مقدمة

تعد حضارة وادي الإندوس، من أقدم الحضارات في العالم، إذ يرجع تاريخها إلى خمسة آلاف سنة على الأقل، وشملت تلك الحضارة بقعة جغرافية أكبر بكثير مما تشغله حالياً باكستان.

خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، انصهرت هذه الحضارة مع حضارة الشعوب الهندية-الآرية التي هاجرت إليهم. إلا أنه في القرون اللاحقة خضعت هذه المنطقة لغزوات متعاقبة من قبل الفرس، والإغريق، ثم فتحها العرب المسلمون، ثم سيطر عليها الأفغان، ومن بعدهم الأتراك. وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر سيطر عليها المغول، الذين ازدهرت حضارتهم في تلك الفترة. ثم أتت بريطانيا لتسيطر على المنطقة في القرن الثامن عشر.

لم يكن تقسيم الهند، التي كانت ترزح تحت نير الاحتلال البريطاني، إلى دولة إسلامية مستقلة، تضم باكستان (بشقيها الغربي والشرقي)، ودولة ذات أغلبية هندوكية، في عام 1947، حلاً مرضياً لأي من الطرفين؛ فنشبت الحروب بين الدولتين، من أجل النزاع على أراضي كشمير، أولاها خلال عامي 1947 – 1948، والثانية في العام 1965. وكانت الحرب الثالثة في العام 1971، والتي كان من نتيجتها انفصال الجزء الشرقي من باكستان، ليصبح دولة بنجلاديش. ولا تزال قضية كشمير معلقة بين الهند وباكستان، إضافة إلى السباق النووي بين البلدين، الذي كانت نتيجته إجراء الهند تجارب نووية، في عام 1998، ردت عليها باكستان بالمثل، في العام نفسه. ولا يزال النزاع حول كشمير قائماً، ولكن المفاوضات وإجراءات بناء الثقة أدت إلى تخفيف حدة التوتر، منذ عام 2002.

تصاعد الاستياء الشعبي العام من سياسات الرئيس مشرف، وزاد الأمر سوءاً في أواخر عام 2007 عقب اغتيال بنظير بوتو، التي تعد أبرز شخصية سياسية شعبية في باكستان، الأمر الذي أجبر الرئيس مشرف على الاستقالة في أغسطس 2008. وفي سبتمبر 2008، جرت الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها زوج بنظير بوتو، آصف زرداري.

تواجه الحكومة الباكستانية والقادة العسكريون حرباً شرسة ضد المتشددين الإسلاميين، في المناطق القبلية في محاذاة الحدود مع أفغانستان.