عنيزة بارتفاع نسبة صغار السن؛ إذ تبلغ نسبة من هم أقل من 20 سنة 54%، ونسبة من هم في سن الستين وأكثر 5% من إجمالي السكان.

تعد الكتلة العمرانية قلب المدينة. وهي ذات طابع تقليدي، وتندرج فراغاتها في تكامل تام. وتجاورها المنطقة الحديثة، ذات الطابع الحديث. و هي مجموعة مخططات لتقسيم الأراضي، في أماكن متفرقة، وتتميز بالنسيج الشبكي.

7. النشاط الاقتصادي

من أهم الأنشطة الاقتصادية، في مدينة عنيزة: الزراعة وتربية الماشية، والتجارة، والصناعة.

أ. الزراعة وتربية الماشية

تعد الزراعة من مقومات الحياة الاقتصادية، في المنطقة. وتساعد مقومات الزراعة على نموها وتطورها؛ ولا سيما توافر المياه والتربة الصالحة؛ إضافة إلى الاستقرار السياسي، في أكثر الفترات، التي مرت بها البلاد.

ولقد تغير حال الزراعة، في السنوات الأخيرة، بشكل كبير؛ بسبب التوسع في المساحة المزروعة، واستغلال كثير من الأراضي الصالحة للزراعة؛ واستصلاح الأراضي، التي لم تكن صالحة للزراعة من قبل، بعد أن يسرت الدولة سبل امتلاكها، بظهور نظام توزيع الأراضي البور على المواطنين، منذ عام 1388هـ. وكذلك قامت الدولة بإعطاء حوافز للمزارعين، لغرض تطوير مزارعهم، مثل: منح القروض الزراعية، من طريق البنك الزراعي، والمساعدة في حفر الآبار، وشراء الأسمدة الكيماوية، ومكافحة الحشرات، إلخ...

ولقد تنوعت المحاصيل الزراعية، في عنيزة، وزادت على الاستهلاك المحلي، ما شجع على تصديرها إلى خارج المنطقة، بل إلى خارج المملكة. ويرتبط بالزراعة تنمية الثروة الحيوانية؛ إذ ظهرت، في السنوات العشرين الماضية، مشروعات لتنمية الثروة الحيوانية، مدعومة من الدولة، بعضها لإنتاج البيض والدجاج اللاحم، وبعضها لتسمين الأغنام المحلية؛ إضافة إلى منح إعانات لمربي الحيوانات، في قيمة الأعلاف المستوردة، أو في قيمة معدات مشروعات تربية الدواجن وتسمين الأبقار.

ب. التجارة

لقد ساعد موقع عنيزة الجغرافي على بروزها تجارياً، حيث كانت ممراً للقوافل التجارية من خارج المنطقة، وخصوصاً من العراق إلى الحجاز، والمسمى بطريق زبيدة المشهور. وقد استمرت أهمية هذه الطريق حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، حين شهد نهاية خدماته، التي استمرت ثلاثة عشر قرناً من الزمان.

أما في الوقت الحاضر، فتشكل التجارة جزءاً مهماً من اقتصاد البلد. فما زالت عنيزة تعد المدينة التجارية الثانية، في منطقة القصيم، بعد مدينة بريدة. وقد زاد دعم مركز المدينة التجاري إنشاء فرع لوزارة التجارة فيها، عام 1402هـ. كما ساعد على تنشيط الحركة التجارية، في عنيزة، تعدد الفروع المصرفية، حتى بلغ عددها أربعة عشر فرعاً. كما أن الغرفة التجارية، في القصيم لها فرع في عنيزة، لمساعدة أصحاب المصانع والتجار على أساليب الاستيراد، وطريقة التعامل مع الشركات العالمية.

ج. الصناعة

يوجد في عنيزة بعض الصناعات التقليدية، التي يكاد بعضها يندثر، لطغيان الصناعة الحديثة عليها. من هذه الصناعات التقليدية يوجد التجارة، والحدادة، وأدوات البناء، والحياكة، وصناعة الخوص، ودباغة الجلود، والخياطة. أما في الوقت الحاضر/ فينتشر العديد من الصناعات الحديثة، وخاصة فيما يتصل بمواد البناء، بأنواعها؛ إضافة إلى بعض الصناعات الغذائية الاستهلاكية. وقد بلغ عدد المؤسسات الصناعية، في عنيزة، حتى نهاية عام 1421هـ، 203 مؤسسات صناعية.

وتنتشر هذه المؤسسات في أجزاء متفرقة من المدينة، وخاصة في الجزء الجنوبي منها على طريق عنيزة ـ المذنب. كما يتركز بعضها في المدينة الصناعية، الواقعة على طريق عنيزة ـ بريدة.

وعلى الرغم من وجود معهد صناعي ثانوي، في المدينة، منذ عام 1395هـ؛ إلا أنه ما زالت اليد العاملة الأجنبية في هذه المؤسسات تشكل النسبة العظمى.

8. الخدمات

تتوافر في مدينة عنيزة جميع الخدمات، من طرق حديثة ووسائل اتصالات، بكافة أنواعها، من مكاتب بريدية، مبنى للهاتف... فنجد الطرق المعبدة، مثلاً، تشع من المدينة إلى المدن والمناطق الأخرى؛ ما سهل عملية الاتصال والانتقال من عنيزة وإليها. وقد تجاوزت أطوال الطرق، حتى نهاية عام 1420هـ، 286كم. كما ترتبط مدينة عنيزة، جواً، ببقية مناطق المملكة، من طريق مطار القصيم المركزي، الذي يقع في مكان شبه متوسط بين مدن القصيم، يسمى المليدا، والذي يبعد عن مدينة عنيزة نحو 37كم إلى الشمال الغربي منها.

9. السياحة والترفيه

يوجد في مدينة عنيزة جوانب سياحية طبيعية، وأخرى استثمارية، قام القطاع الخاص بتمويلها. ويعد منتزه المصغر (جزء من نفوذ الشقيقة)، أبرز المعالم الطبيعية، التي تستقطب الزوار من داخل المدينة وخارجها، في الفترة الربيعية (مارس - أبريل)؛ نظراً إلى وجود غطاء شجري من الغضا، يعطي رونقاً للرمال الحمراء، بعد أن تكتسي بالبساط الأخضر.

أما الجوانب الاستثمارية السياحية، فتتمثل في حديقة الحيوانات، والمدينة الترفيهية؛ علاوة على قرب المدينة من القرية السياحية في منطقة القصيم، التي يتم إنشاؤها، في الوقت الراهن، على بعد 15 كم من المدينة، وفي الجهة الشمالية منها.

10. النهضة التعليمية

لقد أدى الموقع الجغرافي لمدينة عنيزة، في قلب الجزيرة العربية، دوراً بارزاً، من حيث التفاعل الحضاري، بكل فروعه، علمياً، وتجارة، واجتماعياً، وثقافة. فكان لمدينة عنيزة علاقات وثيقة بشبه الجزيرة العربية، من جهة، وبكثير من البلاد المجاورة والبعيدة، كالعراق وسورية ومصر والهند؛ إضافة إلى مكة المكرمة والأحساء والرياض، من جهة ثانية. وقد شهدت عنيزة، منذ القرن الثاني عشر الهجري، حركة علمية ناشطة؛ فقد انتشرت فيها حلقات التدريس في المساجد، وأنشئت الكتاتيب لتحفيظ القرآن الكريم ومبادئ علوم الدين والقراء والكتابة.

كما ظهر التعليم الأهلي، في نهاية النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري تقريباً. ففي عام 1340هـ/1921م، افتتح الأستاذان صالح وعبدالرحمن القرزعي مدرسة تعد أرقى من الكتاتيب؛ يدرسان فيها القرآن الكريم والحساب والخط ويتقاضيان كل شهر، ريالاً واحداً، عن كل طالب؛ إضافة إلى ما يمنحها إياه المقتدرون من أولياء أمور الطلاب، وقت جداد النخيل وحصاد الزرع. وقد استمرت هذه المدرسة حتى عام 1351هـ.

وكانت مدرسة "صالح بن ناصر صالح"، التي افتتحت في عام 1348هـ، من أولى مدارس البنين في المملكة. وهي تعد أول مدرسة حديثة، ليس في عنيزة وحدها، بل في نجد كلها. وكان لهذه المدرسة لوائح ونظم وقرارات ومناهج وكتب وشهادات معتبرة، عرفاً. وقد بدأت هذه المدرسة بطالب واحد فقط، ثم كثر الدارسون فيها، حتى وصلوا إلى عدة مئات من الطلاب. وكان الأستاذ صالح يدرّس الطلاب الكبار، في الليل، والطلاب الصغار، في النهار. ويساعده على ذلك أخوه عبدالمحسن. كان يُدرّس في المدرسة أنواع من العلوم الشرعية واللغوية، بشيء من التوسع؛ إضافة إلى شيء من العلوم الحديثة، كالهندسة والرياضيات والعلوم الصحية والطبيعية، إلى جانب التاريخ والجغرافيا والإملاء والخط. كما كان للمدرسة نشاط غير منهجي متعدد، مثل: الصحافة والتربية البدنية والرحلات والحفلات.

وفي عام 1356هـ، أمر الملك عبد العزيز ـرحمه الله ـ بافتتاح عدد من المدارس الحكومية، في منطقة نجد؛ وكانت مدارس عنيزة إحداهما، وسميت بمدرسة الملك عبد العزيز الابتدائية. بعد ذلك، توالى افتتاح المدارس والمعاهد المختلفة، لمختلف المراحل الدراسية، حيث بلغ عددها، حتى نهاية 1420هـ، 110 مدارس، لمختلف المراحل التعليمية؛ منها 67 مدرسة ابتدائية، و30 مدرسة متوسطة، و13 مدرسة ثانوية. كما بلغ عدد المدارس الليلية، وتعليم الكبار، ثلاث عشرة مدرسة؛ إضافة إلى معهدي التربية الفكرية، وكلية التربية للبنات، والمعهد الصحي، والمعهد الصناعي.

أما بالنسبة إلى الطالبات، فقد قُدِّرت نسبة كتاتيبهن، فـي عنيزة، إلى كتاتيب البنين، بنحو 25%، عام 1318هـ/1900م. وقد أثمرت تلك الكتاتيب جماعة من الفتيات القادرات على القراءة والكتابة، ومعرفة أمور دينهن، والاطلاع العام.

وعندما اتجهت الحكومة إلى البدء، رسمياً، بعليم البنات، في المملكة، من طريق المدارس النظامية الحكومية، أسوة بالبنين، كانت مدينة عنيزة من أولى المدن، التي رحبت بذلك. فافتتحت بها المدرسة الأولى لتعليم البنات، عام 1380هـ. ثم تعددت المدارس وتنوعت، في منطقة عنيزة، فأصبح بها 39 مدرسة ابتدائية، و9 مدارس متوسطة، و4 مدارس ثانوية. وفي عام 1399هـ، تم افتتاح كلية متوسطة للبنات. كما توجد في المنطقة مدارس لمحو الأمية، وتعليم الكبيرات، بلغ عددها 22 مدرسة؛ إضافة إلى عدد من المدارس الأهلية.

وبجانب ذلك، يوجد في عنيزة معهد علمي، تابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ويعد من أوائل المعاهد، التي تأسست في المملكة، إذ افتتح في أواخر عهد الملك عبد العزيز 1373هـ. كما يوجد في عنيزة معهد صناعي ثانوي، افتتح عام 1395هـ، يتبع للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، وذلك لتخريج شباب سعوديين متخصصين بالأعمال الصناعية والمهنية. كما تم افتتاح معهد المراقبين الفنيين، في عام 1416هـ، ليقدم خدماته لمنقطة عنيزة وما جاورها.

11. المعالم الرئيسية في المدينة

يوجد عدد من المعالم الأثرية، مثل: برج الصخر، ومئذنة الجامع الكبير. أما المعالم الرئيسية الحديثة في المدينة، فهي: مبنى البلدية، وساعة البرج أمام البلدية، ومركز ابن صالح الثقافي.