مقدمة

تركمانستان بلد إسلامي، في وسط آسيا، يغلب عليه الطابع الصحراوي. وقد عاش الناس في المنطقة المعروفة، حالياً، باسم تركمانستان، منذ آلاف السنين. فحكم فُرس الإمبراطورية الأخمينية المنطقة، من 500 إلى 331 ق. م تقريباً، حين سيطر الإسكندر الأكبر على إمبراطوريتهم. ثم حكمت المملكة البارقية المنطقة، من 250 ق.م  حتى 224م، ثم تولت الحكم فيها السلالة الفارسية الساسانية.

وفي منتصف القرن السابع الميلادي، فتح العرب المسلمون المنطقة. وكانت القبائل التركية قد بدأت التحرك نحو أواسط آسيا، في القرن السادس الميلادي تقريباً. وفي القرن العاشر استقر بعضها في منطقة تركمانستان، وبدأ استخدام مصطلح "تركمانيا"، منذ تلك الفترة. وظلت هذه القبائل في الحكم، إلى أن قدم المغول، بقيادة جنكيز خان، الذي غزا المنطقة في أوائل القرن الثالث عشر الميلادي.

وفي أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، مدّ تيمور لنك سلطانه على جزء من المنطقة، وألحقها بإمبراطوريته. وبين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلادييْن، مدّ الصفويون سلطانهم على الجزء الجنوبي من البلاد، ونشرت قبائل أوزبكية سيطرتها على الإقليم، خلال القرن الخامس عشر، وأقامت إمبراطورية خلال القرن السادس عشر. وفي القرن التاسع عشر، خضعت المنطقة لسلطان قبائل تركية، تعرف باسم التيك.

بدأ الروس السيطرة على المنطقة، في منتصف سبعينيات القرن التاسع عشر الميلادي. وفي عام 1885م، كانت الأراضي التركمانية كلها تحت سيادة روسيا. ثم سادت الشيوعية في روسيا، عام 1917، وتشكل الاتحاد السوفيتي (سابقا) عام 1922. وفي عام 1925، أصبحت تركمانستان إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي، تحت اسم: "جمهورية التركمان السوفيتية الاشتراكية". استقلت تركمانستان عن الاتحاد السوفيتي، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، عام 1991.

وقد أصبحت زيادة احتياطيات الغاز الطبيعي والهايدروكربون، نعمة على هذه الدولة التي تسعى للتقدم، إذا امتدت واتسعت المشروعات الخاصة بذلك. وقد سعت حكومة تركمانستان جاهدة لإيجاد طرق لنقل النفط، بديلة عن الأنابيب الروسية للتخلص من احتكارها. وقد تحقق لها ما تريد عام 2010، عندما بدأت خطوط أنابيبها الجديدة بنقل الغاز التركماني إلى الصين وشمالي إيران، منهية بذلك احتكار الروس لصادرات غاز تركمانستان.

توفي الرئيس، المنتخب مدى الحياة، صابر مراد نيازوف Saparmurat NYYAZOW، في ديسمبر 2006، وأجرت تركمانستان أول انتخابات رئاسية تنافس فيها أكثر من مرشح، في فبراير 2007. وقد فاز فيها قربان قولي بردي محمدوف Gurbanaguly BERDIMUHAMEDOW، والذي كان النائب الأول للرئيس نيازوف، وأعيد انتخابه عام 2012.