مقدمة

أصبحت جزر الفيليبين مستعمرة إسبانية خلال القرن السادس عشر؛ ولكنها تخلَّت عنها للولايات المتحدة الأمريكية، في عام 1898، عقب الحرب الإسبانية ـ الأمريكية. وفي عام 1935، أصبحت الفيليبين كومنولث حكم ذاتي، وانتخب مانويل كويزون Manuel QUEZON رئيساً للبلاد، وكانت مهمته تهيئة البلاد للحصول على الاستقلال التام، بعد فترة انتقالية مدتها عشر سنوات. وفي عام 1942 وقعت البلاد تحت الحكم الياباني، خلال الحرب العالمية الثانية. فخاضت الفيليبين الحرب، جنباً إلى جنب، مع القوات الأمريكية خلال الفترة 1944-1945 لاستعادة البلاد. وفي الرابع من يوليه 1946 حصل الفيليبينيون على استقلالهم.

انتهى حكم فرديناند ماركوس Ferdinand MARCOS، الذي دام 21 عاماً، في عام 1986، حينما أرغمته ثورة شعبية عارمة "حركة سلطة الشعب 1" EDSA1 على النفي، وتنصيب كورازون أكينو Corazon AQUINO، رئيسة للبلاد. وقد شهدت فترة حكمها محاولات انقلابية عدة، حالت دون عودة الاستقرار السياسي الكامل والتنمية الاقتصادية. وفي عام 1992 انتخب فيديل راموس Fidel RAMOS، رئيساً للبلاد، وتميزت فترة حكمه بزيادة الاستقرار والتقدم في الإصلاح الاقتصادي. وفي عام 1992، أغلقت الولايات المتحدة الأمريكية آخر قواعدها العسكرية في الجزر الفيليبينية. وفي عام 1996، انتخب الرئيس جوزيف استرادا Joseph ESTRADA. وفي يناير 2001، وإثر محاكمة مساءلة الرئيس استرادا بتهم تتعلق بالفساد، وتعثر عملية إقالته، عصفت بالبلاد حالة غليان أدت إلى قيام حركة "سلطة الشعب 2" EDSA2، وطالبت باستقالة استرادا، فأعلنت المحكمة الفليبينية العليا عجز الرئيس جوزيف استرادا عن إدارة شؤون البلاد، بسبب الاستقالات الجماعية من حكومته؛ وخلفته نائبته، جلوريا ماكاباجال أرويو Gloria Macapagal Arroyo. وفي مايو 2004، انتخبت جلوريا أرويو رئيسة للبلاد لفترة رئاسية مدتها ست سنوات. وقد شابت فترة حكمها العديد من مزاعم الفساد، إلا أن الفيليبين كانت من الدول القليلة، التي استطاعت تجنب الانكماش الاقتصادي في أعقاب الأزمة المالية العالمية في العام 2008، وكان اقتصادها يتوسع كل سنة، خلال فترة حكم أرويو. وفي مايو 2010 انتخب بنينو أكينو الثالث Benigno AQUINO III، رئيساً للبلاد لفترة رئاسية مدتها ست سنوات.

تواجه حكومة الفيليبين تهديدات من عدة مجموعات، بعضها إرهابية مدرجة على لائحة الحكومة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وتخوض مانيلا صراعاً مستمراً منذ عقود، ضد حركات التمرد العرقية مورو، في جنوب الفيليبين. وقد أدى هذا ا لصراع إلى عقد اتفاق سلام مع الجبهة الوطنية لتحرير مورو، وتجري الآن محادثات سلام مع جبهة تحرير مورو الإسلامية. كما أن الفيليبين في صراع ممتد منذ عقود مع جيش الشعب الجديد، الذي يستوحي صراعه من التمرد الماوي، وينشط في جميع أرجاء البلاد.

وتشهد الفيليبين توترات متزايدة مع الصين، بشأن خلافهما حول المطالبات ببعض المناطق الإقليمية والبحرية المتنازع عليها، في بحر الصين الجنوبي.