مقدمة

السعودية دولة عربية، تتميَّز بعدة خصائص، دينيّة، واقتصاديّة، وجُغرافيّة، تُعطيها مَكانةً متميِّزة وفريدة. فهي تضُم أقدَس البِقاع الإسلامية، بيت الله الحرام، الذي تتوسّطه الكعبة المُشرَّفة، حيث يوَلّي مئات الملايين من المُسلمين، وجوهَهم شطرها في صلَواتهم الخَمس، يوميّاً. وتضُم المدينة المنوَّرة مسجِد وقَبر سيِّد المُرسَلين وخاتَم النبِيّين، محمّد ـ صلى الله عليه وسلَّم. وتشهَد المملكة العربية السعودية أكبر تجمُّع إسلاميّ في العالَم، حيث يتوافَد إلى الأماكِن المُقدَّسة أكثر من مليونَي مُسلم من مُختلَف أصقاع العالَم الإسلاميّ سنويّاً، لأداء فَريضَة الحَجّ.

تأسست المملكة العربية السعودية، رسمياً، يوم 21 جماد الأولى 1351هـ، الموافق 22 سبتمبر 1932م؛ إلا أن جذورها تمتد إلى عام 1744م، وهو العام الذي تأسست فيه الدولة السعودية الأولى، على يد أميرها محمد بن سعود ، وقد استمرت هذه الدولة نحو 75 عاماً. أما الدولة السعودية الثانية، فقد بدأت منذ عام 1834م، وهي السنة، التي استولى فيها الإمام تركي بن عبد الله على مدينة الرياض وحرر سائر نجد من سيطرة محمد على باشا. واستمرت هذه الدولة 75 عاماً، تناوب على الحكم خلالها تسعة أفراد. وفي عام 1920، فتح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الرياض، وبدأ حملة امتدت ثلاثين عاماً، لتوحيد الجزيرة العربية. وفي الثلاثينينات من القرن العشرين، اكتُشف النفط في أراضي المملكة؛ ما حولها من مجتمع صحراوي إلى آخر متطور، يعتمد على وسائل التقنية الحديثة.

بعد غزو العرق الكويت، في 1990، استقبلت المملكة العربية السعودية العائلة المالكة في الكويت ونحو 400 ألف لاجئ، وسمحت بنشر قوات عربية ودولية في أراضيها، لتُحرر الكويت في العام التالي.

ولا تزال المملكة العربية السعودية منتجاً رائداً للنفط والغاز الطبيعي، وتحتفظ بحوالي 25% من احتياطي النفط العالمي المؤكد.

وتستمر الحكومة في سعيها للإصلاح الاقتصادي والتغيير، وخاصة منذ انضمام المملكة العربية السعودية إلى منظمة التجارة العالمية WTO، في ديسمبر 2005، وتنميتها للاستثمار الأجنبي بالمملكة.

في مطلع العام 2011، أصدر خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عدداً من الأوامر الملكية، أعلن بموجبها إقامة مشاريع إصلاحية متنوعة، منها: تأسيس هيئة مكافحة الفساد، ومعالجة الفساد المالي والإداري، وتعزيز مبدأ المساءلة في كافة الأجهزة الحكومية، مع منع سوء استخدام السلطة والنفوذ، والقضاء على البطالة بإحداث آلاف الفرص الوظيفية الجديدة، ورفع الحد الأدنى للأجور، ودفع مخصصات مالية شهرية للباحثين عن العمل، وصرف معونات مالية شهرية لشرائح واسعة من المجتمع السعودي من الطلاب وكبار السن والعجزة وغيرهم، وإقامة مشاريع سكنية، ودعم أسعار المواد الغذائية بهدف خفض أسعارها، والحد من تدهور سوق الأسهم السعودي، وخفض أو إلغاء بعض رسوم الخدمات. وكذلك الإعلان عن مشاريع تنموية واسعة، تتصل بالقطاعين التعليمي والصحي وغيرهما، مع تعزيز الحوار الوطني كوسيلة لإبداء الرأي عند مناقشة القضايا المختلفة.

وقد جرت في المملكة أول انتخابات للمجالس البلدية عام 2005، وجرت الانتخابات الثانية عام 2011. وفي عام 2015، في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، سمح للمرأة بالمشاركة في الانتخابات ناخبة ومرشحة، لأول مرة، في انتخابات المجالس البلدية.

في 23 يناير عام 2015، عقب وفاة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بايعت المملكة العربية السعودية، ولي العهد، الأمير سلمان الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملكاً على البلاد.

في مارس عام 2015، وبطلب من الحكومة الشرعية اليمنية، قادت المملكة العربية السعودية تحالفاً دولياً عربياً إسلامياً، في حملة عسكرية لاستعادة حكومة اليمن الشرعية، التي أطاحت بها القوات الحوثية المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وتواصل المملكة العربية السعودية الإصلاح الاقتصادي، وتنويع مصادر الدخل. وفي أبريل 2016، أعلنت الحكومة عن مجموعة واسعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، المعروفة باسم رؤية 2030.