إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / باريس، فرنسا









مدينة أبو ظبي

6. الاقتصاد

يتركز في مدينة باريس وضواحيها حوالي ربع الصناعات الموجودة في فرنسا، وخصوصاً الصناعات الاستهلاكية، وذلك لضخامة عدد سكان المدينة. وتُعدّ باريس المركز الرئيسي للمال والتسويق والتوزيع في فرنسا؛ إذ تمارس المقار الرئيسية للعديد من الشركات والبنوك والمؤسسات المالية أنشطتها داخل المدينة، ولهذا فإنَّ نصف قطاع الأعمال يتم في باريس. وتسهم في ازدهار اقتصاد المدينة، إضافة إلى ضخامة عدد سكانها، الوظائف التي توفرها الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية، التي تستوعب نحو 700 ألف موظفٍ تقريباً.

ويأتي في مقدمة الصناعات التي تشتهر بها المدينة، صناعة السيارات، وصناعة الطباعة، وصناعة الأزياء والمجوهرات الراقية، وصناعة المواد الكيمياوية والأصباغ والأجهزة الإلكترونية والأثاث والمصنوعات الجلدية ومعدات الطائرات والقاطرات. وتُصنّع تلك المنتجات الباريسية في كثير من المصانع الصغيرة في قلب المدينة، ثم تُباع في المحلات الفاخرة في الضفة اليمنى. وتُعدّ مدينة باريس نقطة وصل في نقل البضائع، وذلك لوقوعها على نهر السين الذي يجوب جزءاً كبيراً من البلاد، إضافةً إلى كونها المركز الذي تنطلق منه السكك الحديدية والطرق السريعة إلى أنحاء البلاد المختلفة؛ فشبكة السكك الحديدية القومية، التي تُشكِل شبكة عنكبوتية، يخرج معظم خطوطها من باريس إلى جميع الاتجاهات. وتقوم على خدمة باريس ثلاثة مطارات هي: شارل ديجول Charles de Gaulle، ولي بورجيه، وأورلي Orly ، والأخير أكثر مطارات فرنسا ازدحاماً. أما خطوط قطارات الأنفاق في باريس ـ خطوط المترو ـ فتمتد إلى ما يزيد على 160 كم. فلا غرابة إذن أن نجد أن معظم أعمال تكرير المواد المختلفة ومعالجتها وتوزيعها تتركز في منطقة باريس وضواحيها. كما أن وقوع مدينة باريس في أغنى إقليم زراعي في قارة أوروبا، جعل منها مركزاً مهماً للصناعات الغذائية وتوزيعها. كما تتركز في مدينة باريس أغلب نشاطات الخدمات في البلاد، وخصوصاً البنوك، ومراكز التمويل، ودور النشر؛ إذ تصدر في باريس عشر صحف يومية تمثل ما يقرب من ثلث توزيع الصحف الفرنسية يومياً. ويصل توزيع أكبر صحف باريس وهي فرانس سوار France-Soir إلى أكثر من 800 ألف نسخة يومياً، إضافة إلى جريدتي لوموند Le Monde، وليفيجارو Le Figaro. وتتولى هيئة حكومية تشغيل ثلاث شبكات للراديو وثلاث شبكات للتليفزيون في باريس.

أ. الصناعة

نظراً لان باريس هي العاصمة الفرنسية، فقد جذبت إليها شركات عديدة؛ إذ أصبحت باريس مدينة صناعية في القرن التاسع عشر الميلادي. وعلى عكس المناطق الصناعية الفرنسية الأخرى مثل لوران Lorraine ونورد Nord، كانت باريس بعيدة عن مصادر الثروة المعدنية، إلا إنها كانت تمتلك بعضاً من المصادر الحيوية الخاصة بها مثل نهر السين، الذي لا يزال يُستخدم في النقل. وكانت الصناعات القديمة في باريس، تتركز في الصناعات اليدوية، والصناعات الترفيهية، ولكن مع تطوير السكك الحديدية وشق القنوات في القرن التاسع عشر، أصبح من السهل الوصول إلى مناجم الفحم في جنوب البلاد. ومن ثمّ، بدأ تطوير الصناعات الثقيلة مثل الصناعات الهندسية والصناعات الكيماوية، وسرعان ما امتدت هذه الصناعات إلى الأحياء الصناعية الجديدة، في باريس.

وتتبنى الحكومات الفرنسية، منذ بداية الخمسينيات من القرن العشرين، سياسة الحد من النمو الصناعي في منطقة باريس، لمصلحة المناطق الريفية، التي لا يزال الكثير منها تنقصه التنمية. وقد تقلص عدد الوظائف بالقطاع الصناعي بباريس، خلال الفترة من 1962 إلى 1973، بنحو 5% (نحو 77 ألف وظيفة) من إجمالي عدد الوظائف، بينما زاد عدد الوظائف في باقي المناطق الفرنسية بنحو 670 ألف وظيفة، خلال الفترة نفسها.

ب. المال والتجارة

تضم باريس أهم البنوك الفرنسية وأكبر شركات التأمين وغيرها من المؤسسات المالية، ويتركز معظمها في الحي المالي على الضفة اليمنى من نهر السين حول البورصة الفرنسية، التي جرى تحديثها وتطويرها في الثمانينيات من القرن العشرين، وبنك فرنسا، الذي تملكه الدولة. كما تحتضن باريس أفرع العديد من البنوك الأجنبية، على الرغم من أن المدينة لا تُعد مركزاً حيوياً للأنشطة المتخصصة، مثل الخدمات المصرفية التجارية والاستثمار الرأسمالي.

وقد شهدت مدينة باريس تطوراً كبيراً منذ الحرب العالمية الثانية، كمركزٍ دولي للتجارة، خاصة في حي ناطحات السحاب الجديد، لي ديفانس، حيث العديد من الشركات الكبرى. وتُعدّ المدينة واحدة من أكثر المدن جذباً لمؤتمرات الأعمال التجارية، إذ تستضيف أكثر من مائتي مؤتمر في العام الواحد. وكان الفرنسيون هم أول من شيَّد المتاجر الكبرى في العالم؛ إذ افتُتِح متجر بون مارشيه على الضفة اليمنى من نهر السين في عام 1852.