إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / رأس تنورة، المملكة العربية السعودية




زيارة الملك عبدالعزيز لرأس تنورة

رأس تنورة




مدينة أبو ظبي

رأس تنورة

1. الموقع

تقع مدينة رأس تنورة في الطرف الشمالي للخليج العربي، في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية. وتبعد عن مدينة الدمام (العاصمة الإدارية للمنطقة) حوالي 58 كم باتجاه الشمال. وترتفع عن سطح البحر بمقدار (15م). تربتها رملية بوجه عام، وتكثر بها السبخات الملحية، إضافة إلى وجود كثير من التعرجات الضحلة (أُنظر شكل رأس تنورة).

2. الحدود

تحدها من الشمال منطقة الجعيمة[1] وقرية شعاب[2]، ومن الشرق الخليج العربي، أما من الجنوب والغرب فيحدها خليج تاروت.

3. سبب التسمية

الرأس في اصطلاح الجغرافيين: جزء من الأرض يمتد داخل بحيرة أو بحر أو محيط، وتتكون الرؤوس ـ غالباً ـ في أطراف الجزر والقارات، وتحيط بها مياه عاصفة، مما يسبب صعوبة في الملاحة.

ومنطقة رأس تنورة تمتد في الخليج العربي باتجاه الجنوب الشرقي على امتداد 20 كم، ويحيط بها البحر من ثلاث جهات.

أما مسمى (رأس تنورة)، فيعود إلى وجود (دوّامة بحرية)، أشبه ما تكون بالتنور (الفرن)، وذلك في نهاية الرأس في اتجاه الجنوب داخل البحر، تتحاشى السفن الاقتراب منها.

4. المناخ

ترتفع درجات الحرارة في رأس تنورة صيفاً، وقد تصل إلى 541 درجة مؤوية في شهري يوليه وأغسطس. وتميل إلى الاعتدال في فصل الشتاء بمعدل 15 درجة مئوية، وترتفع نسبة الرطوبة نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والضغط الجويّ، ويبلغ معدلها السنوي 60%.

أما الأمطار فيبلغ معدل سقوطها السنوي 66 مم تقريباً، وقد يمتد موسم الأمطار من يناير إلى شهر مايو.

5. مناطق رأس تنورة

تنقسم رأس تنورة إلى عدة مناطق تتداخل فيما بينها، وهي:

أ. المنطقة الرئيسية

وهي المنطقة التي أسست في البداية لتكون نواة مدينة رأس تنورة، وفيها تتركز الأسواق ومعظم الخدمات والدوائر الحكومية.

ب. المنطقة الشمالية

أنشئت حوالي عام 1397هـ/ 1398م، وقد وزعت البلدية أرضيها بأسعار رمزية على الأهالي.

ج. حي شركة الزيت العربية

حي جديد أنجز عن طريق القروض والأراضي، التي تمنحها شركة الزيت لموظفيها.

د. المنطقة الغربية

6. السكان

يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 40 ألف نسمة تقريباً. منهم 70% يعملون في شركة الزيت العربية، والباقون موزعون على العمل في الجهات الحكومية والقطاع الخاص.

7. نبذة تاريخية

أ. قبل ظهور النفط كانت رأس تنورة موطناً لبعض القبائل العربية، التي تعمل بالرعي وصيد اللؤلؤ والأسماك، مثل بني تميم، وقحطان، والهواجر، وشمّر.

ب. في عام 1288هـ/1871م، نزل الجيش التركي، الذي قدم من البصرة بالسفن، واحتل منطقة القطيف (في المنطقة الشرقية للملكة العربية السعودية).

ج. في عام 1327هـ، رست في رأس تنورة سفينة حربية بريطانية، وتقدمت بعروضها لأهالي القطيف لحمايتهم من سطوة القبائل العربية على المنطقة، لكنها لم تجد استجابة من أهل القطيف.

د. في 4 /12 /1352هـ الموافق 29 /05 /1933م، وُقّعت اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط، بين الحكومة السعودية وشركة سمّاندرد أويل أوف كاليفورنيا. وبذلك مُنحت الشركة حق الأفضلية في امتياز التنقيب عن الزيت بشرقي المملكة، بما في ذلك منطقة رأس تنورة.

هـ. في عام 1939م، أكتمل إنشاء ميناء رأس تنورة، وأصبح جاهزاً لاستقبال البواخر وناقلات البترول لتصدير الزيت.

و. في 11 /3 /1358هـ الموافق 1 /5 /1939م، غادرات ميناء رأس تنورة أول شحنة من الزيت الخام، بحضور الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله (أُنظر صورة زيارة الملك عبدالعزيز لرأس تنورة).

ز. في عام 1940م، أنشئ في رأس تنورة معمل صغير لتكرير البترول، بلغت طاقته (3000 برميل) في اليوم.

ح. في عام 1943، بدأت الشركة في إنشاء معمل للتكرير في رأس تنورة، طاقته (50 ألف برميل) في اليوم.

ط. في محرم 1365هـ/ ديسمبر 1945م، بدأ تشغيل المعمل بكامل طاقته.

ي. في عام 1947، شُيدت مبان للجيش والشرطة، وقيّاسي الزيت ومساعديهم، ومكتب لأمير رأس تنورة.

ك. في 1949، شحنت أول شحنة من النفط المكرر من معمل التكرير، بحضور ولي العهد السعودي آنذاك (الأمير سعود بن عبدالعزيز آل سعود).

ل. في عام 1951، أعطت الشركة قروضاً لعدد من موظفيها لبناء منازل لهم في رأس تنورة، وفي أكتوبر من العام نفسه بدأ العمل في إنشاء مدينة رحمية[3] برأس تنورة لإسكان الموظفين وأسرهم.

م. في أكتوبر 1952، تم تجهيز موقع مدينة (رحيمة) قرب رأس تنورة، وإمداده بالمرافق والخدمات. فبدأ موظفو الشركة السعوديون يستفيدون من القروض في بناء منازل خاصة بهم في المدينة.

ن. في عام 1954، أنشئت شركة كهرباء رحيمة.

س. في عام 1958، رصفت شوارع (رحيمة) بالأسفلت، وزودت بأرصفة للمشاة.

ع. في عام 1960، تمت توسعة شركة كهرباء رحيمة.

8. أهم معالم المدينة

أ. ميناء رأس تنورة

يقع في الطرف الجنوبي من منطقة رأس تنورة، ويعتبر من أكبر موانئ الزيت في العالم، حيث يشحن منه 90% من صادرات المملكة من الزيت الخام والمنتجات المكررة. ويتألف الميناء من رصيفين رئيسين ممتدين في مياه الخليج، وجزيرة اصطناعية.

(1) الرصيف الجنوبي

طوله 366 م وعرضه 32 م، ويتصل بالشاطئ بجسر طوله 700 م، وفيه أربعة مراسي لاستقبال الناقلات، التي تصل حمولتها الساكنة إلى 30.000 طن، ويراوح عمق الماء فيه ما بين 9.90 م و10.06 م وقت الجزر.

(2) الرصيف الشمالي

طوله حوالي 670 م وعرضه حوالي 33 م، ويتصل بالشاطئ بجسر طوله 1097 م. وفي هذا الرصيف 6 مراسي، ويتراوح عمق الماء فيه بين 12.8 م و15.2 م وقت الجزر.

(3) الجزيرة الاصطناعية

في عام 1386هـ/ 1966م، أنشأت الشركة جزيرة صناعية في عرض البحر، على بعد حوالي 1707م إلى الشمال الشرقي من الرصيف الشمالي؛ وتبعد الجزيرة نحو 3200 م من الشاطئ، وتضم ثمانية مراسي لاستقبال الناقلات.

ب. مصفاة رأس تنورة

هي مصفاة لتكرير الزيت الخام، الذي يصل إليها عبْر شبكة الأنابيب من الحقول المُنْتجة. ويعود تاريخها إلى عام 1943، حيث كانت معملاً صغيراً طاقته 50 ألف برميل في اليوم.

وتضم المصفاة معملاً لتكرير الزيت الخام، تصل طاقته إلى ربع مليون برميل في اليوم. ويُغطي نحو 50% من الاستهلاك المحلي من المنتجات البترولية. كما يوجد بالمصفاة معمل لإنتاج الكبريت، تبلغ طاقته 300 طن في اليوم، ومزود بأنظمة للتحكم بالحاسب الآلي.

وتشمل منتجات المصفاة غاز البوتان، وغاز البروبان، كما تنتج المصفاة أحد عشر نوعاً من البنزين، سبعة منها صالحة للسيارات والمحركات، ونوعان للطائرات، ونوعان آخران يعرفان باسم (النفتا الثقيلة والنفتا الخفيفة) يستخدمان في أغراض أخرى.

وهناك معمل لتجزئة الغاز، مهمته فصل المنتجات السائلة لشبكة الغاز الرئيسية إلى عناصر قابلة للاشتعال.

ج. محطة كهرباء غزلان

أُنشئت هذه المحطة عام 1976م، على بعد 26 كم شمالي مدينة رأس تنورة. وهي أول وأكبر محطة حرارية لتوليد الكهرباء بالبخار في المملكة.

ومنذ أول عام 1982، أصبحت المحطة تعمل ضمن شبكة الشركة السعودية الموحدة للكهرباء في المنطقة الشرقية. تبلغ طاقة المحطة 1600 ميجاواط/ ساعة.

د. المياه

يوجد عدد من عيون المياه، التي يقع معظمها غربي مدينة رأس تنورة مثل عين رحيمة، إضافة إلى عدد آخر يقع في البراري المحيطة في المنطقة، مثل عين شعاب، وعين الخشكاري، وعين جاوان، وعين الثوير، وعين إسعيدة وغيرها.

وتستعمل مياه هذه العيون ـ عادة ـ لأغراض الزراعة وسقي المواشي، والاستخدامات المنزلية.

وفي عام 1943، حفرت شركة الزيت ثلاث آبار ارتوازية في رحيمة، كما حفرت ثلاث آبار أخرى في رأس تنورة عام 1944م، لسد حاجة منسوبيها من الماء.

هـ. التعليم

(1) في عام 1375هـ/ 1955م، أنشئت أول مدرسة ابتدائية للبنين في رأس تنورة.

(2) في عام 1382هـ، أنشئت أول مدرسة متوسطة للبنين.

(3) في عام 1383هـ، أنشئت أول مدرسة ابتدائية للبنات.

(4) في عام 1955م، أفتتح مركز التدريب الصناعي ومراكز التدريب الحرفية، التي أنشأتها شركة الزيت العربية. وكان المتفوقون من الدارسين يجري ابتعاثهم للدراسة الجامعية في الخارج.

أما الآن ففي رأس تنورة عدد من المدارس الحكومية، للبنين والبنات بمراحلها الثلاث.

و. الخدمات الصحية

تتوافر الخدمات الصحية لسكان المدينة، من خلال مستوصفين حكوميين وآخر أهلي. وهي مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية. وقد استحدث فيها نظام ملف الأسرة الصحي، إضافة إلى عيادة شركة الزيت العربية، التي تؤدي خدماتها لموظفيها القاطنين في المنطقة.

ز. المعالم الأثرية

(1) ضريح جاوان

يقع على بعد 15 كم غربي المدينة. ويعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، وقد أكتشف عَرَضاً أثناء تجهيز الموقع لإقامة معمل تكرير رأس تنورة، وإنشاء طريق عام بعد الحرب العالمية الثانية.

يتكون الضريح من غرفة مدفن كبير مبنية من الحجر المحلي، وجدت بها عظام تسعين هيكلاً بشرياً.

ووجدت خارج المبني أربعة توابيت، عثر بداخلها على بعض الحلي الذهبية واللاليء والسيوف والتماثيل، ومرآة من البرونز.

كما وجد هيكل لفتاة تتزين بعقد وحلقين، يحتويان على خرز من العقيق والياقوت، والأحجار الكريمة الزرقاء والذهب واللؤلؤ. وقد أرخت محتويات ضريح جاوان إلى حوالي 500 سنة قبل الميلاد.

(2) مغاصات اللؤلؤ

عرفت شواطئ رأس تنورة منذ زمن بعيد بمغاصات اللؤلؤ المشهودة بجودتها وكثرة إنتاجاها، إذا قورنت بمثيلاتها في الهند واليمن.

وتنقسم مغاصات اللؤلؤ إلى قسمين: الأول ما بين رأس تنورة ودبي، ويضم 184 مغاصا. والثاني ما بين رأس تنورة والكويت، ويضم 55 مغاصاً.

ح. المعالم الترفيهية

تضطلع بلدية رأس تنورة بدورها، في إنشاء مشاريع التحسين والتجميل والترفيهية، إضافة إلى عنايتها بالشواطئ البحرية المحيطة بالمدينة.

وفي هذا المجال أنجز الآتي:

(1) إقامة حزام أخضر حول المدينة بطول 4472 م، ومساحة 68823 م مربعاً.

(2) زراعة ما يقرب من ,250000 شجرة.

(3) إقامة سياج أخضر بطول 18200 م.

(4) إقامة مسطحات خضراء عليها أحواض من الزهور.

(5) إقامة الجزر الخضراء بمساحة 46144 م.

(6) زراعة الميادين العامة والزوايا والتقاطعات بمساحة قدرها 8470 م مربعاً.

(7) إنشاء ثلاث نوافير في المدينة.

(8) إنشاء 4 حدائق تحتوي على أماكن مخصصة للرجال وأخرى للنساء، وملاعب للأطفال، إجمالي مساحتها 60244 م مربعاً.

(9) إنشاء كازينو بحري على الساحل الشرقي للمدينة.

ط. معالم أخرى

في مدينة رأس تنورة فروع لمعظم الوزارات والمصالح الحكومية. فيتبع لوزارة الداخلية إمارة رأس تنورة والشرطة وإدارة المرور وجوازات رأس تنورة، وإدارة الدفاع المدني وإدارة سلاح الحدود.

أما وزارة البريد والبرق والهاتف، فيتبعها مركز البريد والبرق، وإدارة الهاتف السعودي.

ويتبع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية مكتب العمل في رأس تنورة. كما تتبع وزارة البترول والثروة المعدنية إدارة قياسات الزيت.

وفي المدينة مكتب لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومندوبية لتعليم البنات، وفرع للهلال الأحمر، ومحكمة شرعية، ومكتب لمصلحة المياه والصرف الصحي، ومكتب للجمارك، وإدارة للحرس الوطني، وإدارة للدفاع الجوي، ومكتب لشركة الزيت العربية، إضافة إلى بلدية رأس تنورة التي تتبع لوزارة الشؤون البلدية والقروية.

ي. النشاط الاقتصادي وأهم المنتجات

(1) الزراعة

يمارس سكان رأس تنورة الزراعة حول عيون المياه، ومن أهم المحصولات القمح والشعير وبعض الخضراوات والتمور. كما يمارس بعض السكان رعي الأغنام والأبل.

(2) الصيد

الصيد من الأنشطة المحببة لدى أهل المنطقة، إذ يمارسون صيد الأسماك واللؤلؤ، وقد عرفت مغاصات اللؤلؤ منذ زمن بعيد بجودتها وكثرة إنتاجها.

(3) الصناعة

بظهور النفط تحولت منطقة رأس تنورة إلى مدينة صناعية، تنتج المشتقات البترولية وتصدرها مثل:

(أ) البنزين.

(ب) الكيروسين.

(ج) الديزل وزيت الوقود.

(د) الأسفلت.

(هـ) غاز البترول السائل.

(و) الكبريت.

ك. أهمية المدينة

تحولت منطقة رأس تنورة بعد ظهور النفط، إلى مدينة حديثة. وتتمثل أهميتها في الآتي:

(1) تعد المدينة الشريان الحيوي لاقتصاد المملكة، لأن 90% من صادرات المملكة من الزيت والمنتجات المكررة تشحن من ميناء رأس تنورة.

(2) في المدينة عدد من المنشآت الصناعية، التي تمثل ركيزة من ركائز الاقتصاد السعودي مثل:

(أ) معمل تكرير الزيت، بطاقة ربع مليون برميل في اليوم.

(ب) معمل إنتاج الكبريت ـ بطاقة قدرها 300 طن في اليوم ـ بغرض التصدير.

(ج) معمل تجزئة الغاز.

(3) يوجد على سواحل رأس تنورة عدد كبير من مغاصات اللؤلؤ.



[1] منطقة لأعمال شركة الزيت العربية على بعد 24 كم.

[2] قرية زراعية على بعد 16 كم.

[3] سميت المنطقة (رحمية) لأنها ـ كما يقال ـ أقيمت بجوار (عين رحيمة)، التي تنساب مياهها في اتجاه الجنوب حتى تصب في البحر. أما مناطق العمل (الميناء ومعمل التكرير) فكان يطلق عليها عادة رأس تنورة.