مقدمة

في عام 1905، وعقب الحرب الروسية ـ اليابانية، أصبحت كوريا محمية يابانية. وفي عام 1910، ضمتها اليابان لها كإحدى مستعمراتها. وحصلت كوريا على استقلالها بعد استسلام اليابان للولايات المتحدة الأمريكية، عام 1945.

بعد الحرب العالمية الثانية، نشأت في النصف الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية جمهورية؛ بينما نُصّبت حكومة شيوعية في النصف الشمالي. أدت الحرب الكورية، التي دامت، بين الشطر الشمال والشطر الجنوبي، من 1950 إلى 1953، إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وقوات من الأمم المتحدة، لحماية كوريا الجنوبية من هجمات كوريا الشمالية، التي كانت تساندها الصين والاتحاد السوفيتي (السابق). وفي 1953، وقِعَت هدنة بين الطرفين، انشطرت شبه الجزيرة بموجبها إلى شطرين، بينهما منطقة منزوعة السلاح. بعد ذلك، تمكنت كوريا الجنوبية من تحقيق نموٍ اقتصادي سريع، فاق فيه متوسط دخل الفرد نظيره في الشطر الآخر، كوريا الشمالية، بمراحل كبيرة، وصل إلى حوالي 14 مرة.

وفي عام 1993، أصبح كيم يونج سام KIM Young-sam، أول رئيس مدني لكوريا الجنوبية، بعد 32 عاماً من الحكم العسكري، وأصبحت كوريا الجنوبية الآن دولة ديموقراطية حديثة.

وفي خطوة عُدت تاريخية، عُقد أول لقاء قمة، جمع بين رئيسي دولتي: كوريا الجنوبية، كيم داي جونج KIM Dae-jung، والشمالية، كيم جونج إيل KIM Jong Il، للمرة الأولى في تاريخ البلدين، في الفترة من 13 إلى 15 يونيه 2000. وقد وقع الزعيمان الكوريان على إعلان مشترك، لإنهاء حالة الجمود المشوبة بالتوتر، التي كانت تغيِّم على شبه الجزيرة الكورية. واتفقا على السماح للمواطنين من أفراد الأسر، التي مزق شملها انفصال البلدين، بزيارة ذويهم على الجانب الآخر من الحدود، في إطار رحلات جماعية؛ كما اتفقا على حلّ قضية السجناء المحتجزين منذ وقت طويل، وتوسيع دائرة التعاون الاقتصادي بين الكوريتين؛ إضافة إلى توسيع نطاق التبادل والتعاون في المجالات كافة.

وفي ديسمبر من العام نفسه، حصل رئيس كوريا الجنوبية، كيم داي جونج، على جائزة نوبل للسلام، بسبب التزامه بالديموقراطية وحقوق الإنسان، في آسيا. وهو يُعد الكوري الأول، الذي يفوز بإحدى جوائز نوبل.

وفي أكتوبر 2007، عُقدت قمة ثانية بين  رئيسي الكوريتين.

ومنذ تولي الرئيس لي ميونج LEE Myung الرئاسة، في فبراير 2008، اتبع سياسة الانفتاح على العالم. وقد تمثل ذلك في استضافة سيول قمة مجموعة البلدان العشرين G-20، في نوفمبر 2010،  وقمة الأمن النووي، في مارس 2012؛ إضافة إلى أن سيول ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الشتوية القادمة عام 2018.

وقد شابت العلاقة مع كوريا الشمالية في السنوات الأخيرة توترات خطيرة، مثل: إغراق كوريا الشمالية السفينة الحربية تشيونان Cheonan التابعة لكوريا الجنوبية، في مارس 2010. كما قصفت كوريا الشمالية بمدفعيتها جنوداً ومدنيين جنوبيين، في نوفمبر 2010.