2. نشأة المدينة

كانت منطقة الدراسة، في مجملها، خالية من التجمعات السكانية المستقرة، قبل عام 1370هـ، وكانت عبارة عن مناطق رعوية مفتوحة، لعدد من قبائل المملكة، وقد بدأ التحول في حياة سكان هذه المنطقة، منذ البداية الأولى في إنشاء خط التابلاين، الذي كان يربط مناطق البترول في شرق المملكة العربية السعودية بميناء صيدا اللبناني، ماراً بدولتي الأردن وسورية، وكان ذلك قبل حوالي 47 سنة، أي في عام 1369 ـ 1370هـ، إذ قرر القائمون على الخط إنشاء محطات؛ لتقوية ضخ البترول، وجريانه عبر الأنابيب، وقد وقعت إحدى محطات الضخ في هذه المنطقة؛ مما جذب إليها الكثير من فرص العمل المتوافرة في هذه المحطة، والتي أخذت تنمو شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت أحد التجمعات السكانية الرئيسية، على طول هذا الخط.

ويذكر كبار السن، ممن عايشوا نشأة المدينة، أنها كانت عبارة عن معسكر سكني لعمال الشركة، الذين أمنت لهم شركتهم سبل العيش الكريم في هذه المنطقة، مما جعلها تعج بالحياة، وتعيش حياة متقدمة جداً، خاصة إذا قورنت بالحياة في المناطق المجاورة، بل بكثير من مناطق المملكة.

لقد أنشأت شركة أرامكو معسكراً لموظفيها، هيأت فيه كل متطلبات الحياة، التي كانت متوافرة تلك الأيام في أرقى الدول، إذ كانت الكهرباء تضيء منطقة العمل والسكن، والمبرقة تنقل الرسائل، في حين لم يكن يتوافر أي من هذه الخدمات في المناطق المجاورة، كما أن الماء المصفى والمبرد بالثلج يوفر لساكنيها، في حين أنه لم تكن هذه الخدمات معروفة، حتى في بعض المدن الكبيرة في المملكة. هذا، ويوجد مطار صغير في المنطقة يخدم أغراض الشركة، كما كان يعج هذا المعسكر بكثير من وسائل الترفيه والتسلية من مسرح، ودار للسينما، ومكتبة عامرة بالكتب والمراجع، وملعب للجولف، وغيره من الملاعب الرياضية. ونظراً لازدياد عدد الموظفين، فقد نشأت النواة الأولى للمدينة بالقرب من شبك الشركة؛ لكي يستفاد من خدماتها، وأخذ الناس يتوافدون على المدينة من غير العاملين بالشركات المتعهدة، ومع مرور الزمن، ورحيل الخبراء، بعد انتهاء المشروع، وتوقف خط التابلاين عن الضخ، تراجعت الحياة في المنطقة إلى درجة كبيرة، أدت إلى هجرتها، وكادت تصبح أثراً بعد عين. إلا أن يد العطاء والنماء امتدت إلى هذا الجزء من بلدنا الكبير، كبقية الأجزاء الأخرى، وبعثت فيه روح الحياة من جديد، وذلك في خضم النهضة العمرانية، التي تعيشها المملكة، إذ وفرت الحكومة كل الخدمات الضرورية للسكان، ووزعت عليهم الأراضي السكنية، وقدمت لهم القروض العقارية عن طريق صندوق التنمية العقاري.

ويقال: إن سبب تسمية المدينة برفحا يعود إلى اسم امرأة؛ تدعى رفحا، كانت تقيم مع ذويها قرب جبل يقع شمال غربي المدينة، وقد أطلق اسمها على الجبل، الذي أصبح فيما بعد اسماً للمدينة.