6. النشاط الاقتصادي

قبل توحيد المملكة، وقبل حلول عصر النفط، ومد خط الأنابيب المار بهذه المنطقة، وحتى السبعينيات الهجرية، كانت تربية الماشية هي السبيل الوحيد لكسب العيش، فكان أهل البادية يتنقلون من مكان إلى آخر؛ بحثاً عن الكلأ والمرعى.

وتُعدّ حرفة الرعي الحرفة الرئيسية لأهل المنطقة في الماضي، بحكم انعدام النشاطات الاقتصادية الأخرى، وهذه الحرفة توفر جزءاً أساسياً من متطلباتهم الغذائية، كاللبن ومنتجاته من الزبدة، والسمن، والجبن الطازج، والمجفف، وتوفر لهم اللحوم، والدهون، والجلود، وكذلك الشعر والوبر، الذي تصنع منه الخيام وبيوت الشعر.

وكان أهل البادية في المنطقة يقايضون، بالمواشي، ما يتناسب مع احتياجاتهم من البضائع الأخرى، والتي تأتيهم عن طريق تجار المناطق المجاورة، ويقوم كبار رعاة الإبل بالترحال السنوي بقطعانهم، فكانوا يقضون الشتاء في المناطق الشمالية من المملكة، كل قبيلة على حدة، وفي هذه المناطق كانت لهم مراع وحقوق مياه معترف بها على نطاق واسع، وكانت هذه غالباً من الأسباب المهمة في أغلب الصراعات المختلفة. وعند حلول الربيع، ينتقل البدو إلى الأماكن، التي يتوافر فيها الكلأ والعشب، وفي الصيف كانوا يقومون برحلات طويلة إلى المراعي الأقل حرارة، والتي تقع ما بين العراق وسورية، وحتى حدود تركيا.

أما رعاة الأغنام والماعز، فهم أقل حركة، وأقصر مسافة في تنقلاتهم، فينتقلون على مسافات أقل، ففي الصيف تتجمع كل قبيلة حول موارد مياهها، في حين ينتشرون في فصول المطر والكلأ، في جميع أرجاء المنطقة، وما حولها بحثاً عن المراعي الغنية.

وقد كان سكان هذه المنطقة، في معظمهم، يسكنون بيوت الشعر والخيام، حتى تم توحيد المملكة، على يد المؤسس الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، إذ انتهجت الدولة عمليات توطين البدو، في جميع أنحاء المملكة عموماً، ومنها الأجزاء الشمالية للمملكة. ومن ثم أخذت معظم القبائل البدوية في المنطقة في الاستقرار، شيئاً فشيئاً، وخصوصاً بعد مد خط الأنابيب، الذي يقطع المنطقة، والذي وفر العديد من عوامل الجذب لأهل البادية، من فرص العمل، والخدمات الأخرى، والتي تكفل لهم العيش المستقر. وقد واكبت منطقة رفحا سير الركب، كبقية أنحاء المملكة، وتوسعت في جميع المجالات؛ لتساير النمو السكاني والعمراني السريع، وذلك بسبب توافر جميع السبل، التي تكفل للمواطن الحياة الهادئة والمستقرة.

وبعد أن استقر الناس، تعددت سبل عيشهم، فمنهم الموظف الحكومي، ومنهم التاجر، ومنهم المتسبب. أما المزارعون فهم محدودون جدًا؛ بسبب ظروف المنطقة غير الزراعية.

ولقد نشطت الحركة التجارية بمختلف أشكالها، وتخصصاتها، وذلك بسبب وقوع المنطقة على طريق تجاري مهم، وزاد من هذا النشاط، إنشاء مخيم إيواء اللاجئين العراقيين.

ويوجد في المدينة عدد من الأسواق، تمثل الحركة التجارية، ومن أهمها:

أ. بيع وشراء الأغنام.

ب. سوق الأعلاف.

ج.  السوق الداخلي الغربي.

د. السوق الداخلي الشرقي.

هـ. سوق النساء.

و. سوق الخضار والفواكه.

ز. معارض السيارات.

ح. الورش الفنية وقطع الغيار.

ط. مصانع مواد البناء.

ك. سوق المستعملات (الخردوات).

ل. تجارة الطيور.

وبمناسبة نشاط الحركة التجارية في المنطقة، فقد تم افتتاح فرعين لبنوك: شركة الراجحي المصرفية للاستثمار، والبنك الأهلي التجاري في المدينة، وهذا ما دعا، بدوره، إلى إيجاد غرفة تجارية صناعية بالمدينة، تعمل على مصلحة المواطنين، وتيسر لهم الكثير من شؤونهم التجارية والإجرائية.