مقدمة

لعبت المملكة المتحدة (بريطانيا العظمى) وأيرلندا، تلك القوة التي هيمنت على الحياة البحرية والصناعية، خلال القرن التاسع عشر الميلادي، دوراً رائداً في تطوير الديموقراطية البرلمانية، وفي تقدم الآداب والعلوم. وفي أوج قوتها، كانت الإمبراطورية البريطانية تحتل ربع مساحة الكرة الأرضية. وقد شهد النصف الأول من القرن العشرين أفول قوة المملكة المتحدة على نحوٍ خطير، في الحربين العالميتين، الأولى والثانية، وانسحبت الجمهورية الأيرلندية من الاتحاد. وشهد النصف الثاني تفكك الإمبراطورية البريطانية وإعادة المملكة المتحدة بناء نفسها دولة أوروبية حديثة تنعم بالرخاء.

ولمّا كانت المملكة المتحدة هي أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، ومن الأعضاء المؤسسين لكل من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ورابطة الشعوب البريطانية، فإنها تتبنى نهجاً عالمياً، في سياستها الخارجية. وتزن المملكة المتحدة، في الوقت الحالي، درجة تكاملها مع القارة الأوروبية. وعلى الرغم من كونها عضواً في الاتحاد الأوروبي، إلا إن بريطانيا اختارت أن تبقى خارج الاتحاد النقدي الأوربي في الوقت الحالي. ومن القضايا المهمة، كذلك، في بريطانيا، قضية الإصلاح الدستوري.

وفي عام 1999، أنشأت المملكة المتحدة مجالس إقليمية (نظام برلماني)، تختلف درجة قوتها، في اسكتلندا، وويلز، وأيرلندا الشمالية، وقد عُلِّق افتتاح برلمان أيرلندا الشمالية حتى مايو 2007، نظراً للخلافات حول عملية السلام، وتمت عملية نقل السلطة إليه فعلياً في مارس 2010.