إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / رفحا، المملكة العربية السعودية






المملكة العربية السعودية



مدينة أبو ظبي

10. مخيم رفحا لإيواء اللاجئين العراقيين

أ. موقع مخيم رفحا لإيواء اللاجئين العراقيين

يقع المخيم شمال شرق مدينة رفحا، ويبعد عنها حوالي عشرين كم، ويربط بينهما طريق معبد. وبهذا الموقع، تكون الحدود العراقية على مرمى من البصر، إذ لا يفصلها عن المخيم، سوى 12 كم .

ب. نشأة المخيم

في الشهر الرابع من عام 1991، بُعيد انتهاء حرب تحرير الكويت، قام أبناء جنوب العراق بثورة مسلحة ضد طاغية العراق، صدام حسين، الذي استطاع أن يخمد هذه الثورة، وينتقم ممن شارك فيها أشد الانتقام، مما جعل أبناء الجنوب العراقي يبحثون عن مأوى لهم، يأمنون فيه على أرواحهم، وكانت المملكة العربية السعودية الهدف المنشود لعدد كبير منهم؛ لقربها، ولما عرف عن شعب المملكة من طيبة النفس والكرم، في حين لجأت أعداد أخرى إلى الأردن، فتسارع أبناء الجنوب العراقي بالتوافد على المملكة، من صفوان والسليمانية، اللتين أنشأت منهما مفوضية الأمم المتحدة مخيمات لإيواء اللاجئين العراقيين داخل الحدود العراقية، وكانت هذه المخيمات مكانًا غير آمن لهؤلاء العُزل، وقد استُقبل هؤلاء الهاربون استقبالاً طيباً من قبل المملكة، وعلى المستوى الرسمي، وأسكنوا في منطقة قريبة من مدينة رفحا القريبة من الحدود العراقية، إذ أنشأت لهم حكومة المملكة مخيماً، جُهز بجميع الاحتياجات ومتطلبات الحياة.

ج. دور مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تجاه اللاجئين العراقيين

يعود وجود المفوضية في المملكة إلى سنة 1987، حين تم إنشاء مكتب اتصال لها بمدينة الرياض، ولكن سنة 1992، تحول هذا المكتب إلى مكتب أساسي، وذلك لكي يواجه الحاجيات المتزايدة للاجئين العراقيين.

وفي يونيه عام 1993، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة السعودية والمفوضية، والتي تعترف بولاية المفوضية بالنسبة لجميع اللاجئين في المملكة، وأصبح مكتب المفوضية ذا صفة دبلوماسية كاملة.

وبصفة عامة، فإن ولاية المفوضية تتجلى في:

(1) ضمان الحماية الدولية المناسبة للاجئين.

(2) البحث عن حلول مناسبة لهم، عن طريق العودة الطوعية لبلدهم الأصلي، أو إدماجهم في بلد اللجوء الأول، أو إعادة استيطانهم في بلد ثالث.

(3) في تقديم المساعدة لهم، عندما تكون دولة اللجوء عاجزة عن توفير هذه المساعدة.

بالنسبة للاجئين العراقيين، يقوم مكتب المفوضية بتأدية المهمتين الأولى والثانية فقط، أما المهمة الثالثة فإن كل المساعدات المقدمة لهم من الطعام، والمأوى، والخدمات الصحية، والتعليم، والخدمات الاجتماعية...إلخ، تقوم بتمويلها، بشكل سخي وكامل، حكومة المملكة العربية السعودية، وباعتراف الكثيرين، فإن مستوى هذه الخدمات لا مثيل له في أي مخيم آخر في العالم.

د. أعداد اللاجئين

بلغ عدد اللاجئين العراقيين في المخيم، في بداية إنشائه عام 1991، 23 ألف لاجئ، انضم إليهم، في نهاية عام 1992، 10 آلاف لاجئ من مخيم الأرطاوية، فأصبح عدد اللاجئين بمخيم رفحا (33) ألف لاجئ عراقي.

وقد تناقص هذا العدد، على مدى الأعوام الماضية، إلى 11 ألف لاجئ، حتى نهاية عام 1995، أما اليوم فلا يتجاوز عددهم خمسة آلاف شخص؛ وهذا التناقص نتيجة لسياسة إعادة الاستيطان، التي توفرها مفوضية الأمم المتحدة، إذ تبرع الكثير من دول العالم بقبول حصص من اللاجئين العراقيين، فعلى سبيل المثال، قبلت الولايات المتحدة الأمريكية 8557 لاجئاً، وقبلت هولندا 984 لاجئاً، وقد عاد بعض اللاجئين، طوعاً إلى العراق بعد أن أمنوا على أنفسهم، وعددهم 2454 لاجئاً، حتى نهاية مارس 1995 (آخذين بعين الاعتبار نسبة المواليد والوفيات بالمخيم).

هـ. الخدمات المقدمة للاجئين

ما إن حل الإخوة العراقيون ضيوفاً على المملكة، حتى أخذت الحكومة على عاتقها توفير جميع ما يحتاجونه من مأوى، ومأكل، ومشرب، وكساء، وخدمات صحية، وتعليمية، ومصروف جيبي، لكل لاجئ صغير أو كبير، ذكر أو أنثى، وخدمات أخرى.

وتقوم وزارة الدفاع والطيران بالمملكة، ممثلة في شؤون القوات المشتركة، بتقديم هذه الخدمات.

(1) المأوى (السكن)

منذ أن تمت الموافقة على استضافة اللاجئين العراقيين، أصبح تأمين السكن المناسب لهم هو الشغل الشاغل للحكومة الرشيدة؛ ففي حين كانت الخيام تنصب لإيوائهم، كانت الشركات الاستشارية تقوم بإعداد المخططات، لبناء مساكن أكثر راحة، وأرحب مساحة؛ وما هي إلا مُدّة وجيزة، حتى تم تعميد شركات للإنشاءات لبناء أكثر من 4000 منزل، تمت على مرحلتين؛ تم إنشاء هذه المنازل، بوقت وجيز، بجميع احتياجاتها، وعلى أعلى مستوى من التخطيط؛ وقد وزعت هذه المساكن على شكل مربعات، كل مربع يتكون من ثماني خلايا، وكل خلية تتكون من ثلاثين مسكناً.

يتكون كل مسكن من المساكن القديمة، من مربع أو مستطيل تراوح مساحته ما بين 100 ـ 150 م2، وكل من هذه المربعات أو المستطيلات يحتوي على مكانين أو ثلاثة، تم إعدادها مسبقاً لتنصب فوقها الخيام؛ وأرضية المساكن مصبوبة بالإسمنت، وحوالي نصف متر جدار في جميع الاتجاهات، عدا الباب، مع وجود فتحة للكهرباء في كل منزل، مع المحافظة على خاصية كل منزل، بوضع باب مستقل على كل وحدة سكنية. أما المياه ودوراتها، فقد خصصت لها أماكن متوسطة في كل خلية، حيث المياه الدائمة الجريان المخصصة للرجال والمخصصة للنساء، وبرادات المياه. أما الشوارع فتقسم بنظام دقيق على أساس الخطة الشبكية، وتتفاوت هذه الشوارع في اتساعها وطولها، إذ يتجاوز عرض الشارع الرئيسي العشرين متراً، في حين تركت الشوارع الداخلية من دون إسفلت لتخفيف درجة الحرارة، ولتقليل الحركة المرورية عليها.

أما المساكن الحديثة، التي تم توزيعها على العوائل من اللاجئين، فهي منازل مسقوفة، تراوح مساحتها ما بين 100 ـ 150 م2. وهي مكوّنة من مجلس، وغرفة، ومطبخ، ودورة مياه، إضافة إلى فناء خاص بكل منزل. وجميع المنازل مزودة بخدمات الكهرباء والماء، هذا، إضافة إلى جميع ما تتمتع به المساكن القديمة من تخطيط وتنسيق.

وفي الآونة الأخيرة لفصل العزاب عن العوائل، أعطيت المنازل القديمة لهم، ومنحت المنازل الجديدة للعوائل.

(2) الإعاشة

يقدم للاجئين المأكل والمشرب مجانًا، وبشكل مستمر، من جميع الاحتياجات الغذائية لكل منزل حسب أعداد ساكنيه، من كبير وصغير، كل حسب احتياجه. وتقوم شركة متعهدة بتوزيع الأطعمة على المنازل بشكل يومي.

(3) الصحة

كانت الخدمات الصحية تقدم عن طريق المستشفى الميداني المتكامل، الذي كان موجوداً قبل عام 1994؛ وبعد ذلك التاريخ، افتتح مركز طبي شامل، يشتمل على جميع الأقسام والتخصصات الطبية، إضافة إلى 56 سريراً للتنويم، ومعامل للتحاليل، وغرفة للأشعة، وغرفتين للعمليات، ومطبخ لتحضير الوجبات للمرضى. كما تحول بعض الحالات المرضية إلى المستشفيات المتخصصة، داخل المملكة، إذا استدعى الأمر ذلك.

(4) التعليم

يضم المخيم جميع مراحل التعليم الثلاث: الابتدائية، والمتوسطة، والثانوية للبنين والبنات، إذ بلغ عدد الطلاب عام 1416هـ 1142 طالباً، و511 طالبة، وهناك مدارس ليلية يبلغ عدد طلابها 61 طالبًا، إذ يدرسون في مدارس مجهزة بأحدث التجهيزات الدراسية. وتقوم وزارة المعارف بالمملكة، بإمداد المدارس بالكتب الدراسية، وقد وُفرت لهم جميع مستلزمات الدراسة، من أدوات ودفاتر، وأدوات رياضية وفنية مجانًا.

وهناك عدد من المدرسين والمدرسات العراقيين المؤهلين، يقومون بتدريس الطلاب في المراحل كافة، مقابل راتب شهري؛ وقد علق على ذلك مانويل دي سيلفا، مندوب المفوضية لشؤون اللاجئين، بأن ذلك شيء جميل، أن يكون معلم الطلاب من نفس جنسيتهم؛ لأن هذا معناه المحافظة على الهوية، والعادات، والتقاليد، إضافة إلى أن الاهتمام بالتعليم لهذا الجيل الجديد، شيء مهم للغاية، يفتقده الكثير من مخيمات اللاجئين في الكثير من مناطق العالم، ولا شك أنه يؤلم أي إنسان أن يفقد مثل هؤلاء الأطفال فرصة التعليم، ويسعده كثيرًا أن يجدوا من يعلمهم، خصوصًا إذا كان من أبناء وطنهم.

وأضاف مانويل دي سيلفا أن تشغيل الرجال والنساء العراقيين بمهن التعليم هو وسيلة جيدة لشغلهم، وكسر عامل الملل، الذي لا بد أن يتسرب إليهم، بعد قضاء 6 أعوام في مخيم لاجئين، مهما كانت وسائل الراحة موجودة.

كما تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي قد افتتحت مركزًا لها في المخيم لتعليم أبناء وبنات اللاجئين، ممن يحملون الشهادة الثانوية.

وقد كان هذا المركز عبارة عن جامعة مصغرة، تضم خمسة تخصصات، يقوم بالتدريس فيها نخبة من أساتذة الجامعات السعودية، إضافة إلى المؤهلين من العراقيين أنفسهم. هذا، وقد أدت ظروف خاصة إلى إقفاله.

(5) الكساء

تقوم حكومة المملكة العربية السعودية بصرف مبلغ 600 ريال سنويًا، لكل رجل لاجئ في المخيم، بدل ملابس، كما تصرف لكل امرأة منهم 700 ريال سنويًا، ويبدأ هذا الصرف لكل من يبلغ من العمر عامين.

كما وفرت حكومة المملكة أغلب وسائل الترفيه داخل المخيم، وذلك بإنشاء الملاعب الرياضية لكرة القدم، والطائرة، والسلة.

(6) الأمن

هناك عدد من المراكز الأمنية التابعة للأمن العام بوزارة الداخلية، وذلك من أجل المحافظة على استقرار اللاجئين داخل المخيم وأمنهم ، وهذه المراكز هي:

(أ) مركز للشرطة المدنية.

(ب) مركز للمرور.

(ج) مركز للجوازات.

(د) مركز للدفاع المدني.

(هـ) جمعية الهلال الأحمر السعودي.

ويوجد في المخيم، مركز لجمعية الهلال الأحمر السعودي، لنقل الحالات من داخل المخيم، إلى المركز الطبي على مدار 24 ساعة.

كما يوجد مكتب للبريد، وعدد من هواتف العملة لخدمة سكان المخيم من اللاجئين.

و. نظرة عامة حول المخيم

عند دخولك المخيم، تجد شارعاً طويلاً يقطع المخيم، وهو بمثابة الشريان التجاري، إذ تصطف المحلات التجارية على الجانبين، وقد فتح عدد من اللاجئين محلات تجارية لحسابهم، وهناك محلات مؤجرة لتجار سعوديين، ونشاط هذه المحلات متنوع من المطاعم والمأكولات العراقية، ومحلات تأجير وصيانة الدراجات الهوائية، ومعامل التصوير الفوتوغرافي، حتى محلات الذهب والمجوهرات... وغيرها. ويحيط بهذا السوق المدارس، والمساجد، والأحياء السكنية، التي تم وصفها سابقاً.